رمز التقدم التكنولوجي في العالم.. ماذا تعرف عن "وادي السيليكون"؟
ما هو وادي السيليكون؟ وكيف يمكن الاستثمار فيه؟ هي أسئلة دائمًا ما يسألها المستثمرون، وهو ما سنوضحه في هذا المقال عبر إلقاء الضوء على أهمية هذه المنطقة بالنسبة للولايات المتحدة، وكيف تحولت لتمثل جزءًا كبيرًا من كيان أمريكا الاقتصادي؟
منطقة وادي السيليكون تضم مجموعة من أكبر الشركات العالمية المتخصصة في مجال التكنولوجيا الرقمية، وباتت تُلقب بـ"العاصمة التقنية للعالم"، وهي مهد صناعة التكنولوجيا منذ البدء في صناعة "رقائق السيلكون"، التي يُنسب إليها اسم المنطقة، وصولاً إلى باقي أشكال التطور التكنولوجي الحاصل الآن.
المنطقة صارت مقرًا رئيسًا لأغنى المستثمرين في العالم، كونهم يمتلكون أكبر المؤسسات ربحية وشهرة مثل "فيسبوك"، و"غوغل" وغيرهما الكثير. ويمكن التعرف على مدى تأثير تلك المنطقة الصغيرة على العالم، وكيف صار لها دور بارز في حياتنا اليومية، من خلال المعلومات التي سنوضحها باستفاضة في سياق السطور التالية.
المنطقة تحوي الكثير من الألغاز والأسرار التي لا يعرفها الكثيرون عن عالم التكنولوجيا الرقمية، فهي دائمًا ما تبهرنا بكل ما هو جديد، وهو ما يمنحها قدرًا كبيرًا من التميز والاختلاف، ويجعلها قبلة رائعة للراغبين في الاستثمار بالمجال التقني لأنها تمثل المستقبل بكل معنى الكلمة.
ما هو وادي السيليكون؟
وادي السيليكون هو أكبر مجمع في العالم لمجموعة من أشهر الشركات في صناعة التكنولوجيا الرقمية، ومن أبرزها مجالات تصنيع أجهزة الحاسوب والهواتف والبرامج والاتصالات.
كما تعد "سليكون فالي" أو كما تعرف بالإنجليزية باسم Silicon Valley واحدة من أهم وأكبر المدن الصناعية في الولايات المتحدة، وتمثل بالفعل الجزء الأكبر من اقتصادها حول العالم.
وتقع تلك المنطقة في منطقة الجنوب بسان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا، كما أن شهرتها جعلت الكثيرين يلقبونها بـ"عاصمة العالم في صناعة التكنولوجيا الرقمية"، التي ترتبط ارتباطًا مباشرًا بتفاصيل حياتنا في كثير من الأوجه.
الشركات الكبرى التي تباشر عملها من هناك متخصصة في قطاعات مؤثرة مثل الهواتف، وأجهزة الكمبيوتر واللاب توب، ووسائل التواصل الاجتماعي، ومحركات البحث، وأجهزة الاتصالات، وكلها أشياء صارت جزءًا أصيلاً من حياتنا، فضلاً عما تحققه التكنولوجيا الرقمية من أرباح مرتفعة للغاية في وقتنا هذا، بالاتساق مع الاختراعات التي نشهدها يومًا بعد الآخر في تلك الصناعة.
ما سبب تسميته بهذا الاسم؟
سميت المنطقة بهذا الاسم لعدة عوامل، منها أن بدء اكتشاف التكنولوجيا الرقمية كان مع أجهزة الراديو والتلفزيون، وقد كانت البداية مع أجهزة الترانزستر، الذي كان يُصنع من رقائق السيلكون وتم اكتشافها عن طريق صهر الرمال، ثم تطورت بعد ذلك إلى أن وصلنا لأعلى مراحل التكنولوجيا الرقمية الآن، لذلك سميت المنطقة مع الوقت بهذا الاسم نسبة إلى رقائق السيلكون بدائية الصُنع والتي عُرف منها هذا العالم الضخم.
