حواسيب جديدة ومعالجات خارقة.. أهم ما أعلنت عنه Apple في مؤتمر "Scary Fast"
تحت اسم "Scary Fast"، أعلنت شركة "Apple" عن مؤتمرها بشكل مفاجئ في توقيت يختلف عن الأوقات المعتادة لمؤتمراتها، وفي هذا المؤتمر، كشفت الشركة عن أحدث حواسيبها المحمولة، إلي جانب الجيل الجديد من معالجتها الخاصة "M3".
لم يدم المؤتمر إلا 30 ثانية، ولكن تأثيره سيمتد لفترة طويلة بفضل الإعلانات المميزة التي كانت فيه، وهي جميعًا لأجهزة حاسوب احترافية مزودة بأقوى شرائح أبل التي تمكنت الشركة من صناعتها، إذ تسخر الشرائح الجديدة قوة معمارية 3 نانومتر التي رأينا عينة منها في هواتف آيفون 15 برو وبرو ماكس، والآن حان الوقت لنرى قوتها الحقيقية في الحواسيب.
في هذا المؤتمر، ركزت "Apple" على أجهزة المحترفين دونًا عن الأجهزة الاقتصادية، أو الأجهزة الموجهة لعموم المستخدمين مثل حواسيب ماك بوك آير، ويبدو أن الجيل الجديد من المعالجات قد لا يصل إلى أجهزة ماك بوك آير، كونه مخصصًا للمستخدمين المحترفين ويقدم مزايا إضافية لهم.
جيل جديد من المعالجات الاحترافية
جرت العادة أن تعلن "Apple" عن المعالج الرئيس الذي يستخدم المعمارية الجديدة، وتأجيل الإعلان عن المعالجات الاحترافية التي تأتي تحت اسم "برو وماكس" إلى العام الذي يليه، ولكن هذه المرة، قررت "أبل" كسر العادة.
إذ أعلنت الشركة عن 3 معالجات في آن واحد، وهي معالج M3 الذي يعد الأضعف بين الثلاثة، والنسخة الاحترافية منه تحت اسم M3 Pro، وأخيرًا أقوى نسخة من المعالج تحت اسم M3 Pro، وهي التسمية ذاتها التي اتبعتها أبل مع الأجيال السابقة من المعالجات.
يعد الكشف عن مواصفات المعالج الجديد أهم أحداث المؤتمر، لأن هذا المعالج يسخر كل التقنيات التي وصلت إليها Apple في الأعوام الماضية، ويقدمها إلى المستخدم مباشرةً، بما في ذلك تقنية تصنيع المعالجات بمعمارية 3 نانومتر.
الانتقال إلى معمارية 3 نانومتر يقدم مجموعة متنوعة من المزايا المختلفة التي تحتاج إليها معالجات أبل الاحترافية، على رأسها توفير عدد أكبر من العقد ونقاط الحوسبة في المعالج، ما ينعكس على أدائه بشكل كبير، إلى جانب استهلاك الطاقة والحرارة الناتجة عنه.
ويعد الجيل الجديد من معالجات Apple أول من يقدم معمارية 3 نانومتر إلى قطاع الحواسيب المختلفة، وذلك قبل شركات صناعة المعالجات والشرائح المتخصصة مثل إنتل أو AMD، وهذا يوفر قوة إضافية في الأداء لحواسيب ماك بوك على حواسيب ويندوز المعتادة.
حصلت المعالجات الجديدة على أنوية حوسبة، وأنوية أداء، وأنوية رسومية جديدة تمامًا، وهذه الأنوية قدمت ارتفاعًا ملحوظًا على عدة مستويات مختلفة بدايةً من زيادة بمقدار 505 في أنوية المعالجة، وزيادة 30% في الأنوية الإضافية عن جيل M1، وزيادة بمقدار 30 % و15% تباعًا عن M2.
اقرأ أيضًا:"أبل" تكشف عن أسرع رقاقة جديدة لأجهزة "ماك بوك" و"آي ماك"
كما زادت قدرة المعالجة الرسومية للأنوية الجديدة بمعدل ملحوظ، إذ أصبحت الحواسيب أسرع بمقدار 2.5 في إنتاج مقاطع الفيديو والصور ثلاثية الأبعاد عن جيل M1، ما يشكل فارقًا كبيرًا عند استخدام الحواسيب في مهام المونتاج، والتصميم ثلاثي الأبعاد، إلى جانب تحسين أداء الحاسوب في الألعاب.
ولم تتوقف قدرات المعالج الجديد الرسومية عند زيادة الأداء فقط، بل أضافت إليه ميزة جديدة طال انتظارها، وهي دعم تقنيات تتبع الأشعة Ray Tracing، وهي من التقنيات التي تعتمد عليها شركات مثل إنفيديا لتحسين أداء الألعاب، وزيادة قوة بطاقتها الرسومية.
المزج بين قوة الأنوية الرسومية الجديدة، إلى جانب إضافة ميزة Raytracing تجعل حواسيب ماك بوك الجديدة مجهزة لاستقبال أعتى الألعاب وتشغيلها. ورغم أن الدعم البرمجي لمثل هذه الأجهزة في عالم الألعاب ما زال منخفضًا، فإنّها توفر فرصة للمطورين من أجل تقديم ألعابهم بشكل مباشر إلى مستخدمي نظام ماك.
تحسن استهلاك الطاقة أيضًا بشكل كبير في الجيل الجديد، إذ يحتاج المعالج إلى نصف الطاقة التي كان يحتاج إليها M1 لتأدية الوظائف ذاتها، من ثم أصبح المعالج أفضل في استهلاك الطاقة، ومناسبًا للحواسيب المحمولة التي تحتاج إلى العمل لفترات طويلة متصلة.
