وادي صفار.. شاهد على خطة المملكة لتحقيق نمو مستدام في قطاع السياحة
في أحضان الدرعية الفخمة، تنبعث روح التاريخ والتراث في مشروع وادي صفار، الذي يتربع في قلب المزارع التاريخية لجزيرة العرب.
يأتي هذا المشروع كجزء من الرؤية الاستراتيجية للمملكة التي تهدف إلى تعزيز القطاع السياحي، ويتناغم مع مستهدفات رؤية 2030 التي تطمح إلى استقطاب زوار يتوقون إلى استكشاف التراث والتاريخ.
يوصف وادي صفار بأنه محطة تاريخية للمملكة، خاصة أن حكايته تمتد لأكثر من 300 عام، ويتجسد في هذا المكان الفاخر التوازن الفريد بين الفخامة والحضارة، وهو عبارة عن تحفة معمارية وفنية تمزج بين التقاليد والحداثة.
وادي صفار.. عنوانًا للتراث والتاريخ
في غضون ذلك، أكد وزير السياحة، أحمد الخطيب، على أهمية التراث والتاريخ في عقول ووجدان الناس، حيث يجذب اهتمام العديد من الزوار حول العالم. ويبرز هنا وادي صفار بفضل مكانته العريقة ليحقق هذا الاهتمام والولاء، بتقديمه تجربة سياحية فاخرة تتناغم مع قيم التراث والتاريخ.
اقرأ أيضا: معرض إكسبو 2030 يعزز شغف السياحة بالمملكة ويفتح أفقًا جديدًا للاستثمار
مشروع وادي صفار يشمل مساحة ضخمة تبلغ 61 كيلومترًا مربعًا، ويتضمن 10 فنادق عالمية، ملاعب غولف، ومسارات للخيول، ما يجعله وجهة فاخرة ومتكاملة. ويهدف المشروع كذلك إلى الحفاظ على البيئة الطبيعية والتوازن بين التطوير والحفاظ على الجمال الطبيعي للمنطقة.
من أجواء الفعاليات في وادي صفار - المصدر: موقع اكس أو تويتر سابقا
وإذ تتطلع وزارة السياحة السعودية من وراء هذا المشروع إلى استقطاب 120 مليون زائر في المملكة بحلول العام 2030، خاصة مع التزامه بتقديم تجربة فريدة للسياح الذين يتوجهون إلى الرياض، التي ستحظى بمزيد من الاهتمام، بعد الإعلان عن مخطط مطار الملك سلمان الدولي في نوفمبر 2022.
وتشهد المملكة بمشروع وادي صفار على استعدادها لاستقبال العالم بقلب ينبض بالتاريخ والفخر، وتبرز جاذبيتها كوجهة سياحية فاخرة تمزج بين سحر التاريخ وروعة الحاضر، وهو ما سيتضح أثره عما قريب.
امتزاج التاريخ مع الفخامة
في رحاب مشروع وادي صفار، ينسجم التاريخ والفخامة، ليخلقا سويًا تجربة فريدة من نوعها في قلب الدرعية، التي تعد المزرعة الكبرى لتاريخ الجزيرة العربية. ويبرز هذا المشروع كوجهة سياحية فاخرة تمثل جزءًا حيويًا من خطة المملكة الاستراتيجية لتعزيز السياحة، وتعزيز التواصل مع العالم.
ويعتزم القائمون على مشروع وادي صفار تقديم مفهوم فريد من نوعه للسياحة الفاخرة، خاصة أن المكان يعكس تاريخًا يمتد لأكثر من 300 عام من التناغم بين التراث والتطور. وستحتفي تلك الوجهة الفاخرة بموروث الدرعية التاريخي، بمزجها الفخامة بالطابع الثقافي لتقديم تجربة سفر استثنائية.
وشدد وزير السياحة، أحمد الخطيب، على أهمية المحافظة على التراث والتاريخ كجزء أساسي من رؤية المملكة 2030، موضحًا أن المشروع يلبي تطلعات 30% من سكان العالم الذين يستمتعون بالتراث والتاريخ، وأن وادي صفار يمثل محطةً سياحيةً تشمل مساحة ضخمة ومجموعة من المرافق الفاخرة.
وأضاف "الخطيب" أن المشروع يشمل 10 فنادق عالمية، ملاعب غولف، وأماكن مخصصة للفعاليات الثقافية، وأن مساحة المشروع لن تُستخدم بالكامل للبناء للحفاظ على البيئة الطبيعية، مع التأكيد على أن الخدمات الترفيهية والسياحية الكاملة ستكون متاحة للزوار بحلول العام 2027.
وفي ظل إعلان رؤية 2030، يبرز وادي صفار كرمز للاستثمار في السياحة الفاخرة، حيث يجسد التزام المملكة بخلق محطة مكتملة الأبعاد يمتزج فيها الحاضر الفاخر بالتراث الثري، لتقديم تجربة لا تُنسى للزائرين.
نحو مستقبل سياحي مشرق
تعد المملكة العربية السعودية محطة رائعة للسياحة العالمية، حيث تشهد الفترة الحالية تحولات كبيرة في هذا القطاع، مع التزام حكومي قوي ورؤية استراتيجية مستدامة. وتقوم منظومة السياحة في المملكة على عدة أركان تعزز تنوع القاعدة الاقتصادية وتسهم في تحقيق رؤية المملكة 2030 ومن بين تلك الأركان:
روح التشريع والتنظيم
تعد وزارة السياحة العمود الفقري لتطوير قطاع السياحة في المملكة. وبوضعها بعض التشريعات والأنظمة اللازمة، تسعى الوزارة إلى خلق بيئة استثمارية مثالية وجاذبة، مع إصدار التراخيص والتصنيفات الخاصة بالأنشطة السياحية، بما يعكس مدى التزامها بتنظيم القطاع بشكل فعّال.
