"مواصفات وإمكانيات كبيرة".. السعودية تفاجئ العالم في صناعة السيارات الكهربائية
مصنع شركة "لوسيد" للسيارات الكهربائية الذي دُشن في المملكة يوم الأربعاء 27 سبتمبر الفائت، يُعد ثاني مصنع للشركة في العالم بعد مصنعها الأول في الولايات المتحدة الأمريكية.
ويستهدف المصنع إنتاج 150 ألف سيارة فاخرة سنويًا في السوق السعودية خلال 3 سنوات، ويأتي هذا في إطار سعي المملكة لتكون ضمن أكبر 5 دول تنتج وتصدر السيارات الكهربائية في العالم.
ويبدأ مصنع شركة "لوسيد"، الذي افتُتح في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية في إعادة تجميع السيارات المرسلة من الولايات المتحدة، وذلك كبداية فقط لأول مصنع عالمي يُقام للشركة خارج أمريكا.
وأعلنت شركة "لوسيد موتورز" أن هناك إصدارًا خاصًا من 93 سيارة فقط، أطلقت عليه "حلم المملكة" وذلك بمناسبة العيد الوطني الـ 93.
ووعد مجلس الوزراء خلال جلسته الأسبوعية يوم 3 أكتوبر 2023، التي عقدت في "نيوم"، برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، بافتتاح أول مصنع للسيارات الكهربائية في المملكة تعزيزًا للنجاحات المتواصلة التي تحققها رؤية المملكة 2030 في تنويع مصادر الاقتصاد، وجذب الاستثمارات، والاستدامة، وتوطين التقنيات الحديثة.
"Ceer" أول علامة تجارية سعودية لصناعة السيارات الكهربائية
تعمل المملكة على توطين صناعة السيارات الكهربائية ضمن رؤية 2030 المباركة التي تهدف إلى تنويع مصادر الاقتصادي بعيدًا عن النفط، والتزامًا منها بالخطة العالمية لتقليل الانبعاثات الكربونية عبر استخدام محطات شحن السيارات الكهربائية التي تأتي ضمن مبادرة السعودية الخضراء.
وبحلول عام 2030، ووفقًا لتقرير صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية ستنتج المملكة نحو 500 ألف مركبة كهربائية.
فيما ستُطرح أول سيارة كهربائية سعودية في الأسواق في العام 2025. وستحمل السيارة علامة شركة "سير" وهي أول علامة تجارية سعودية لصناعة السيارات الكهربائية في المملكة.
وشركة "Ceer"، التي أُطلقت خلال شهر نوفمبر الماضي 2022، هي مشروع مشترك بين صندوق الاستثمارات العامة وشركة "فوكسكون". ووفقًا للموقع الرسمي للشركة تحصل "سير" على تراخيص تقنية المكونات المتعلقة بالسيارات الكهربائية من شركة "بي إم دبليو" الأمريكية لاستخدامها في تطوير المركبات.
بينما ستُطوّر شركة "فوكسكون" الصينية النظام الكهربائي للسيارات، التي تُصمم وتُصنع بالكامل داخل المملكة.
مواصفات وإمكانيات كبيرة
وستزود السيارات بأنظمة تقنية متقدمة، منها نظام القيادة الذاتية، وستكون من نوع المركبات السيدان، وسيارات الدفع الرباعي الفاخرة.
وقال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان: إن إطلاق شركة "سير" لا يهدف إلى بناء علامة تجارية للسيارات في المملكة فحسب، بل يدعم تمكين قطاعات استراتيجية متعددة تدعم تطوير المنظومة الصناعية الوطنية، وتسهم في جذب الاستثمارات المحلية والدولية، الأمر الذي من شأنه استحداث العديد من فرص العمل للكفاءات المحلية، وتوفير فرص جديدة للقطاع الخاص، بما يسهم في زيادة الناتج المحلي الإجمالي للمملكة خلال العقد المقبل، وذلك تحقيقًا لاستراتيجية صندوق الاستثمارات العامة في المساهمة بدفع عجلة النمو الاقتصادي تماشيًا مع رؤية 2030.
