نظام "نورديك" الغذائي الإسكندنافي.. فوائد عديدة وأضرار نادرة
نظام "نورديك" الغذائي الإسكندنافي من الأنظمة الغذائية الصحية، التي تُشبِه حمية البحر الأبيض المتوسط في فوائدها للجسم؛ إذ تُساعد في الوقاية من الأمراض، وضبط مستويات السكر في الدم، وتحسين النوم، وذلك من خلال مكوناتها المشتملة على التوت والخضراوات والأسماك، المليئة بالفيتامينات، ومضادات الأكسدة التي تُعزِّز أجهزة الجسم كافة.
ما هي الحمية الإسكندنافية؟
نظام "نورديك" الغذائي الإسكندنافي يُركِّز على الأطعمة الكاملة الموجودة عادةً في مناطق شمال أوروبا، مثل الدنمارك والنرويج وأيسلندا.
يتناول الإنسان في النظام الغذائي الإسكندنافي "حمية الشمال" الأطعمة النباتية التي تحتوي على نسبة عالية من البروتين، والكربوهيدرات المُعقَّدة، والدهون الصحية، مثل الفواكه "خاصةً التوت"، والخضراوات، والمأكولات البحرية.
حِمية الشمال شبيهة بحمية البحر الأبيض المتوسط، لكن تُركِّز حمية الشمال على مجموعات الطعام بدلاً من التركيز على عناصر غذائية مُعيَّنة، ما يجعل من السهل عثور الإنسان على أطعمته المفضلة في هذا النظام الغذائي.
فوائد حمية الشمال
تشمل فوائد نظام "نورديك" الغذائي الإسكندنافي أو حمية الشمال ما يلي:
1- الوقاية من الأمراض
أشارت بعض الأبحاث، حسب موقع "draxe"، إلى أنَّ المواظبين على نظام "نوريدك" الغذائي، يحصلون على كميات كبيرة من العناصر الغذائية، خاصةً مع زيادة تناولهم للأطعمة النباتية؛ إذ تمتلئ بمضادات الأكسدة "البوليفينول"، التي تحمي الجسم من ارتفاع ضغط الدم والسمنة.
أيضًا تُحارِب مضادات الأكسدة الشوارد الحرة التي تُسبِّب التهابات مزمنة في الجسم، وربّما تزيد خطر إصابته ببعض الأمراض، مثل السمنة، وأمراض القلب، والسرطان.
في دراسةٍ تدخلية لمدة 6 أسابيع، التزم خلالها المشاركون بحمية الشمال، ساعدت الحمية في تقليل مستويات الدهون في الدم، وزيادة حساسية الأنسولين، كما كشفت دراسةٌ أخرى عن دور هذه الحمية في تقليل خطر الوفاة عمومًا.
2- الحفاظ على مستويات السكر في الدم
يُعدّ نظام "نورديك" الغذائي الإسكندنافي من الأنظمة الغذائية التي لا ترفع مستويات السكر في الدم؛ إذ إنَّه مليء بالبروتين، والألياف، والدهون الصحية، كما أنه قليل السكريات والحبوب المُكرَّرة.
وطريقة الأكل التي تتضمَّن تناول البروتين والألياف في كل وجبة، تُطِيل فترة الشبع، وتجعل الإنسان لا يتناول سعرات حرارية كبيرة، كما تقل شهيته تجاه الوجبات السريعة.
يساعد الانتظام في نظام "نوريدك" الغذائي الإسكندنافي، على ضبط مستويات السكر في الدم وتعزيز حساسية الأنسولين، ما يمنع زيادة الوزن، ويُحافِظ على عمليات التمثيل الغذائي داخل الجسم.
وحسب دراسة في المجلة البريطانية للتغذية "The British Journal of Nutrition"، فإنَّ حمية الشمال كانت قادرة على الحفاظ على الوزن الصحي، أو المساعدة في خسارة الوزن على مدار 7 سنوات من الالتزام بها.
3- إمداد الجسم بأوميغا-3 والبروتين
الأسماك في النظام الغذائي النورديكي ذات فوائد غير محصورة، فبعض الأسماك، مثل السلمون والماكريل، تمد الجسم بما يحتاج إليه من أوميغا-3 الذي يُساعِد على تخفيف الالتهابات، والحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية.
كذلك تُعدّ الأسماك من المصادر الصحية للبروتين، الذي يحتاج إليه الجسم في بناء أنسجته وإصلاح ما تلف منها.
