"التجربة خير دليل".. 4 استراتيجيات للنجاح في المناصب القيادية التنفيذية
القيادة التنفيذية من المسارات الوظيفية المهمة التي تساعدك على تشكيل اتجاه مؤسستك أو شركتك، إذ إن عملية اتخاذ القرار لا تؤثر على الشركة فحسب، بل تؤثر أيضًا على العملاء والموظفين والمالكين.
ومن خلال عملك في منصب قيادي ستواجه الكثير من التحديات المعقدة التي تتطلب منك حلولاً مبتكرة، يمتد تأثيرها إلى ما هو أبعد من منظورك تجاه الشركة التي تعمل بها.
ولك أن تعلم أن شعورك بأن مسار القيادة التنفيذية واضح ومستقيم، هو شعور ليس بالصواب دائمًا، فيمكنك أن تحصل على درجة الماجستير في إدارة الأعمال أو شهادة جامعية في مجال المال والأعمال، وتدخل سوق العمل وتأخذ منصبًا قياديًّا لا علاقة له بما درسته، بما يعني أن الأمر ليس له قاعدة ثابتة، وأنه رغم اختلاف الخلفيات الثقافية والتعليمية، لكن يبقى النجاح ممكنًا في مهنة المدير التنفيذي.
أما فكرة أن المدير التنفيذي الناجح هو من لديه خلفيات اقتصادية واجتماعية متنوعة فهي فكرة ليست بصحيحة طوال الوقت، إذ إن المديرين التنفيذيين يتمتعون بسمات العمل الجاد والمرونة والسعي وراء النمو المهني والشخصي، والتغلب على المشكلات والتحديات من أجل الوصول إلى المناصب المرموقة، لذا فإن المدير التنفيذي الناجح هو من يتطلع إلى تطوير الذات بشكل عام.
والحقيقة أن التنوع في الخبرات للأشخاص العاملين في مجال القيادة يعد أمرًا ضروريًا لضمان ازدهار المؤسسات، إذ تثري وجهات النظر والتجارب الحياتية الحقيقية المختلفة عملية صُنع القرار، وتعزيز الابتكار، والقدرة على التكيف، والاستفادة من وجهات النظر المختلفة.
وتستفيد المؤسسات حينما يكون القائد على علم ودراية فعلية بمختلف مناحي الحياة، فهذا يعكس نطاقًا واسعًا من وجهات النظر المختلفة، ما يمكن البناء عليه والاستفادة منه.
ويمكن القول إن الصفات المهمة والمفيدة حقًا بصورة مباشرة في عملية القيادة هي التفكير الاستراتيجي، والقدرة على التكيف والمرونة، والقدرة على إلهام فريق العمل وقيادته، وتلك الصفات يمكن تنميتها وتطويرها من قبل أفراد من مختلف الخلفيات الثقافية والاجتماعية.
وفيما يلي مجموعة من الاستراتيجيات المهمة التي تفيد كل من يود الالتحاق بمسار الإدارة والقيادة التنفيذية وتحقيق النجاح.
الاستراتيجية الأولى: قوة العلاقات
التواصل الفعّال مهارة لا غنى عنها من أجل ضمان التطوير الوظيفي والنمو الشخصي، فيمكن أن يتيح هذا التواصل لصاحبه إمكانية التوجه إلى الطريق الصحيح وخلق الفرص المختلفة، ويمكن لشبكة العلاقات الصحية أن تفتح الأبواب أمام فرص جديدة، وإمكانية الوصول إلى المعلومات القيمة والدعم خلال الأوقات الصعبة.
تتيح العلاقات إمكانية التواصل مع الأشخاص الذين يمكنهم تقديم التوجيه والإرشاد وفرص التعاون الوظيفي المختلفة.
إن كنت تسمح لشبكتك بالنمو بشكل صحي، أو تبحث بشكل نشط عن العلاقات، فيجب عليك أن تكون صادقًا ونزيهًا في تلك العلاقات، فهذا هو المفتاح الأصلي لبناء العلاقات المبنية على الاحترام المتبادل والصدق والمصالح المشتركة. وهذا النوع من العلاقات هو القادر على دفعك إلى الأمام على المستوى التنفيذي بحياتك المهنية.
اقرأ أيضًا:ما هي خصائص المدير التنفيذي الناجح؟
الاستراتيجية الثانية: التغلب على التعقيدات عند صُنع القرار
أن تكون حاسمًا هو أمر ضروري ولازم عند الحديث عن القيادة التنفيذية الناجحة، ولك أن تعلم أن القرارات التي تتخذها قد تكون ذات عواقب بعيدة المدى على الشركة وعلى كل من ينتمي إليها، وقد ينتج عنها مشكلات وتعقيدات، جراء عوامل متنوعة مثل التصادم بين الأهداف قصيرة المدى وطويلة المدى، والحاجة إلى الموازنة بين المخاطر والمكافآت.
