لامبورغيني ريفويلتو.. جميلة متوحشة تتقن التنفس الطبيعي والزئير الغاضب
لم يكن مسار سيارة لامبورغيني ريفويلتو مفروشًا بالورود للوصول إلى الأسواق، ولا حتى بالأشواك، فمسألة تطوير سيارة قادرة على ملء الفراغ الذي سيولده غياب أفنتادور من جهة وأن تتماشى مع متطلبات العصر من جهة أخرى، هي مسألة تحتاج إلى مجهود أكبر بكثير من المجهود الذي يمكن أن يتأثر إيجابًا بالورود، أو سلبًا بالأشواك.
إلا أنّ لامبورغيني ريفويلتو تمكّنت من تحقيق الأهداف المرجوة منها، فهي تتمتع بتقنيات متطورة للغاية دون أن تتنكر لارث علامتها التجارية، بما فيها السمة الأبرز، وهو محرك الأسطوانات الـ 12 ذو التنفس الطبيعي والزئير الغاضب.
التصميم الخارجي
بما أنَ هناك قاعدة تُفيد بأنَ أي سيارة سوبر رياضية إيطالية لا بد لها أن تحمل بعض اللمحات التصميمية للسيارة التي خلفتها، فإنَ ريفويلتو لا تشذ عن هذه القاعدة أبدًا وهي لا تخجل بذلك بتاتًا، فكيف لها أن تخجل وهي التي استلمت الراية من طرز ألهبت مخيلة أجيال متعاقبة من عشاق السيارات الرياضية كـ كونتاش، ديابلو، مورسيلاغو وأفنتادور؟! كما أنَ تصميمها المفعم بالإثارة، الذي يحفل بالعديد من الزوايا الحادة التي تُضفي روحًا من الغضب على جسمها الخارجي، يمكن تصنيفه ضمن التصاميم التي تفرض حضورها على كل من يصادفها في الطريق، فهي ليست لطيفة الإطلالة على غرار طرز فيراري، باغاني أو حتى بوغاتي بل تتمتع بجمال وحشي يجعلها تتمتع برونق خاص يميزها عن سواها.
اقرأ أيضًا: لامبورغيني ريفيولتو 2024.. عراقة تعانق المستقبل
ريفيوليتو من الداخل
أما الأبواب التي تُفتح إلى الأعلى باتجاه الأمام وبزوايا مائلة إلى الخارج، فتخفي خلفها مقصورة قيادة بالغة التطور تتميز بمقعدين كبيرين يوفر المخصص للسائق منهما وضعية قيادة مثالية بمجالات رؤية كبيرة.
إلا أنّ الأبرز يبقى تصميم الشاشات الرقمية الثلاث الذي يبرز بشكلٍ واضح، إذ يحصل السائق على شاشة مقاس 12.3 بوصة تؤدي دور لوحة العدادات، مع شاشة صغيرة مقاس 8.4 بوصة في منتصف لوحة القيادة، فيما ينال الراكب الأمامي شاشة ضيّقة مقاس 9.1 بوصة تعرض أيضًا معلومات مهمة عن السيارة.
يمكن تمرير الشاشات الثلاث لمشاركة المعلومات، مع تأكيد لامبورغيني على دور مساعد السائق، من خلال التحكم بتجهيزات ووظائف السيارة.
مستقبل لامبورغيني الميكانيكي
وإذا كان تصميم الجسم الخارجي للسيارة هو على هذا القدر من الأهمية، فإنَ ما يوجد تحت هذا الجسم لا يقل أهمية أبدًا، حيث إنّ ما قام به فريق تصميم السيارة في هذا المجال أمر يستحق التهنئة، فمحرك الأسطوانات الـ 12 سعة 6.5 لتر الذي قد يبدو مألوفًا، هو محرك جديد تمامًا وهو أخف وزنًا وأقوى من سابقه، إذ إنه يولد قوة 813 حصانًا عند 9250 دورة في الدقيقة.
ولكن، وبمساعدة تقنية هجينة تتألف من محركين كهربائيين يدفعان العجلات الأمامية، ومحرك كهربائي ثالث مثبّت داخل علبة التروس الجديدة ذات الثماني نسب، تستفيد السيارة من إجمالي قوة تبلغ 1001 حصان.
وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ هذه العلبة هي الأولى من نوعها لدى لامبورغيني، وقد جرى تثبيتها بشكلٍ عرضي خلف المحرك من أجل إفساح المساحة أمام المحرك لحزمة بطارية صغيرة تبلغ 3.8 كيلو وات في الساعة، وهذه البطارية صغيرة جدًا ولكنها كافية لمنح ريفويلتو مدى كهربائيًّا يبلغ حوالي 10 كيلومترات.
وبما أنّ البطارية صغيرة، فهذا يعني أنه يمكن شحنها في وقتٍ قصير.
وفي سياق متصل، يتمتع محرك السيارة بنظام إلكتروني للتحكم بتوقيت فتح وإغلاق الصمامات، الأمر الذي يُسهم في تخفيض نسبة الطاقة المهدورة ويُعزز من استجابة دواسة الوقود.
أما نظام العوادم الجديد والمتطور فيوفر للسيارة صوتًا متوسط الارتفاع على سرعات منخفضة لا يلبث أن يتحول إلى هادر بشراسة عند إطلاق العنان لكامل طاقة المحرك، علمًا أن وضعية القيادة الكهربائية حصرًا تخفي صوت العادم بشكل كامل كونها تجري دون أيّ تدخل من محرك الاحتراق الداخلي.
وبما أن البطارية المسؤولة عن تغذية المحركات الكهربائية تُعد صغيرة فهذا يعني أنه يمكن إعادة شحنها بالطاقة في حوالي ست دقائق.
فمن الواضح هنا أن الفكرة من الكهرباء في لامبورغيني لا تدور حول القيادة الاقتصادية، ولكن حول تعزيز أداء السيارة مع ميزة إضافية تتمثل في التشغيل عديم الانبعاثات للوصول إلى المناطق التي قد يكون فيها حظرٌ لعمل محركات الاحتراق الداخلي، أو في حال كنت ترغب بمغادرة المنزل صباحًا دون أن توقظ كل من فيه.
اقرأ أيضًا: «لامبورغيني إنفينسيبل وأوتينتيكا».. خير وداعٍ لخير المحركات
وضعيات قيادة متعددة بمتناول يديك
توفر لامبورغيني ريفويلتو وضعيات قيادة مختلفة تتناسب مع الغرض من استخدام السيارة، فمع الوضعية شيتا (أو ما يعني بالعربية مدينة) تعمل المحركات الكهربائية حصرًا لتوفر قوة 180 حصانًا فقط وتوفر للسيارة إمكانية اجتياز حوالي 10 كلم فقط.
وعند نفاد البطارية يتدخل محرك الأسطوانات الـ 12 لإعادة تعبئة البطارية في غضون ست دقائق، أما الوضعية سترادا (أو طرقات سريعة بالعربية) فيعمل المحرك التقليدي ويولد قوة 874 حصانًا، مقابل 895 حصانًا في الوضعية سبورت (الرياضية) لتكون قمة الأداء متروكة للوضعية كورسا (سباق بالعربية) وهنا تعمل كل أجهزة السيارة على توفير أقصى أداء مع قوة 1001 حصان.
وبهذه الحالة، تتمكّن ريفويلتو من الانطلاق إلى سرعة 100 كلم/س في غضون 2.5 ثانية عند الحاجة للتسارع الأقصى.
وتؤكد لامبورغيني أنه بالمقارنة مع أفينتادور ألتيميت طيبة الذكر، فإنّ ريفويلتو أكثر كفاءة بنسبة 61 في المائة مع جسم يولد قوة ضغط هوائي من أعلى إلى أسفل أكثر بنسبة 66 في المائة على السرعات العالية.
وفي الختام، يبقى أن نشير إلى أنّ ريفويلتو ستتوفر في الأسواق مع نهاية العام كطراز لعام 2024، أما بالنسبة للسعر فلم تكشف الشركة بعد عن أي معلومات تتعلق بذلك، إلا أنه ونظرًا لتكلفة أفينتادور التي تبلغ أكثر من 500 ألف دولار، فلا نتوقع أن تتوفر ريفويلتو بأقل من مبلغ 700 ألف دولار.