ويقال إنها سميت بهذا الاسم أيضًا نظرًا لوجود شركات متخصصة في مجال التكنولوجيا الرقمية بتلك المنطقة تستعين بأشباه الموصلات التي تحتوي على مادة السيلكون.
وانتشر الاسم بعد ذلك حين استخدمه صحفي أمريكي يدعى "هولفر" في مقالته الشهيرة عن المنطقة مطلع سبعينيات القرن الماضي، وتحدث فيها عن صناعة التكنولوجيا الرقمية التي تصنع من رقائق السيلكون في ولاية كاليفورنيا جنوب سان فرانسيسكو، ومنذ ذلك الوقت وهي تسمى بـ "وادي السيليكون" بدلاً من وادي القلب المبهج.
تاريخ وادي السيليكون
ما هو وادي السيليكون؟ قد لا يعرف كثيرون هذا الاسم ومدى أهميته، ولكنه يخطر أحيانًا في أذهاننا، وربما يقترن عادة هذا السؤال بأسئلة أخرى مثل "من أين أتت التكنولوجيا الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الاتصالات والبرامج والحواسيب؟" و "متى اقتحمت عالمنا ولم لا يمكننا الاستغناء عنها؟"، و"كيف تم تصنيعها من الأساس؟ ".
والإجابة عن كل هذه الأسئلة هي وادي السيليكون، بمعنى أنه الإجابة والسؤال في وقت واحد، فهو مقر التكنولوجيا الرقمية وصناعة الترفيه وعاصمة التطوير في العالم وعنوان كل ما هو جديد ومستحدث، ولهذا نبرز تاريخ هذه المنطقة للإجابة عن جميع الأسئلة التي قد تكون لدى البعض بخصوصها.
منطقة "وادي القلب المبهج" التي تحولت فيما بعد إلى "وادي السيليكون" بجنوب سان فرانسيسكو في ولاية كاليفورنيا كانت تشتهر سابقًا بالزراعة ويسكنها بعض المواطنين من المزارعين حتى القرن التاسع عشر، ثم بدأت تتغير المنطقة تمامًا على يد "ليلاند ستانفورد" الذي يوصف بأنه "الأب الروحي للمنطقة"، فهو أول من وضع أساسيات العمل هناك، وكان أول من بادر بعد توليه منصب حاكم ولاية كاليفورنيا بإصلاح البنية التحتية للمنطقة، وبدأ بعمل سكك حديدية لتسهيل حركة التنقل، ثم شيّد جامعة كاليفورنيا الشهيرة كنصب تذكاري لابنه الذي توفي بعد إصابته بالحمى.
وقد أغدق عليها وقتها ملايين الدولارات لمساعدة كل من يرغب في تعلم أشياء جديدة تؤهله لسوق العمل، واستقبلت الجامعة بالفعل الطلاب من شتى أنحاء العالم، ومع الوقت، بات لعدد كبير من طلاب الجامعة شركات خاصة بهم هناك.
وبعد ذلك، بدأت تتوالى الشركات التي يؤسسها طلاب متخرجون من جامعة ستانفورد بكاليفورنيا، وصارت المنطقة موقعًا للتجارب والأبحاث التكنولوجية والتقنية التي كانت بدايتها مع تصنيع رقائق السيلكون من عمليات تصهير وتكرير الرمال.
ثم تطورت الأمور بعدها وظهرت صناعة الترانزستر وبه عُرف الراديو والتلفاز، وأُطلقت بعدها أول محطة إذاعية في المنطقة لتشارلز "هيرولد"، وبدأ البث في كل أنحاء الولايات المتحدة، وظهرت بعدها أول مؤسسة قدمت خدمة التلغراف الفيدرالي "لسيريل إلويل" بعد حصوله على براءة اختراع من جامعة ستانفورد في تقنية اللاسلكي، وسميت المؤسسة باسم "بالو ألتو".
وفي عام 1912، بدأ أول نظام اتصال لاسلكي حول العالم من FTC، وأصبحت المنطقة في تطور دائم حتى منتصف القرن العشرين، وبدأت تظهر بعدها العديد من الشركات التكنولوجية.