ومن ناحية الذاكرة العشوائية، فقد حصل المعالج الجديد على ترقية في حجم المساحة التي يدعمها، إذ تصل هذه المساحة الآن إلى 128 غيغابايت، وهو أمر غير مسبوق في حواسيب Apple، وأخيرًا يأتي المعالج الجديد مع 8 أنوية معالج مركزية، و10 أنوية معالجة رسومية.
عند الانتقال إلى الحواسيب الاحترافية، فإن M3 Pro يأتي مع 18 نواة رسومية، و12 نواة معالجة، وهو يقدم أداءً أسرع 40 مرة من معالجات M1 Pro، وتحسن في أداء النواة الواحدة بمقدار 30%، أما معالجات M3 Max، فهي تأتي مع 40 نواة رسومية، و16 نواة معالجة مركزية، وهي تقدم أداءً يتفوق على حواسيب M1 Max بمقدار 50% مع أداء أسرع في المعالجة بمقدار 80%، وذلك مع الحفاظ على استهلاك الطاقة المنخفض للمعمارية الجديدة.
اقرأ أيضًا:خطوات تسجيل دخول icloud عبر الأجهزة المختلفة
حواسيب ماك بوك برو الجديدة
قررت Apple هذا العام التخلي تمامًا عن الحواسيب ذات حجم 13 إنش، وذلك سواء في حواسيب ماك بوك آير أو حواسيب ماك بوك برو على الأقل حتى الآن، إذ لم تعلن الشركة عن أي حاسوب مع حجم شاشة 13 إنش يحصل على المعالج الجديد.
وبدلاً من الإعلان عن ماك بوك برو بحجم 13 بوصة بالمعالج الجديد، أعلنت Apple عن ماك بوك برو بحجم 14 إنش ليكون هو الجهاز الأول الذي يحصل على معالج M3 الجديد من Apple، وذلك بالطبع مع زيادة في السعر لتصبح النسخة الأولى من الحاسوب بسعر 1600 دولار.
يقدم الحاسوب الجديد زيادة في الأداء بشكل ملحوظ عن مختلف الأجهزة من الأجيال السابقة، وبحسب تصريحات Apple، فإن الجهاز الجديد يقدم أداءً أسرع بمقدار 7.4 ضعف الحواسيب التي تعتمد على Core i7، وزيادة بمقدار 60% عن الحواسيب التي تعتمد على M1 وذلك في تطبيق Final Cut Pro لمونتاج مقاطع الفيديو.
أما بالنسبة للبرمجة، فإن حاسوب ماك بوك برو مناسب للبرمجة مع مختلف اللغات والأكواد، وبحسب تصريحات Apple، فإن بناء الأكواد بلغة Xcode أصبح أسرع بمقدار 3.7 في الجيل الجديد عن حواسيب Core i7، وأسرع بمقدار 40% عن حواسيب M1.
أخيرًا، يشهد الحاسوب الجديد زيادة في أداء تطبيق Excel بمقدار 3.5 ضعف عن حواسيب ماك بوك برو ذات معالجات Core i7، وزيادة 40% عن معالجات مالك بوك برو بمعالج M1.
بالطبع ترتفع أرقام الأداء هذه عند استخدام معالجات M3 pro وM3 Max، وهي جميعًا متوفرة في حواسيب ماك بوك برو 14 إنش أو 16 إنش كما ترغب، وتتوفر هذه الحواسيب في لون جديد تطلق عليه Apple اسم Space Black، وهو يماثل اللون الأسود المميز الذي كانت تصدر به حواسيب ماك بوك برو سابقًا.
حواسيب iMac المكتبية بحجم 24 بوصة
عودة حواسيب iMac الأخيرة مع معالجات Apple كانت من أكثر اللحظات ترقبًا في مؤتمرات Apple السابقة، والآن قررت الشركة ترقية هذا الجهاز المحبوب لينتقل إلى الجيل الأحدث مع معالجات M3 المختلفة.
الاختلافات في الجهاز الجديد لم تكن كثيرة، إذ احتفظت Apple بالمعادلة الناجحة التي وصلت لها مع الأجيال السابقة من iMac، لذلك قامت بتطوير الشريحة، وإضافة شريحة M3 الجديدة لها.
كما أن الجهاز يأتي الآن مع دعم لتقنية Wi-Fi 6E، وتقنية Bluetooth 5.3، إلى جانب إضافة منافذ USB-C جديدة تدعم تقنية Thunderbolt لتحسين تجربة المستخدم بشكل عام مع الحاسوب.
توفر ىبل عدة نماذج من أجهزة iMac، وهي تبدأ بنسخة ذات 8 أنوية رسومية فقط، وتصل إلى 10 أنوية في النسخة الاحترافية بسعر 1500 دولار، بالطبع، يمكن توقع زيادة في مختلف جوانب أداء الحاسوب بفضل الانتقال إلى الشريحة الجديدة M3، وذلك عن الحواسيب التي تستخدم معالجات إنتل، أو الأجيال الأولى من معالجات Apple.
رغم أن الشائعات ازدادت في الآونة الأخيرة حول الجيل الجديد من معالجات Apple وحواسيبها، إلا أن الشركة فاجأت الجميع بهذه الإعلانات، وتجاهلت جزءًا كبيرًا من الشائعات خاصةً تلك التي كانت تتحدث عن ماك بوك آير اقتصادي، أو حتى ماك بوك آير بالمعالج الجديد، ولكن تمكنت Apple من سلب ألباب جميع المتابعين عند الإعلان عن الجيل الجديد من المعالجات والمزايا الإضافية التي يقدمها.