الرئيس التنفيذي لشركة الفيفا للسياحة سعيد بن محمد آل قبوص: لولا تضحيات زوجتي لم أكن على ما أنا عليه الآن
تمتد خبرة رجل الأعمال والمستشار سعيد بن محمد آل قبوص لأكثر من 30 عامًا في مجال القيادة والتخطيط الاستراتيجي وتقنية المعلومات. وضع أسسًا ومعايير لإدخال تقنية المعلومات في الديوان كنموذج يحتذى به على مستوى الوطن والعالم.
بالإضافة إلى تأسيسه أول هيئة حكومية مبنية على التقنية، قدم أول دراسة لتوطين وظائف تقنية المعلومات، وأسهم في التأسيس لصناعة السياحة في المملكة، محققًا إنجازات سياحية في وقت لم تكن القوانين والأنظمة مرنة.
ونظم أول رالي في المملكة بالشرقية، موظفًا خبراته لخدمة صناعة السياحة. وافتتح شركته الخاصة (الفيفا للسياحة) التي تعد إحدى كبرى الشركات الرائدة في عالم السياحة (DMC). جوانب متعددة من حياته الشخصية والعامة وتجربة نجاحه في هذا اللقاء الحصري مع «الرجل».
بطاقة تعريف:
الاسم: سعيد بن محمد بن مفرح آل قبوص
مكان الولادة: الدمام 12 /12 / 1960
الحالة الاجتماعية: متزوج ولديه ابنتان وثلاثة أبناء
الوظيفة: الرئيس التنفيذي لشركة الفيفا للسياحة
التعليم: - البكالوريوس والماجستير بمرتبة الشرف الأولى بعلوم الحاسب الآلي من جامعة وسط ميتشغان بأمريكا.
-دراسات عليا في الادارة
بداية عرفنا بنفسك من هو سعيد آل قبوص ببساطة؟
إنسان بسيط محب لدينه ووطنه مخلص لولاة أمره، أحب الخير وأكره الشر، مستشار لتقنية المعلومات، وخبير هندرة (هندسة إجراءات العمل) وتخطيط استراتيجي.
وزوج محب لرفيقة دربه (فلوه) أو كما يحلو لي أن أدلعها (فلوتي) وأب عطوف لخمسة أبناء: جوهرتين هما المهندسة حنين والإعلامية بشاير، وثلاثة أبناء هم: مسفر (اتصال مؤسسي)، ومحمد (محلل مالي)، وآخر العنقود عبدالله سنة رابعة (أمن سيبراني)، وجدٌ لأجمل حفيدة حنين، سادسة ابتدائي، وأخ ومعاضد لأخوين وأخت، وأرى نفسي صديقًا مخلصًا للجميع.
ممن تلقيت الدعم والتشجيع؟
بداية من والدي ووالدتي - رحمهما الله- ثم إخواني مسفر وسعد، اللذين بذلا الغالي والنفيس لتكميل تعليمي وكانا دوما الداعمين المشجعين في مسيرتي العملية.
ما دور المرأة في حياتك؟
هي الأم والزوجة والأخت والبنت، وهنا أود أن أؤكد قول "وراء كل رجل عظيم امرأة" فلولا الله ثم زوجتي وتضحيتها في البيت وتربية الأولاد وتصريف شؤون البيت ودعمها المستمر لي رغم وظيفتها ومسؤولياتها القيادية في أرامكو السعودية لم أكن على ما أنا عليه الآن.
أهم التحديات التي واجهتها؟
التحديات تخطيتها ولله الحمد، العلمية كان أصعبها الغربة والحنين للوطن، وبالنسبة للتحديات الأسرية، وفاة والدي وأمي، في وقت كنت أود أن يريا نتاج تربيتهما، وأخيرًا وفاة عمتي وأم زوجتي التي كانت حضنًا دافئًا لي وقت الصعاب وسعادة دائمة وقت الرخاء.
