المملكة تغرد منفردة عربيًّا وعالميًّا على صعيد السياحة الدولية
لم يأتِ تصدر السعودية لقائمة "دول العشرين" في نمو أعداد السياح الدوليين لعام 2023 مع نمو 50% وفقًا لباروميتر السياحة العالمية، من فراغ، بل جاء ذلك ليعكس كم التسهيلات والجهود التي قدمتها بهذا الصدد.
والحقيقة أن بداية هذا الإنجاز يعود قبل سنوات، وتحديدًا منذ طرح المملكة رؤيتها لعام 2030، حيث توالت الأعمال والتطويرات التي كانت تخطط المملكة من خلالها لواقع سياحي مزدهر في السنوات اللاحقة.
تألق سعودي بمجال السياحة
تألقت المملكة العربية السعودية في مجال السياحة لتصبح الأولى بين دول مجموعة العشرين وتحقق المركز الثاني عالمياً في نمو عدد السياح الدوليين. كشفت وزارة السياحة، عبر منصة (إكس)، عن أداء استثنائي حيث سجلت نمواً بنسبة 50% في الأرباع الثلاثة الأولى من عام 2023.
اقرأ أيضا: مهرجان العلا للاستجمام والاسترخاء 2023.. تجارب مميزة وفعاليات باهرة
وأكدت الوزارة أن المملكة لم تكتفِ بتصدرها قائمة دول العشرين فحسب، بل حققت أيضاً المركز الثاني كأسرع وجهة سياحية نمواً على مستوى العالم. ولفتت الأنظار أيضاً بتعافيها الرائع بنسبة 150% في قطاع السياحة مقارنة بمستويات ما قبل جائحة كورونا.
وتجاوزت المملكة العديد من التحديات والعقبات بفضل الإصلاحات التي طرأت على الأنظمة واللوائح، إلى جانب تطوير وجهات سياحية جديدة وجذابة. كما شهدت استثمارات ضخمة في مشاريع سياحية تعكس رؤية التنوع والابتكار.
أسباب تفوق المملكة سياحيًّا
للحديث عن هذا الإنجاز، أوضح المختص في مجال السياحة ثامر الحربي أن تلك النجاحات جاءت نتيجة لتغيير الأنظمة واللوائح وتطوير وجهات سياحية جديدة، ما أسهم في جذب السياح بشكل متزايد. وأشار إلى أن موسمي الرياض والدرعية كانا من بين العروض الرائعة التي أسهمت في ترسيخ المملكة كوجهة سياحية رائدة.
من جهته، أكد المختص بالشأن السياحي محمد العمري أن التنوع في الوجهات السياحية وتقديم تسهيلات للمستثمرين هي عوامل أساسية لازدهار السياحة في المملكة. وأشار إلى تفرد المملكة بوجود سياحة متنوعة تشمل البيئية والطبيعية والرياضية، مع تنظيم فعاليات متنوعة كالمعارض والمؤتمرات.
وقد برز هذا النجاح الكبير الذي حققته المملكة في جذب السياح وتعزيز القطاع السياحي، ويتوقع أن تظل هذه الإنجازات خطوة مهمة نحو تحقيق رؤية المملكة 2030 وتعزيز مكانتها كوجهة سياحية عالمية.
في ظل هذا النجاح الباهر، تستمر المملكة العربية السعودية في تحقيق المزيد من الإنجازات الرائعة التي تعزز مكانتها كوجهة سياحية عالمية، ويعزى هذا النجاح إلى رؤية حكومية مستدامة تركز على تطوير البنية التحتية السياحية وتشجيع الاستثمار في قطاع السياحة.
من الجوانب اللافتة أيضاً تحقيق المملكة نسبة تعافي في قطاع السياحة بنسبة 150%، ما يعكس القدرة على التكيف والتغلب على التحديات التي فرضتها جائحة كورونا. هذا التعافي السريع جاء ليعكس الجهود الكبيرة التي بُذلت لضمان سلامة الزوار وتوفير تجارب سياحية استثنائية.
اقرأ أيضا: معرض إكسبو 2030 يعزز شغف السياحة بالمملكة ويفتح أفقًا جديدًا للاستثمار
ومع توفير التسهيلات للمستثمرين، تستمر المملكة في استقطاب مشاريع سياحية مبتكرة ومستدامة، وإذ يسهم الاستثمار في القطاع السياحي بشكل كبير في توفير فرص العمل وتعزيز التنمية الاقتصادية.
وعلى صعيد العروض الثقافية والترفيهية، يظل موسما الرياض والدرعية محط أنظار العالم، في ظل ما يقدمانه من فعاليات فنية وترفيهية عالمية المستوى، وهي الفعاليات التي لا تعزز فقط السياحة، بل تسهم أيضاً في تعزيز الحضارة والتبادل الثقافي.
