مفهوم المنافسة في ريادة الأعمال.. ما هي الإيجابيات والسلبيات؟
من المهم اكتشاف وتعلم المنافسة في ريادة الأعمال نظرًا لما تمثله من أهمية في نجاح أعمال الشركات التجارية المختلفة، سواء كانت تلك الشركات تقدم خدمة أو منتجًا معينًا، فالمنافسة جزء أساسي في عالم الأعمال، ومن الضروري فهم المنافس لأنه من الخطوات الأولية التي تحدد الميزات التنافسية التي يمكن التفوق بها في السوق.
وقبل بدء أي مشروع يمكن إجراء دراسة للمنافسين وفق خطوات وأدوات محددة، مع التركيز على استخراج الميزات التنافسية لكل منافس، ومجموعة من العوامل الأخرى المهمة التي ينبغي معرفتها لتحقيق أفضل النتائج.
لذا نوضح في السطور التالية معنى المنافسة في ريادة الأعمال وأنواعها وفوائدها وسلبياتها، مع إلقاء الضوء على خطوات دراسة المنافسين.
ما هي المنافسة في ريادة الأعمال؟
المنافسة في ريادة الأعمال هي التنافس بين مجموعة من الشركات أو المنشآت التي تقدم الخدمة ذاتها أو تبيع المنتج ذاته، وربما استهداف الجمهور نفسه حتى بمنتج مغاير من أجل تحقيق المبيعات، وزيادة الإيرادات، والحصول على حصة أعلى في السوق مقارنة بالمنافسين.
وتلك المنافسة بمثابة علامة على وجود سوق صحي ومربح يمكن تحقيق من ورائه أرباحًا خيالية بمجرد النجاح في الحصول على حصة بداخله.
وتعزز المنافسة من القيمة المقدمة إلى العملاء لأن أصحاب الأعمال يتجهون إلى تحسين الجودة من أجل كسب العميل والاحتفاظ به على حساب المنافس، وكذلك قد تؤدي المنافسة إلى تحسين السعر وتقديم أسعار مميزة للعميل مقابل الجودة المقدمة، ويبقى العميل هو الفائز الأكبر في تلك الأجواء التنافسية الشديدة.
ومن الجدير بالذكر أن المنافسة لا تعد تكرارًا لعمل مشابه موجود بالفعل على أرض الواقع، لكنها هي التي تشجع رائد الأعمال على إنتاج ما هو جديد ليكتسب مشروعه أبعادًا مختلفة ومميزة.
كما يدفعه ذلك أيضًا لتزويد المستهلكين بأشياء أفضل من الموجودة وأرخص أيضًا من ناحية السعر، مع تقديم ميزة تنافسية تجذب الانتباه وتشجع الجمهور على شراء المنتج أو الخدمة. وفي حالة عدم وجود جديد، فالأرجح أن العميل لن يغامر بالانتقال من منتج إلى آخر، ومن ثم قد لا تحقق فكرة المشروع المقلدة النجاح المطلوب.
ولك أن تعلم أيضًا أن المنافسة بين الشركات تساعد على اكتشاف أذواق وتفضيلات العملاء، الذين تنقسم الآراء فيما بينهم وتختلف أذواقهم حين يتعلق الأمر بشراء مختلف المنتجات، لذا يجب الحصول على المعلومات الكاملة على تفضيلات العميل.
ولهذا يفضل توزيع عينة عشوائية على العملاء لقياس ومعرفة مدى استجابتهم للمنتج أو التغيير الجديد الذي طرأ عليه، وبذلك يمكنك أن تحفز المنافسة وتشجع العميل على تجربة المنتج الجديد، وتلبية متطلبات العميل التي لم ينجح فيها المنافس من قبل.
أنواع المنافسة
المنافسة موجودة بأنواع مختلفة في الأسواق، فنجد أن الكثير من الشركات تتجه إلى البحث عن ميزة تنافسية من أجل الحصول بها على أفضل نتيجة في الأسواق. ويمكننا تقسيم أنواع المنافسة وفقًا لما يلي:
المنافسة المباشرة
المنافسة المباشرة هي التي تكون بين المنشآت والمؤسسات التي تعمل في نفس المجال، وتقدم خدمات متشابهة بشكل كبير لتستهدف بها نفس العملاء، وتلبي نفس الحاجة دون تغيير، ولكن يحاول المنافس التركيز على ميزة تنافسية جديدة وإضافية يمكن أن تجذب بها شريحة العملاء المستهدفة.
