رئيس «باتيك فيليب» لـ «الرجل»: عائلتي صمدت حين غادر الآخرون
يرى تييري ستيرن رئيس علامة ساعات Patek Philippe السويسرية أن المكانة المرموقة التي تحظى بها صناعتهم للساعات عالميًّا، سببها أنهم لم يتوقفوا عن العمل قط، موضحًا أن هذا الأمر "لا يتذكره كثيرون".
ويروي في حواره مع رئيس تحرير مجلة الرجل، الذي تصدر عددها الجديد، قصة ثبات علامته وعائلته وإصرارهم على المضي والتغلب على التحديات، مضيفًا: "عندما ظهرت ساعات الكوارتز في سبعينيات القرن الماضي، توقفت كثير من العلامات عن العمل، وتخلصت من معداتها وعائلاتها، ورأوا أنه لا فائدة في تعليم الأولاد فنون هذه الصناعة، وهذا لأنهم رأوا أن ساعات الكوارتز أرخص وأدق، ما دفع كل العلامات الكبيرة إلى الخروج من السوق".
ويشرح تييري ستيرن أنهم بالمقابل اختاروا "الصمود والاستمرار"، يضيف: "حافظنا على المعلومات والتقاليد والأدوات ومخططات كل شيء، وهو أمر في غاية الأهمية، لا سيما الآن، كان هدفنا دائمًا هو صناعة أرقى الساعات في العالم، وهو أمر لا يتجزأ من أساس العلامة، ولم نحاول فعل أي شيء آخر، وظلت عقليتنا كما هي لسنين، وهي تقديم ساعات تحمل أفضل الحركات وتعد مثالاً للجمال والدقة والعراقة والابتكار".
وردًّا على سؤال "الرجل" عن أهم عوامل القوة داخل باتيك يقول ستيرن: "نحن لم نأت من صناعة مختلفة. إذا ألقينا نظرة على السوق سنجد أن هناك شركات لا تكتفي ببيع الساعات، بل تبيع معها سيارات ولوحات، لذا أغلبها لا يعرف حقيقة صناعة الساعات".
ويضيف: "أما نحن فكبرنا كعائلة داخل الصناعة، وندرك جيدًا صناعتها، وأنا أدرك جيدًا صناعة قرص الأرقام والأساور والحركات، والأمر نفسه بالنسبة إلى والدي ووالده ووالد والده".
ويرى أنَّ أغلب العلامات اليوم تمتلك متاجرها، وتركز على زيادة الإيرادات بدلاً من تصميم ساعات وحركات راقية. ويشتكون دائمًا "لا نعرف ماذا سنفعل؟ سنعيد تصميم منتجاتنا مرة أخرى"، وهو أمر غريب بالنسبة له، يقول "هناك كثير من الأفكار، أنا أعرف ماذا سأفعل حتى 2037، الأمر بسيط، لا بد أن تكون شغوفًا بعملك".
اقرأ أيضًا:طوكيو.. المكان المختار لمعرض Patek Philippe
أما كيف وصل بعلامته لكل هذه الشهرة، يوضح: "لا نحاول إقناع عدد أكبر من الناس بالشراء، بل نهدف إلى شرح لماذا نحن مختلفون. نود أن ندعو الجميع إلى جنيف، ولكننا لا نستطيع، لذا نحاول إحضار جنيف إلى زبائننا في جميع أنحاء العالم".
يكشف تييري ستيرن للرجل بأنه لا يصنع ساعة، إلا إذا كان سعيدًا، وعن أحب الساعات إلى قلبه يقول: "أنا فخور بجميع الساعات التي صنعتها، ولكن إن كنت مضطرًّا إلى اختيار ساعة بعينها، فسأختار الساعة الجميلة 5970، لأنني صنعتها في سن صغيرة حين طلب مني والدي تغيير تصميم 3970".
وعن توظيف الذكاء الاصطناعي في صناعتهم يرى ستيرن: "الأمر يبدو خطيرًا، ندرسه حتى لا يفوتنا شيء، ولكننا لا نخطط لاستخدامه في صناعة الساعات، فعلى سبيل المثال، يستطيع الذكاء الاصطناعي خلال 20 ثانية أن يقدم لك تصميمًا! ولكنه لا يستطيع ابتكار شيء جديد، لذا قررت أن الأداة ليست لنا".
مسيرة طويلة قطعها تييري ستيرن بعد تخرجه في كلية الأعمال بجنيف، أنهى الدراسة في مدرسة الفنون الجميلة في جنيف، ليبدأ موظفًا إداريًّا في Patek Philippe، ويتنقل في بلدان ومواقع عديدة حتى غدا متمرسًا وعلى دراية كاملة بالدور الذي كرس حياته للتدرب عليه، حاملاً شعلة عرش Patek Philippe، خلفًا لوالده، حيث ترأس رسميًّا العلامة منذ 2009.
آخر إصدارات "باتيك فيليب" للساعات، التي كشفت عنها في معرضها الكبير “Watch Art” في طوكيو- يونيو الفائت- تتابعون تفاصيلها الكاملة وحركاتها وابتكاراتها على منصات الرجل وفي نسختيها الرقمية والورقية.