وبعد الحرب العالمية، اهتم المؤسس الثاني للمنطقة "فريدريك تيرمان"، الذي كان يترأس وقتها منصب عميد كلية الهندسة بجامعة ستانفورد، بتشجيع الطلاب على إنشاء شركات متخصصة في مجال التكنولوجيا الرقمية على أسس علمية لضمان نجاحها.
وتحولت المنطقة بعد مرور كل هذا الوقت وما شهدته من تطورات سريعة إلى عاصمة عالمية في مجال التكنولوجيا، تلك المكانة التي ما زالت تحتفظ بها إلى الآن، وصارت مركزًا لأكبر شركات العالم وأكثرها ربحية على الإطلاق، مثل فيسبوك وأبل وغوغل، وباتت تشكل جزءًا أصيلاً من كيان الاقتصاد الأمريكي.
أبرز الإيجابيات المتاحة لرواد الأعمال في وادي السيليكون
هناك كثير من المستثمرين ورواد الأعمال يفضلون استثمار أموالهم في أماكن واعدة وذات مستقبل، وربما لا توجد منطقة في العالم بنفس نفوذ وتأثير منطقة "وادي السيليكون"، التي تعد بفرص استثمار مميزة في عالم التكنولوجيا الرقمية على وجه الخصوص.
ومن المعروف أن صناعة التكنولوجيا الرقمية من الصناعات سريعة الانتشار وقوية الأرباح، فضلاً عن تأثيرها الذي لا يمكن إغفاله على حياة الملايين في شتى أنحاء العالم.
وبخلاف ذلك، فالمنطقة تشتهر أيضًا بصناعة الترفيه، وهناك شركات عاملة هناك بهذا المجال، وتخوض منافسة محتدمة فيما بينها، وهو ما يستقطب اهتمام المستثمرين الداعمين لهذا المجال، إذ يساهمون بخبراتهم، أموالهم وأفكارهم لخلق رؤى مستقبلية جديدة.
1 - بيئة ريادية
يتميز المستثمرون في وادي السيليكون بتقديرهم للنوابغ والمبدعين، نظرًا لإيمانهم بأن الأفكار الإبداعية هي أصل الصناعات التي تسهم في تطور الحضارات ورقي الإنسان، وانتعاش الاقتصاد، لذلك يوفر أصحاب رأس المال، كل الأموال والدعم للمستثمرين الناشئين ذوي المواهب الإبداعية الفريدة.
تتميز المنطقة أيضًا بفرضها قوانين صارمة تعني بحماية المنافسة بشكل منظم وعادل وضمان حقوق المستثمرين الصغار، واحترام الحرية الفكرية والإبداعية، دون احتكارها من قبل المستثمرين الكبار، وتشرف على هذه القوانين ولاية كاليفورنيا التي سبق لها أن سنتها من قبل.
صُممت المدينة بشكل مثالي يفوق الخيال، وقد شارك في بنائها وتصميمها مجموعة من أفضل المهندسين في العالم، حتى صارت عاصمة التكنولوجيا الرقمية عالميًا، بالتزامن مع ارتكاز التكنولوجيا على عامل السرعة، وتجهيزها بأحدث التقنيات وتزويدها بأسرع الموصلات لسهولة التنقل والعمل بها.
2 - الحصول على رأس مال للاستثمار
يمكن لأصحاب المشاريع الريادية الناشئة أن يحصلوا بسهولة حال تواجدهم هناك على تمويل من المستثمرين لأن أصحاب رؤوس الأموال يبحثون عن أفكار مشاريع ذات طبيعة إبداعية.
وهناك نوعان من الدعم، هما:
● الدعم من قبل المستثمرين الكبار والشركات العملاقة، التي يمتلكها أغنياء العالم، لأنهم يقدرون الأفكار الإبداعية التي تساهم في بناء المستقبل ورقي الإنسانية وإفادة البشرية من تطور العلم والاختراعات.
● الدعم الحكومي: إذ توفر الحكومة الأمريكية دعمًا ماديًا، لأنها تقدر دور العلم والمواهب الإبداعية في رقي المجتمعات، والنهوض بها اقتصاديًا، ولهذا فهي من الدول العظمى في العالم، وتبادر بالتمويل المالي للإبداع والابتكار، وتهتم بتذليل العقبات لإصدار التراخيص بعيدًا عن الروتين الحكومي، مع حفاظها على حقوق الأشخاص في براءات الاختراع.
