رجال إنقاذ غواصة تيتان يكشفون تفاصيل مثيرة عن الحادث الأليم
تصدرت الغواصة "تيتان" التي انفجرت في مياه المحيط الأطلسي في يونيو الماضي، وعلى متنها 5 أشخاص كلهم من أصحاب المليارات، عناوين الأخبار لفترة من الوقت، خاصة أن غاية الرحلة كانت استكشاف موقع حطام السفينة الغارقة "تيتانيك" الشهيرة.
ولأول مرة، يشارك الأشخاص الذين عثروا على بقايا غواصة تيتان التابعة لشركة أوشن جيت OceanGate كيف تم البحث عنها واللحظات المأساوية عندما أدركوا أن كل الأمل قد فقد.
جيسي دورين يحكي تفاصيل الإنقاذ
قال خبير أعماق البحار جيسي دورين في مقابلة حصرية مع شبكة سكاي نيوز العالمية إنه تلقى اتصالاً هاتفيًّا من أحد زملائه للمشاركة في البحث عن الغواصة المفقوة، موضحًا: "في غضون ساعات، وجدت نفسي عالقًا في عملية البحث اليائسة عن غواصة تيتان المفقودة، والتي أصبحت قصة إخبارية عالمية".
وأضاف أن السفينة اختفت في 18 يونيو في أثناء زيارتها لحطام سفينة تيتانيك على عمق 3800 متر (12500 قدم) تحت سطح المحيط الأطلسي فيما بلغت تكلفة الرحلة الاستكشافية 250 ألف دولار (197 ألف جنيه إسترليني) للشخص الواحد، وكان هناك خمسة ركاب بما في ذلك قائد الغواصة على متنها عندما فقدت الاتصال بالسفينة الأم.
وتابع أن البحث المحموم عن علامات الحياة استمر لمدة أربعة أيام، وكان هناك أمل في أن يكون هيكل الغواصة سليمًا، بمعجزة ما، وأن من بداخلها ما زالوا على قيد الحياة في انتظار المساعدة.
اقرأ أيضًا:مخرج "تايتانيك" يكشف حقيقة تجهيزه لفيلم عن الغواصة المنكوبة "تيتان"
وأكمل: لكن تم العثور على حقل حطام يحتوي على أجزاء من تيتان على بعد حوالي 500 متر من مقدمة السفينة تيتانيك.
وخلصت السلطات الأمريكية إلى أن الغواصة عانت انبجارًا (انفجار عنيف إلى الداخل) وكان من الممكن أن يُقتل جميع الأشخاص الخمسة الذين كانوا على متن الطائرة على الفور.
الوصول إلى مكان الحادث
وفي التاسع عشر من يونيو الماضي، هرع جيسي وفريقه في شركة خدمات أبحاث بيلاجيك إلى مطار صغير في شمال ولاية نيويورك، وسافروا بمعداتهم إلى نيوفاوندلاند في كندا.
وبمجرد وصولهم إلى الساحل الكندي، قفزوا على متن سفينة وشقوا طريقهم إلى موقع البحث، على بعد مئات الأميال من الشاطئ.
يقول جيسي: "كان تركيزنا منصبًا على جعل طاقمنا في الموقع جاهزًا لإجراء عملية الإنقاذ... كان تركيزنا بالكامل هو العثور على هؤلاء الأشخاص".
اقرأ أيضًا:مفاجأة.. قائد سابق لـ "تيتان" حذر من مشاكل تواجه الغواصة في قاع البحر
واستخدم جيسي مركبة شركة بيلاجيك، Odysseus 6K، في البحث، وهي واحدة من المركبات ROVS القليلة التي يمكنها الوصول إلى الأعماق حيث يوجد حطام تيتانيك.
ويقول إد كاسانو، الرئيس التنفيذي لشركة بيلاجيك Pelagic :"كان السؤال الأول للجميع هو... كم من الوقت ستستغرق تعبئة المواد؟ قلنا 12 ساعة، وكنا نأمل أن نفعل ذلك في ثماني ساعات، ولقد فعلنا ذلك في ست".