وعلى سبيل المثال الشركات التي تستهدف طبقة الأثرياء من المجتمع ربما لا تتنافس على السعر، بل على إظهار مدى الرفاهية الموجودة في المنتج، بينما الشركات التي تستهدف طبقة العامة قد تحاول تقديم المنتج بسعر أقل، أو تقديم عروض وتخفيضات أكثر من منافسيها.
ومن أشهر الأمثلة على المنافسة المباشرة للشركات التي تبيع المنتج ذاته لنفس فئة العملاء المستهدفة هم "دومينوز بيتزا" و"بيتزا هت"، فكلتا الشركتين تعمل في نفس الصناعة وتقدم نفس المنتج، مع استخدام قنوات التوزيع ذاتها بتقديم البيتزا داخل المطعم أو التوصيل إلى المنازل، مع استهداف الفئة نفسها من العملاء.
وعلى ذكر المنافسة المباشرة، هناك مثال آخر بين "أبل" و"سامسونغ"، بحرصهما على تقديم أفضل الهواتف المحمولة ذات الجودة المميزة والتصميم المختلف، وهو ما يفعلانه بإضافة المزيد من السمات الجديدة إلى أجهزتها.
المنافسة غير المباشرة
المنافسة غير المباشرة هي التي تكون بين الشركات التي تقدم خدمات ومنتجات مختلفة عن بعضها البعض، ولكنها تستهدف نفس العملاء لتلبية احتياج واحد، وهو ما قد يجعل تلك الشركات تحصل على نسبة من شريحة العملاء التي تستخدم المنتج أو الخدمة المقدمة.
وخير مثال هنا على تلك المنافسة غير المباشرة هي المنافسة القائمة بين مطعم "برجر كينج" ومطعم "بيتزا هت"، فكلاهما يوفران طعام يمكن به إشباع رغبة الجوع لدى العميل، ولكن بأطعمة مختلفة يمكنه المفاضلة بينها.
ويمكن في بعض الأحيان أن يكون المنافس غير المباشر بمثابة بديل مختلف تمامًا، ولكنه يلبي نفس الحاجة مثل شراء خضار من السوق وطهيه في المنزل، أو تقديم ساندويتش جاهز يمكن تناوله داخل المطعم.
وهناك بعض شركات التكنولوجيا تقدم قوالب جاهزة لتصميم موقع إلكتروني جديد على شبكة الإنترنت، لتنافس بذلك الأفراد الذين يقدمون خدمات تصميم المواقع الإلكترونية.
وعلى الرغم من الاختلاف الكبير بين الأمرين، إذ إن أحدهما هو منتج قالب جاهز والآخر هو خدمة يتم تقديمها، إلا أنهما يلبيان نفس الحاجة وهي إتاحة موقع إلكتروني على الإنترنت للعملاء، ومن ثم يجب التأكد من كل المنافسين المباشرين وغير المباشرين من أجل تحديد أفضل استراتيجية يمكن تبنيها للحصول على أفضل نتيجة.
المنافسة المحتملة أو البديلة
المنافس المحتمل أو البديل هو المنافس الذي يمكنه تقديم حل مختلف واستبدال المنتج أو الخدمة الحالية بشكل نهائي، كما أن استخدام أجهزة الكمبيوتر في كتابة الرسائل والأبحاث العلمية بدلاً من كتابتها على الآلة الكاتبة أو يدويًا كما كان الحال منذ عدة سنوات، أو استخدام الهواتف الذكية في التصوير بدلاً من الكاميرا الرقمية، أو الكاميرات القديمة التي لم تعد تشغل حيزًا كبيرًا في الأسواق كما كان في السابق.