ويبقى ذلك النجاح الذي حققته المملكة في مجال السياحة بمثابة المحفز القوي للاستمرار في تحسين الخدمات وتطوير الوجهات السياحية، مما يجعلها واحدة من أبرز الوجهات السياحية على مستوى العالم.
عمق استراتيجي للتنمية
وإلى جانب ذلك، فإن المملكة العربية السعودية تواصل تحقيق نجاحاتها السياحية البارزة بموجب رؤيتها 2030، التي تعتبر عمقاً استراتيجياً للتنمية والتحول الشامل. والهدف من تلك الرؤية هو تحويل الاقتصاد السعودي وتنويع مصادر الدخل، وقطاع السياحة يشكل جزءًا حيوياً في هذا السياق.
تعكس نتائج النمو الكبير في قطاع السياحة بالمملكة التفاني الجاد لتطوير البنية التحتية وتقديم تجارب سياحية مميزة. وإذ تمثل الاستثمارات الضخمة في المشاريع السياحية وتطوير الوجهات محفزاً قوياً لاستقطاب المزيد من الزوار وتحفيز الاقتصاد المحلي، وهو ما ينتظر أن يأتي بمردوده الجيد خلال السنوات القليلة المقبلة.
ومن الجدير ذكره أن نسبة التعافي الكبيرة في قطاع السياحة تمثل إشارة واضحة على مرونة وقوة الاستجابة التي تمتلكها المملكة لتحديات الظروف العالمية، لاسيما أنها تواصل جهودها الحثيثة إلى توفير بيئة سياحية آمنة ومستدامة، مما يجعل المملكة واحدة من الوجهات السياحية الرائدة في العالم.
وفي ظل التركيز على تطوير التنوع في الوجهات وتحسين جودة الخدمات، تظهر المملكة كوجهة سياحية تجمع بين الحاضر والماضي بطريقة فريدة، وهو ما يتسق مع التزام المملكة بالابتكار والاستدامة، ما يجعلها نموذجًا يُحتذى به في تطوير السياحة الحديثة.
وبهذه الطريقة، تمثل المملكة العربية السعودية قصة نجاح حية تحققت عبر التكامل بين رؤية 2030 وجهود مستدامة في مجال تعزيز السياحة، وتستمر في بناء مستقبلها كواحدة من أهم الوجهات السياحية العالمية.
التفوق السياحي وفق رؤية 2030
تحقيقًا لأهداف رؤيتها 2030، قامت المملكة العربية السعودية بجهود جبارة لتعزيز وتطوير قطاع السياحة. وتلعب هذه الرؤية الاستراتيجية التي تتبعها المملكة دورًا رياديًا في مجال السياحة على الساحة العالمية، وهو ما يعكس التزامًا جادًا بتحويل اقتصادها وتوجيهه نحو مستقبل مستدام ومتنوع.
من بين الإجراءات التي اتخذتها المملكة لتحقيق هذا الهدف:
تطوير البنية التحتية:
قامت المملكة بالاستثمار الكبير في تطوير البنية التحتية السياحية، بما في ذلك الطرق والمطارات والمرافق السياحية، بما يسهم في توفير تجربة ممتازة للزوار وجعل المملكة وجهة مغرية.
تنويع الوجهات:
عملت المملكة على تعزيز تنوع الوجهات السياحية، مما يتيح للزوار اختيار تجارب فريدة تجمع بين الثقافة والتراث والترفيه.
تحسين الخدمات والضيافة:
زودت المملكة الخدمات السياحية بما يتناسب مع أعلى معايير الجودة، وكذلك تطوير القطاع الفندقي وتعزيز مستوى الضيافة.
دعم الابتكار وريادة الأعمال:
أطلقت المملكة مبادرات لدعم الابتكار وريادة الأعمال في مجال السياحة، ما يشجع على تقديم تجارب جديدة وفريدة.
الترويج والتسويق:
قامت المملكة بحملات تسويق قوية للترويج لمقوماتها السياحية وجعلها معروفة على الساحة العالمية.
الاستدامة:
تولي المملكة اهتماماً كبيراً للتنمية المستدامة في قطاع السياحة، مع التركيز على حماية البيئة والتراث وضمان استدامة النشاط السياحي.
ويمكن القول في الأخير إن تحقيق هذه الإجراءات تجلى في النجاحات الملموسة التي تحققها المملكة في جذب عدد متزايد من السياح الدوليين وتحسين تصنيفها على الساحة العالمية كواحدة من أبرز الوجهات السياحية.