أفضل 4 فيتامينات تساعد على خفض مستوى الكوليسترول في الدم
الكوليسترول من الدهون الطبيعية التي نتناولها مع الطعام كل يومٍ تقريبًا، بل إنّ الجسم بحاجةٍ إليه لإتمام كثيرٍ من وظائفه الحيوية، بل هو جزء من بِنية خلايا الجسم جميعًا دون استثناء، ومع ذلك فإنّ زيادة الكوليسترول في الدم نذير خطرٍ قادم على صحة الإنسان، إذ قد يُؤدِّي إلى تصلُّب الشرايين، وربّما انسداد بعض الشرايين الحيوية، مثل الشريان التاجي المُغذِّي للقلب، أو الشرايين الدماغية، أو غير ذلك.
وقد تسابقت الدراسات في معرفة أهمّ الفيتامينات المُساعدة على خفض مستوى الكوليسترول في الدم، وقد أتى فيتامين ب 3 في مُقدِّمة هذه الفيتامينات، إلى جانب أوميغا 3، فما أهم الفيتامينات الخافضة لكوليسترول الدم؟ وكيف تحصل عليها؟ وما الجرعات المناسبة لذلك الغرض تحديدًا؟
ما هو الكوليسترول؟
نوع من الدهون المسؤولة عن العديد من الوظائف الأساسية في الجسم، ومعنى أنّه دهون أنّه لا يذوب في الماء، فلا يتفكّك في الدم، بل يُسافِر عبر الدم محمولاً على بروتينات شحمية مُعيَّنة.
يصنع الكبد ما يكفي من الكوليسترول لدعم احتياجات الجسم، ويُمكِن الحصول على مزيدٍ منه عبر الطعام المُتناوَل أيضًا، وللجسم طرقه في التخلُّص من الكوليسترول الزائد، فإذا اختلّت قدرته على التخلّص منه، ارتفعت مستويات الكوليسترول في الدم، وزادت مخاطره على الجسم.
والكوليسترول نفسه ليس سيئًا، بل هو ضروري لوظائف الجسم، لكن زيادته عن الحد الطبيعي هي المشكلة؛ لذلك تُوصِي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها "CDC" بأنَّ من هم أكبر من 20 عامًا ينبغي أن يفحصوا مستويات الكوليسترول لديهم مرة على الأقل كل 4 - 6 سنوات، وتبلغ مستويات الكوليسترول الكُلّي في الجسم الطبيعية أقل من 200 مغم / ديسيلتر.
أمَّا فوائد الكوليسترول، فتشمل ما يلي:
- مُساعدة أغشية الخلايا في تكوين طبقات واقية، تتحكَّم فيما يدخل إلى الخلايا، أو يُغادِر منها إلى الخارج.
- يدخل في إنتاج بعض الهرمونات، بما في ذلك الهرمونات الجنسية وفيتامين د.
- المُساهمة في تكوين العصارة الصفراوية، الضرورية لهضم الدهون وامتصاصها.
وتكمن خطورة الكوليسترول - حال ارتفاع مستوياته في الدم - في أنَّه يُعرِّض الإنسان لأمراض القلب، إذ يقتحم جدران الشرايين، مُتلِفًا لها، ما يُؤدِّي إلى ترسُّب اللويحات العصيدية، وهو ما يُعرَف بتصلُّب الشرايين، والذي قد يُصِيب شرايين الجسم الطرفية، فيمنع تدفُّق الدم عن الأطراف، أو الشريان التاجي، فيحجب تدفُّق الدم عن عضلات القلب، أو الشريان السباتي فيمنع وصول الدم إلى الدماغ.
يتحرّك الكوليسترول الزائد في الدم دون أن تظهر على الإنسان أي أعراض، ثُمَّ يشرع في التحوّل إلى لويحات تترسّب في جدران الشرايين دون إبداء أي علامات أيضًا، وما إن يبلغ الترسُّب مرحلة مُتقدّمة إلّا وتظهر أعراض خطيرة على الإنسان، مثل النوبة القلبية، أو السكتة الدماغية إثر انسداد الشرايين بفعل الكوليسترول الزائد.
