كيف تحولت السعودية إلى لاعب رئيس جديد في اقتصاد كرة القدم؟
أثنى تقرير صحفي جديد على الأداء الباهر الذي تسير على نهجه المملكة العربية السعودية فيما يخص استثماراتها الأخيرة بمجال كرة القدم معتبرًا إياها بمثابة اللاعب الرئيس الجديد في اقتصاد كرة القدم العالمي.
التقرير الذي أعدته ونشرته بهذا الخصوص صحيفة "ذا بيزنس ستاندرد" الهندية تناول باستفاضة الرؤية التي تتبناها المملكة على صعيد الاستثمارات الرياضية من خلال رؤيتها المستقبلية لواقع اقتصادي مرتبط بالساحرة المستديرة التي تحظى بالشعبية الأكبر على مستوى العالم.
الصحيفة استهلت تقريرها بإلقاء الضوء على الرؤية الاستثمارية التي استطاعت أن تستقطب من خلالها المملكة كوكبة من نجوم الكرة العالمية مثل البرتغالي كريستيانو رونالدو والفرنسي كريم بنزيما والبرازيلي نيمار دا سيلفا وغيرهم من أمهر وأشهر النجوم من مختلف الجنسيات حول العالم.
خطف الأضواء عالميًّا
ولفتت الصحيفة إلى التوجه الذي تدير من خلاله المملكة الدوري المحلي على أمل تحويله إلى نقطة جذب تستهوي اهتمام كبرى شركات ومحطات البث الفضائي لتغطيته ونقله في كثير من دول العالم، وهو ما نجحت فيه بعد تعاقد عشرات المحطات الأجنبية على شراء حقوق بث الدوري السعودي.
اقرأ أيضا: ما هي الدول التي رحبت بترشح السعودية لاستضافة كأس العالم 2034؟
وسبق أن أشارت تقارير في شهر أغسطس الماضي إلى أن عائدات بث الدوري السعودي لكرة القدم ازدادت بنسبة 650 % منذ انتقال النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى النصر قادمًا من المان يونايتد.
وبخلاف ذلك، نوهت الصحيفة أيضًا بتلك المبالغ المالية الكبرى التي خصصتها المملكة من حساب صندوق الاستثمارات العامة – الذي يعرف اختصارا بـ (PIF) – لصالح توجهاتها الرياضية منذ أوائل 2021، التي كان منها شراء نادي نيوكاسل يونايتد الإنجليزي مقابل 391 مليون دولار.
وتابعت الصحيفة عن دور كرة القدم في النظرة المستقبلية للمملكة واعتبارها جزءًا رئيسًا من رؤية 2030، التي تهدف بالأساس إلى تنويع الاقتصاد والحد من الاعتماد على العائدات النفطية والسعي في الوقت نفسه إلى تحسين قوة المملكة الناعمة بشكل كبير عالميًّا.
ما هي الفوائد الاقتصادية لاستثمارات السعودية الرياضية؟
المملكة وهي إذ تباشر الكثير من مشاريعها المستقبلية وفق رؤية 2030 تدرك أن الرياضة إحدى وسائل القوى الناعمة التي يمكن أن تدر عليها الكثير والكثير من الفوائد الاقتصادية في الرياضية، وهو الهدف الذي خططت له وسعت إليه بشكل كبير خلال الفترة الماضية، كما ظهر للعالم، على أمل أن تنجح في تحقيق تلك الغاية، وهي لفت الأنظار للدوري السعودي والسعودية بشكل عام.
ويرى خبراء، طبقا لما أوردته الصحيفة، أن العوائد الاقتصادية التي ستعود على المملكة من وراء تلك الاستثمارات الرياضية ستبدأ في الظهور خلال السنوات القليلة المقبلة، لاسيما أن هناك خطة عمل واضحة ومدروسة لكل خطوة يتم تنفيذها بهذا الإطار، وأن الأرقام ستدلل على ذلك عما قريب.
وأعقبت الصحيفة بقولها إن السعودية شأنها شأن دول كبرى سبق لها أن راهنت على فكرة الاستثمار في الرياضة مثل البرازيل، وإنجلترا، وألمانيا، وفرنسا، والأرجنتين وغيرها من الدول، التي نجحت في الوصول لما كانت تبتغيه اقتصاديًّا وماليًّا من وراء الرياضة، وخصوصًا كرة القدم.
