الضوء النبضي المكثف.. كيف يعالج جفاف العين؟
بيَّنت الدراسات أنَّ للضوء النبضي المكثف قدرة مُميّزة في علاج جفاف العين بنسبة نجاحٍ بلغت 93%، فقد ازدادت مُعدَّلات الإصابة بجفاف العين إثر تسمُّرنا أمام الشاشات ساعات طوالاً دون أن يرف لنا جفن، ما يجعل العين عُرضةً للهواء وتبخُّر الدموع، ومِنْ ثَمَّ الجفاف، فكيف يقضي الضوء النبضي المكثف على هذه الظاهرة؟
أسباب جفاف العين
تجف العين نتيجة ضعف إنتاج الدموع، أو زيادة مُعدَّل تبخُّرها، وقد يكون ذلك لأي من الأسباب الآتية:
● قضاء ساعات طويلة أمام الشاشات.
● نقص فيتامين أ.
● الحساسية المزمنة.
● ارتداء العدسات اللاصقة.
● جراحة الليزك.
● الجفاف.
● عدم الرمش بما يكفي، خاصةً مع التحديق المستمر في الشاشات الإلكترونية.
● بعض أمراض المناعة الذاتية، مثل: مرض الذئبة، أو التهاب المفاصل الروماتويدي.
● تناول بعض الأدوية، مثل: مضادات الاكتئاب، أو أدوية الحساسية.
ما هو الضوء النبضي المكثف؟
استخدام نبضات خفيفة من الضوء، تستهدف البشرة حول العين، إذ يتغلَّب الضوء على التراكم الزيتي أو الحطام الخلوي، الذي قد يسد غدد الجفن المُفرِزة للزيت المُغذِّي للدموع، ما يُؤدِّي إلى حماية العين من الجفاف .
كيف يُعالج جفاف العين؟
يُمثِّل الخلل الوظيفي في الغدة الميبوميَّة (غدد الجفن) ما يقرب من 86% من حالات جفاف العين، وقد ساعد الضوء النبضي المكثف على التغلُّب على خلل الغدة الميبومية؛ إذ يُخفِّف التهاب الجفن المُتسبِّب في انسداد هذه الغدة.
وقد أظهرت دراسةٌ دامت ثلاث سنوات أنَّ 93% ممن عالجوا جفاف العين بالضوء النبضي المكثف كانوا راضين تمامًا بمدى التحسُّن في صحة العين بعد عدّة جلساتٍ من العلاج.
كيف تستعد قبل علاج جفاف العين بالضوء النبضي المكثف؟
للحصول على أفضل نتيجةٍ ممكنة من الضوء النبضي المكثف للعين، ينبغي اتِّباع نصائح الطبيب قبل الإجراء، والتي قد تضمّ ما يلي:
● عدم التعرُّض لأشعة الشمس كثيرًا.
● تجنُّب نزول حمامات السباحة خاصةً إذا عُولجت المياه بالكلور.
● إخبار الطبيب بأيّ دواءٍ تتناوله، وتجنُّب تناول بعض الأدوية، مثل: ايبوبروفين، أو أسبرين قبل الجلسة العلاجية بنحو أسبوع.
طريقة العلاج باستخدام الضوء النبضي المكثف
يجري علاج جفاف العين بوساطة الضوء النبضي المكثف على النحو التالي:
● يُغطِّي الطبيب عين المريض بنظارات واقية.
● يُدلِّك الطبيب المنطقة المُراد استخدام الضوء النبضي المُكثَّف عليها بهلام مخدر، وذلك بعد التأكُّد من حماية العين بالنظارات الواقية.
● يُوضَع الجهاز فوق الجفون؛ إذ يُستخدَم الضوء المُنبعِث منه في إذابة التراكم الحاجب للغدد الزيتية.
● يُؤدِّي ذلك إلى فتح الغدد الميبومية المسدودة، ومِنْ ثَمَّ تستأنف الإفراز الزيتي الطبيعي في العين لتكوين الدموع، وتفادي الجفاف.
متى تظهر النتائج؟
تختفي أعراض جفاف العين سريعًا بعد جلسةٍ واحدة أو جلستين من العلاج بالضوء النبضي المكثف، وغالبًا ما يُوصِي الأطباء بالحصول على 4 جلسات للحصول على أفضل النتائج، كما قد تتطلَّب حالات جفاف العين الشديدة مزيدًا من الجلسات العلاجية.
