مهرجان "شتاء طنطورة".. تجسيد الفن والتراث في عمق "العُلا"
مهرجان "شتاء طنطورة" يتسارع قريبًا، جاذبًا إليه عُشاق الفن والتراث في قلب محافظة العُلا، حيث يتناغم المكان والزمان ليصنعا تجربة فريدة من نوعها.
تنطلق فعاليات المهرجان في نسخته الخامسة، محملاً بالفعاليات الثقافية والفنية، ليبرز وجهة سياحية جديدة على الخارطة العالمية.
"شتاء طنطورة" يختلف عن غيره من المهرجانات، فهو يقدم باقة متكاملة من المناسبات الثقافية والفنية. ويتضمن المهرجان تجربةً فريدةً للزوار الواصلين من مختلف الأماكن، حيث تختلط الفعاليات بالبيئة الاستثنائية المحاطة بالصحراء والجبال الفريدة التي شهدت تاريخًا حضاريًا ثريًا للغاية.
جاذبية فريدة في "شتاء طنطورة"
على الرغم من التحديات البيئية في هذه المنطقة، يبدو أن "شتاء طنطورة" يستفيد بشكل كبير من جاذبيتها الفريدة، إذ تتجلى جماليات العُلا في كل زاوية، حيث تندمج الصحراء المحيطة والجبال الفريدة في خلفية تُبرز عظمة التراث الإنساني الذي استمر عبر العصور.
اقرأ أيضا: مهرجان "شتاء طنطورة" يعود إلى العُلا بتجربة ترفيه غير مسبوقة
ومن الناحية الاقتصادية، فإن المهرجان يُظهر أثرًا إيجابيًا في تنشيط الاقتصاد المحلي، ويُعزز من الحركة التجارية المحلية، ويعمل على خلق فرص عمل للشبان المحليين، ما يسهم في رفع مستوى الدخل وتحفيز التنمية الاقتصادية.
تأتي فعاليات المهرجان كنافذة تُلقي نظرة عميقة على الهوية الثقافية والتراث الغني لمحافظة العُلا. ومن خلال الفنون التقليدية، والمأكولات المحلية، والحرف اليدوية، يبرز المهرجان بشكل كبير ويعزز من مستوى الارتباط الثقافي ويلقي الضوء على جوانب غنية ومتنوعة من تراث المنطقة.
دور المهرجان في تحفيز النمو الاقتصادي
إلى جانب الدور الترفيهي والثقافي، فإن المهرجان يلعب دورًا أساسيًا في تعزيز فرص العمل، وتحفيز النمو الاقتصادي. والحقيقة أنه يستمد جاذبيته من استقطاب الزوار من مختلف الأماكن، ما يحفز قطاع الضيافة، ويُطلق العنان لطلب الخدمات مثل الفنادق والمطاعم، كما أنه يدفع إلى توسعة البنية التحتية وزيادة فرص العمل.
"شتاء طنطورة" ليس مجرد مهرجان، بل يُعد تجسيدًا للجمال الطبيعي والتراث الثقافي للعُلا. وهو إذ يشكل أيضًا فرصة فريدة ومميزة لاكتشاف تفاصيل المدينة القديمة ومعالمها، حيث تتحول إلى وجهة شتوية تنبض بالحياة، تجعل الزائر يعيش تجربة فريدة ويغوص في عمق تاريخ وجمال العُلا.
استحضار جمال العُلا في "شتاء طنطورة"
مهرجان "شتاء طنطورة" يتيح فرصة فريدة للزوار للاستمتاع بجمال العُلا، واكتشاف رونقها الفريد. إذ إنها تتمتع بموقع استثنائي وتاريخ غني للغاية، فالطبيعة الصحراوية المحيطة بالمنطقة تُضفي سحرًا خاصًا على هذا الحدث الذي يدمج بين الجمال الطبيعي والفعاليات الثقافية والفنية.
المناطق الجبلية الفريدة في العُلا تجعلها وجهة فريدة ومفعمة بالجمال، ويتميز المهرجان بتنظيم الفعاليات في مواقع استثنائية تُظهر جمال العُلا في كل زاوية. وقد تحولت المدينة القديمة إلى وجهة ثقافية مذهلة، حيث تُظهر الإضاءة الفنية والديكورات التقليدية أجواء الثقافة العريقة والتراث البديع للمنطقة.
فيما يتعلق بالفعاليات الثقافية، فإن المهرجان يتميز بتنوعه وغناه، كما أن حفلات الفنانين العرب والعالميين تضفي لمسة فنية راقية، ما يضيف إلى رونق المهرجان ويجعله فريدًا من نوعه.
ومن المقرر أن تُقام فعاليات المهرجان على مدى 38 يومًا، ما يتيح للزوار الفرصة للاستمتاع بمجموعة واسعة من الفعاليات والتجارب الترفيهية التي يُنتظر أن يكون لها أثر بالغ على جميع الحضور.
اقرأ أيضا: احتفالاً بختام شتاء طنطورة.. انطلاق موكب الخيول في بلدة العلا القديمة
وبالنسبة للمأكولات المحلية والحرف اليدوية، فإن المهرجان يبرز باعتباره منصة للتعريف بثقافة الطهي المحلية والحرف التقليدية، إذ تتناغم هناك المأكولات المحلية مع جو المكان، وسيكون بمقدور الزوار والسياح القادمين من كل مكان أن يتذوقوا أطباقًا فريدة وتجاربًا غنية تعبر عن تراث المنطقة.
