دقيق وآمن.. كيف يعالج "الضوء النبضي المكثف" حب الشباب؟
حب الشباب من أكثر ما يؤرق الرجال، إذ يتسبب في تكون بثور عديدة على الوجه، وفي بعض المناطق بالجسم، ما يسبب مشكلة كبيرة.، خاصة أنه يشيع أكثر بين المراهقين وإن كان يُصيب الأشخاص من جميع الأعمار.
الأمر المزعج أن حب الشباب قد يتسبب في الإصابة بضائقة انفعالية، وظهور نَدَبات على الجلد حسب شدة كل حالة، وهنا يجب العلم أنه كلما بدأت العلاج مبكرًا، قل خطر إصابتك بمثل هذه المشكلات.
ويشنّ الضوء النبضي المكثف حربًا بلا هوادة على البكتيريا المُسبِّبة لحب الشباب، بل يقطع عنها إمداداتها من الزهم، وذلك بأطوالٍ موجية مُتباينة للطاقة الضوئية المُستخدَمة، إضافةً إلى قدرته على اختراق طبقات الجلد العميقة أسفل حب الشباب، وكلُّ ذلك في عددٍ مُعيَّن من الجلسات العلاجية، حسب شدّة حب الشباب الذي يُعانِيه المرء.
ما هو الضوء النبضي المكثف؟
وسيلة غير جراحية، وتُعرَف بالعلاج الضوئي للوجه؛ إذ يُطلِق الضوء النبضي المُكثَّف نبضات سريعة من الحزم الضوئية؛ إذ يستهدف البكتيريا المُسبِّبة لحب الشباب، ويقضي عليها.
الفرق بين الضوء النبضي المكثف والليزر
يُصدِر الضوء النبضي المُكثَّف حزمًا ضوئية ذات أطوال موجية مُتنوِّعة تتراوح بين 500 - 1200 نانومتر، بينما يُصدِر الليزر شعاعًا ضوئيًا ذا طولٍ موجيٍ واحد، ما يُؤدِّي إلى تركيز الليزر في بؤرةٍ بعينها.
أمَّا الضوء النبضي المُكثَّف، فلا يُركِّز على بقعةٍ بعينها من الجلد؛ لتباين أطواله الموجية، ومِنْ ثَمَّ فهو أكثر انتشارًا، ويُغطِّي مساحةً أكبر من الجلد، مقارنةً بالليزر.
كيف يُعالِج الضوء النبضي المُكثَّف حب الشباب؟
بإصدار ضوءٍ ذا أطوالٍ موجية مختلفة، يتمكَّن الضوء النبضي المكثف من اختراق الطبقات العميقة في الجلد، أسفل حب الشباب البارز على السطح، ثُمَّ يُؤدِّي المهام التالية:
1- القضاء على البكتيريا
ثمَّة نوعٌ مُعيَّن من البكتيريا، يُعرَف بالبروبيونيّة العُدِّيَّة، وبغض النظر عن الاسم، فهي المُحرِّك لظهور حب الشباب.
يخترق الضوء النبضي المُكثَّف الطبقات العميقة للبشرة؛ إذ تُمتص الطاقة الضوئية بوساطة البورفيرين "نوع من الأصباغ"، ما يُحفِّز تفاعلات حيوية، تُودِي بالبكتيريا النشطة في مسام الجلد، وتمنع تكوُّن مزيدٍ من حب الشباب.
2- تنظيم إنتاج الزهم
الزهم هو المادة الزيتية المُفرَزة طبيعيًا من خلال الغدد الدهنية؛ لترطيب وحماية البشرة، لكن قد يُؤدِّي نشاطها المُفرِط إلى تراكم الزهم، والتسبُّب في حب الشباب.
وعندما تُسلَّط نبضات قصيرة من الضوء المُكثَّف، فإنَّها تحصر الشعيرات الدموية المُغذِّية للغدد الدهنية، مَّا يُؤدِّي إلى تقليل إنتاج الزهم، والحد من حب الشباب؛ إذ إنه لا تستطيع البكتيريا التضاعف والانتشار دونه.
3- إزالة الشعر
يستهدف الضوء النبضي المُكثَّف كذلك الغدد الشَعْرية الزّهمية، فتمتص صبغات بصيلات الشعر هذه الطاقة الضوئية، مَّا يُؤدِّي إلى ارتفاع الحرارة، وتدمير بصيلة الشعر، ومِنْ ثَمَّ لا تنمو من جديد، ويُظنّ أنَّ تراجع كثافة الشعر، يعيق البكتيريا؛ إذ ليس بوسعها أن تتشبَّث بشيء.