اقرأ أيضًا:رجل الأعمال جميل يحيى شيناوي: فات زمن التلقين والشهادات.. لا أحب شعور الفخر وأفضل الرضا
الانضباط والنظام
ما أهم محطاتك المهنية التي تنظر إليها بفخر واعتزاز؟ وأيهما أفضل؟ وماذا تعلمت منها؟
كل محطاتي العملية كانت مصدر فخر واعتزاز بالنسبة لي، عملت نحو 25 عامًا مستشارًا أعلى لتقنية المعلومات ورئيس مشروع التحول الرقمي وناظرًا إداريًّا في مركز المساعدة لنظام ساب -أرامكو السعودية- تعلمت منها الانضباط والنظام، وترأست أول مشروع تحول رقمي للشبكات من جيل خادمات نوفيل القديم إلى خادمات (مايكروسوفت) الجيل الجديد محققًا المركز الثاني على مستوى العالم.
وكنت أحد المؤسسين للهيئة العليا للسياحة، بقيادة الأمير سلطان بن سلمان - حفظه الله- عام 2000، ولا أنسى اللافتة التي كتبت بأمر سموه على باب مكتبي: "ولدنا لنكبر"، وأسسنا حينها أول هيئة حكومية مبنية على التقنية بالكامل، تعلمت من قائدها الأمير سلطان، القيادة والرحمة والإنسانية.
وماذا عن عملك في ديوان المظالم؟
نعم عملت أيضًا مستشارًا لسماحة رئيس ديوان المظالم: أعدّ الديوان نقطة تحول في حياتي العملية، حيث نجحنا أنا وزملائي وصديقي د. سعود المقبل، في وضع أسس ومعايير لإدخال تقنية المعلومات في الديوان، التي أصبحت نموذجًا وأساسًا ولبنة أولى لتاريخ تقنية المعلومات في المملكة، يقتدى بها على مستوى الوطن والعالم، كما عملت مستشارا لمعالي رئيس هيئة تطوير مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة.
أول رالي بالشرقية
وكيف كانت محطاتك في المنطقة الشرقية؟
عملت مستشارا لأمين المنطقة الشرقية، وكانت تجربة فريدة، تحت قيادة رئيسي ووالدي وأخي وصديقي معالي م. ضيف الله العتيبي، لسبب أننا الاثنين من خريجي مدرسة أرامكو، وقد واجهنا تحديات كثيرة منها البيروقراطية والصلاحيات، ولكن بحنكته تجاوزناها.
كما عملت أمينًا لمجلس التنمية السياحية بإمارة الشرقية وحققنا إنجازات في وقت لم تكن القوانين والأنظمة بهذه المرونة بالسياحة، فقد نظمنا أول رالي بالمملكة وهو رالي الشرقية وعقدنا عدة مهرجانات ومسابقات رياضية.
أول دراسة للتوطين
أنت من دعاة توطين الوظائف، ما أهم إنجاز في هذا المجال؟
نعم عملت مع د. محمد السهلاوي في صندوق الموارد البشرية في بداية فكرة السعودة، وتشرفت بتقديم أول دراسة بعنوان (الأكاديمية السعودية لتوطين وظائف تقنية المعلومات) وطبقت بنجاح على مستوى محافظة حائل بإشراف الهيئة العليا للتطوير.
وشركتك السياحية؟
أسست شركة الفيفا للسياحة وهي شركة رائدة بعالم إدارة الوجهات السياحية (DMC) حيث دمجت كل هذه الخبرات لصناعة السياحة لتصبح من الأوائل في عالم الخدمات السياحية بالمملكة.