ولهذا فإن اكتساب سمعة طيبة كشخص يمكنه اتخاذ القرارات بسرعة وفعالية هو أمر من الأمور الضرورية التي يجب ضمانها من أجل الوصول إلى مستوى إداري تنفيذي مهم، ويجب أن تتسق تلك القرارات مع المهمة والرؤية الشاملة للشركة لضمان نجاح المؤسسة واستدامتها على المدى الطويل.
هذا بالإضافة إلى إظهار نهج متوازن في التعامل مع المخاطر، إذ إن وجود هذا المستوى من البصيرة والحكمة يبين القدرة على اتخاذ قرارات قوية.
الاستراتيجية الثالثة: التركيز على عقلية النمو
لا يمكن توقع أن كل قرار تتخذه في حياتك هو قرار جيد، فقد تسير الأمور كما خُطط لها وتكون المبادرة الاستراتيجية أقل من التوقعات الموضوعة، كما يمكن أن تتغير ظروف السوق بشكل مفاجئ، وفي تلك اللحظة، يجب أن تظهر مرونة القائد وقدرته على تجاوز الإخفاقات التي يمكن أن تحدث.
واعلم أن التركيز على إظهار عقلية النمو بصورة مستمرة، والنظر إلى النكسات على أنها تجارب تعليمية بدلاً من كونها عقبات لا يمكن التغلب عليها هو أمر سوف يعمل على تحسين مرونتك للتغلب على الإخفاقات التي تحدث بالتأكيد للشركات.
الاستراتيجية الرابعة: التركيز على النتائج
اجعل عملك يتحدث عن نفسه بتحويل الخطط الاستراتيجية إلى نتائج ملموسة توجه الشركات نحو أهدافها، وتلك النتائج تُظهر المهارات العقلية المطلوبة من أجل شغل مناصب قيادية رفيعة المستوى بتجاوز وتخطي التوقعات باستمرار.
عند البحث عن منصب تنفيذي لا يكفي فقط إدراج مسؤوليات الوظيفة، بل تحتاج إلى تقديم أسبابك التي توضح تأثير مساهماتك الإيجابية على المؤسسة، والتي تؤدي إلى تحقيق النجاحات المختلفة.
إن الطريق إلى القيادة التنفيذية هو مجال واسع ومتشعب وهو أكبر مما يتصوره الكثيرون، ويمكن صقله بالجهد والاجتهاد في المجال الصحيح.
كيف تطور مهاراتك القيادية؟
لا تقتصر المهارات القيادية على أصحاب المناصب التنفيذية في الشركات، ولكن تلك المهارات يمكن الاعتماد عليها في أي من أدوار الحياة، وفيما يلي بعض النصائح التي يمكنك اعتمادها من أجل تطوير مهاراتك القيادية:
• العمل على مشاريع أكثر: زيادة العمل على مشاريع مختلفة تعني خبرات أكثر وتحمل مسؤوليات أكبر، فمن يريد التطور يجب عليه الخروج من منطقة الراحة الخاصة به لتعلم المزيد من الأشياء في مجالات مختلفة.
• التحول إلى مصدر إلهام: قيادة الفريق تعني القدرة على تحفيزه ودعمه في كل الأوقات، ومن أهم مهارات القيادة هي القدرة على التشجيع والتحفيز لتحقيق الأهداف، ويمكن صقل تلك المهارة بتقديم الكلمات الداعمة للأصدقاء والمعارف عند الحاجة.
• توزيع المهام على الآخرين: لا يوجد شخص يستطيع عمل كل شيء، فيمكنك تعلم توزيع المهام على جميع الأفراد، وعدم القيام بكل شيء في آن واحد، وهو ما يمكن أن يحسن الإنتاجية ويعزز جودة العمل في النهاية.
• تقبل الآراء المختلفة: لا يخشى القائد الحقيقي تسليم الأمور لشخص آخر حين يتطلب الأمر ذلك، فلا يوجد مشكلة إن قدّم أحدهم انتقادًا لسياسة ما تتبعها أو استراتيجية عمل معينة، وكذلك لا بد أن تحافظ على انفتاحك في حدود المعقول، فهذا يساعد الناس على تقبلك كقائد ناجح.
• تعلم مهارة حل المشكلات غير المتوقعة: وهي واحدة من المهارات التي تميز الشخص القيادي الذي يمكنه تحمل المسؤوليات عن غيره، فيجب التركيز على الهدوء، والابتعاد عن التوتر، وتحديد المشكلة واقتراح حلها.
• تعلم الاستقلالية: يجب على القائد الاعتماد على ذاته ليصبح محل ثقة الآخرين به، فالناس يميزون بسهولة القائد صاحب الشخصية المستقلة، والشخص الذي يتأثر بآراء وأهواء الغير، كما يجب على القائد أن يعتمد في قراراته على نفسه وأن يعمل على استكشاف نتائجها.