"كفاح حتى الدقيقة الأخيرة".. مباريات لا تُنسى في كرة القدم | فيديو
كرة القدم ليست مجرد رياضة، أو لعبة يمارسها كثير من الناس، لكنها بالفعل "معشوقة" الجماهير في كل مكان، هي القادرة على تحويل "أمزجة" كل من يشاهدها من الحزن إلى الفرح، من التوتر إلى الهدوء.
يحرص الكثيرون على متابعة المباريات في مختلف البطولات الكبرى، خاصة تلك التي تشهد منافسة كبيرة بين الفرق، وخلال الفترات الأخيرة بدأت معظم الدوريات الكبرى، وبدأت معها "الآهات" تتعالى مع كل هدف أو فرصة ضائعة.
وفي تاريخ اللعبة مباريات يصعب على المحبين نسيانها، إذ إنها شهدت منافسة شرسة، وقتالاً في الملعب حتى الدقيقة الأخيرة، وهذا الأمر لم يكن قاصرًا فقط على اللاعبين، ولكن أيضًا بين الجماهير، وهو ما جعل تلك المبارايات أكثر متعة، لذلك سنقدم لكم قائمة أفضل المُباريات التي لا تُنسى في تاريخ كرة القدم.
إيطاليا ضد ألمانيا (مونديال كأس العالم 1970)
لقاء "الآزوري" و"المانشافت" أو المنتخب الإيطالي ونظيره الألماني في نصف نهائي كأس العالم نسخة 1970، هو بلا شك أحد أعظم اللقاءات في تاريخ الساحرة المستديرة، أُقيم اللقاء على ملعب "أزتيكا" في المكسيك، بحضور جماهيري تجاوز الـ 100 ألف مشجع لا يتوقفون عن الهتاف، نظرًا لأهمية اللقاء، ومدى التنافسية بين المنتخبين عبر تاريخ مواجهاتهم.
شهدت أحداث المباراة التي امتدت إلى 120 دقيقة، متعة كبيرة، إذ انتهى وقت المباراة الأصلي بنتيجة التعادل الإيجابي 1-1، بعد تقدم المنتخب الإيطالي عن طريق "روبيرتو بونينسيغنا"، فيما حقق الألمان التعادل في اللحظات الأخيرة عن طريق "كارل هينز شنيلينجر" ليحتكم المنتخبان إلى الوقت الإضافي الذي شهد أحداثًا مثيرة.
بعد أن تقدم "جيرد مولر" لألمانيا، عادت إيطاليا لتتعادل مرة ثانية عن طريق "تارشيزيو بورغنيتش"، ثم تقدمت إيطاليا بهدف لـ "لويجي ريفا"، لكن الألمان لم يستسلموا إذ عاد "مولر" من جديد ليفرض التعادل وتصبح النتيجة 3-3، ولكن الفتى الذهبي الإيطالي "جاني ريفيرا" استطاع أن يمنح النصر لمنتخب بلاده، بإحراز الهدف القاتل في الدقائق الأخيرة من الشوط الثاني الإضافي لتنتهي المباراة بفوز "الآزوري" بنتيجة 4-3، ويتأهل إلى المباراة النهائية لملاقاة المنتخب البرازيلي.
اقرأ أيضًا:«يتصدرها الدون».. قائمة أغنى لاعبي كرة قدم في العالم
مانشستر يونايتد ضد بايرن ميونيخ (نهائي دوري أبطال أوروبا 1999)
أُقيم نهائي بطولة دوري أبطال أوروبا لعام 1999 في إسبانيا، على ملعب كامب نو في برشلونة، بين فريقي مانشستر يونايتد الإنجليزي وبايرن ميونيخ الألماني، وشهد اللقاء إثارة كبيرة، وسيناريو لا يُصدق، فبعد أن كانت البطولة قاب قوسين أو أدنى من الذهاب لميونيخ وحتى اللحظات الأخيرة من المباراة، إذ كانت النتيجة تشير إلى تقدم الفريق الألماني بهدف مقابل لا شيء أحرزه "باسلر" في الدقيقة 6 من بداية المباراة، ولكن بعد انتهاء الوقت الأصلي للمباراة، وفي الدقيقة الأولى من الوقت المحتسب بدل من الضائع عن طريق ركلة ركنية لمانشستر يونايتد، تقدم فيها الفريق بالكامل بما فيهم حارس المرمى "بيتر شمايكل" تمكن البديل "شيرنغهام" من تعديل النتيجة لفريقه وإحراز هدف التعادل.
وكانت الإثارة والمعجزة الأكبر أنه بعد دقيقتين، وبنفس الطريقة عن طريق ركلة ركنية انتهت بوضع البديل الآخر "سولشاير" الكرة في مرمى الحارس الألماني "أوليفر كان"، ليسرق الفريق الإنجليزي بقيادة مدربه السير "أليكس فيرغسون" الفوز من فم البطل الألماني، في مباراة تم تصنيفها بأنها أحد أعظم النهائيات في تاريخ البطولة.
الأرجنتين ضد إنجلترا (كأس العالم 1986)
تعد هذه المباراة إحدى أكثر المباريات المثيرة للجدل، التي لن ينساها كل عاشقي كرة القدم والأسطورة الأرجنتينية "مارادونا"، والذي تمكن من التسجيل في نصف نهائي بطولة كأس العالم لعام 1986 أمام منتخب قوي وعنيد هو المنتخب الإنجليزي، ولكن الطريف والمدهش أن الهدفين كانا لقطات لا تحدث كثيرًا في مباريات كرة القدم.