وتابع: "ثم كان السؤال هو: ما هي السرعة التي يمكن أن تسير بها السفينة؟ عادة ما تسير السفينة بسرعة 10 أو 11 عقدة، لكنهم قطعوا 17 عقدة".
وأكمل: "في أثناء الغوص، من المحتمل أن الضحايا كانوا في ظلام دامس ولم يكن هناك سوى الكائنات البحرية المضيئة بيولوجيًا التي يمكن رؤيتها من خلال فتحة السفينة التي يبلغ طولها 21 بوصة (53 سم) حيث تم إطفاء الأضواء الكاشفة للغواصة حتى وصلت إلى قاع البحر لتوفير البطارية".
ووفقًا للخبراء، تشير الأدلة إلى أن هيكل تيتان المصنوع من ألياف الكربون قد انهار، وكان من على متنه قد لقوا حتفهم على الفور.
اقرأ أيضًا:رسميًا.. "أوشن غيت" تعلن إيقاف رحلات الغواصة "تيتان"
ويقول إد كاسانو: "كان تركيزنا عند وصولنا هو النزول إلى الماء بأسرع ما يمكن، كان إطلاق قطعة من المعدات الثقيلة مثل أوديسيوس في المحيط عملية معقدة تضمنت تركيزًا مكثفًا وعملًا جماعيًا لا ينقطع".
وأضاف: "كانت الخطة هي أن يتم ربط المركبة ROV بالغواصة في قاع البحر ورفعها إلى ارتفاع 3000 متر، حيث سيتم ضمها بواسطة مركبة ROV أخرى قبل التوجه إلى السطح".
وتابع: "استغرق الأمر أكثر من ساعتين بقليل حتى تصل السفينة أوديسيوس إلى قاع البحر، بالقرب من حطام سفينة تايتانيك الشبحية".
كان مصير من كانوا على متن السفينة، ومعاناة أحبائهم، في المقام الأول في ذهن إد حيث قال: "كنا نفكر دائمًا في طاقم السفينة تيتان، كنا نفكر دائمًا في العائلات".
ويضيف إد: "كنا نفكر في أفضل طريقة بالنسبة لنا لتنفيذ عملية الإنقاذ، مع العلم أن الوقت محدود، ومعرفة أن الغواصة كانت عبارة عن جسم كبير يجب انتشاله".
أقرأ أيضًا:مفاجأة.. الشركة المشغلة للغواصة "تيتان" تعلن عن رحلات جديدة
جيسي: "كل شيء حدث بسرعة"
ويقول جيسي إنه حتى وصولهم إلى حطام السفينة تيتانيك، جرى كل شيء بسرعة، موضحًا: "لكن لا يزال يتعين علينا القيام بالأشياء بأمان لأن هناك الكثير من الأشخاص معرضون للخطر، والكثير من المعدات معرضة للخطر، ونريد القيام بذلك بشكل صحيح، كنا نعلم أن لدينا فرصة واحدة في هذا".
أخيرًا، بعد أيام من البحث وجهود الإنقاذ العالمية، وصلت السفينة أوديسيوس إلى قاع البحر حيث لم تكن هناك غواصة سليمة كان ركابها ينتظرون الإنقاذ، بل كانت هناك منطقة من الحطام على بعد حوالي 500 متر (1600 قدم) من تيتانيك.
صمت فريق الإنقاذ عندما صدمتهم أهمية اكتشافهم، يتذكر إد قائلاً: "عند الدخول إلى حقل الحطام، كان هناك توقف مؤقت".
يضيف جيسي: "لقد أمضينا أربعة أو خمسة أيام... نتوقع النزول إلى هناك وتحقيق معجزة، من الواضح أن شعورنا بخيبة الأمل ضئيل مقارنة بالأشخاص المقربين من عائلات المفقودين".
يختتم إد بأن الأمر لم يكن سوى عملية بحث وإنقاذ، حتى عثروا على حقل الحطام، وفي تلك اللحظة تم إبلاغ عائلات الرجال الخمسة.