تحذيرات جادة للاعبي كرة القدم من الكافيين
خلصت نتائج دراسة حديثة إلى أن استهلاك الكافيين يمكن أن يحسن دقة تمريرات كرة القدم، لكنه يؤثر سلبًا على عملية اتخاذ القرار لدى اللاعبين ومهاراتهم التكتيكية.
ونشر موقع "Neuroscience News"، نتائج دراسة حديثة، أشارت إلى أن تناول الكافيين قبل مباريات كرة القدم يمكن أن يكون له تأثير سلبي على اللعب التكتيكي، ومع ذلك، لم ترجح الدراسة تجنب لاعبي كرة القدم الكافيين تمامًا، وإنما أوصت بإجراء مزيد من الأبحاث حول تأثيراته على عملية صُنع القرار في اللعبة.
وأظهرت الدراسة أنه "خلال مباراة كرة القدم، يجب على اللاعبين معالجة إشارات مختلفة مثل مواقع الخصم، وتنظيم الفريق، وضغط الوقت" وجميعها تصب في عملية صُنع القرار في اللعبة.
تأثير الكافيين على لاعبي كرة القدم
في هذا السياق، قال الدكتور بويا سلطاني، المحاضر في تكنولوجيا الألعاب بجامعة ستافوردشاير الإيرانية، حسبما نقل موقع Neuroscience News، إن "الكافيين يعد أحد المكملات الغذائية الأكثر شعبية والتي ثبت أنها توفر فوائد أثناء ممارسة التمارين، بما يشمل كرة القدم. وأظهرت الدراسات أن الكافيين يمكن أن يعزز الانتباه والدقة والسرعة، بالإضافة إلى قياسات الطاقة والحالة المزاجية".
اقرأ أيضًا: قيلولة الكافيين.. هل هي أفضل وسيلة لاستعادة النشاط؟
وأكد "سلطاني" أن "تأثيرات الكافيين على الوظائف المعرفية العليا، مثل حل المشكلات واتخاذ القرار، غالبًا ما تكون موضع نقاش، لذلك تم إجراء هذه الدراسة، التي شملت 12 لاعب كرة قدم شاب، تتراوح أعمارهم بين 16 و17 عامًا، والذين قاموا بالمشاركة في سلسلة من المهام لاستكشاف تأثير الكافيين على اتخاذ القرار ودقة التمريرات".
وخلال فترة الدراسة، أجرى المشاركون خمس تمريرات قصيرة "10 أمتار"، وخمس تمريرات طويلة "30 مترًا"، بالإضافة إلى اختبار "لوبورو" للتمرير في كرة القدم الذي يقيم المهارات بما يشمل التمرير، والمراوغة، والتحكم، واتخاذ القرار.
ولقياس مدى تأثير الكافيين على أداء لاعبي كرة القدم، استخدم الباحثون معادلة حاسوبية لقياس عملية صُنع القرار في سيناريوهات اللعب المختلفة.
وطُلب من المشاركين تحديد أفضل خيار لعشرة سيناريوهات "محاكات" من اللعب.
اقرأ أيضًا: دراسة: القهوة أكثر تأثيرًا على يقظة الشخص من مصادر الكافيين الأخرى
وأكمل المشاركون المهام مرة بعد تناول 3 ميليغرام لكل كيلوغرام من كتلة الجسم من الكافيين، ومرة أخرى بعد تناول كميات مماثلة من مادة "وهمية".
وسجل المشاركون في الدراسة نتائج أكثر دقة بنسبة 1.67% في التمريرات القصيرة، وأكثر دقة بنسبة 13.48% في التمريرات الطويلة عندما تناولوا الكافيين مقارنةً بالمادة الوهمية. ولكن كانت عملية اتخاذ القرار لدى المشاركين أقل دقة بنسبة 7.14% وكانت درجات النجاح في اختبار لوبورو أقل بنسبة 3.49% عندما تناولوا الكافيين مقارنة بالمادة الوهمية.
ولهذا توصلت الدراسة إلى "أن المهام الأكثر تعقيدًا التي تحتوي على عدد أكبر من التمريرات قد تتأثر سلبًا بجرعات الكافيين التي يتم تناولها قبل ساعة من اللعب، وأن النتائج تُظهر أن الأداء يمكن أن يتأثر بتناول الكافيين وقد يجد المدربون أنه يمكن الاستفادة من مقاييس الأداء أثناء الحصص التدريبية".
كما خلصت الدراسة إلى أن جرعة الكافيين بالنسبة لوزن الجسم، وتكرار تناول الكافيين، وأوضاع معينة للاعبين أو أساليب لعبهم قد تكون سبب الانخفاض الطفيف في دقة التمرير، وهي التي تعد أمرًا حاسمًا بالنسبة للاعب خط الوسط ولكنه أقل تأثيرًا بالنسبة لحارس المرمى.