دراسة جديدة: شم دموع المرأة يقلل عنف وعدوانية الرجل بنسبة 44%
كشفت دراسة جديدة عن ارتباط مدهش بين استنشاق دموع الإناث وتقليل العدوانية الذكورية، وألقت الدراسة الضوء على الإشارات الكيميائية الموجودة في الدموع التي تخدم وظيفة الحماية، فيبدو أن الدموع العاطفية تحتوي على إشارات تؤثر على السلوك والنشاط الدماغي.
وأظهرت الأبحاث الأخيرة أن الدموع تحمل إشارات كيميائية ذات آثار اجتماعية، فعلى سبيل المثال اتضح أن دموع الفئران الإناث تحتوي على إشارات تعطل العدوان بين الذكور، عن طريق تثبيط شبكات الدماغ المتعلقة بالعدوان، كما أن الفئران الذكور الفاقدة للبصر تغطي أنفسها بالدموع لتقليل العدوان الذكوري تجاهها.
تفاصيل الدراسة
وأجرى الباحثون سلسلة من التجارب لاستكشاف حقيقة هذا الأمر، ويقول العلماء: "كنا نعلم أن استنشاق الدموع يقلل هرمون التستوستيرون، وهذا يقلل من العدوانية الذكورية، لذلك بدأنا دراسة هذا الأمر"، وشملت الدراسة 6 نساء تتراوح أعمارهن بين 22 و 25، وأُجبرن على مشاهد مقاطع حزينة للبكاء، ثم طُلب من 25 رجلاً لعب لعبة نقدية مع خصم أُخبروا أنه إنسان ولكنه في الواقع خوارزمية حاسوبية، وصُممت اللعبة لإثارة رد الفعل العدواني.
وقبل اللعبة استنشق بعض الرجال دموع النساء، والبعض الآخر محلول ملحي وكلاهما دون راحة، ولاحظ الباحثون انخفاضًا بنسبة 43.7% في العدوان بعد شم الدموع، ثم أجرى الباحثون تحليلاً إحصائيًا، ووجدوا أن احتمالية الحصول على هذه النتيجة بالصدفة كانت 2.9%، ما يُشير إلى أن الدموع العاطفية لها وظيفة أساسية لتقليل العدوان مثل الفئران.
وحلل الباحثون التأثير على أدمغة المشاركين عن طريق التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي، ولاحظ العلماء نقص نشاط المناطق المسؤولة عن العدوانية بعد التعرض للدموع، كما وجدوا ترابطًا معنويًا بين ظروف التجربة والنشاط في هذه المناطق.
اقرأ أيضًا: دراسة جديدة تكشف الإصابة بفيروس «كورونا» من الدموع
كما أظهرت دراسة سابقة في 2022 أن حجم دموع الكلاب زاد بشدة عندما عادوا إلى أصحابهم المألوفين، ما يشير إلى أنها تبكي دموعًا عاطفية، ولكن توجد حاجة لإجراء المزيد من الدراسات للتأكد مما إذا كانت هذه الدموع تحتوي على إشارات يمكن التقاطها بواسطة الكلاب أو البشر.
ويسعى العلماء لتوسيع دراستهم لتشمل النساء لكي يحصلوا على صورة أكثر اكتمالاً لهذا التأثير، وعلى الرغم من تأثير استنشاق الدموع على عدوانية الذكور، لكننا ما زلنا بحاجة لمزيد من الدراسات، ولكن نتائج هذه الدراسة تزيد من فهمنا لتطور الدموع العاطفية، وتفتح الباب لمزيد من الدراسات حول الإشارات الكيميائية التي تلعب دورًا في التفاعلات الاجتماعية.