تحليل الهوموسيستين.. ما أهميته لصحة الرجل؟
"الهوموسيستين" أحد العناصر التي تزداد مستوياتها في الدم مع نقص فيتامين ب 12، أو حمض الفوليك من الجسم، وهذه الزيادة - إلى جانب كونها دليلاً على نقص بعض الفيتامينات - قد تكون مُؤشِّرًا على احتمال الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، مثل النوبة القلبية أو السكتة الدماغية، بل إنَّ كل زيادة في مستويات "الهوموسيستين" بمقدار 5 ميكرومول / لتر، تصحبها زيادة في خطر الوفاة بسبب الأمراض بنسبة 33.6%، فهل أنت بحاجةٍ إلى تحليل الهوموسيستين؟
ما هو الهوموسيستين؟
حمض أميني يُنتِجه الجسم في أثناء هضم البروتين، وقد تُشِير زيادة مستوياته في الدم إلى نقص حمض الفوليك أو فيتامين ب 12، أو فيتامين ب 6، أو قد تعني أنَّ الجسم لا يُعالِج الهوموسيستين بكفاءة.
أهمية الهوموسيستين
يتفاعل الهوموسيستين مع مجموعة فيتامين ب؛ إذ يتحوَّل إلى مادتين:
- الميثيونين: حمض أميني ضروري لتصنيع مضادات الأكسدة المُنشِئة للبروتينات.
- السيستئين: حمض أميني غير أساسي يُصنع من الميثيونين، ويساعد في تخفيف الالتهابات، وتعزيز التواصل بين الخلايا المناعية، وتحسين صحة الكبد.
الهوموسيستين وصحة الإنسان
عادةً ينبغي أن تظل مستويات الهوموسيستين منخفضة في الدم؛ لأنَّه يتكسَّر سريعًا بفعل مجموعة فيتامين ب، مثل فيتامين ب 12، ب 6، وب 9، وأي زيادة في مستويات الهوموسيستين قد تدل على نقص أحد هذه الفيتامينات في الجسم.
أيضًا فإنَّ زيادة مستويات الهوموسيستين تُنذِر بمشكلات صحية، مثل تلف بطانة الأوعية الدموية، وتكوين جلطات دموية، ما قد يُسبِّب نوبة قلبية، أو سكتة دماغية، أو غيرها من أمراض القلب والأوعية الدموية.
مستويات الهوموسيستين
المستويات الطبيعية للحمض الأميني "هوموسيستين" أقل من 15 ميكرومول / لتر، وإذا زادت مستوياته عن هذه القيمة، فهذا يعني فرط "هوموسيستين الدم"، الذي قد ينجم عن خلل في عمليات التمثيل الغذائي المُتعلِّقة بهذا الحمض الأميني.
تنقسم المستويات المرتفعة من الهوموسيستين في الدم إلى:
- ارتفاع مُعتدل: 15 - 30 ميكرومول / لتر.
- ارتفاع متوسط: 30 - 100 ميكرومول / لتر.
- ارتفاع شديد: أكبر من 100 ميكرومول / لتر.
لماذا قد تحتاج إلى تحليل الهوموسيستين؟
عادةً لا يُوصِي الأطباء بتحليل الهوموسيستين بصفة روتينية لعموم الناس، كما أنَّ الباحثين غير متأكدين بمدى تأثير مستويات الهوموسيستين في صحة القلب والأوعية الدموية، ومع ذلك فقد يقترح الأطباء ذلك الاختبار في حالة سوء التغذية، أو كبر السن، وكذلك في حالة المعاناة من أعراض نقص فيتامين ب 12 أو حمض الفوليك، ومن هذه الأعراض:
- الدوار.
- الضعف.
- الصداع المتكرر.
- خفقان القلب.
- تغيُّر لون البشرة.
- تقرُّحات الفم.
- تنميل أو وخز في الأطراف.
كذلك قد يقترح الطبيب إجراء اختبار الهوموسيستين في حالة:
- وجود عامل واحد أو أكثر من عوامل خطر الإصابة بالنوبة القلبية أو السكتة الدماغية، بما في ذلك ارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم، أو ارتفاع ضغط الدم.
- تاريخ مرضي سابق بالنوبة القلبية أو السكتة الدماغية.
- مرض السكري.
اقرأ أيضًا:5 فوائد لتناول الحلبة للرجال.. منها زيادة هرمون الذكورة
كيف تستعد قبل تحليل الهوموسيستين؟
ينبغي أن يصوم المرء 8 - 12 ساعة قبل إجراء اختبار الهوموسيستين، وهو ما يعني الامتناع عن الأكل والشرب "عدا الماء" طيلة هذه المدة.
كذلك ينبغي إعلام الطبيب بالأدوية، أو المكملات الغذائية التي تتناولها؛ كي لا تُؤثِّر سلبًا في نتائج الاختبار المعملي.
