حبوب الكافيين.. هل هي آمنة وما الفرق بينها وبين القهوة؟
قد لا يُعجِبك مذاق القهوة، ومع ذلك ترغب في تناولها لتظل يقظًا ونشيطًا، وهذا ما يدفعك لتناول حبوب الكافيين كبديل للقهوة، كونها ليست بمذاق القهوة نفسه، ولكن على الرغم من فوائد الكافيين، مثل: زيادة التركيز، وتعزيز الأداء الجسدي، فإنَّ الإفراط في تناولها دون حسابٍ يُنذِر باضطرابات صحية، مثل: ارتفاع ضغط الدم، وزيادة مُعدَّل دقات القلب.
وقد أوصت المراكز البحثية بعدم تجاوز 400 مغم من الكافيين يوميًا؛ فهل ينطبق الأمر نفسه على حبوب الكافيين؟ أم أنَّ لها اعتبارات أخرى؟
ما هي حبوب الكافيين؟
الكافيين مُنبِّه للجهاز العصبي، ومُنشِّط للجسم، وتُصنع حبوب الكافيين من الكافيين الطبيعي، أو الصناعي، وقد تحتوي بعض أنواع الحبوب على مواد غير فعالة، مثل: المواد الملونة، أو المستحلبات، أو المواد المضافة الأخرى.
تحتوي حبوب الكافيين، باختلاف أنواعها على 100 - 200 مغم من الكافيين.
كيف تعمل حبوب الكافيين؟
سواء كان الكافيين مُتناوَلًا في شكل حبوب، أو مشروب القهوة، فإنَّ تأثيره واحد، إذ يُحاكِي مادة الأدينوسين التي تُطلِقها الأعصاب عندما تكون مستيقظًا.
عندما تنخفض مستويات الأدينوسين لديك، يستعد الجسم للنوم، كما يمتد تأثير الكافيين المُتناوَل 5 أو 6 ساعات، ومن بعدها ينتهي تأثيره على الجسم. فيما يصل الكافيين إلى أقصى تأثيرٍ له بعد ساعةٍ من الحصول عليه.
ولكن بخلاف تنبيه الكافيين للجهاز العصبي، فإنَّ له آثارًا أخرى، مثل:
- إدرار البول.
- زيادة حمض المعدة.
- زيادة ضغط الدم.
الفرق بين حبوب الكافيين والقهوة
تُوجَد عِدَّة فروقٍ طفيفة بين حبوب الكافيين، والقهوة، وقد يُفضِّل البعض حبوب الكافيين على القهوة، وتشمل عوامل الفرق بينهما ما يلي:
المذاق
قد لا يستمتع البعض بمذاق القهوة، ومِنْ ثَمَّ فإنَّ حبوب الكافيين تُوفِّر الفوائد نفسها بعيدًا عن مذاق القهوة غير المُحبَّب.
الملاءمة
وفقًا لما ذكره موقع «ميديكال نيوز توداي»، فإنَّ حبوب الكافيين مناسبة أكثر للذين لا يمكنهم الوصول لدورات المياه لأوقاتٍ طويلةٍ.
على الرغم من أنَّ الكافيين مُدرٌّ للبول بكل أشكاله، سواء في صورة أقراص، أو سائل، فإنَّ الحاجة إلى التبوُّل تزداد مع شرب القهوة مقارنةً مع حبوب الكافيين.
اقرأ أيضًا: أضرار الكافيين على القولون ومتى يجب التوقف عن تناوله؟
درجة الحموضة
تُعدُّ القهوة حمضية، ومِنْ ثَمَّ قد تُسبِّب حُرقة المعدة، وتفاقم أعراض ارتجاع المريء إِنْ كان الرجل مُصابًا بها.
حبوب الكافيين خيار مُميَّز للرجال المُعرَّضين لارتجاع المريء، لكن يظل الكافيين من أسباب حرقة المعدة لدى بعض الناس.
المُكوِّنات
لا تحتوي القهوة على الكافيين فقط، بل إنَّها غنية بمضادات الأكسدة، ومِنْ ثَمَّ فإنَّ تناول حبوب الكافيين بدلًا من شرب القهوة، يُفقِدك مزايا مضادات الأكسدة المُقوِّية لمناعة الجسم.
تحتوي القهوة على زيوت، مثل: كافيستول، التي قد ترفع من مستويات الكوليسترول في الدم لِمَن هم مُعرَّضون لأمراض الكوليسترول، في حين أنَّ حبوب الكافيين لا تحوي مثل هذه الزيوت، ومِنْ ثَمَّ لا تضر كوليسترول الدم.
السعرات
يُحبِّذ البعض إضافة السكر، أو المُحلِّيات إلى القهوة، ما يزيد السعرات الحرارية التي تدخل الجسم، وذلك غير مُفضَّل لمن يُعانُون السمنة، أمَّا حبوب الكافيين، فهي خالية من السعرات الحرارية.
فوائد الكافيين
توفير الكافيين في حبوب ليس من فراغٍ، بل لفوائده العديدة لصحة الإنسان، مثل:
1- زيادة التركيز
يزيد الكافيين التركيز، واليقظة في أثناء العمل، أو المذاكرة، وقد دعمت الأبحاث فاعليته في هذا المضمار، إذ أظهرت دراسة، وفقًا لموقع «ميديكال نيوز توداي»، أنَّ الأشخاص الذين حصلوا على الكافيين أظهروا نتيجة أفضل خلال اختبارات الذاكرة، وأداءً أفضل في مهمات التعلم، مقارنةً بغيرهم.