أنواع الكوليسترول
يدور في الدم أنواع مختلفة من الكوليسترول، ليست كلها على نفس الشاكلة، وليست كلها ضارة للجسم، بل منها ما هو مفيد أو ضروري للحفاظ على صحة الإنسان، وهذه الأنواع هي:
1. البروتين الشحمي منخفض الكثافة "LDL"
هي جُسيمات يغلب على تكوينها الكوليسترول، الذي تُوصِّله إلى خلايا الجسم، وهذا الكوليسترول هو المشهور بالكوليسترول السيء، لكن قبل معرفة سبب التسمية، فإنَّ هذا النوع من الكوليسترول ضروري للجسم، فهو يُوزِّع الكوليسترول على أنسجة الجسم؛ كي تستخدمه في وظائفه.
أمّا لو زاد ذلك الكوليسترول عن حدّه، فهنا قد يتحد مع مواد أخرى ويتراكم في جدران الشرايين، مُكوّنًا ترسّببات يزداد حجمها بمرور الوقت، ما يُفضِي إلى تصلُّب الشرايين وزيادة خطر الإصابة بالنوبة القلبية، أو السكتة الدماغية، أو غيرها من الأمراض.
ويُفضَّل أن تظل مستويات البروتين الشحمي منخفض الكثافة أو الكوليسترول السيئ أقل من 100 مغم / ديسيلتر، أمّا لو سبقت لك الإصابة بتصلُّب الشرايين فينبغي أن يظل أقل من 70 مغم / ديسيلتر.
2. البروتين الشحمي عالي الكثافة "HDL"
تُمثِّل البروتينات الجزء الأكبر من هذه الجُسيمات، كما يُعرَف البروتين الشحمي عالي الكثافة أيضًا بالكوليسترول الجيد؛ لأنّه ينقل الكوليسترول الزائد من مجرى الدم إلى الكبد؛ كي يتخلّص منه، وكُلّما كانت مستويات ذلك الكوليسترول عالية، قلّت فرص الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.
يُفترَض أن تبلغ مستويات الكوليسترول الجيد في الدم 40 مغم / ديسيلتر على الأقل عند الرجال، و50 مغم / ديسيلتر على الأقل عند السيدات.
3. البروتين الشحمي منخفض الكثافة جدًا "VLDL"
يحمل الدهون الثلاثية والكوليسترول، ويحتوي كمية منخفضة من البروتين، كما أنّه مثل الكوليسترول السيئ، قد يُسهِم في تراكم اللويحات في الشرايين، ومِنْ ثَمَّ تصلُّبها، لكنّه يتعامل أكثر مع الدهون الثلاثية الآتية من الطعام المُتناوَل.
أسباب ارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم
قد تزداد مستويات الكوليسترول في الدم، وتُهدِّد صحة الجسم لأي من الأسباب الآتية:
- كثرة تناول الأطعمة المليئة بالدهون المُشبعة: تزيد هذه الأطعمة مستويات الكوليسترول السيء، وتتواجد الدهون المشبعة أكثر في بعض اللحوم، ومنتجات الألبان، والشيكولاته، والمقليات، والأطعمة المُصنّعة، ولا ينبغي أن تتجاوز الدهون المشبعة أكثر من 10% من السعرات الحرارية اليومية.
- قلة النشاط البدني: قد تُؤدِّي قلة النشاط البدني إلى ارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم، بينما تُساعد ممارسة الرياضة في تعزيز مستويات الكوليسترول الجيد في الدم.
- التدخين: يخفض مستويات الكوليسترول الجيد، خاصةً عند السيدات، ويزيد مستويات الكوليسترول الضار.