النتيجة الحاصلة من العلاج بالضوء النبضي المكثف أفضل من الطرق العلاجية الأخرى، لكنَّها مُؤقَّتة، وقد يحتاج المرء إلى إعادة استئناف العلاج بوساطته مُجددًا في غضون 9 أشهر.
اقرأ أيضًا: لن تقلق من استعمال الشاشات بعد اليوم.. نظام غذائي للوقاية من جفاف العين
تعليمات بعد العلاج
حفاظًا على نتائج العلاج، واستمرارًا لترطيب العين وتفادي جفافها، يُنصَح بما يلي بعد جلسات الضوء النبضي المكثف:
● عدم التعرض كثيرًا لأشعة الشمس؛ لتقليل فرص الإصابة بالبقع الداكنة في المنطقة المُعالَجة.
● وضع واقي الشمس في المنطقة المُعالَجة.
● تجنُّب الحمامات الساخنة، والساونا، وذلك لمُدّة أسبوع؛ إذ قد تُؤثِّر الرطوبة سلبيًّا على نتائج العلاج.
الآثار الجانبية للضوء النبضي المُكثَّف
لا يخلو شيءٌ من نقصٍ ما وإِنْ كان بدرجة ضئيلة، والآثار الجانبية للضوء النبضي المكثف محدودة ومؤقتة إن ظهرت، ولا تخرج عمَّا يلي:
● الشعور بعدم الراحة حول العين.
● احمرار البشرة حول العين.
● الإحساس بوخز.
● إفراز مخاطي خفيف.
● التهاب طفيف.
● تفتيح الجلد لذوي البشرة الداكنة.
كما هو واضح، فهذه الآثار الجانبية خفيفة، كما أنَّها نادرة، لكن إِنْ استمرَّت وصارت مزعجة، فلا بُدّ من استشارة الطبيب.
اقرأ أيضًا: لماذا تصاب باحمرار العين المفاجئ؟
هل هو مناسب للجميع؟
ليس كلُّ مُصابٍ بجفاف العين مُؤهَّلاً للعلاج بالضوء النبضي المكثف، فثمَّة موانع تحول دون استخدامه، مثل:
الحصول على حقن الكولاجين.
● تناول الأدوية التي تزيد من الحساسية للضوء، أو غيرها، مثل: فيتامين أ، إيبوبروفين، أسبرين، دوكسيسيكلين؛ إذ تُؤثِّر على أهلية الخضوع لذلك العلاج.
● المعاناة من بعض الأمراض، مثل: جفاف الجلد، أو مرض الذئبة.
● وجود وحمات أو ندبات الجدرة، أو وشم حول الجفن.
● ينبغي أن يُستخدَم الضوء النبضي المكثف بتحفُّظٍ لذوي البشرة الداكنة جدًا؛ لأنَّ البشرة الداكنة تمتص قدرًا أكبر من الضوء.
هل الضوء النبضي المُكثّف مماثل لليزر؟
يعتمد الضوء النبضي المكثف على أطوالٍ موجية أوسع نطاقًا بعكس الليزر الذي يستخدم أطوالًا موجية أضيق، وأكثر تحديدًا، ما يجعل الضوء النبضي المكثف آمنًا مقارنةً بالليزر.
نصائح للوقاية من جفاف العين
ختامًا، فإنَّ جفاف العين غالبًا ما ينجم عن عاداتٍ معيشية سلبية، ومِنْ ثَمَّ يُفضَّل اتِّباع النصائح الآتية لتجنُّب جفاف العين:
● النظر بعيدًا عن الشاشة كل 20 دقيقة على الأقل حال الجلوس أمامها فترة طويلة.
● استخدام قطرات الدموع الصناعية.
● شرب 8 - 10 أكواب من الماء يوميًّا؛ للوقاية من الجفاف.
● الرمش بين الفينة والأخرى؛ إذ يسمح ذلك بتوزيع الدموع في العين.
● تناول أدوية الحساسية إن كان جفاف العين ناجمًا عنها.
● عدم تسليط المراوح على الوجه مباشرةً.
● ارتداء نظارات عند الخروج من المنزل؛ للوقاية من الرياح المُتسبِّبة في جفاف العين.