ومن أجل الاستعداد لهذا النوع من المنافسة، يجب التركيز على تطوير المنتج أو الخدمة الحالية لتجنب استبدالها في المستقبل من قبل المنافسين المحتملين، ومن أشهر قصص المنتجات البديلة قصة شركة "كوداك" المتخصصة في كاميرات التصوير القديمة التي لم تسعى لتطوير منتجاتها لتكون رقمية واستغل المنافسون ذلك وصعدوا على حسابها.
أهمية المنافسة في ريادة الأعمال
تعد المنافسة واحدة من الأمور التي تعمل على إنجاح الشركات بمختلف أنواعها، سواء كانت كبيرة أو صغيرة، كما أنها تعود بالفائدة على العملاء نتيجة لتقديم أفضل المنتجات التي يمكن المفاضلة بينها.
ونستعرض فيما يلي أبرز فوائد المنافسة في الأسواق:
• توفير الكثير من الخيارات لكافة العملاء للاختيار بينها بجودة وأسعار مختلفة.
• تثقيف الشركات عن آلية عمل السوق مثل إنشاء العلامة التجارية وتعزيز فعالية الإنتاج والبيع داخل الأسواق.
• إدراك ومعرفة نقاط القوة والضعف الحالية في الشركة والعمل على استدراكها وحلها.
• الاهتمام باحتياجات العملاء ومتطلباتهم والاهتمام بخدمتهم بصورة أفضل من الشركات الأخرى.
• التركيز على التسويق الجيد للمنتجات والخدمات والحرص على خدمة العملاء بشكل مناسب ومحاولة الحفاظ على انتمائهم للشركة.
• تشجيع الشركات على الابتكار وتحسين المنتج أو الخدمة المقدمة بشكل يتناسب مع تطورات السوق المختفة.
إيجابيات المنافسة في ريادة الأعمال
رغم ما تسببه المنافسة من أرق لرواد الأعمال مع تفاوت تخصصات مشاريعهم أو شركاتهم، فإنها تحظى بالكثير من الإيجابيات والفوائد التي تعود على الشركة بالنفع الكبير، لا سيما أنها تعمل على تعزيز التطوير التقني وتحسين المنتجات والخدمات.
ونوضح فيما يلي أهم تلك الإيجابيات بمزيد من التفصيل:
زيادة الطلب
تعمل المنافسة الشريفة والصحية إلى الاستثمار في الأنشطة التسويقية المختلفة، والتي تعمل على رفع الوعي بالمنتجات التي تقدمها الشركة بين فئة العملاء المستهدفة، وهو ما يؤدي إلى زيادة نسبة الطلب الإجمالي في الأسواق على المنتج، وفي بعض الأحيان، قد لا يحتاج العميل إلى شراء المنتج، ولكن بزيادة الإعلان عنه على مختلف الوسائل والمنصات، قد تتولد لديه الرغبة في الشراء، وربما يصير عميلاً دائمًا فيما بعد.
تعزيز الابتكار
من أهم فوائد وإيجابيات المنافسة هو تعزيز الابتكار والإبداع، فحين لا يوجد منافس، لن تكون هناك دوافع من أجل تطوير المنتج أو الخدمة بشكل مستمر، فالمنافسة تضع الشركة في حالة سباق لتطوير المنتج وجعله مميزًا عن المنافسين.
فكل الشركات الشهيرة التي تعمل في مختلف المجالات لم تكن الوحيدة في مجالها، ولكن لها منافسون آخرون، غير أنها استطاعت أن تنمو وتتفوق على المنافسين بإدراجها الكثير من الميزات التنافسية.
وهنا على سبيل المثال تطبيق "تيك توك" الذي صار من أشهر المنصات الاجتماعية التي ظهرت بسوق التواصل الاجتماعي في السنوات الأخيرة، وهو ما وضع تطبيقات أخرى بارزة مثل "يوتيوب" و"إنستغرام" تحت ضغط التطوير.
وقد خرجت تلك المنصات بالفيديوهات القصيرة التي أصبحت من أعلى الفيديوهات مشاهدة على كافة المنصات بدلاً من الفيديوهات الطويلة، ومن المتوقع في حالة عدم إضافة تلك الخاصية أن تتراجع باقي التطبيقات وتختفي ويقل معها عدد المستخدمين.