اقرأ أيضًا:أفضل نظام غذائي لزيادة الوزن وعلاج النحافة
4- تقليل ضغط الدم المرتفع
بيّنت دراسةٌ في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية "American Journal of Clinical Nutrition" أُجريت على مُصابين بالسمنة على مدار 6 أشهر، إذ تناولوا حمية الشمال خلال تلك الفترة، فتراجع ضغط الدم الانقباضي بـ 5.1 مم زئبق، وقلّ ضغط الدم الانبساطي 3.2 مم زئبق.
وكشفت دراسةٌ أخرى أُجريت على مدار 12 أسبوعًا، عن انخفاض ملحوظ في ضغط الدم الانبساطي "القراءة الأدنى"، خاصةً أنَّ المشاركين كانوا يُعانُون متلازمة الأيض.
5- تحسين النوم
كشفت عِدّة دراساتٌ، حسب موقع "everydayhealth"، عن مساعدة نظام نورديك الغذائي الإسكندنافي في الحصول على نومٍ أفضل.
أضرار حمية الشمال
تُعدّ حمية الشمال آمنة جدًا ولم يثبت عنها أضرار، لكن يُفضَّل استشارة الطبيب قبل الانخراط فيها إن كُنت تُعانِي أمراضًا مزمنة، أو سبقت إصابتك بها، أو إذا كُنتَ تتناول أدوية ما كي لا تتداخل مع النظام الغذائي.
مكونات النظام الغذائي النورديكي
نظام "نورديك" الغذائي الإسكندنافي له ركائز يعتمد عليها لتعزيز صحة الجسم، وهذه الركائز هي أنواع مُعيَّنة من الطعام للتناول، وأنواعٌ أخرى ينبغي تجنُّبها كما يتضح فيما يلي:
1- الفواكه والخضراوات
تُركِّز حمية الشمال على تناول الأطعمة النباتية الطازجة؛ لما تحمله من فيتامينات، ومعادن، ومضادات للأكسدة تُعزِّز صحة الجسم على كل الأصعدة، وذلك كالفواكه والخضراوات.
ينبغي لمن التزموا حمية الشمال الحصول على كوبٍ واحد من الخضراوات، وكوب من الفواكه يوميًا على الأقل، ويُفضَّل أن تكون الفواكه والخضراوات طازجة في موسمها، ويُوصَى خصيصى بالتفاح، والكمثرى، والبطاطا، والخضراوات الجذرية، والخضراوات الصليبية، مثل الكرنب.
أيضًا تركِّز حمية الشمال على تناول التوت، ويُفضَّل الحصول على 2 كوب منه يوميًا، سواء كان التوت الأزرق، أو توت العليق، أو غير ذلك؛ إذ يتميّز التوت بقلة سعراته، وعِظم فائدته الغذائية.
اقرأ أيضًا:الصيام المتقطع.. نظام غذائي متعدد الأنواع والفوائد
2- الحبوب الكاملة
¼ طبق حمية الشمال على الأقل حبوب كاملة أو منتجاتها، مثل الشوفان، والشعير، والأرز البني، ويُسمَح بتناول الحبوب الكاملة عمومًا ما دامت لم تحتوِ على سكر مضاف.
3- الدهون الصحية
الدهون الصحية جزءٌ رئيس من نظام "نورديك" الغذائي الإسكندنافي، فهو نظام قليل الدهون المشبعة، لكنّه مليء بالدهون الصحية، مثل المكسرات والأسماك الدهنية، مثل السلمون.
تُساعد الدهون الصحية في تقليل مستويات الكوليسترول الضار، وتعزيز مستويات الكوليسترول الجيد، ما يُحافِظ على صحة القلب والأوعية الدموية.
4- اللحوم
لا ينبغي إغفال اللحوم البيضاء في النظام الغذائي النورديكي، مثل الدجاج، والديك الرومي، فهي لحوم قليلة الدهون، ويُفضَّل تقليل تناول اللحوم الحمراء، والابتعاد عن اللحوم المُصنَّعة.
5- منتجات الألبان
اللبن قليل الدسم، والزبادي، والجبن من مُكوِّنات حمية الشمال، لكن اللبن المُحلّى، والزبادي المُحلّى ليسا جزءًا من ذلك النظام الغذائي، ويُفضَّل لمن انخرط في حمية الشمال أن يتناول حصتين من منتجات الألبان يوميًا على الأقل.
الزبادي تحديدًا مليء بالبروبيوتيك والبروتين والكالسيوم. والبروبيوتيك ضروري للحفاظ على صحة الجهاز الهضمي، وتعزيز البكتيريا النافعة، وأيضًا تقوية المناعة.