4- تخفيف الالتهابات والاحمرار
قد يترك حبّ الشباب بقعًا حمراء، أو وردية اللون على الجلد، كما أنَّ العبث بحب الشباب، وفرقعته، يُحفِّز الالتهاب، ويُؤدِّي إلى اتسِّاع الأوعية الدموية.
هنا يأتي دور الضوء النبضي المُكثَّف؛ إذ تُمتص الطاقة الضوئية بوساطة الأوعية الدموية المُتسعة، مَّا يُخفِّف الاحمرار والالتهاب.
أيضًا باختراق الضوء النبضي المكثف لطبقات الجلد العميقة، فإنَّه يُحفِّز إنتاج الكولاغين، والذي يدعم التئام البشرة، ويُخفِّف من آثار حب الشباب.
اقرأ أيضًا: علاج حب الشباب بالضوء الأزرق.. بين الفوائد والأضرار
5- تفتيح بقع حب الشباب
قد يُؤدِّي التهاب البشرة إلى فرط تصبغها، وقد تصير هذه من علامات حب الشباب، كونها رد فعلٍ طبيعي خلال التئام البشرة، بإنتاج مزيدٍ من صبغة الميلانين، ويُساعد الضوء النبضي المكثف في تفتيح المناطق الداكنة من البشرة إثر حب الشباب.
الآثار الجانبية للضوء النبضي المكثف
مع فعَّالية الضوء النبضي المكثف لعلاج حب الشباب، لكنَّه لا يخلو من آثارٍ جانبيةٍ محتمَلة، فقد يشعر المرء خلال الجلسة العلاجية بألمٍ خفيف، أو حرقة، أو وخز، حسب نوع الجهاز المُستخدَم.
كذلك قد يُلاحِظ بعض الناس احمرارًا، أو كدمات في المنطقة المُعالَجة بوساطة الضوء النبضي المُكثَّف، وهذا قد يستمر ساعتين تقريبًا.
عدد جلسات الضوء النبضي المكثف لعلاج حب الشباب
يختلف عدد الجلسات المطلوبة لعلاج حب الشباب، حسب شدّته، وطبيعة البشرة، وغيرها من العوامل، لكن مُتوسِّط عدد الجلسات يتراوح بين 2 - 4 جلسات، يفصل بين كل واحدةٍ منها 4 - 6 أسابيع، وتستمر الجلسة الواحدة 30 - 60 دقيقة.
ما بعد جلسات الضوء النبضي المكثف
ينبغي تجنُّب التعرُّض لأشعة الشمس بعد علاج حب الشباب بالضوء النبضي المُكثَّف، خاصةً في أول 48 ساعة بعد الجلسة العلاجية، وتبدأ نتائج الجلسات العلاجية في الظهور تدريجيًّا بمرور الوقت.
مزايا علاج حب الشباب بالضوء النبضي المكثف
يتميَّز الضوء النبضي المُكثَّف دون غيره من الطرق العلاجية في التغلُّب على حب الشباب، بما يلي:
1- استهداف حب الشباب ذاته
بوسعك التأكُّد من أنَّ الضوء النبضي المُكثَّف يتعامل مع حب الشباب مباشرةً، لا مُجرَّد تغطية لبؤرة واسعة من سطح الجلد؛ إذ تخترق الأطوال الموجية طبقات الجلد العميقة أسفل حب الشباب، دون مساسٍ بسطح الجلد.
اقرأ أيضًا:أفضل جهاز لتنظيف البشرة بالبخار
2- علاج آمن
قد تُوصَف بعض الأدوية لحالات حب الشباب الشديدة، ولا تخلو هذه الأدوية من آثارٍ جانبية، قد تُلحِق ضررًا بصحة الجسم عمومًا، أمَّا الضوء النبضي المُكثَّف، فإنَّه يزيل حب الشباب من أعماق الجلد، دون أن يضر بالصحة، ومن غير أن يُتلِف الأنسجة.
3- لا يعقبه فترة نقاهة
لأنَّ الضوء النبضي المُكثَّف مُعتمِد على أطوالٍ موجية مُتنوِّعة، فلا يُوصَف بأنَّه مُؤلِم، وبخلاف بعض علاجات حب الشباب الموضعية الأخرى، لا يحتاج المرء إلى قضاء فترة نقاهةٍ بعد الجلسة العلاجية.
وفي حال تغيُّر الجلد إلى لونٍ أحمر، فيما يُشبِه حروق الشمس، فإنَّ ذلك لا يستمر أكثر من 4 - 6 ساعات.
هل نتائج الضوء النبضي المكثف دائمة؟
كلا، ليست دائمة؛ إذ قد يعود حب الشباب بعد شهورٍ أو سنواتٍ من جديد، لكنَّه يُوفِّر نتائج جيدة تستمر فترةً طويلة بلا شك.