"McLaren Artura".. ذكاء التصميم في خدمة الأداء
ضمن خطوة هي الأولى من نوعها بالنسبة لـ "McLaren"، وانسجامًا مع التركيبة الميكانيكية المعتمدة اليوم في سباقات الفورمولا 1، التي تُعد بمثابة المهد الذي وُلدت فيه سيارات الشركة، جرى الاعتماد مع "Artura" على منظومة دفع هجينة قوامها محرك من ست أسطوانات سعة 3.0 ليتر بقوة 577 حصانًا ومحرك كهربائي بقوة 94 حصانًا لإجمالي قوة حصانية تصل إلى 671 حصانًا. علمًا أنّ كل هذه القوة تصل حصرًا إلى العجلات الخلفية.
عند تجهيز أي سيارة بمنظومة هجينة، هناك ضريبة يتوجب دفعها، هذه الضريبة هي الوزن المرتفع. ولكن مع "Artura"، وكي يتم التعويض عن هذا الأمر، عمدت "McLaren" لتنفيذ جملة من الحلول الهادفة لخفض الوزن. ففي البداية، تتمتع السيارة بهيكل جديد مصنوع من ألياف الكربون ذات الصلابة العالية والوزن المنخفض.
من ثم جرت إعادة توضيب شبكة إيثرنت المسؤولة عن ربط تجهيزات السيارة الإلكترونية ببعضها البعض بشكلٍ يقلل حجم الكابلات، ومن ثم وزنها. وبذلك، تقول "Mclaren" إنّ هيكل "Artura" أخف بنسبة 10 في المئة من هياكل الطرز السابقة.
لكنّ "Mclaren" لم تكتف بذلك، إذ انتهج فريق التصميم خلال العمل على السيارة مبدأ التقليل من أجزاء الجسم الخارجي بهدف تقليل الحاجة لاستخدام المسامير والبراغي "ذات الوزن الثقيل" التي تربط الأجزاء مع بعضها.
كل ذلك ساهم بالتعويض عن الوزن المرتفع للمنظومة الهجينة. وبذلك، وعند ترك "Artura" على وضعية القيادة الكهربائية حصرًا، يمكن لها أن تنطلق بسرعة تصل إلى 130 كلم/س ولمدى يبلغ 17 كيلومترًا. أما عند الرغبة بالوصول إلى الحدود القصوى، يمكن الانطلاق إلى سرعة 100 كلم/س خلال 3 ثوان، ومن ثم متابعة عملية التسارع حتى بلوغ السرعة القصوى التي تبلغ 330 كلم/س.
اقرأ أيضًا:"بي إم دبليو الفئة الأولى 2023".. أداء رياضي وتصميم فاخر لعشاق الفخامة
في الداخل، تتبع "Artura" نهج العملانية لا الأناقة، لكنها تُصنف ضمن فئة سعرية تستهدف أصحاب المقام الرفيع، لذا أتت مقصورتها مفعمة بالجلود الراقية مع ظهور مقتضب لألياف الكربون بالمقارنة مع ما هو معتاد في طرز "McLaren" الأخرى. كما أنها مجهزة أيضًا وبشكلٍ قياسي بمقاعد قابلة للتعديل كهربائيًا، وفي حين أنها ليست رحبة كشقيقتها "GT"، إلا أنّ "Artura" تفتخر بمساحة 6 أقدام مكعبة للأمتعة في الصندوق الأمامي.
وخلال تجربة القيادة، لاحظنا أنّ "McLaren" ضبطت منظومة تنسيق عمل محركيها "الكهربائي والتقليدي" بشكلٍ لا يسمح للمحركين من توليد عزم دورانهما الأقصى في نفس الوقت، إذ يوفر المحرك الكهربائي عزمه الأقصى في البداية، ثم يتدخل محرك الاحتراق الداخلي في وقتٍ لاحق، وبذلك يتم توزيع عزم الدوران على مختلف نطاقات دوران المحرك وبشكلٍ مستمر.
أما على صعيدي التوجيه والكبح، فتتمتع "Artura" بالنسبة للتوجيه بنظام هيدروليكي بدلاً من النظام الكهربائي، ويسمح هذا للمقود بتوفير المزيد من الشعور بما يحدث تحت العجلات الأمامية. الأمر نفسه ينطبق على المكابح الهيدروليكية التي بدورها تجعلك تشعر بذلك الشعور الميكانيكي الواثق خلال القيادة الديناميكية العالية.
وبما أنّ المحرك الكهربائي يعمل عندما يكون محرك الاختراق الداخلي على نطاق دوران منخفض، فإنك تشعر بالعزم وهو يدفع السيارة بسرعة نحو الأمام عند الخروج من المنعطفات.
وفي الختام، يبقى أن نشير إلى أنّ "Artura"، وبفضل ما تتمتع به من تقنيات متطورة، تصميم جذاب واعتمادية عالية في إطار آلة تخاطب وجدان السائق وعقله معًا، هي حقًا سيارة قادرة على أن تقوم بواجبها على أكمل وجه.