- التوتر: يزيد التوتر مستويات بعض الهرمونات، مثل هرمون الكورتيزول، الذي يُحفِّز الجسم لتكوين الكوليسترول.
- العوامل الوراثية: بعض الناس يُعانُون زيادة مستويات الكوليسترول في الدم بفعل العوامل الجينية، مثل مرض فرط كوليسترول الدم العائلي، فهو مرض وراثي تصحبه زيادة في مستويات الكوليسترول السيئ في الدم.
- بعض الأمراض: مثل مرض السكري ومرض الكلى المزمن، وخمول الغدة الدرقية والسمنة، ومتلازمة تكيُّس المبايض عند السيدات.
- الأدوية: قد تزيد بعض الأدوية مستوى الكوليسترول السيء في الدم، أو تخفض مستوى الكوليسترول الجيد في الدم، مثل أدوية القلب والأوعية الدموية، ومُدرّات البول، ومُثبِّطات المناعة، والستيرويدات، ومضادات الذهان.
- العُمر: قد يرتفع الكوليسترول للإنسان في أي عمر حتى الأطفال ليسوا استثناءً، لكن عادةً ما تُشخّص زيادة الكوليسترول في الدم عند الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 40 - 59 عامًا.
- الجنس: تزداد مخاطر ارتفاع الكوليسترول عند الرجال أكثر من النساء، خاصةً في الفئة العمرية الواقعة بين 20 - 39 سنة، أمّا بعد سن اليأس عند السيدات، فتزداد مخاطر إصابتهنّ بارتفاع الكوليسترول في الدم؛ نتيجة انخفاض مستويات الهرمونات الأنثوية.
فيتامينات تساعد على خفض مستوى الكوليسترول
تُساعِد عديد من الفيتامينات في خفض مستوى الكوليسترول الضار في الدم، وبعضهم قد يُحسِّن مستويات الكوليسترول الجيد، ومِنْ ثَمّ تُساعِد في الوقاية من أمراض القلب، ومن أهم هذه الفيتامينات ما يلي:
1. فيتامين ب3 "النياسين"
النياسين أو فيتامين ب3 هو أول دواءٌ وُصِف على الإطلاق لارتفاع الكوليسترول، فالنياسين يُقلِّل إنتاج الكوليسترول السيء، ويُعزِّز وظائف الكوليسترول الجيد، كما يُساعِد النياسين في تقليل مستويات الدهون الثلاثية.
تأثير فيتامين ب3 على الكوليسترول
يمنع فيتامين ب3 "النياسين" تراكم الكوليسترول الضار في الدم، ومِنْ ثَمّ يمنع تصلُّب الشرايين بمنع ترسُّب اللويحات فيها، ما يُحافِظ على صحة القلب ويحمي الإنسان من الأمراض.
كذلك يُعزِّز فيتامين ب3 مستويات الكوليسترول الجيد الذي يُخلِّص الشرايين من الكميات الزائدة من الكوليسترول الضار، ويُعِيده إلى الكبد الذي يقوم بتكسير هذا الكوليسترول.
ومعنى زيادة مستويات الكوليسترول الجيد في الدم، توفير حماية أعلى ضد أمراض القلب وتصلُّب الشرايين، لكن حسب "healthline"، فإنَّ تناول جرعات عالية من فيتامين ب3 تصل إلى 1,500 مغم أو أكثر، تُحسَّن مستويات الكوليسترول في الدم، لكن ذلك قد يصحبه بعض الآثار الجانبية، ومِنْ ثَمّ يأتي فيتامين ب3 في المرتبة الثانية بعد الستاتين في علاج ارتفاع الكوليسترول.
كم يستغرق فيتامين ب3 كي يظهر مفعوله في تقليل الكوليسترول؟
تعتمد سرعة فعّالية فيتامين ب3 في تقليل الكوليسترول على عوامل عديدة، بما في ذلك الحالة الصحية للإنسان، وما إذا كان يتناول أدوية أخرى للكوليسترول، وكذلك الجرعة المُستخدَمة من فيتامين ب3 "النياسين".
