لتحصل على ثوابها كاملاً.. تعرف على طريقة تقسيم الأضحية لمستحقيها
يقع بعض المسلمين في عيد الأضحى بأخطاء ربما تجعل الأضحية كأن لم تكن، أو تُقلل من الثواب المراد الحصول عليه من توزيعها على الفقراء، ويتعلق الأمر بعملية تقسيم الأضحية، في التالي نوضح لكم كيفية تقسيم الأضحية بالشكل الصحيح.
طريقة تقسيم الأضحية
يُجمع الفقهاء الأربعة على أن تقسيم لحم الأضحية يستحب أن يكون على ثلاث، الثلث للأكل أي لصاحب الأضحية، والثلث للإهداء للأقارب والأصدقاء، والثلث للصدقة للفقراء والمحتاجين والمساكين، فيما لا يجوز بيع أي جزء أو شيء من الأضحية سواء أكان لحمًا أو جلدًا.
الرسول صلى الله عليه وسلم، كان يتبع هذا الأسلوب أو الطريقة في تقسيمها، فإنك إذا كنت تبحث عن طريقة التقسيم في السنة، عليك أن تبتغي سبيل النبي في تقسيمها فكان صلى الله عليه وسلم يوزع ثلث لأهل بيته، وثلث لفقراء من جيرانه وثلث آخر كان يتصدق به.
وروي عن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان "يُطعم أهل بيته ثلثًا، ويُطعم فقراء جيرانه الثلث، ويتصدق على السؤال بالثلث".
اقرأ أيضًا: كيفية صلاة عيد الأضحى باختصار.. وهل يمكن أداؤها في المنزل؟
وعمّا يتم تقسيمه في الأضحى تحديدًا، فالمقصود بالتقسيم هو اللحم، لأنه المقصود الأعظم من الأضحية وليس العظام وغيرها، كونه هو الذي يعود نفعه على الفقراء والمساكين والمحتاجين، أما عن الأحشاء الخاصة بالأضحية من كبد وغيره فإنه يستحب تقسيمها أيضًا، وإن لم يُقسمها المُضحي فلا إثم عليه أو حرج، وأيضًا الرأس الخاصة بالأضحية لا تُقسم ولكنها تكون للمضحي، ولكن لا يجب أن يبيعها أو يعطيها للجزار كأجرة له على الأضحية.
أحاديث عن تقسيم الأضحية
أما عن الأحاديث التي وردت في هذا الشأن أبرزها حديث الرسول، والذي قال فيه صلى الله عليه وسلم: " مَنْ باع جِلْدَ أُضحيته، فلَا أُضحيةَ له".
ويُراد بذلك تعليم المسلمين أنه لا يجوز بيع الجلد أو اللحم أو شحم الأضحية، كما أنه لا يجوز للمضحي أن يعطي من ذبح الأضحية اللحم بدلًا عن أجرته، ولكنه أجاز له إعطاءه هدية من لحم الأضحية وليس على سبيل الأجر.
وكان الرسول، صلى الله عليه وسلم، يوزعها ثلثًا لأهل بيته، وثلثًا لفقراء جيرانه، وثلثًا يتصدق به، فروي عن ابن عباس أن النبي، صلى الله عليه وسلم، كان: “يطعم أهل بيته الثلث، ويطعم فقراء جيرانه الثلث، ويتصدق على السؤال بالثلث".
اقرأ أيضًا: شروط الأضحية.. مواصفاتها وطرق ذبحها وكيفية توزيعها
حكم تقسيم الأضحية
ورد عن دار الإفتاء المصرية، أنه للمضحي المتطوع أن يأكل من أضحيته أو الانتفاع بها لحمًا وأحشاءً وجلدًا أيضًا سواء كلها أو بعضها، ويجوز له أيضًا التصدق بها كلها أو بعضها، أو إهداؤها كلها أو بعضها، ولكن لا يجوز له إعطاء الجلد أُجرة للجزار الذي قام بذبح الأضحية.