تساعد الشركات في العثور على ميزتها التنافسية
تعتمد فكرة الحصول على ميزة تنافسية لمنتج أو خدمة محددة بشكل أساسي على دراسة السوق الحالي للمنتجات أو الخدمات المقدمة، فالميزة التنافسية هي ما تستطيع الشركة تقديمه بشكل أفضل من المنافسين.
وهو ما يمكن أن يتم بتكثيف البحث عن القيمة التي تقدمها الشركات المنافسة المباشرة وغير المباشرة والمنافسين المحتملين، وزيادة تلك القيمة التي لا يستطيع المنافسون تكرارها.
تجعل الشركات تخدم العملاء بشكل أفضل
تتقدم الشركات التي تخدم العملاء على نحو أفضل وأسرع من منافسيها، إذ توجد بعض الشركات التي تحرص على وضع العملاء على قائمة الأولويات، وهو ما يمنحها ميزة تنافسية على حساب المنافسين، ويسهل عليها إمكانية الاحتفاظ بولاء العملاء لفترات أطول.
وهو ما يرجع إلى أن العميل يفضل الشركة التي تقدم له خدمة مميزة، مرضية، رخيصة أو سريعة. ويمكن ضرب مثال هنا بشخص يريد شراء منتج معين، وليكن حقيبة يد، وهو ما جعله يبادر بمراسلة 4 شركات مختلفة باستخدام الرسائل النصية الموضحة على مواقع التواصل الاجتماعي، فردت شركة خلال 15 دقيقة، وأخرى ردت خلال ساعتين، وشركتين في اليوم التالي، فعلى الأرجح سيتوجه العميل إلى الشركة التي ترد بشكل أسرع على جميع الاستفسارات بأسهل طريقة مناسبة.
تجعل الموظفين أكثر كفاءة
تزيد المنافسة من التركيز على مضاعفة العمل والإنتاجية من أجل مجاراة المنافسين والتفوق عليهم بشكل أفضل من الوضع الحالي، فيركز الموظفون والمديرون في الشركة على تحديد عوامل القوة والضعف من أجل تحسين الإنتاجية.
وعلى النقيض، في حالة عدم وجود منافسة، قد لا يكون رواد الأعمال على نفس الوتيرة من الإنتاجية أو رفع كفاءة الموظفين، وهو ما يمكن أن يتغير بشكل كبير في حالة دخول منافس إلى السوق، فيتحمس الموظفون حينها للعمل بكد من أجل الحفاظ على حصة السوق.
تعزز التطوير المستمر للأعمال
تتعامل خطة التطوير المستمر للأعمال مع المنافسة على المدى الطويل بتحديث الميزة التنافسية للمنتج أو الخدمة، مع إدراك أن تلك الخطوة هي خطوة أساسية ومستمرة طوال حياة المشروع، وقد يكون هذا التطوير حاصلاً على صعيد المنتج والعروض مع الاهتمام بتقييم ملاحظات العملاء وتحسين جودة العروض ورفع الإنتاجية وتحسين التعاون بين الموظفين.
سلبيات المنافسة في ريادة الأعمال
بالرغم من الإيجابيات الكثيرة التي تضيفها المنافسة في ريادة الأعمال، فإنّها قد تؤدي بنفس الوقت إلى مجموعة من السلبيات التي قد تمثل مشكلة بالنسبة لبعض الشركات، ونبرز فيما يلي تفاصيل سلبيات المنافسة في ريادة الأعمال:
تقلل من الحصة السوقية للشركة
حتى لو أدت المنافسة مع الشركات الأخرى إلى تحقيق نتائج مميزة وقادت للحصول على النسبة الأعلى من السوق، فسيظل جزءًا من حصة الشركة تابعًا لشركة أخرى، لأن السوق عبارة عن عدد معين من المستهلكين الثابتين نسبيًا، ودخول شركة جديدة في الأسواق خاصة لو كانت تتبع أساليب تسويقية مميزة، أو لديها ميزة تنافسية فعالة، قد يتيح لها الحصول على نسبة لا بأس بها من السوق، وبالتالي انخفاض نسبة المبيعات أو الأرباح.