وقد كشفت دراسةٌ صغيرة، حسب "medicalnewstoday"، عن أنَّ العلاج بالنياسين مُمتد المفعول دون تناول أي أدوية أخرى للكوليسترول معه، قلّل مستويات الكوليسترول الكُلّي، وكذلك السيء، وزاد مستويات الكوليسترول الجيد في غضون 16 أسبوعًا.
الجرعة المناسبة من فيتامين ب3
يتوفَّر فيتامين ب3 في صورة مُكمّلات يُمكِن تناولها وحدها، أو جزءًا من مجموعة فيتامين ب المُركّب، وقد تتراوح الجرعة المُفضَّلة من النياسين لعلاج ارتفاع الكوليسترول في الدم بين:
- 1,500 - 3,000 مغم يوميًا، مُقسّمة على جُرعتين أو 3 جرعات.
- البدء بتناول 250 مغم قبل النوم، وزيادة الجرعة تدريجيًا بـ 250 مغم يوميًا كل 4 - 7 أيام وصولًا إلى 2,000 مغم يوميًا.
ويُوصَى بتناول مكملات النياسين دون طعام إلى جانبها، ويجدر التنويه على أنَّ المُوصَى به يوميًا من النياسين 16 مغم للرجال و14 مغم للنساء، ومِنْ ثَمّ فإنّ تناول مكملات النياسين بهذه الجرعات العالية، نعم يُعالِج الكوليسترول المرتفع، لكن قد تصحبه آثار جانبية.
الآثار الجانبية لفيتامين ب3
تشمل الآثار الجانبية التي قد تصحب الجرعات العالية من فيتامين ب3 لعلاج ارتفاع الكوليسترول ما يلي:
- احمرار الوجه: يُعدّ من أكثر الآثار الجانبية شيوعًا لتناول مكملات النياسين، وقد يحدث الاحمرار أيضًا في الذراعين أو الصدر، كما قد يصحبه وخز، أو شعور حارق، أو الصداع، وهذه الأعراض غير مُؤذية بأي حالٍ من الأحوال، وسُرعان ما تزول بمرور الوقت.
- اضطراب الجهاز الهضمي: وهو أثَر جانبي للنياسين مُمتد المفعول، وقد يبرز ذلك في صورة غثيان أو قيء أو أي اضطراب في الجهاز الهضمي عمومًا.
- تسمُّم الكبد: أحد الآثار الجانبية للنياسين مُستدام الإطلاق "Sustained release"، ومِنْ ثَمّ فهذا النوع من الأدوية لم يعُد يُستخدَم.
- عدم تحمُّل الغلوكوز: للنياسين تأثير سلبي على مستوى السكر في الدم عند غير المُصابين بمرض السكري، فقد يُسهِم في إصابة بعض الناس بمرض السكري، وذلك كان ملاحظًا مع تناول جرعات كبيرة يوميًا تصل إلى 3,000 مغم.
مصادر طبيعية لفيتامين ب3
يُمكِن الحصول على فيتامين ب3 من مصادره الطبيعية، إذ يتوفَّر في الأطعمة التالية:
- الدجاج.
- الديك الرومي.
- الأرز البني.
- زبدة الفول السوداني.
- الكبد.
- التونة.
- السلمون.
- الأفوكادو.
- البطاطا الحلوة.
2. فيتامين ب5
فيتامين ب5 أحد الفيتامينات الضرورية للشعر والبشرة والأظافر، كما يُساعِد في تحويل الطعام إلى طاقةٍ يستخدمها الجسم لأداء مهامه الحيوية.
فيتامين ب5 والكوليسترول
يستخدم الجسم فيتامين ب5 في تصنيع الكوليسترول، وقد دُرِس نشاط أحد مُستخلصات فيتامين ب5 وهو البانتيثين، الذي ثبت أثره الإيجابي على صحة القلب بضبط مستويات الكوليسترول في الدم، ووفقًا لـ"draxe"، فإنَّه يُساعِد في حماية الشرايين، ومنع ترسُّب اللويحات التي قد تُفضِي إلى تصلُّب الشرايين.