أسباب زيادة مستويات الهوموسيستين في الدم
يُعدّ نقص فيتامين ب 12، ب 6، وحمض الفوليك من أبرز أسباب زيادة مستويات الهوموسيستين في الدم؛ لأنَّ الجسم يحتاج إلى هذه الفيتامينات لتكسير الهوموسيستين، ومِنْ ثَمَّ فقد يُؤدِّي نقصها إلى تراكمه في الدم.
وبعض الناس أكثر عُرضةً لنقص هذه الفيتامينات، كما في حالة الاعتماد على الأنظمة الغذائية الصارمة، أو النظام الغذائي النباتي، أو المعاناة من طفرة جين "MTHFR" الذي يُحدِث خللاً في قدرة الجسم على استخدام حمض الفوليك.
كذلك قد تُسبِّب بعض الأدوية نقص حمض الفوليك، مثل:
- ميثوتريكسات.
- سلفاسالازين.
- بيريميثامين.
- النياسين "فيتامين ب 3".
- أدوية الصرع.
مضاعفات زيادة مستويات الهوموسيستين في الدم
قد تصحب زيادة مستويات الهوموسيستين في الدم بعض المضاعفات الصحية، مثل:
- هشاشة العظام.
- مرض باركنسون.
- الخرف.
- التصلُّب المُتعدِّد.
- السكتة الدماغية.
- الصرع.
- تمدُّد الشريان الأورطي.
- النوبة القلبية.
- تصلُّب الشرايين.
- قصور الغدة الدرقية.
- مرض القولون الالتهابي.
- جلطات دموية.
لكن ذلك لا يعني أنَّه مع زيادة مستويات الهوموسيستين أنَّ الإصابة بهذه الأمراض حتمية، وإنَّما زيادة مستوياتها على مدار زمنٍ طويل قد يزيد خطر الإصابة بهذه الأمراض، خاصةً أمراض القلب والأوعية الدموية.
وفي تحليلٍ تلوي في "Scientific Reports"، ادَّعى خبراء الرعاية الصحية ارتباط زيادة مستويات الهوموسيستين بارتفاع مخاطر الوفاة بجميع الأسباب أو أنواع المرض؛ إذ إنَّ كل زيادة في مستويات الهوموسيستين في الدم بمقدار 5 ميكرومول / لتر، صاحبها زيادة في خطر الوفاة بجميع الأسباب بنسبة 33.6%.
هل زيادة الهوموسيستين تعني المرض دائمًا؟
لا، لأنَّ بعض الناس لديهم مستويات مرتفعة من الهوموسيستين وذلك بسبب بعض العوامل، مثل:
- التاريخ العائلي والجينات.
- التدخين.
- العمر؛ إذ تزداد مستويات الهوموسيستين بصورة طبيعية مع تقدُّم العمر.
- الجنس؛ فالذكور لديهم مستويات أعلى من الهوموسيستين مقارنةً بالنساء.
كيف تخفض مستويات الهوموسيستين لديك؟
اقرأ أيضًا:علامات ارتفاع هرمون الذكورة عند الرجال.. معلومات لا تفوتك
قد تحتاج إلى الانخراط في عاداتٍ غذائيةٍ جديدة إثر ارتفاع مستويات الهوموسيستين في الدم، وذلك بالانخراط في نظامٍ غذائيٍ متوازن يمد الجسم بما يحتاج إليه من معادن وفيتامينات، خاصةً حمض الفوليك، وفيتامين ب 12، وب 6.
تُساعِد الأطعمة الغنية بحمض الفوليك وفيتامين ب 12 في خفض مستويات الهوموسيستين، ففي تجربةٍ عشوائيةٍ أُجريت على 65 مشارك يُعانُون فرط هوموسيستين الدم، أدَّى تناول مكملات حمض الفوليك يوميًا والأطعمة الغنية به إلى تراجُع مستويات الهوموسيستين في الدم.
ومن أمثلة الأطعمة الغنية بحمض الفوليك:
- الفواكه.
- المكسرات.
- البازلاء.
كذلك يُفضَّل الحصول على فيتامين ب 6 لمنع زيادة هوموسيستين في الدم، ومن مصادر فيتامين ب 6:
- البطاطا.
- الموز.
- الدجاج.
وأيضًا ينبغي منع نقص فيتامين ب 12، وذلك بتحصيله من مصادره الغذائية، مثل:
- منتجات الألبان.
- اللحوم.
- كبد البقر.
- بعض أنواع السمك.
وإذا لم يكن تغيير الحمية كافيًا، فقد تكون بحاجةٍ إلى مكملات فيتامين ب 12، أو غيره من الفيتامينات التي يُؤثِّر نقصها في مستويات الهوموسيستين، لكن ذلك بعد استشارة الطبيب بالطبع.