تسويق وتطوير المنتجات
تعمل الهيئة السعودية للسياحة على تسويق المملكة كوجهة سياحية عالمية، وتطوير باقات ومنتجات سياحية فريدة. وبالتعاون مع القطاع الخاص، تقوم بالإشراف على توزيع هذه المنتجات على الصعيدين المحلي والدولي، وتشجيع السياحة في المملكة.
اقرأ أيضا: "سيرانا".. وجهة السياحة الفاخرة على ساحل خليج العقبة
دعم للمناطق السياحية
يلعب صندوق التنمية السياحي دورًا حيويًا في تطوير المناطق السياحية، حيث يسهم في دعم الاستثمار وتطوير المشاريع في المناطق المستهدفة. ويسعى الصندوق أيضًا إلى تحسين التقنية والبنية التحتية لدعم النشاطات السياحية.
تنظيم الأنشطة البحرية
تبذل الهيئة السعودية للسياحة جهودًا كبيرة من أجل تنظيم الأنشطة البحرية والملاحية في منطقة البحر الأحمر، مع التركيز على الاستدامة وحماية البيئة البحرية، وتعمل بنفس الوقت على جذب الاستثمارات وتسويق الأنشطة البحرية.
مخطط يوضح شكل وادي صفار- المصدر: موقع اكس
تعزيز الرحلات الجوية
يهدف برنامج الربط الجوي إلى تعزيز الرحلات الجوية وتطوير المسارات الجوية المستهدفة. وبالتعاون مع شركات الطيران، يسعى البرنامج إلى دعم النمو السياحي من خلال تعزيز التواصل بين قطاعي السياحة والطيران.
توجيه الجهود والتعاون
يلعب مجلس التنمية السياحي دورًا محوريًا في تحقيق التوازن بين الأهداف الوطنية واحتياجات أصحاب المصلحة، وينظم الجهود المبذولة في تطوير القطاع، ويتابع تنفيذ المبادرات بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة.
ومن خلال تكامل هذه الكيانات، تسعى المملكة العربية السعودية إلى جذب المزيد من السياح، وتحقيق نمو مستدام في قطاع السياحة، ما يعزز مكانتها كواحدة من أبرز الوجهات السياحية العالمية.
رؤية 2030: مستقبل السياحة في المملكة العربية السعودية
تعكس رؤية 2030 التي وضعتها المملكة العربية السعودية تحولات كبيرة نحو تنويع الاقتصاد، وتحسين الحياة الثقافية والترفيهية للمواطنين، وإذ تلعب في هذا السياق منظومة السياحة دورًا حيويًا في تحقيق هذه الرؤية الطموحة من خلال:
الاستثمار في التنوع الاقتصادي:
يأتي قطاع السياحة كجزء لا يتجزأ من رؤية 2030 في تنويع مصادر الدخل، والتقليل من الاعتماد على النفط. وبفضل استقبال المستثمرين النوعيين، تشهد المملكة تطويرًا سريعًا للمشاريع السياحية الرائدة، والتي تسهم في تعزيز الاقتصاد بشكل فعّال.
تطوير المناطق السياحية:
يسهم مجلس التنمية السياحي في تحقيق تطلعات رؤية 2030 من خلال دعم تطوير المناطق السياحية، ما يعزز من التجربة السياحية، ويوفر فرص عمل للسكان المحليين، ما يعزز التنمية المستدامة.
توسيع الربط الجوي:
يأتي برنامج الربط الجوي ليعزز التواصل الجوي ويسهم في زيادة عدد السياح. كما يعزز التعاون مع شركات الطيران ويوسع المسارات الجوية لزيادة إمكانية الوصول إلى المملكة، وبالتالي دعم الرؤية الطموح لتحقيق عدد كبير من الزوار.
تسليط الضوء على الهوية الثقافية:
تعمل الهيئة السعودية للسياحة على تسويق المملكة كوجهة ذات هوية ثقافية فريدة. وعبر تطوير الباقات والمنتجات السياحية، يتم تسليط الضوء على التراث الثقافي والتاريخي للمملكة، ما يجعلها وجهة مميزة للسياح.
تحسين التجربة السياحية:
تعمل الهيئة على قياس تجربة السائح وتحديد فرص التحسين، ما يساهم في تحقيق رؤية 2030، ومن ثم جعلها وجهة سياحية استثنائية.
الابتكار وتقنيات الضيافة:
يعزز الابتكار في مجال الضيافة وتكنولوجيا المعلومات تجربة السائح، حيث يتم دمج أحدث التقنيات لتحسين الخدمات وتسهيل رحلة السائح في المملكة، ما يساعد على رواجها وتعزيز صورتها عالميًا.
ومن خلال تكامل هذه المبادرات والجهود التي تقوم بها المملكة، فهي إذ تبذل قصارى جهدها لضمان تحقيق رؤيتها الطموح وجعل السياحة محركًا للتنمية الاقتصادية وتحسين جودة الحياة لمواطنيها ومقيميها.