وقد بيّنت دراسات عديدة أنَّ فيتامين ب5 يُساعِد في تقليل مستويات الكوليسترول السيئ وكذلك الدهون الثلاثية في الدم، كما يزيد مستويات الكوليسترول الجيد في الوقت نفسه.
الجرعة المناسبة من فيتامين ب5 لارتفاع الكوليسترول
أظهرت الدراسات أنَّ الحصول على 900 مغم من فيتامين ب5 يوميًا ساعد في تقليل مستويات الكوليسترول السيئ والدهون الثلاثية، ما ساهم في حماية القلب والأوعية الدموية، لكن ينبغي أن تعلَم أنَّ الحصول على 900 مغم يتجاوز الحدّ الأقصى المُوصَى به يوميًا من هذا الفيتامين وهو 5 مغم فقط، وعمومًا يتراوح تركيز فيتامين ب5 "حمض البانتوثنيك" في المكملات الغذائية بين 10 - 1,000 مغم؛ لذا يُفضَّل استشارة الطبيب قبل تناول المكمل بجرعات عالية.
كذلك قد تُسبِّب الجرعات العالية، مثل 10 غم يوميًا، من فيتامين ب5 بعض الآثار الجانبية، مثل الإسهال وآلام العضلات.
مصادر فيتامين ب5 الطبيعية
يُمكِن الحصول على فيتامين ب5 لتقليل الكوليسترول من مصادره الطبيعية، مثل:
- البروكلي.
- الكرنب.
- البطاطا البيضاء.
- البطاطا الحلوة.
- الحبوب الكاملة.
- عيش الغراب.
- المكسرات.
- البيض.
- الدواجن.
- منتجات الألبان.
3. أوميغا 3
أوميغا 3 من الأحماض الدهنية المُفيدة لصحة الجسم، والتي لا يستطيع الجسم إنتاجها بمفرده، بل يحصل عليها من مصادرها الغذائية الخارجية، وتُساعِد أوميغا 3 في حماية القلب من الأمراض، وكذلك الأوعية الدموية، وتعزيز المناعة.
أوميغا 3 والكوليسترول
بدلاً من تناول الدهون المُشبّعة، يُمكِن الحصول على دهونٍ مفيدة مُمثّلة في أحماض أوميغا 3 أو زيت السمك، وقد تقصّت بعض الدراسات حقيقة فائدة أوميغا 3 للكوليسترول، فتبيّن أنّها غير ناجحة في علاج مستوى الكوليسترول المرتفع.
بينما أُجريت دراساتٌ أخرى، تضمَّنت حصول المرضى على أوميغا 3 وأدوية الستاتين، ما أدَى إلى زيادة حجم جُزيئات الكوليسترول السيئ، وهو ما يعني صعوبة التصاقه بجُدران الأوعية الدموية، ما منع تصلُّب الشرايين وحمي من أمراض القلب.
من ناحيةٍ أخرى فإنّ أوميغا 3 يُساعِد في تقليل مستويات الدهون الثلاثية في الدم، وتعزيز مستويات الكوليسترول الجيد.
أوميغا 3 وأمراض القلب
معلومٌ أنَّ أمراض القلب من مخاطر ارتفاع الكوليسترول في الدم، وبقيام أوميغا 3 بتقليل الدهون الثلاثية، وتعزيز الكوليسترول الجيد، فإنّها تُساعِد في تقليل خطر الوفاة بمرض الشريان التاجي بنسبة 21 - 34%، حسب "Journal Circulation"، وذلك عند الأشخاص الذين تناولوا أسماكًا غنية بأوميغا 3 مرة إلى ثلاث مرات شهريًا.