تضع ضغطًا على الشركات
تشكل المنافسة ضغطًا على الشركات بشكل كبير من أجل رفع مستوى قدراتها، ومواكبة الأعمال التنافسية التي تقيمها الشركات الأخرى من أجل الاحتفاظ بنسبتها السوقية، غير أن ذلك يؤثر بشكل سلبي على الشركات الصغيرة التي لا تمتلك تمويلاً كافيًا، أو الشركات التي لا تستطيع المنافسة، ومن ثم تخفق نظرًا لعدم توافق القدرات بينها وبين المنافسين.
تشعر الموظفين بالضغط
تختلف بيئة العمل العادية الخالية من الضغوط عن بيئة العمل المليئة بالضغوط، فالموظف في النهاية لا يريد سوى العمل في بيئة صحية لديها أهداف منطقية يمكن تحقيقها.
ولكن عند وضع الموظف في بيئة ضاغطة طوال الوقت، ستتولد عن ذلك مشكلات كبيرة مثل استقالة بعض الموظفين الأكفاء، واستهلاك الموظف لدرجة الاحتراق الوظيفي الذي يجعله في حالة إنتاجية سيئة.
ومن الأفضل في تلك الحالات تقسيم العمل بين الموظفين بصورة صحيحة حتى لا يتعرض الموظف الجيد في الشركة إلى ضغط إضافي، وفي حالة تزايد الضغوط، يمكن تعيين المزيد من الموظفين من أجل سد حاجة العمل في تلك الفترة.
تجعل الشركات تنفق بلا داعٍ
تعمل المنافسة على زيادة معدل الإنفاق على الاستراتيجيات التسويقية المختلفة من أجل جذب العملاء والشركاء والموظفين أيضًا برفع رواتبهم أو زيادتها، وهو ما يزيد النفقات التي قد لا تؤتي ثمارها فيما بعد وتكون غير ضرورية.
تشعر العملاء بالارتباك
يحتاج العملاء في بعض الأحيان إلى اختيار منتج مناسب بغض النظر عن اسم الشركة المنتجة له، ولكن مع زيادة الخيارات في السوق، قد يشعر العملاء بربكة وحيرة عند اختيار المنتج المناسب، وبالتالي يعجزون عن تحديد ما يريدون.
أبرز استراتيجيات دراسة المنافسين
تنطوي دراسة المنافسين على جمع البيانات والمعلومات حول الشركات والأنشطة التجارية المنافسة من أجل المقارنة بين تلك المنتجات والخدمات التي تقدمها الشركات المنافسة، مع تحديد نقاط القوة والضعف من أجل تقييم المنافسين وتحديد الحصة التي يشغلونها في السوق من أجل المساعدة على إدارة المرحلة المستقبلية، ووضع خطط تساعد على تحسين المنتجات والخدمات.
ونوضح فيما يلي أبرز استراتيجيات دراسة المنافسين:
• تحديد المنافسين: تتم تلك الخطوة بإعداد قائمة بأسمائهم وتوضيح ما إن كانوا مباشرين أو غير مباشرين، ثم إعطاء الأولوية لدراسة المنافسين المباشرين وتحليلهم، وبعد الانتهاء من المنافسين المباشرين، يمكن الانتقال إلى المنافس غير المباشر.
• دراسة الوضع المالي للمنافسين: بعد تحديد المنافسين، يجب دراسة وضعهم المالي لأن المال هو العائق الذي يواجهه صاحب المشروع عند الدخول إلى سوق جديد، فعند معرفة ميزانية المنافس، يمكن تحديد الميزانية المطلوبة لبدء المشروع.
• تحليل طريقة بيع المنافسين والطريقة التي يتبعونها في التعامل مع عملائهم: طريقة البيع في بعض الأحيان هي التي تجعل العميل يفضل الشراء من مكان معين دون تفكير.
• مراقبة أسعار منتجات وخدمات وعروض المنافسين: يجب معرفة أن هناك الكثير من العوامل التي تتحكم في تحديد سعر المنتج، علمًا بأن التسعير يعتمد أيضًا على أسعار منتجات المنافسين، والمهم أن يكون السعر متماشيًا مع الجودة المقدمة، وفي حالة زيادة السعر عن الأسعار الموجودة في السوق، ينبغي تقديم جودة أعلى.
