الإبداعات الباروكية تلتقي بالنكهات الإيبيرية.. "لا نينيا" يمزج فنون البصر بروائع الطهي
عندما تأسس مطعم "لا نينيا La Niña" في أواخر عام 2022، قدم موقعه الفريد بمدينة دبي بين برجها المبدع آي سي دي بروكفيلد بليس ICD Brookfield Place، ما يشبه الوعد بتحري الإبداع والتفرد في أعلى منازله، وسط أجواء راقية ونابضة بالحيوية، بينما قدم لضيوفه مزيجًا مميزًا من النكهات الجريئة للثقافتين اللاتينية والإيبيرية، وبينما استمر مسلسل تألقه ونجاحه مع ازدهار العلامة منذ ميلادها، استمرت إبداعاته في التنامي بسرعة مبشرة، حيث كشف خلال الأيام القليلة الماضية النقاب عن تجربة تُضاف إلى رصيده الزاخر من التفرد، تحت عنوان عريض يختصر مشروعه "لا نينيا يعشق الفن" La Niña Loves Art، في تجربة تحتفي بعالم الفنون، وما ينطوي عليه هذا العالم من الجمال والإبداع، فيما تعكس جوهر الثقافة العريقة للمطعم وتسلط الضوء عليها.
لا نينا وعشق الفن
خلال النسخة الافتتاحية من تجربة "لا نينيا يعشق الفن" التي امتدت خلال الفترة من 23 نوفمبر إلى 3 ديسمبر، استمتع الضيوف بجولة مذهلة بين فنون الطهي النادرة، واختبروا تلك الرحلة الفريدة للطعام الممزوجة بتجربة فنية غامرة، وهي التجربة التي تسمح للضيوف بتأمل الأعمال الفنية المبهرة، وكأنهم في قلب معرض معاصر يضم إبداعات الفنان البرتغالي "ميغيل رودريغز"، التي جسد بها نهجه الفريد في تصوير الحقبة الباروكية، حيث المقاربة الخاصة جدًا لهذا العصر، التي تتجسد تحت عنوان "الباروك الفائق" The Hyperbaroque، والتي تمثل احتفاءً رائعًا بعراقة التراث الفني والثقافي البرتغالي.
اقرأ أيضًا:"وجهة لكل الذوّاقة".. مطعم "كارنا" يعد بتجارب مختلفة لعُشاق الطعام
هنا استقى "ميغيل" الإلهام من العصر الباروكي وأبرز محطاته التاريخية، ومن ثم ابتكر أعمالاً فنية مذهلة، مستوحاة من مفهوم الواقعية في المجتمع، ومن التاريخ الغني لموطنه، حيث استخدام اللغة الفنية المسرحية، المتأثرة بالحقائق المفرطة والواقعية في صورة مميزة، فيما استخدم اللون الذهبي بذكاء لتحدي تصورات القيمة والجمال، وتسليط الضوء على الارتباط القوي بين الطلاء بهذا اللون الباهر والفخامة والقوة، فخرجت لوحاته لتعبر عن فنان يستحق أن نعشق فنه بعد أن دعم موهبته بالدراسة، إذ تخرج في كلية الفنون الجميلة في لشبونة، بينما عُرضت أعماله في جميع أنحاء أوروبا ودبي والبحرين، كما يتعاون مع القيمين على أبرز المواقع التراثية في أوروبا، التي تشمل قصر كاثرين في مدينة سانت بطرسبورغ، فيما يتخذ من لشبونة مركزًا له، حيث يقوم بتشكيل وعرض أعماله الفنية.
لقاء الفن والطهي
هنا ووسط كل هذا الإبداع يحدث اللقاء الساحر بين الفن والطهي في أروع أشكاله، لتختلط الفنون، بينما تخطف القلوب وتطلق العنان للمخيلة، بما يجعل ضيوف "لا نينيا" ينتبهون بشغف لتأثير قوة الفن والثقافة، ويعكس التزام العلامة بدعم الفنون والحفاظ عليها، بينما تقدم تجربة طعام وشراب لا تُضاهى، تصحب الضيوف للانغماس في النكهات المتفردة، فيما تحيطهم تلك القطع الدرامية والمسرحية، التي تهمس كل قطعة منها بقصة من التاريخ والسحر الغامض، ما ينقل رواد المطعم بلمسات واعية، إلى أجواء آسرة بين عوالم الفن الأسطورية.
يتكامل كل ذلك بالتأكيد مع التصاميم الداخلية المترفة للمطعم، حيث تزاوج قرون من التقاليد القديمة التي تتجسد في بلاط أزوليجو البرتغالي التقليدي، مع تلك التفاصيل العصرية الراقية، والجلسات الرائعة والمريحة والخيارات المتنوعة، لتتكامل مع كل ما يقدمه المطعم، الذي اشتهر خلال فترة وجيزة بتجارب الطعام المبتكرة والخدمة المتميزة، إذ جسد هذا المطعم الإسباني البرتغالي العصري أفكار فريق من الطهاة المبدعين، الحائزين على العديد من الجوائز المرموقة، الذين أضفوا عليه بصمة مميزة يتقدمها الشغف والخبرة الواسعة في مجال الطهي، ومن ثم وفر "لا نينيا" وجهة مثالية لاستكشاف النكهات اللاتينية الشهية، مع تشكيلة من الأطباق الإيبيرية الكلاسيكية التي أُعيد إحياؤها بلمسات عصرية، ليقدم نفسه كواجهة متفردة لتناول العشاء، بمزيج رائع من النكهات والتوابل الجريئة، في أجواء راقية وغنية وعميقة، تحتفي بالإضافة الأحدث إلى ساحة المطاعم المزدهرة والمتألقة في دبي.