في الدقيقة 51 تقدم "مارادونا" لمنتخب بلاده باستخدام يده وليس قدمه، ولكن الحكم لم يلحظ هذا الأمر واحتسب الهدف، وبعد 3 دقائق فقط أخذ "مارادونا" أيضًا يراوغ لاعبي وسط ودفاع وحارس مرمى منتخب إنجلترا ويسكن الكرة في الشباك، إذ تجاوز 7 لاعبين لإحراز الهداف الأعظم في القرن الماضي، ويعزز تقدم الأرجنتين 2-0.
استطاع بعدها اللاعب الإنجليزي "غاري لينيكر" تقليص النتيجة في الدقيقة 81 لتصبح 2-1، لكن ذلك لم يكن كافيًا، وودعت إنجلترا البطولة وتأهل المنتخب الأرجنتيني بقيادة "مارادونا" للمباراة النهائية لملاقاة ألمانيا، والفوز بعدها بالبطولة الأعظم.
اقرأ أيضًا:اللاعب الأعلى أجرًا في كرة القدم.. فيمَ ينفق «مبابي» أمواله وما هي ممتلكاته؟
ليفربول ضد ميلان في (نهائي دوري أبطال أوروبا 2005)
لا يوجد متابع لكرة القدم يمكنه التوقع أن هناك أملاً في العودة لفريق مهزوم بنتيجة 3-0 في نهائي أقوى بطولة للأندية في العالم، ولكن ليفربول فعلها.
أُقيم النهائي في تركيا على ملعب أتاتورك بإسطنبول في الخامس والعشرين من مايو عام 2005 بين ليفربول الإنجليزي وميلان الإيطالي.
تقدم "باولو مالديني" في بداية اللقاء لميلان، وضاعف النتيجة "هرنان كريسبو" ثم أضاف أيضًا الهدف الثالث، لينتهي الشوط الأول من المباراة بتقدم ميلان بنتيجة 3-0، ويظن الجميع أن أمر النهائي قد حُسم للطليان.
لكن الكتيبة الإنجليزية نزلت إلى ملعب المباراة في الشوط الثاني بتركيز كبير ورغبة شديدة للعودة، وتمكنوا خلال 8 دقائق فقط من تعديل النتيجة، إذ افتتح "جيرارد" التسجيل في الدقيقة 54 للريدز، وعاد "سميتشر" ليحرز الهدف الثاني في الدقيقة 56، قبل أن يحرز "ألونسو" التعادل في الدقيقة 61 بعد أن أهدر ركلة الجزاء التي نفذها بشكل سيئ، ولكنه تابع الكرة المرتدة من الحارس البرازيلي "ديدا" وأسكنها الشباك، ليحقق ليفربول معجزة جديدة في نهائيات "الشامبيونزليغ" ويعود بعد التأخر بثلاثة أهداف إلى التعادل بنتيجة 3-3.
حُسمت المباراة عقب الأشواط الإضافية التي استمر فيها التعادل، ليلجأ الفريقان إلى ركلات الترجيح ويفوز بها ليفربول بنتيجة 3-2، ويحقق لقبه الخامس في تاريخه في بطولة دوري أبطال أوروبا.
البرازيل ضد ألمانيا (كأس العالم 2014)
كان الثامن من يوليو عام 2014 بمثابة كابوس، وأحد أصعب الأيام مرورًا على الشعب البرازيلي، والسبب مباراة كرة قدم أُقيمت على الأراضي البرازيلية في مدينة بيلو هوريزونتي، على ملعب مينيراو، ضمن مواجهات الدور قبل النهائي لكأس العالم 2014، الذي كان يحلم البرازيليون بعودته إلى أراضيهم والفوز به، بعد غياب دام قرابة 12 عامًا، ولم يعد متبقيًا على تحقيق الحلم سوى خطوتين فقط.
بدأت المباراة بتسيد كامل للمنتخب الألماني، ولم ينتظر سوى 11 دقيقة ليفتتح "مولر" التسجيل لـ"المانشافت"، ويستمر بعدها الاستحواذ والسيطرة من الألمان بعد التقدم دون ردة فعل من منتخب السامبا البرازيلي الذي دفع ثمن ذلك غاليًا، إذ أمطر لاعبو المنتخب الألماني الشباك البرازيلية بأربعة أهداف أخرى في خلال 7 دقائق فقط، بدأها المهاجم المخضرم "كلوزه" في الدقيقة 23، ثم أحرز "توني كروس" هدفين في الدقيقة 24 و26، وأحرز "سامي خضيرة" الهدف الخامس لفريقه في الدقيقة 29، لينتهي الشوط الأول من المباراة الأشبه بالحصة التدريبية للألمان بنتيجة 5-0، وسط حزن وانهيار للجمهور البرازيلي الحاضر في ملعب المباراة.
لم يختلف الشوط الثاني عن الأول كثيرًا، فلم يحرك المنتخب البرازيلي ساكنًا، وتلقي الهدف السادس والسابع في الدقيقتين 69 و79 عن طريق المهاجم الألماني البديل "أندريه شورله"، وفي الدقيقة الأخيرة من الوقت الأصلي من المباراة تمكنت البرازيل أخيرًا من هز شباك الحارس الألماني "مانويل نوير"، حين سجل هدف البرازيل الوحيد في المباراة اللاعب "أوسكار" لينتهي هذا الماراثون بنتيجة 7-1 لصالح المنتخب الألماني، وهي النتيجة التي لن تُمحى من ذاكرة أي متابع لكرة القدم، وستظل هذه المباراة إحدى أغرب المباريات التي لن تُنسى في تاريخ الساحرة المستديرة.