أمَّا من حصلوا على مُكمِّلات أوميغا 3، فقد انخفضت مخاطر وفاتهم، ومُعدّلات الإصابة بنوبات القلب والسكتة الدماغية بنسبة 15%، وقلّ خطر الوفاة المفاجئة بالنوبة القلبية بنسبة 45%.
ولم يتوصّل الباحثون بعد إلى كيفية عمل أوميغا 3 في حماية القلب، لكن أغلب الظن أنَّه يُساعِد الكبد في التخلُّص من الكوليسترول الزائد من الجسم، ما ينعكس إيجابًا على القلب، كما أنّ فوائده تبرز أكثر عند من يُعانُون أمراض القلب بالفعل أكثر من غيرهم.
كم تحتاج من أوميغا 3 يوميًا وما مصادره الطبيعية؟
تُوصِي المعاهد الوطنية للصحة بالحصول على 1.6 مغم يوميًا من أوميغا 3 للرجال، و1.1 مغم يوميًا للنساء، كما يُمكِن الحصول على أوميغا 3 من مصادره الطبيعية، مثل:
- المحار.
- السلمون.
- السردين.
- التونة.
- الماكريل.
- الأنشوجة.
4. فيتامين سي
فيتامين سي أحد الفيتامينات الذوّابة بالماء، كما أنّه أحد أفضل مضادات الأكسدة التي تحمي خلايا الجسم من التلف، كما أنّه مشهور بدوره في تعزيز المناعة، والوقاية من نزلات البرد، إضافةً إلى المساهمة في إنتاج الكولاجين، وتعزيز امتصاص الحديد من الجهاز الهضمي.
فيتامين سي والكوليسترول
حسب تحليل لـ 13 دراسة، استطلعت أثر تناول 500 مغم من فيتامين سي يوميًا على الأقل على عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب، مثل مستويات الكوليسترول، والدهون الثلاثية في الدم، كشف التحليل عن أنَّ مُكمِّلات فيتامين سي تُقلِّل مستويات الكوليسترول السيء بما يقرب من 7.9 مغم / ديسيلتر، والدهون الثلاثية بنحو 20.1 مغم / ديسيلتر.
لكن لم يكن لفيتامين سي أثر كبير في مستويات الكوليسترول الجيد، وحسب التحليل السابق فإنَّ الحصول على 500 مغم يوميًا من فيتامين سي يُساعِد في تقليل الكوليسترول السيء والدهون الثلاثية، ومِنْ ثَمّ الوقاية من أمراض القلب، لكن إذ كُنتَ تتناول أطعمة مليئة بفيتامين سي فقد لا تكون بحاجةٍ إلى مُكمّلاته.
أيضًا يبلغ الاحتياج اليومي من فيتامين سي للرجال 90 مغم، وللنساء 75 مغم؛ لذلك ينبغي استشارة الطبيب قبل تناول جرعات كبيرة من مكملات فيتامين سي.
مصادر فيتامين سي الطبيعية
يُمكِن الحصول على فيتامين سي من مصادره الطبيعية العديدة، مثل:
- الفواكه الحمضية، مثل البرتقال والليمون.
- الجوافة.
- الكيوي.
- الفلفل الحلو.
- البروكلي.
مُكمِّلات غذائية لتقليل لخفض الكوليسترول
كذلك بعض المُكمّلات الغذائية فعّالة في تقليل مستويات الكوليسترول في الجسم، مثل:
1. البربرين
البربرين أحد المُركّبات الموجودة في بعض النباتات، مثل شُجيرة البرباريس وخاتم الذهب، والبربرين فعّال في تقليل مستويات الكوليسترول بتثبيط بروتين PCSK9 الذي يُنظِّم كمية الكوليسترول في الدم.
وحسب تحليل تلوي عام 2023 في المجلة الأمريكية للطب الصيني "The American Journal of Chinese Medicine" فقد وجد أنّ البربرين قادر على تقليل مستويات الكوليسترول الضار بمقدار 18 مغم/ديسيلتر، كما يزيد مستويات الكوليسترول الجيد بمقدار 2 مغم/ديسيلتر.
