تصميم جديد لصناديق الحقائب على متن الطائرات
لطالما شكّلت الأمتعة قضية مثيرة للجدل ومعقدة في عالم الطيران، لذا قدمت شركة صناعة الطائرات الفرنسية "إيرباص" وشركتها الجديدة "Airspace L Bins" حلًّا مبتكرًا لأزمة حقائب السفر، سواء تلك التي توضع على متن الطائرة، أو في الكبائن العلوية لمقاعد المسافرين.
وبينما تعد مهمة تسليم حقائب السفر مجانًا، رفاهية متاحة لعدد قليل من الأشخاص، فإن البعض ممن يتسلمون حقائبهم بأنفسهم يعانون الإرهاق طوال الرحلة، وقلقون مما إذا كانت أمتعتهم ستصل معهم إلى الوجهة التي يقصدونها أم لا، خاصة لو كان لهم تجربة سلبية سابقة مع فقدان الأمتعة.
اقرأ أيضًا: كيف استعدت شركات الطيران لعودة رحلات الأثرياء؟
هذا جعل عدد أكبر من المسافرين يختارون وضع أمتعتهم في حقائب محمولة على الطائرة، كثير منها ضخمة الحجم وذات عجلات، أكثر من أي وقت مضى.
وبناءً عليه، كشفت شركة صناعة الطائرات الفرنسية "إيرباص" وشركتها الجديدة "Airspace L Bins" حلًّا لهذه المعضلة، والحل كان عبارة عن مقصورات علوية مصمّمة خصيصًا لهذا الهدف، ما يوفّر مساحة أكبر للأمتعة في المقصورة بنسبة 60٪ مقارنة بالأنظمة التقليدية.
اقرأ أيضًا: هل تسببت جائحة كورونا في انخفاض رحلات العمل بالطائرات؟
كيفية حلت المقصورات أزمة الأمتعة على الطائرة؟
دخل هذا الحل حيز التفكير اعتبارًا من شهر مايو الماضي. لكن يبقى السؤال الأهم هو كيف؟
ببساطة لجأت "إيرباص" لهذا الحل من خلال السماح للمسافرين بتحميل حقائبهم المحمولة عموديًا عوض الاضطرار إلى وضعها بشكل مسطح.
وصُممت صناديق تستوعب حقائب يبلغ حجمها 61 سنتيمتر "ارتفاع" × 38 سنتيمتر "عرض" × 25 سنتيمتر "عمق"، كي تكون قابلة للتحديث والتعديل خلال ثلاثة إلى خمسة أيام.
وتقول الشركة الفرنسية "إيرباص" إن هذا التعديل، المصنوع من منتجات مركبة خفيفة الوزن للغاية، يعيد استخدام أجزاء كثيرة من الصندوق الأصلي ضمن الجدار الجانبي والسقف والإضاءة للحد من إنتاج النفايات.
ويرجّح أن يوافق مضيفو الطيران على المقصورات الجديدة أيضًا، لا سيما أنهم سيستكملون إجراءات الصعود إلى الطائرة مع سماع عدد أقل بكثير من الشكاوى من المسافرين حول عدم وجود مكان لديهم لوضع حقائبهم.
اقرأ أيضًا: «رحلة كل 6 دقائق».. مستويات مرتفعة لاستخدام الطائرات الخاصة في المملكة المتحدة
اقرأ أيضًا: ما هي أطول رحلة طيران في العالم؟
وبالفعل سجلت إحدى شركات الطيران طلب تعديل صناديقها. واعتبارًا من مطلع العام 2025، تخطّط شركة الطيران الألمانية "لوفتهانزا" للبدء بتحديث 38 طائرة من طراز A320 باستخدام Airspace L Bins الجديدة التي تنتجها شركة lbe Flugzeugwerke GmbH (EFW) التي تتخذ من ألمانيا مقرًا لها، وهي شركة تابعة لشركة ST Engineering وAirbus.
من جانبه، قال "شربل يوزكاتلي"، رئيس الخدمات التجارية لدى إيرباص في أوروبا، في بيان له: "نعلم، من خلال التحدث مع عملاء شركات الطيران، أنّ الصناديق الكبيرة هي حاجة واضحة لتعزيز تجربة الركاب".
ومع ذلك، سواء كانت الصناديق أكبر أم لا، لا يبدو أن هذا الأمر سيتغير، فلطالما شكّلت الأمتعة قضية مثيرة للجدل ومعقدة في عالم الطيران، فقد لا يحضر الجميع حقائب صغيرة محمولة على الطائرة بهدف تفادي رسوم الأمتعة المسجلة الإضافية فقط، إذ تفرض العديد من شركات الطيران رسومًا إضافية إذا كنت تريد أخذ حقيبة سفر على متن الطائرة أيضًا.
رسوم الأمتعة مصدر دخل ضخم لشركات الطيران
لكن ما هو مؤكد حتى الآن، أنّ رسوم الأمتعة تشكل مصدر دخل ضخم لشركات الطيران.
وبحسب مكتب إحصاءات النقل؛ حققت شركات الطيران الأمريكية أكثر من 6.7 مليار دولار من إيرادات رسوم الأمتعة، عام 2022.
ويتوقع البعض أنه ربما الأمر يشكل قضية سياسية أيضًا، ففي أسبوع واحد فقط، أفادت تقارير بأن المشرّعين في الاتحاد الأوروبي صوتوا لصالح قرار يدعو شركات الطيران إلى التوقف عن فرض رسوم على الركاب مقابل الأمتعة المحمولة ذات الحجم "المعقول".
اقرأ أيضًا: شركة طيران تزن مسافرة قبل الصعود للطائرة.. ما القصة؟
وتبرّر بعض شركات الطيران تلك الرسوم بالإشارة إلى الأثر البيئي، فالطائرات الأخف وزنًا أكثر كفاءة في استهلاك الوقود، لذا فإن ردع الناس من جلب الكثير من الوزن الإضافي معهم أمر جيد.
بينما الجبهة المقابلة لموقف شركات الطيران، ترى أن أمر "تفكيك" الأسعار سينجح، فمن يريدون الدفع مقابل أمور إضافية مثل الحقائب المسجلة يمكنهم ذلك، ويمكن لركاب آخرين الاستفادة من أسعار أرخص.