اقرأ أيضًا:رجل الأعمال أنمار السليماني: الوصول للقمة يحتاج إلى صبر.. لطالما كنت محاطًا بالمرأة المساندة
عناصر النجاح
ما سر نجاحك؟ وما الحكمة التي تؤمن بها؟
التعليم المستمر والإخلاص وحب الوطن وعدم الاستسلام هم العناصر الأربعة لنجاحي، والحكمة التي أومن بها لحد الجنون هي قول نبينا محمد ﷺ "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملًا أن يتقنه".
الرياضة والسياحة
الرياضة والسياحة لا يمكن الفصل بينهما، ما أهم ذكرياتك من البطولات الرياضية؟
هناك بطولات وذكريات كثيرة لا تبرح مخيلتي، أشير بشكل خاص إلى البطولة العربية الثانية لكرة القدم الشاطئية التي أقمناها ضمن نشاطات مجلس التنمية السياحي بالشرقية 2010، وتشرفت بالعمل مع قامات على المستوى المحلي والعربي، وهم: أ. عثمان السعد - رحمه الله – وأ.سعيد جمعان، وكل منهما أمين عام للاتحاد العربي لكرة القدم سابقًا، وأ. فيصل العبدالهادي أمين عام الاتحاد السعودي لكرة القدم سابقًا.
هل تعتقد بأن الكفاءات السعودية الرياضية قادرة على تحقيق رؤية 2030؟
نعم، لدى المملكة كفاءات إدارية رياضية، ولاعبون مميزون، قادرون على تحقيق كل ما تسعى إليه المملكة من منطلق رؤية طموح، والأمثلة كثيرة، وعلى رأس الفكر الرياضي الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل وزير الشباب، ولاعبون مميزون أمثال: الكابتن سالم الدوسري والكابتن طارق الحمدي لاعب الكاراتيه والعداءة يارا أبو الجدايل.
بعد كل هذه الإنجازات والنجاحات ما هي مكاسبك الأخرى؟
حب الناس، وهو أغلى مكاسبي.
تطوير البنية التحتية
كيف يمكن استثمار مقومات السياحة بالمملكة والشرقية بشكل خاص لجذب الاستثمارات وتحقيق الاستدامة؟
السياحة قطاع واعد، للاقتصاد السعودي، وتعول عليه رؤية 2030، وتعد صناعة السياحة (أم الصناعات). ولاستمرارية هذا النجاح، يجب أن تعامل مشاريع السياحة والآثار والترفيه كتجارة يتنافس عليها الجميع بكل شفافية وأمانة، وتذليل الإجراءات الحكومية والتراخيص، وتفعيل الأمن السياحي وتطوير دائم للخدمات الحكومية المميزة الأخرى المقدمة للمستثمرين المحليين والأجانب، بجانب تطوير البنية التحتية لكل المواقع السياحية والأثرية والترفيهية، ودعمها بشبكة من المراكز السياحية المنتشرة على كل الطرق المؤدية للمواقع السياحية والأثرية، بالإضافة إلى دعم القروض للشركات والمؤسسات الوطنية لضمان الاستمرارية وكسب الخبرة ودعم المحتوى المحلي، وأخيرًا التسويق المدعوم من الحكومة من خلال جميع القنوات المرئية والمسموعة والبعثات الدبلوماسية بالخارج.
وظيفة قيادية
لو عاد الزمن للوراء فما المهنة الجديدة التي كنت سوف تختارها؟
لو عاد بي الزمن، أعتقد كنت سأختار أن أكون طيارًا حربيًّا، لما تمتاز به شخصية الطيار، من سلوكيات تتناسب مع شخصيتي، يمثل القيادة وتحمل المسؤولية، واتباع الأنظمة والقوانين، والأهم القدرة على تنفيذ عدة مهام في الوقت نفسه، وبجودة عالية.
ما طموحاتك العملية المستقبلية؟
أطمح بأن أختم سيرتي المهنية بوظيفة قيادية، مؤمن برؤية وطن ملهمة لأتمكن من تحقيق نجاحات تضاف إلى نجاحات زملائي المخلصين في كل المجالات.