من جهة أخرى، يسهم المهرجان في دعم الأعمال المحلية وتنشيط حركة التجارة، حيث يمثل فرصة للتجار المحليين لعرض منتجاتهم، والترويج للحرف اليدوية الفريدة، كما يشجع المهرجان على دعم الأعمال الصغيرة، ويعزز الابتكار في مجالات الصناعة والحرف.
من الناحية الاقتصادية، يعزز المهرجان الاستثمار في السياحة المحلية ويحفّز نمو القطاع، كما أنه يجذب الزوار من داخل المملكة وخارجها، ما يسهم في زيادة إقامات الفنادق واستهلاك الخدمات السياحية. وستتحول المنطقة إلى وجهة سياحية مزدهرة، حيث ينعكس هذا النشاط السياحي إيجابيًا على الاقتصاد المحلي.
بالإضافة إلى الجوانب الثقافية والاقتصادية، يعد مهرجان "شتاء طنطورة" فرصة للتفاعل الاجتماعي والتواصل بين الثقافات نظرًا لدوره في تجميع الناس من خلفيات مختلفة للاستمتاع بالفعاليات وتبادل الخبرات، ما يعزز التواصل الحضاري، ويسهم في بناء جسور الفهم والتسامح.
بهذه الطريقة، يعد مهرجان "شتاء طنطورة" ليس مجرد حدث ثقافي وترفيهي، بل هو استثمار في جمال العُلا وتراثها الفريد، ودفعة فعلية للاقتصاد المحلي. ويمثل هذا الحدث المميز نموذجًا لتحقيق التوازن بين التراث والتطوير، ويجسد رؤية مستدامة لتعزيز الهوية الثقافية وتحفيز التنمية الاقتصادية.
"شتاء طنطورة".. استثمار في المستقبل وفق رؤية المملكة 2030
يأتي مهرجان "شتاء طنطورة" كخطوة استثنائية نحو تحقيق أهداف رؤية المملكة العربية السعودية 2030، حيث تعكس تلك الفعالية الثقافية والترفيهية تكامل الرؤية مع التنمية المحلية وتعزيز القطاع السياحي والاقتصادي.
ومع التركيز المتزايد على تنويع مصادر الدخل وتطوير السياحة في المملكة، يأتي مهرجان "شتاء طنطورة" كعنصر فعّال في تحقيق هذه الأهداف. ويسعى المهرجان إلى تحويل العُلا إلى وجهة سياحية متميزة، حيث يجمع بين جمال الطبيعة والفعاليات الثقافية ليقدم تجربة فريدة للزوار.
يتناغم مهرجان "شتاء طنطورة" مع الروح التنموية لرؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى تعزيز التنوع الاقتصادي وتحفيز القطاع السياحي. ويعد المهرجان استثمارًا في المكان والزمان، حيث يسهم في دعم الاقتصاد المحلي، وتوفير فرص عمل للشبان في المنطقة.
وفي إطار رؤية 2030، من المنتظر أن يعزز المهرجان أجواء التواصل الاجتماعي والثقافي بين مختلف شرائح المجتمع، بدوره في استقطاب وجذب الناس من داخل المملكة وخارجها للاستمتاع بالفعاليات والتفاعل مع تراث العُلا، وسيسهم هذا التبادل الثقافي في تعزيز التفاهم المتبادل وتكامل المجتمع.
مهرجان "شتاء طنطورة" يرتبط ارتباطًا وثيقًا بتعزيز الهوية الثقافية والتراث في إطار رؤية 2030، ويعمل على تسليط الضوء على جمال وتاريخ العُلا، وهو ما سيكون له دور في تعزيز الوعي بالتراث الثقافي للمنطقة.
من الناحية الاقتصادية، يعد المهرجان دافعًا قويًا للتنمية في محافظة العُلا، بفضل دوره في زيادة حجم السياحة، وتوفير فرص عمل في قطاع الضيافة والخدمات، مع تحفيز الطلب على الخدمات السياحية، وبالتالي الإسهام في نمو القطاع وتحفيز الاستثمار.
بالإضافة إلى ذلك، يعزز المهرجان من أجواء التفاعل الثقافي والتبادل بين الشباب والمبدعين في المملكة، ويمثل فرصة للشباب لعرض مواهبهم وابتكاراتهم، ما يعزز الابتكار ويسهم في نمو المجتمع الإبداعي.
تعد العُلا ومهرجان "شتاء طنطورة" إضافة مميزة للسياحة السعودية، حيث يتماشى المهرجان مع رؤية المملكة لتعزيز السياحة المستدامة، وتنويع مصادر الدخل، كما أنه يعكس التزام المملكة بالتنمية المستدامة والحفاظ على التراث الثقافي.
في الختام، يمكن القول إن مهرجان "شتاء طنطورة" يبرز كنموذج للاستثمار الذكي والمستدام في الموروث الثقافي والتراثي للعُلا، ويشكل تجسيدًا حقيقيًا للتناغم بين التطوير السياحي والحفاظ على الهوية، ويمثل إشارة إيجابية نحو تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 بشكل فعّال ومستدام.