وكشفت دراسةٌ أخرى عن أنّ البربرين ساعد في تقليل مستويات الكوليسترول الضار بنسبة 25%، وتقليل الدهون الثلاثية بنسبة 35%، وذلك بعد الحصول على 500 مغم من البربرين مرتين يوميًا لمدة 3 أشهر، لكن ما زالت هناك حاجةٌ إلى دراسات أوسع لتأكيد هذه الفوائد.
وينبغي معرفة أنّ مكملات البربرين قد يصحبها بعض الآثار الجانبية الطفيفة، مثل الإسهال، أو الإمساك، أو انتفاخ البطن.
2. الألياف
تمنع الألياف الجسم من امتصاص كميات كبيرة من الدهون والكوليسترول، ما يُساعِد في خفض مستويات الكوليسترول الضار، وكذلك الدهون الثلاثية.
ثمّة نوعان من الألياف؛ قابلة للذوبان وغير قابلة للذوبان، وكلاهما له فوائده لصحة الجسم، لكن بالنسبة إلى خفض الكوليسترول فإنّ الألياف القابلة للذوبان هي الأفضل، إذ تُشكِّل مادة شبيهة بالهُلام في المعدة، تُبطئ عملية الهضم، وتُساعِد في التحكم بمستويات الكوليسترول.
أيضًا يتأخّر إفراغ المعدة للطعام بعد الوجبات بفعل هذه الألياف، ما يُعزِّز الشبع وقتًا أطول، وتقل الحاجة إلى تناول الطعام.
وحسب إرشادات التغذية للأمريكيين 2020 - 2025، فإنَّه ينبغي للرجال الحصول على 28 - 34 غم من الألياف يوميًا، وللنساء الحصول على 20 - 28 غم من الألياف يوميًا.
ولأنّ بعض الناس قد لا يحصلون على ما يُلبِّي احتياجهم من الألياف، خاصةً مع ارتفاع مستويات الكوليسترول لديهم، فقد يُساعِدهم الحصول على مكملات الألياف القابلة للذوبان، كالتي تحتوي على السيليوم، أو بيتا جلوكان، أو الإنولين، لكن لا ينبغي تناول هذه المكملات مع أي دواءٍ في نفس الوقت، وإنّما يُفصَل بينهما بساعةٍ على الأقل؛ كي لا يتأثّر امتصاص الدواء.
مخاطر ارتفاع الكوليسترول في الدم
لا يتوقّف الكوليسترول عند ارتفاعه في الدم فحسب، بل يبدأ في إتلاف الأوعية الدموية وتتصلّب الشرايين بفعل الترسّبات في جدرانها، ومِنْ ثَمّ تشمل مخاطر ارتفاع الكوليسترول في الدم ما يلي:
1. مرض الشريان التاجي
قد تُؤدِّي زيادة مستويات الكوليسترول في الدم إلى تراكمه في جدران الشرايين التاجية للقلب، ما يُنذِر بضيق هذه الشرايين وانسدادها، وربّما الإصابة بنوبة قلبية، إذ ينقطع تدفُّق الدم عن عضلات القلب.
2. السكتة الدماغية
كذلك قد يتأثَّر الشريان السباتي الذي يُغذِّي الدماغ بارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم، أو حتى غيره من الشرايين الدماغية، ما يُؤدِّي إلى انقطاع تدفُّق الدم عن بعض أجزاء الدماغ، ومِنْ ثمَّ السكتة الدماغية.
3. مرض الأوعية الدموية الطرفية
إلى جانب القلب والدماغ، قد تتأثَّر أطراف الجسم بفعل المستويات العالية من الكوليسترول، خاصةً إذا أفضت إلى انسداد الأوعية الدموية الطرفية، وذلك أكثر شيوعًا في القدم والساق، ومن دلائل قصور تدفُّق الدم إلى هذه المناطق المعاناة من تشنّجات الساق "ألم" مع المشي فترة من الوقت، ثُمّ تزول هذه الأعراض مع الراحة.