3 - بناء الثقة
بناء الثقة لدى المستثمرين بأن الشركات لها فرصة كبيرة في النجاح، إذ يوجد بوادي السيليكون مستثمرون من كافة أنحاء العالم، مثل الهند والصين وغيرهما، فهي غير مقصورة على المواطنين الأمريكيين فحسب، والشيء المميز أن الكل يخضع هناك لنفس القوانين الخاصة بحماية المنافسة، وهو ما يشكل مصدر قوة بالنسبة لبيئة الأعمال هناك.
أما من يمتلكون أفكارًا إبداعية ويحتاجون إلى الدعم لضمان إنجاحها وتطويرها، فسيجدون الدعم المادي والتعليمي من خبرات المستثمرين الكبار المتواجدين هناك، وهي أجواء تعزز من فرص نجاح الشركات الناشئة.
وهناك مزايا أخرى من ضمنها تصميم المكان وسهولة العمل به، وسرعة التنقل فيه لاستخدام أسرع التقنية في صُنع الموصلات داخل المنطقة، لعلمهم بمدى أهمية الوقت في نجاح أي عمل مطلوب إنجازه، إلى جانب إمكانية عمل التراخيص والإجراءات اللازمة بكل سهولة بعيدًا عن البيروقراطية أو ما يسمى بالروتين الحكومي.
اقرأ أيضًا:هل نشجعك على تعيين مهندس للأوامر في مؤسستك؟
4 - حضور المؤتمرات للتواصل والترويج عن الأفكار
سهولة حضور المؤتمرات الريادية والتكنولوجية المقامة في وادي السيليكون، إذ تقام هناك الكثير من المؤتمرات لمناقشة التطورات التكنولوجية والترويج لها على نطاق واسع، مع توضيح مدى تأثيرها على البشرية، وأيضًا مناقشة كل ما هو جديد من اختراعات، وهو ما يستدعي التفاعل من الجميع إما لإبداء الموافقة أو المطالبة بالتعديل على حسب احتياج البشر لمثل هذه الأفكار المبتكرة سواء الآن أو مستقبلاً.
لذلك توفر المنطقة أفضل وسائل الموصلات من قطارات وشركات طيران، لسهولة حضور هذه المؤتمرات ومشاركة الجميع من مختلف دول العالم بسهولة ويسر.
وهو ما يتم بالاتساق مع الجهود التي يتم بذلها للترويج لأفكار صناعة التكنولوجيا الرقمية للعامة من المستهلكين، ومن ثم اختبار مدى جدواها وأهميتها، ومن ثم رفضها أو اعتمادها كتطور في عالم التكنولوجيا حال نجاحها.
ويجب معرفة أن هناك الكثير من التجارب التي لم يُكتب لها النجاح، غير أن المطلوب ترسيخه هو أن الوصول للقمة مشوار صعب يتطلب خوض الكثير من التجارب بلا استسلام لضمان بلوغ النجاح في يوم من الأيام.
أكبر شركات وادي السيليكون
لكي تعرف ما هو وادي السيليكون، يكفيك معرفة ماهية الشركات الموجودة هناك، فهي مجموعة من أشهر وأكبر الشركات العالمية المتخصصة في قطاع التكنولوجيا الرقمية ومن أكثرها تأثيرًا اليوم.
المنطقة، كما سبق أن أشرنا، هي منطقة تعج بالاستثمارات، ولديها من الأعمال ما يجعلها وجهة عالمية لكل الراغبين في طرح وتأسيس الأفكار الإبداعية التي تسهم في خدمة البشرية.
المنطقة، كما سبق أن أشرنا، هي منطقة تعج بالاستثمارات، ولديها من الأعمال ما يجعلها وجهة عالمية لكل الراغبين في طرح وتأسيس الأفكار الإبداعية التي تسهم في خدمة البشرية.