2- تعزيز الأداء الرياضي
يُعزِّز الكافيين الأداء الرياضي، خاصةً إذا تناول الرجل حبوب الكافيين بجرعةٍ صحيحةٍ في الوقت المثالي، وتتضمَّن منافع الكافيين في هذا الشأن ما يلي:
- قلة الشعور بالألم، والإجهاد.
- تحسين القدرة على التحمل في التمارين الشديدة.
اقرأ أيضًا: القهوة أو الشاي أو الشوكولاتة..ما أفضل طريقة للحصول على الكافيين؟
3- علاج الصداع والصداع النصفي
يُساهِم الكافيين في علاج مختلف أنواع الصداع، بما في ذلك الصداع النصفي، إذ يُقلِّل الإحساس بالألم، وقد وافقت إدارة الغذاء والدواء على استعمال الكافيين في تخفيف الصداع النصفي، لكن أوصت مؤسسة الصداع النصفي الأمريكية بعدم استخدام الكافيين لعلاج الصداع أكثر من مرتين أسبوعيًّا؛ لأنَّ استهلاك الكافيين 3 مراتٍ، أو أكثر أسبوعيًا، قد يزيد عدد مرات الصداع النصفي.
يُنصَح كذلك بتجنُّب الكافيين في حالة الإصابة بصداعٍ مُتكرِّر.
4- تخفيف مقاومة الأنسولين
تسبق مقاومة الأنسولين الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وقد أشارت دراسة ذكرها موقع «ليف سترونج» إلى أنَّ تخفيف مقاومة الأنسولين، وزيادة حساسيته، عائدٌ إلى دور القهوة في زيادة مستويات الأدرينالين في الدم.
طريقة تناول حبوب الكافيين
تحتوي حبوب الكافيين على نحو 100 - 200 مغم من الكافيين، ويُمكِن تناول 400 مغم منها بحدٍّ أقصى دون أن تُظهِر أي آثار جانبية، لكن ذلك لا يمنع حساسية البعض تجاه الجرعات القليلة من الكافيين، وظهور أعراضٍ جانبية لديهم سريعًا.
ينبغي عند حساب قدر الكافيين الذي تحصل عليه يوميًّا، حساب الأطعمة والمشروبات الأخرى التي قد تتناولها، وتحتوي على الكافيين أيضًا، مثل:
- الشوكولاتة.
- القهوة.
- الكولا.
- مشروبات الطاقة.
- الشوكولاتة الساخنة.
- الشاي الأسود.
- الشاي الأخضر.
- أدوية الصداع النصفي.
يُؤثِّر تناول حبوب الكافيين في وقت متأخر بعد الظهيرة، أو في أثناء الليل، سلبًا على النوم، إذ يحتاج الجسم إلى 4 - 6 ساعات؛ ليتعامل مع نصف كمية الكافيين الداخلة إليه، ومِنْ ثَمَّ يُفضَّل تناول حبوب الكافيين في الصباح الباكر بعد استشارة الطبيب بالطبع.
يُنصَح بالتوقف عن تناول حبوب الكافيين، إذا سبَّبت زيادة في ضربات القلب، أو العصبية، أو ارتفاعًا في ضغط الدم.
الجرعة الزائدة منها
ينبغي للرجال الأصحاء ألَّا يحصلوا على أكثر من 400 مغم من الكافيين يوميًّا، وهو ما يُعادل 4 أو 5 فناجين من القهوة، وقد تُشكِّل زيادة الكافيين عن الحد الأقصى المسموح به يوميًّا اضطرابات صحية عديدة، خاصةً حال الإصابة بأمراضٍ مزمنة.
قد يُصبِح الكافيين سامًّا عند الحصول على جرعة كبيرة منه بسرعة، إذ ظهرت أعراض خطيرة مثل: التشنجات عند الحصول على 1200 مغم من الكافيين بحسب إدارة الغذاء والدواء.
الآثار الجانبية
قد يُسبِّب الكافيين آثارًا جانبية عديدة حال الإفراط في تناوله، أو الحساسية تجاهه، وذلك مثل:
- العصبية.
- الإسهال.
- الدوخة.
- تسارع دقات القلب.
- الصداع.
- حرقة المعدة.
- ارتفاع ضغط الدم.
- الغثيان.
- اضطرابات النوم.
- العطش.
قد يُعانِي بعض الرجال الاعتماد على الكافيين «المرحلة السابقة لإدمانه» إذا حصلوا على الكافيين يوميًا بانتظام، ولو بقدر كوبٍ واحد فقط، وربَّما يُؤدِّي هذا الاعتماد إلى ظهور أعراض انسحاب عند التوقف عن الكافيين فجأة.
أشارت بعض الأبحاث إلى أنَّ الجينات تلعب دورًا في الحساسية تجاه الكافيين، ومِنْ ثَمَّ فقد لا يُعانِي كل الناس أعراض الانسحاب.
اقرأ أيضًا: ما هي أضرار القهوة؟
هل حبوب الكافيين آمنة؟
رغم أنَّ استهلاك 400 مغم من الكافيين يوميًا مسموح به، فإنَّ ذلك ليس من العادات الحسنة؛ نظرًا لخطر الاعتماد على الكافيين؛ لذا إِنْ رغبت في الحصول على حبوب الكافيين، فلا بُدَّ من استشارة الطبيب أولًا؛ للحصول على جرعة مناسبة، وتفادي الآثار الجانبية.