كيف حولت سنغافورة جزيرة سنتوسا ملاذ القراصنة إلى واجهة فاخرة؟
تشتهر جزيرة سنتوسا بأنها ضمن أجمل الأماكن السياحية في سنغافورة وتحظى بشعبية كبيرة في قارة آسيا، إذ إنها مثالية لعُشاق الهدوء والجمال، وكذلك المغامرات الشيقة، بالرغم من صغر مساحتها.
وتحرص الحكومة السنغافورية على تطوير الجزيرة باستمرار حتى باتت موطنًا لمنتجعات راقية، وحدائق ترفيهية، وملاعب الجولف، وشواطئ سياحية رائعة، بالإضافة إلى أجمل المناظر الطبيعية، والمتاحف السياحية المتعددة، فكيف كانت سابقًا؟.
التاريخ المظلم لجزيرة سنتوسا
كانت جزيرة سنتوسا في الماضي، ملاذًا سابقًا للقراصنة ومعسكرًا لأسرى الحرب وعمليات الإعدام الجماعية خلال الحرب العالمية الثانية، وكادت أن تصبح مصفاة نفط قبل أن تقرر الحكومة السنغافورية تحويلها إلى وجهة سياحية فاخرة مشهورة بغاباتها المورقة وشواطئها وفنادقها ومدنها الترفيهية وملاعبها للجولف.
كانت تُعرف الجزيرة سابقًا باسم "بولاو بلاكانج ماتي"، والتي تُترجم إلى "الجزيرة التي يكمن وراءها الموت"، وفي القرن التاسع عشر، كانت مكانًا معتادًا لاختباء القراصنة، ويعتقد بعض الخبراء أن اسمها يشير إلى منطقة دفنوا فيها موتاهم.
أقرأ أيضًا:جزيرة «ساموثريس» اليونانية.. مغامرة فريدة تستحق الزيارة
وحول هذه الفترة، تم القضاء أيضًا على عدد سكان الجزيرة الصغير بسبب ما كان يُعتقد أنه مرض الملاريا، وفي أواخر القرن التاسع عشر، بينما كانت سنغافورة تحت السيطرة البريطانية، بنت قواتها خمسة حصون ساحلية في جميع أنحاء الجزيرة، بما في ذلك حصن سيلوسو على قمة تل.
وفي العام 1942، حاربوا اليابانيين من هذه الحصون، وعندما خسر البريطانيون، حول اليابانيون الحصن إلى معسكر لأسرى الحرب للجنود الأستراليين والبريطانيين، كما قتل اليابانيون آلاف الرجال الصينيين في عمليات إعدام جماعية على أحد شواطئ سنتوسا، والذي تم تحويله لاحقًا إلى ملعب غولف سيرابونج.
وفي العام 1965، حصلت سنغافورة على الاستقلال، وفي أواخر الستينيات، وافقت حكومتها الجديدة على السماح ببناء مصفاة لتكرير النفط في الجزيرة، وكانت الخطة هي توسيعها إلى مزرعة صهاريج للبتروكيماويات، إلا أن بعض الناس عارضوا فكرة تحويل الجزيرة الخضراء إلى مصفاة، وفي العام 1967، تم إقناع السلطات بأن الجزيرة بحاجة إلى أن تظل "رئة خضراء" وأنه يمكن تحويلها إلى وجهة سياحية.
وفي العام 1995، كشفت الجزيرة النقاب عن أكبر تمثال في سنغافورة، وهو حارس أسطوري للمدينة نصف سمكة ونصف أسد ويبلغ ارتفاعها 121 قدمًا وتكلف بناؤها 8 ملايين دولار.
وفي العام 2002، استثمرت الحكومة السنغافورية 3 مليارات دولار في الجزيرة لتجديدها، بما في ذلك استثمار 20 مليون دولار لتحديث شاطئ بالاوان وتجديد فورت سيلوسو.
سنتوسا تصل إلى ذروة تطورها
في العام 2010، وصلت سنتوسا إلى ذروة تطورها عندما افتتحت منتجعات سنتوسا العالمية، وكانت كبيرة لدرجة أنها أُقيمت على حوالي سبعة هكتارات من الساحل المائي.
ومن عام 2010 إلى عام 2011، ارتفع عدد زوار سنتوسا من 7.8 مليون إلى 19.1 مليون، واستمرت أعداد الزائرين في النمو سنويًا بنسبة 20% تقريبًا حتى انتشار وباء كورونا 2020.
وبالنسبة للمستقبل، تخطط الحكومة لربط سنتوسا بجزيرة قريبة تسمى بالاو براني لإنشاء وجهة سياحية أكثر إثارة للإعجاب على مدار العشرين عامًا القادمة.