• دراسة طرق المنافسين في الحصول على العملاء: يجب الاهتمام بمعرفة الأساليب التسويقية التي تتبعها الشركات المنافسة، ومعرفة مدى تأثيرها على نسبة المبيعات، مثل عروض الشحن المجاني أو تخفيضات سعر المنتج الأساسي، مع تحديد المنصات الاجتماعية المتواجدين عليها، واتباع استراتيجيات التسويق المعتمدة.
• معرفة فجوات السوق: من المهم التعرف على مميزات المنافسين، ولكن التعرف على فجوات السوق وسلبيات المنافسين هو أمر أكثر أهمية، كونه يساعد على تحسين المنتج المقدم، وزيادة إقبال العملاء عليه بدلاً من المنافس.
أشكال أسواق المنافسة
تختلف أسواق المنافسة وأنظمتها حسب نوع الشركة أو الصناعة، وتختلف أشكال المنافسة على حسب السوق الذي تعمل به الشركة، ولهذا نقدم فيما يلي أشكال المنافسة التجارية بشكل مفصل لتقريب الصورة أكثر:
سوق المنافسة الكاملة
هو السوق الذي تقدم فيه الشركات منتجات متشابهة مع الالتزام بالسعر المنخفض للتنافسية العالية. ويتميز بوجود العديد من الشركات، وحرية الدخول والخروج في المشروع مع معرفة المعلومات الكاملة حول المنتج، لأن العملاء يكونون قادرين على معرفة المعلومات المرتبطة بالمنتجات بشتى الأوقات مع إمكانية اتخاذ قرار الشراء بسهولة.
سوق الاحتكار التام
يبرز هذا السوق في حالة وجود شركة أو جهة واحدة هي التي تقدم سلعة أو خدمة محددة، دون وجود بدائل، ولا يكون لدى العملاء سوى خيار واحد للشراء، وتتمثل مشكلة هذا السوق في ارتفاع الأسعار نتيجة لغياب المنافسة.
سوق احتكار القلة
يضم هذا السوق عددًا قليلاً من الشركات التي تعمل في الصناعة ذاتها للتحكم في العرض والطلب، ويتميز هذا السوق بالتفاهم بين الشركات، وهو ما يؤدي إلى غياب التنافسية فيما بينها، فيصير بوسعها تقييد توريد السلع والخدمات من أجل رفع الطلب أحيانًا، ولكن من مساوئ هذا السوق هو صعوبة دخول شركة جديدة بين الموجودين بالفعل.
سوق المنافسة الاحتكارية
تتميز الشركات في هذا السوق بالجودة والعلامة التجارية، لكنها تتنافس فيما بينها بتقديم خدمات متشابهة، ويمكنها تحديد الأسعار بحرية نظرًا لاختلاف معدل تغيير الطلب على السلعة، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع الأرباح التي تشجع الشركات على دخول السوق.
السوق المفتوحة للتنافس
هو سوق يمكن أن يدخل به منافس جديد، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى تولد منافسة على الأسعار حتى وإن كانت هناك مجموعة من الشركات المسيطرة على السوق، ويوجد لهذا السوق عدد من الخصائص الأساسية، ألا وهي:
• عدم وجود عوائق دخول أو خروج من السوق.
• عدم وجود تكاليف لا يمكن استردادها في حالة إغلاق الشركة.
• الوصول إلى مستوى التكنولوجيا للشركات القائمة.
• التهديد بدخول منافسين جدد في أي وقت يصعب من إمكانية الحفاظ على سعر مماثل لسعر التوازن بين العرض والطلب.
سوق الاحتكار المزدوج
يمكن توضيح آلية عمل هذا السوق بوجود شركتين تسيطران على السوق ولا تسمحان بدخول منافس ثالث بسبب المنافسة العالية بينهما، كما هو الحال مثلاً بين نظامي "أندرويد" من "سامسونغ" و"آي أو إس" من "أبل".