وكشفت دار الإفتاء أنه لا يجوز بيع الأضحية، ولكن تُفضِّل أيضًا في حكمها أن تُقسَّم إلى ثلاثة أجزاء ثلث له ولأهل بيته، وثلث لأقرباء المضحي والثلث للفقراء.
وعن رد دار الإفتاء على سؤال ورد إليها بشأن ما هو حكم تقسيم الأضحية في الدين، مؤكدة أن هو ما ورد في السنة عن تقسيم خروف الاضحية أو ما تم التضحية به، أنها سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو ما رواه أحمد بن عباس رضي الله عنهما أن النبي قال: " ثَلاثٌ هُنَّ عَلَيَّ فَرَائِضُ، وَهُنَّ لَكُمْ تَطَوُّعٌ: الْوَتْرُ، وَالنَّحْرُ، وَصَلاةُ الضُّحَى)، ولأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ضَحَّى والخلفاءُ مِن بعده".
هل يجوز تقسيم ثمن الأضحية؟
لا يجوز للمسلم العاقل الذي تنطبق عليه شروط الأضحية أن يشترك في الشاة أو الماعز، كون الواحدة منها لا تجزئ إلا عن أضحية واحدة، ولكن يجوز الاشتراك في الأضحية إذا كانت الذبيحة من الإبل أو البقر، لأن السُبع منها يجزئ عن أضحية، فيمكن لسبعة أفراد مختلفين أن يتشاركوا في بدنة أو بقرة واحدة.
وذلك مصداقًا لما جاء عن جابر بن عبدالله قوله: " نَحَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ الْبَدَنَةَ عَنْ سَبْعَةٍ وَالْبَقَرَةَ عَنْ سَبْعَةٍ" أخرجه مسلم في صحيحه.
وعن موعد توزيع الأضحية فإنه يجوز توزيع لحوم الأضاحي على مدار السنة، بالرغم من أنه يُفضل بحسب الآراء الراجحة أن يتم التعجيل بتوزيع اللحوم، لما جاء في قول الله تعالى في كتابه العزيز في سورة البقرة في الآية رقم 148: " فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ"، ولكن إذا لم تفعل ذلك فهو جائز أيضًا في الأضحية.
اقرأ أيضًا: شروط المضحي في عيد الأضحى.. تعرف عليها
ما هو فضل الأضحية؟
بعد أن فرغنا من الحديث عن تقسيم الأضحية، يمكننا الآن الحديث عن فضل الأضحية كونه عظيمًا للغاية عند المولى عز وجل، ودلالة على ذلك ما جاء عن عائشة رضي الله عنها قالت إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مَا عَمِلَ ابْنُ آدَمَ يَوْمَ النَّحْرِ عمَلًا أحَبَّ إلى اللهِ - عزَّ وجلَّ - مِنْ هراقةِ دَمٍ، وإنَّهُ ليَأْتِي يَوْمَ القِيامَةِ بِقُرُونِها وأظْلافِها وأشْعارِها، وإنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِن اللهِ - عزَّ وجلَّ - بِمَكانٍ قَبْلَ أنْ يَقَعَ على الأرْضِ، فَطِيبُوا بِها نَفْسًا" رواه الترمذي وابن ماجة.
وعن غفران الذنوب مع الأضحية يقول أبو داود عن زيد بن أرقم إنهم قالوا: "يا رسول الله، ما هذه الأضاحي؟ فقال: سنة أبيكم إبراهيم، قالوا: ما لنا منها؟ قال: بكل شعرة حسنة، قالوا: يا رسول الله، فالصوف؟ قال: بكل شعرة من الصوف حسنة".
شروط الأضحية
هناك شروط واضحة يجب أن تكون في المضحي، أبرزها أن يكون عاقلًا، مسلمًا كتابيًّا وألا يذبح لغير اسم الله، وعند نحر الأضحية يجب حد الشفرة، وإمرار السكين بقوة وتحامل ذهابًا وعودة، وفي الوقت ذاته استقبال القبلة للجزار، وتوجيه الأضحية إليها، وذلك في الهدي والأضحية سواء.