4. مرض السكري
حسب موقع "Webmd" فإنَّ 70% من مرضى السكري من النوع الثاني يُعانُون ارتفاع مستوى الدهون في الدم "الكوليسترول السيء والدهون الثلاثية"، ومِنْ ثَمّ فمرض السكري وارتفاع الكوليسترول في الدم من الأمراض المرتبطة ببعضها البعض.
5. مرض الكلى المزمن
قد لا يخطر لك على بالٍ أن تتضرَّر الكلى نتيجة المستويات المرتفعة من الكوليسترول في الدم، لكنه في حقيقة الأمر قد يُسبِّب ضيق الشرايين التي تسمح بسريان الدم إليها، وإذا زاد ذلك الضيق بمرور الوقت، فإنّ الكلى مُهدّدة بتلفٍ دائم، خاصةً أنّها من أشد أعضاء الجسم احتياجًا لاستمرار تدفُّق الدم إليها، ما قد يزيد خطر الإصابة بمرض الكلى المزمن، والذي قد يكون ارتفاع ضغط الدم من علاماته.
6. ضعف الانتصاب
مع ارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم على مدار فتراتٍ طويلة، فإنّ الأوعية الدموية الصغيرة المُغذِّية للقضيب قد تضيق، ما يمنع مرور كميةٍ كافية من الدم، كما قد تتصلّب الشراين في هذه المنطقة، ما يُؤدِّي في نهاية المطاف إلى قلّة تدفُّق الدم وضعف الانتصاب عند الرجال.
نصائح للوقاية من ارتفاع الكوليسترول في الدم
قد أيقنت الآن خطورة ارتفاع الكوليسترول في الدم؛ لذلك إليك أهم النصائح التي تحتاج إليها في تقليل مستويات الكوليسترول والوقاية من مضاعفاته المُحتملة:
1. تحسين النظام الغذائي
يُفضَّل تناول الأطعمة التي تساعد على خفض مستويات الكوليسترول في الدم، مثل الأطعمة الغنية بـ:
- الألياف القابلة للذوبان: مثل الشوفان، والمكسرات، والبذور، والبقوليات، والتفاح.
- الدهون الصحية: مثل الأفوكادو، وزيت الزيتون، والبذور، والمكسرات.
- الحبوب الكاملة: مثل الأرز البني، والشوفان، والكينوا.
- الدواجن: مثل الدجاج، والديك الرومي.
- الأسماك الدهنية: مثل السلمون، والتونة.
كذلك ينبغي تجنُّب الأطعمة التي قد ترفع مستوى الكوليسترول في الدم، مثل:
- اللحوم الحمراء.
- منتجات الألبان كاملة الدسم.
- المخبوزات والمعجنات.
- الكعك والبسكويت.
- الأطعمة المقلية.
2. ممارسة التمارين الرياضية
تُساعِد ممارسة الرياضة في الوقاية من ارتفاع الكوليسترول في الدم، وتُوصِي جمعية القلب الأمريكية بممارسة الرياضة 150 دقيقة أسبوعيًا مُوزّعة على أيام الأسبوع "مثلاً 30 دقيقة كل يوم بما يُعادِل 5 أيام إجمالاً".
3. ضبط الوزن
مِمّا لا شك فيه أنّ السمنة تزيد خطر الإصابة بارتفاع الكوليسترول في الدم؛ لذا ينبغي ضبط الوزن بالانخراط في أنظمة غذائية صحية وممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
4. تجنُّب التدخين
يُسهِم التدخين في زيادة مستويات الكوليسترول في الدم، والإقلاع عنه يُساعِد على استعادة مستويات الكوليسترول الطبيعية في الجسم.