اقرأ أيضًا: هل تشارك الأندية السعودية في الشامبيونزليج؟ رئيس الرابطة الأوروبية يجيب
تزايد الاهتمام الخليجي برياضة كرة القدم
رغم وجود لعبة كرة القدم في منطقة الخليج منذ سنوات وعقود طويلة، لكن بدأ يتغير المنظور، مع تحول اللعبة إلى صناعة واقتصاد قائم بذاته، إثر دخول الاستثمارات المدروسة على خط الساحرة المستدير خلال السنوات الماضية، وثبوت جدوى الأمر اقتصاديا بشكل كبير، وهناك أمثلة كثيرة على هذا التوجه الناجح من قبل مستثمرين خليجيين وعرب في بعض الأندية الأوروبية.
ورأت السعودية أن الفرصة ربما حانت في الفترة الحالية لبدء خطتها الاستثمارية، وهو ما نجحت فيه، بل وتفوقت مع الوقت، حتى صارت الآن أبرز اللاعبين الجدد في قطاع الاستثمار بكرة القدم عالميا.
السعودية بادرت باتخاذ الخطوات الجادة في هذا الملف بدءًا من تعاقدها مع النجم العالمي كريستيانو رونالدو، وضمه لصفوف العالمي نادي النصر، ومن ثم تباعًا التعاقد مع كوكبة لامعة من أبرز النجوم العالميين على غرار كريم بنزيما، نيمار، ساديو ماني، يس بونو وغيرهم كثيرون.
وعاودت الصحيفة لتشير إلى أن الرؤية واضحة بالنسبة للمملكة فيما يخص الاستثمار بعالم كرة القدم، لاسيما أن ذلك يتوافق مع رؤيتها لعام 2030، لذا لم تتردد في ضخ الاستثمارات وتدرك أن الجدوى التي ستعود عليها من هذا الرهان المضمون سيكون خلال فترة زمنية وجيزة.
الاستثمار السعودي الرياضي ودعمه لقوة المملكة الناعمة
خطوة استثمار المملكة في كرة القدم لم تأتِ من فراغ، بل من وعي تام لقيمة وتأثير اللعبة على الشعوب، وإدراكها مدى أهمية اللعبة استراتيجيًّا كإحدى أدوات القوة الناعمة التي لا يجب التفريط فيها.
لذا كان القرار حاسمًا ببدء خطة الاستثمار السعودي في اقتصاد كرة القدم عالميًّا لدعم قوة المملكة الناعمة بناء على قيمة الساحرة المستديرة في تقوية العلاقات الدبلوماسية وتأثيرها في الرأي العام الدولي.
وبخلاف ذلك، الاستفادة أيضا من قيمة اللعبة كأداة للربط بين مختلف الشعوب والثقافات وتقريب وجهات النظر، وبطبيعة الحال الاستفادة منها الآن ولاحقًا من الناحية المالية والاقتصادية.
اقرأ أيضًا:لا أحد يقارن بـ "ميسي".. أعلى 10 لاعبين أجرًا في الدوري الأمريكي
إنجازات سعودية رياضية
من الجدير ذكره بهذا السياق أن المملكة سبق لها استثمار ما يقرب من مليار ونصف المليار دولار على استضافة بعض الفعاليات الرياضية خلال الفترة الماضية، مع زيادة هذا المبلغ بشكل واضح خلال آخر عامين، بالتزامن مع موافقتها على ضخ استثمارات جديدة في رياضات كرة القدم، وسباقات السيارات، والكريكت، والمصارعة الحرة والجولف.
وكان الدوري السعودي مثار الصحافة ووسائل الإعلام العالمية في الفترة التي جرى الإعلان فيها عن إتمام التعاقد مع النجم كريستيانو رونالدو وصفقة انتقاله المدوية لنادي النصر السعودي، وما تلاها من تداعيات كان لها بالغ الأثر الإيجابي على المملكة عالميًّا كوجهة سياحية ومحور اقتصادي كبير.
وها هي المملكة تكمل مسيرتها مع الساحرة المستديرة بإعلانها رسميا الترشح لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم عام 2034 وسط توقعات بأن تكون المرشح الأوفر حظًا لنيل شرف تنظيم المونديال.