آيفون 15 برو ماكس.. استعد لاكتشاف كاميرات احترافية منافسة بقوة
بعد أن كشفت أبل عن الجيل الأحدث من هواتفها الذكية تحت اسم آيفون 15 برو ماكس، يتساءل كثيرون عن حقيقة المزايا الجديدة التي أضافتها، والتي تجعل من هاتفها الذكي يستحق الانتقاء والانتقال إليه من بين الهواتف الأخرى المطروحة في الأسواق.
ورغم أن تركيز المؤتمر الذي جرى به إطلاق الهاتف كان على انتقال الهاتف لاستخدام منفذ USB-C مع مزايا المعالج الجديد، فإنّ هذه ليست المزايا الأهم في الهواتف الجديدة، إذ تمكنت أبل من تحويل آيفون 15 برو ماكس ليصبح كاميرا رقمية احترافية في حجم الجيب يمكن اقتناؤها والاعتماد عليها بدلًا من كاميرات DSLR أو حتى Mirrorless لالتقاط الفيديو، ولكن كيف ذلك؟
لهواة التصوير
ينقسم محبو التصوير الرقمي إلى فئات مختلفة، فهناك الهواة الذين يبدأون حياتهم في عالم التصوير، ثم تأتي فئة المستهلكين الاحترافيين، وهم مجموعة من المستخدمين الذين لن يرضيهم إلا أعلى جودة أثناء التقاط صور، لذلك يحصلون دائمًا على معدات مميزة وذات قدرات كبيرة، ولكنهم لا يحتاجون إلى المنتجات التي بحث عنها المحترفون العاملون في قطاع التصوير، لأن تلك المعدات تقدم مستوى أعلى من ذاك الذي يحتاجون إليه.
وللمحترفين
تمكنت أبل من تسخير قدرة هواتفها الكبيرة لترضي فئة المستخدمين المحترفين، وهم فئة نادرًا ما توجه لهم هواتف محمولة، إذ يفضل هؤلاء دائمًا اقتناء الكاميرات الرقمية من أنواع DSLR أو Mirrorless كونها تقدم لهم ما يحتاجون إليه بشكل رئيس.
استطاعت هواتف آيفون 15 برو ماكس استبدال حاجة المستخدمين إلى هذه الهواتف عبر مجموعة منوعة من المزايا، ربما كان أبرزها تقنية التقريب البصري الجديدة التي أضافتها الشركة، وذلك عبر تسخير قوة المنشور الزجاجي رباعي الزوايا من أجل زيادة المسافة التي يحتاج الضوء إلى قطعها داخل العدسة قبل أن يصل إلى المستشعر، وهي المسافة التي تؤثر بشكل رئيس في درجة التقريب البصري.
لذلك تجد أن الكاميرات الاحترافية التي توفر تقريبًا بصريًّا تأتي مع طول بؤري كبير مثل 24 ملم أو حتى 200 ملم للتقريب البصري الكبير، وهو ما ينعكس في حجم العدسة نفسه، وتجد عدسات التقريب البصري أكبر كثيرًا من العدسات المعتادة.
اقرأ أيضًا:آيفون 15 برو ماكس.. آلة التصوير المطلقة في حجم الجيب
تقريب 5 أضعاف
عبر كسر الضوء في أربع زوايا مختلفة ومتتالية، جعلت أبل الصورة تبدو ملتقطة بعدسة ذات بعد بؤري أكبر من الحقيقة، ومن أجل إضافة مستوى تحكم أعلى في درجة التقريب البصري، جعلت أبل المنشور الزجاجي الرباعي متغير الاتجاهات، وذلك حتى يتمكن المستخدم من تغيير درجة التقريب البصري كما يرغب والوصول بها إلى تقريب 5 أضعاف الصورة الحقيقية، ما يتيح التقاط 7 صور مختلفة للمشهد ذاته دون استخدام أي مؤثرات خارجية، وبالاعتماد فقط على معامل التقريب البصري.
بالطبع، ليست هذه الميزة الوحيدة التي أضافتها أبل في الهاتف الجديد، ولا يمكن القول بأنها الفيصل في جودة الصورة وجعل عدسة الهاتف أقرب إلى الاحترافية، ولكنها أحد العوامل المؤثرة بشدة والتي كان يفتقدها الآيفون في الأجيال الماضية.
وإلى جانب ذلك، قامت أبل بزيادة حجم مستشعر العدسة في الهاتف، وهذا ما جعله قادرًا على إدخال كمية ضوء أكبر في الصور الليلية، ومن ثم تحسنت جودة الصور الليلية بشكل كبير للغاية، وذلك في جميع أوضاع التصوير سواء كانت مقاطع فيديو أو صور Portrait أو صور التقريب البصري.
اقرأ أيضًا:خطوات تسجيل دخول icloud عبر الأجهزة المختلفة
خوارزمية جديدة
لطالما عرفت الصور الملتقطة عبر عدسات هواتف آيفون بكونها صورًا مميزة ذات جودة مرتفعة مقارنةً مع بقية الهواتف الذكية، وذلك بفضل خوارزمية معالجة الصور الذكية التي تقدمها أبل دائمًا في هواتفها، وهذه الخوارزمية مرتبطة بشكل رئيس مع معالج الهاتف، إذ كلما زادت قوة معالج الهاتف، كلما تمكنت الشركة من إضافة عوامل جديدة في خوارزمية معالجة الصور، وهو ما استطاعت أبل القيام به مباشرةً في آيفون 15 برو ماكس.
انتقال أبل لاستخدام معالج A17 Pro المميز الذي يأتي مع معمارية تصنيع 3 نانومتر، قدمت للشركة وفرة من قوة الحوسبة التي يمكن استغلالها في تحسين جودة الصور، وهذا ما سمح للشركة بإضافة مجموعة من المزايا الجديدة، مثل تحسين جودة صور Portrait التي طالما كانت علامة مميزة لهواتف الشركة، وتحويلها إلى صور متغيرة يمكن التحكم في نقطة التركيز حتى بعد التقاط الصورة.
أحد التحسينات الأخرى التي أتاحها المعالج كانت الاعتماد على معامل تصوير خام واستخدام صيغة ملفات تحفظ جميع بيانات الصورة دون التضحية بها، ويشير معامل التصوير الخام (RAW/ProRES) إلى أن عدسة الهاتف التقطت كل تفاصيل الصورة دون اختيار ألوان أو التأثير عليها، وهو ما يبحث عنه المصورون المحترفون حتى يتمكنوا من التعديل على الصور أو مقاطع الفيديو لاحقًا.
6 تيرابايت
ورغم أن الاعتماد على مثل معامل التصوير هذا قد يكون سببًا في تحديات ومعوقات تقنية أخرى، فإنّ أبل تمكنت من معالجة هذا الأمر عبر تقديم هواتف في مساحات كبيرة تصل إلى 1 تيرابايت وتقديم مساحات تخزين سحابية تصل إلى 6 تيرابايت.
تمكنت أبل من تحقيق مزيج فريد من نوعه في عالم الهواتف المحمولة. وللمرة الأولى، أصبح من الممكن القول إن هاتف آيفون 15 برو ماكس قادر على منافسة الكاميرات الاحترافية بل التغلب عليها في بعض السيناريوهات، وهذا هو التطور الأهم في أحد أقوى الهواتف الرائدة في العالم.