والمنطقة أيضًا تعد من أبرز مناطق الجذب للمستثمرين والممولين من كل أنحاء العالم، وبالأخص من يستشرفون المستقبل ويتطلعون لاستثمار أموالهم فيما هو قادم من اختراعات وابتكارات ستغير وجه العالم.
ومن أهم هذه الشركات شركة "ميتا"، "أمازون"، "مايكروسفت"، "نتفيلكس"، " برمجيات أوبرا"، "نوكيا"، "باي بال"، "سوني"، "ماكافي"، "انفيديا"، "LSl Logic"، "ياهو"، "أوراكل"، "أدوبي سيستمز"، "أبل"، "غوغل"، و"فيسبوك" وغيرها الكثير من المؤسسات الضخمة العاملة في قطاعات الخدمات المرتبطة بمجال التكنولوجيا الرقمية، ونبرز فيما يلي قائمة بأكبر هذه الشركات:
1 - أبل
شركة أبل هي واحدة من أكبر شركات العالم في صناعة برامج وأجهزة الحاسوب، وجرى تأسيسها في عام 1976 على يد الراحل "ستيف جوبز"، وعلامتها التجارية في أسواق العالم "apple" أو "التفاحة".
واختار ستيف جوبز هذا الاسم والشكل لاعتقاده بأن التفاح من الفواكه المثالية لأنه ذو شكل ومذاق مثالي، ويحتوي على فيتامينات ومعادن غذائية عالية، ولا يمكن إضرارها بسهولة، علمًا بأن عمله قبل إطلاقه شركة أبل كان في بساتين يزرع بها شجر التفاح، وهو ما يعكس مدى اهتمامه بفنيات العمل لإطلاقه على أسس علمية سليمة، وبدأت الشركة بعدها في تصنيع أول جهاز كمبيوتر بشكل يدي على يد "ستيف وزنياك".
وتعد أبل إحدى أكبر الشركات المتخصصة في مجال التكنولوجيا الرقمية من حيث الأرباح، وهو ما جعلها ثاني أكبر شركات العالم من حيث القيمة، متفوقة في صناعة الهواتف الذكية، بتقديمها هاتف "آيفون"، وهو ما ساهم في زيادة حجم مبيعاتها وبالتالي قيمتها السوقية في البورصات.
2 - غوغل
كانت بداية تأسيس تلك الشركة الأمريكية العملاقة على يد "لاري بيج" و "سيرجي برين "، الذين كانا يدرسان في جامعة ستانفورد بولاية كاليفورنيا، فبدأت معهما الفكرة من بحث لتحضير رسالة دكتوراه، وكان الأمر في البداية مجرد مسعى لإقامة شبكة كبيرة من المعلومات المنظمة التي تتيح الوصول لجميع المعلومات من خلال محرك بحث على الإنترنت.
وعلى عكس المواقع التي كانت تعمل بشكل عشوائي إلى حد ما في ذلك الوقت، بدأ الثنائي، بيج وبرين، في البحث والتطوير إلى أن استقرا في الأخير على تأسيس شركة غوغل عام 1997.
ومع مرور الوقت واستمرار العمل والتحديث والتطوير، صارت غوغل واحدة من أكبر شركات الولايات المتحدة الأمريكية المتخصصة في مجال الإعلانات عبر محركات البحث.
كما أضحت غوغل واحدة من أهم الشركات التي تلبي طلبات البحث التي تتم بالمليارات يوميًا بفضل قواعد البيانات الضخمة التي تديرها وتوفرها لمستخدميها من كل مكان في العالم.
وذلك إلى جانب الجزء الخاص بالإعلانات التي يتم نشرها من قبل الأفراد والشركات على محرك البحث "غوغل" من أجل الترويج للخدمات والمنتجات، وهي بالفعل واحدة من أبرز مصادر الربح التي تجني من ورائها غوغل المليارات من الدولارات كل عام.
3 - فيسبوك
فيسبوك Facebook هو واحد من أشهر تطبيقات التواصل الاجتماعي حول العالم، ويحظى بقاعدة مستخدمين تُقدر بالمليارات، ويقدر زواره يوميا بمئات الملايين من كل صوب وحدب.