ويتوقع، حسب وكالة الأنباء السعودية "واس"، أن تجذب شركة "سير" استثماراتٍ أجنبية مباشرة بما قيمته نحو 150 مليون دولار لدعم الاقتصاد السعودي، وأن تسهم في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة بشكل مباشر بـ 30 مليار ريال، فيما توفر نحو 30 ألف وظيفة بشكل مباشر وغير مباشر، وذلك بحلول العام 2034.
اقرأ أيضًا:"Cadillac Celestiq".. هل هي بداية عصر ذهبي مرصّع بالألماس؟
السعودية مركز عالمي لتصنيع السيارات الكهربائية
وقال وزير الاستثمار خالد الفالح، خلال مشاركته في افتتاح مصنع لوسيد في المملكة: "نحن نصنع التاريخ اليوم.. ونحن لا نصنع المركبات هنا في السعودية فحسب بل نقوم بافتتاح أول مصنع لتصنيع السيارات الكهربائية في الشرق الأوسط".
وأكد: "ستسافر هذه المركبات حول العالم من الساحل الشرقي للصين إلى الساحل الغربي للأمريكتين وعليها ختم "صُنع في السعودية".
وسيعادل حجم إنتاج مصنع سيارات "سير" ضعف مصنع "لوسيد" الذي سينتج سيارات كهربائية بنسبة 100%، ستكون قادرة على السير مسافة 800 كيلو في الشحنة الواحدة، ومزودة بشحن سريع للسيارات.
كما أن هناك شركات عالمية أخرى تتفاوض لمباشرة أعمالها في المملكة، ويأتي ذلك في ظل إشادة وكالات الأنباء العالمية بما لدى المملكة من إمكانيات هائلة فاجأت بها العالم من خلال رؤية 2030.
إذ نشرت وكالة "بلومبرغ" الأمريكية، تقريرًا، يوم الاثنين 22 أغسطس 2022، كشفت فيها أن المملكة تمتلك المعادن المهمة لصناعة البطاريات.
وأضافت أن السعودية تراهن على مجال تصنيع بطاريات السيارات؛ لافتة إلى أن هذا ما لم تقم به أي دولة في العالم سوى الصين.
كما أن هناك مجمعًا عالميًا يُقام في مدينة ينبع الصناعية، إذ ستقوم المملكة ببناء أول مجمع مكون من الليثيوم والنيكل لإنتاج كيماويات وبتروكيماويات من أجل بطاريات تخزين الطاقة التي يعاد شحنها، وهي أساس صناعة المركبات الكهربائية.
ويتوقع أن يُنتج حوالي 50 ألف طن متري سنويًا من هيدروكسيد الليثيوم أحادي الهيدرات لمُصنّعي المعدّات الأصلية والسيارات الكهربائية وخلايا البطاريات.
وتنظيميًا أعلنت المملكة جاهزية خطط شحن السيارات الكهربائية، إذ انتهت من جميع الجوانب التشريعية، والتنظيمية، والفنية، التي تنظم شحن المركبات الكهربائية، استعدادًا لعمل محطات الشحن ومعداتها.
وكانت أول محطة لشحن السيارات الكهربائية في المملكة هي محطة "ساسكو" في الرياض، وتبع افتتاحها محطات أخرى منتشرة في المملكة تضم أماكن مخصصة لشحن سيارات الهايبرد، ومنها محطة في "رد سي مول" جدة.
اقرأ أيضًا:«لوسيد Air».. السيارة الكهربائية المثالية للسفر البري
كما أعلنت وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان، في نوفمبر من عام 2020، خطة خصصت فيها نسبة 5٪ من أماكن وقوف السيارات للمركبات الكهربائية.
وتضمنت الخطة أيضًا تركيب محطات شحن المركبات الكهربائية في جميع مواقف السيارات.
بينما أصدرت هيئة تنظيم المياه والكهرباء إطارًا تنظيميًا للراغبين في تشغيل محطات شحن السيارات الكهربائية EVSE، ومنها الحصول على موافقة من الشركة السعودية للكهرباء، بالإضافة إلى كون مشغل EVSE يجب أن يكون مؤهلاً من قبل موزع الكهرباء في المنطقة.
وتعمل كل هذه الجهود ليقوم أصحاب السيارات الكهربائية بشحن مركباتهم بكل سهولة يسر وسهولة، وفي الوقت نفسه بجودة وكفاءة على أعلى مستوى.