أطعمة ممنوعة في حمية الشمال
ينبغي تجنُّب تناول أنواع الطعام الآتية في نظام "نورديك" الغذائي الإسكندنافي:
- الأطعمة المُصنَّعة: لأنَّها تحتوي على الكثير من الأملاح، والسكريات، والدهون غير الصحية.
- السكريات: مثل الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على السكر المضاف، وربَّما يُسمَح بشُرب عصير التوت، أو الفواكه مرة واحدة يوميًا، لكن لا يُفضَّل أكثر من ذلك.
مميزات نظام "نورديك" الغذائي الإسكندنافي
تشمل أهم مميزات حمية الشمال ما يلي:
1- التغذية
تُوفِّر حمية الشمال معظم العناصر الغذائية التي يحتاج إليها الجسم، كما تفعل حمية البحر الأبيض المتوسط، فالخضراوات مليئة بالألياف ومضادات الأكسدة، والتوت غني بمضادات الأكسدة، والأسماك زاخرة بأوميغا-3.
أيضًا لا تحتوي حمية الشمال على سعرات حرارية فارغة، أو أطعمة مُصنَّعة، ما يجعلها نظامًا غذائيًا صحيًا من كل النواحي.
2- العناية بالبيئة
أحد أسباب اتّجاه بعض الباحثين إلى إنشاء نظام "نورديك" الغذائي الإسكندنافي معالجة ارتفاع مُعدّلات السمنة في شمال أوروبا، وفي الوقت نفسه أن يكون نظامًا غذائيًا لا يضر البيئة كما يحدث مع أنماط التغذية الحالية.
3- المرونة
لا تُوجَد قواعد صارمة لهذا النظام الغذائي، فهو ليس خطة لإنقاص الوزن، لكن لتعزيز صحة الجسم بالأساس، وهو يعتمد على تناول أنواع صحية من الطعام باستمرار.
4- سهولة الالتزام بها
حمية الشمال ليست تقييدية؛ إذ يتناول الإنسان الأطعمة المألوفة لديه، مع الابتعاد فقط عن الأطعمة غير الصحية، كما أنها لا تحتوي على معادلات حسابية، أو تتبّعًا للسعرات الحرارية، وإنَّما ينبغي التقيّد فقط بالأطعمة الصحية المذكورة "وإن كان ضروريًا الانتباه إلى السعرات الحرارية الداخلة إلى الجسم".
اقرأ أيضًا:ما النظام الغذائي المفضل لمرضى السكري؟
عيوب حمية الشمال
أمَّا عيوب نظام "نورديك" الغذائي الاسكندنافي فتتضمَّن ما يلي:
1- التطبيق العملي
ربّما لن تقلق كثيرًا بشأن عدد السعرات الحرارية أو الكربوهيدرات، لكن قد يُواجِه بعض الناس صعوبة في الحصول على الأطعمة الموجودة في هذا النظام الغذائي أحيانًا.
2- التكلفة
الأسماك الدهنية والمنتجات العضوية مكلفة، حتى لو كُنت تعيش في مكان تتوفَّر فيه المأكولات البحرية، وهذا من عيوب حمية الشمال.
3- استنزاف الوقت
إيجاد بعض أطعمة حمية الشمال وتحضيرها يستغرق وقتًا، ومع وجوب تجنُّب الأطعمة المصنعة، فإنّ غالب ما تأكله يُحضَّر في المنزل، ما يستنزف بعض الوقت في الطهي.
أفضل الأطعمة لمتبعي حمية الشمال
تشمل أفضل أطعمة نظام "نورديك" الغذائي الاسكندنافي ما يلي:
- الخضراوات، مثل اللفت، والبصل، والفجل، والجزر، والملفوف، والطماطم، والبروكلي، والخيار.
- كل أنواع الفواكه، ويُفضَّل أن تكون عضوية وفي موسمها، مثل الفراولة، والكمثرى، والتوت الأزرق.
- الأسماك والمأكولات البحرية.
- الحبوب الكاملة، مثل الشوفان والشعير.
- الدهون الصحية، مثل زيت الزيتون، والمكسرات، والبذور مثل بذور الشيا.
- منتجات الألبان.
- البقوليات.
هل تساعد الحمية الإسكندنافية في خسارة الوزن؟
حقيقةً قد يفقد بعض الناس بعض الوزن في بداية الالتزام بالحمية الإسكندنافية، لكن بعد فترةٍ من الوقت، قد تصل إلى 1 - 2 سنة، يكتسب بعض الناس هذا الوزن المفقود مجددًا؛ لذا فهي فعّالة في خسارة الوزن على الأمد القصير فقط.