الكثيرون يتفاعلون يوميًا على فيسبوك بما ينشرونه من يوميات، منشورات، فيديوهات طويلة أو قصيرة، وغير ذلك من أوجه التفاعل، التي ينفسون بها عن أنفسهم ويعبرون من خلالها عما يجيش بعقولهم من أفكار وخواطر في شتى جوانب الحياة.
وصار فيسبوك أيضًا من أبرز وسائل التواصل على صعيد الحياة الاجتماعية من خلال الرسائل والتفاعلات التي تتم بين المعارف وغير المعارف، ما كان له أثره الكبير على المستخدمين اجتماعيًا.
مارك زوكربيرغ، مؤسس فيسبوك، سبق له أن أتم دراسته في جامعة هارفارد، وكانت بدايته مع فكرة الموقع محل انتقاد البعض، لكنه أصر عليها وشارك الفكرة مع زملائه بالجامعة ثم أخذت تتطور الأمور معه شيئًا فشيئ، وتحول الموقع إلى وسيلة تواصل متطورة.
وبات من الممكن استخدامه في التواصل عبر الرسائل النصية والاتصالات الصوتية وعبر مقاطع الفيديو، والجيد أن تلك الخدمات متاحة وسهلة الاستخدام، وهو أحد مصادر قوة الموقع.
ومع مرور السنوات، وصل عدد المشتركين بالموقع إلى أكثر من مليار شخص حول العالم، وصار مارك زوكربيرغ من أغنى أغنياء العالم، مع تحول فيسبوك إلى واحد من أكثر البرامج ربحية في العالم.
ما هي أسباب نجاح وادي السيليكون؟
لا شك أن المتابع الجيد يمكنه استكشاف الأسباب التي وقفت وراء نجاح وادي السليكون وهي:
1- التعاون
من أبرز أسباب نجاح وادي السيليكون هو روح التعاون، فالكل كان لديه الرغبة في التعاون، وهو ما جعل مؤسسي الشركات المحلية يروجون لبعضهم البعض بغض النظر عن أجواء المنافسة، وما بدا واضحًا هو أن الجميع كان يغلب المصلحة العامة على حساب المصالح الشخصية.
2- القوانين
كما سبق أن أشرنا، فقد كان المسؤولون في ولاية كاليفورنيا حريصين كل الحرص على أجواء المنافسة، وهو ما جعلهم يسنون القوانين التي تشمل البنود الرافضة لفكرة الاحتكار، التعدي على حقوق الملكة الفكرية، المنافسة غير الشريفة والتنافس غير العادل، وهو ما كان له أثره الواضح والمباشر على بيئة العمل، مع ضمان الجميع لحقوقهم بصورة عادلة.
3- التنوع الثقافي
يعد أيضًا التنوع الثقافي من أبرز العوامل التي تقف وراء النجاح الملموس في وادي السيليكون، والدليل على ذلك هو أن المهاجرين أسسوا في الفترة بين 1995 و 2005 ما يزيد على نصف المشاريع الناجحة هناك.
4- الجامعات
كان للجامعات الراقية هناك دور كبير في تخريج كثير من مؤسسي الشركات، وبالأخص من جامعة ستانفورد، وغيرها من الجامعات المحلية، التي ساهمت في إنجاح بيئة العمل الريادية بالمنطقة بشكل مميز.
5- الدعم الحكومي
وهو ما سبق أن أشرنا إليه من قبل أيضًا، إذ تحرص الحكومة هناك بشكل كبير على تقديم الدعم اللازم لما يتم تنفيذه هناك من أبحاث، وبخاصة الأبحاث التي تجرى في جامعة ستانفورد، وهو ما ساهم في دفع عجلة العلم والتكنولوجيا والوصول لآفاق كبيرة من النجاحات.
ولم يقتصر دور الحكومة على ذلك، بل ساهمت أيضًا بالتمويلات، إلى جانب دورها في سن القوانين التي تعني بمكافحة الاحتكار وتعزيز روح المنافسة، بالإضافة إلى اهتمامها بتذليل العقبات لتسهيل إجراءات التراخيص وإنشاء الشركات وحفظ حقوق براءات الاختراع.