لماذا يؤمن جوارديولا بأن العنصرية لن تنتهي في إسبانيا؟ الإجابة: فينيسيوس!
لقد انقلب العالم رأسا على عقب منذ يوم الأحد الماضي، بعد ما حدث في ملعب الميستايا معقل نادي فالنسيا تجاه فينيسيوس جونيور نجم ريال مدريد، هناك عديد من الجوانب التي جرى تناولها حيال هذا الأمر.
لكن ما تصاعد الحديث عنه حتى بشكل رسمي في الآونة الأخيرة، هو عدم جاهزية اللوائح في إسبانيا تحديدًا لمجابهة العنصرية بالشكل الذي يمنع وجودها تمامًا في ملاعبها.
ربما لهذا وأشياء أخرى قال بيب جوارديولا مدرب مانشستر سيتي إنه "غير متفائل بالقضاء السريع على العنصرية في إسبانيا".. لأنه شاهد من قبل لاعبيه صامويل إيتو وداني ألفيش وهما يتعرضان لوابل من الهتافات العنصرية في إسبانيا.
بخلاف ذلك، فاللوائح الحاكمة لكرة القدم في إسبانيا أثبتت عوارًا كبيرًا في هذا الملف، الأمر الذي استدعى اعتراف رابطة الدوري الإسباني بأنها "محدودة الصلاحيات" لمواجهة هذه الظاهرة، بل طلب رئيس الرابطة خافيير تيباس من السلطات مزيدًا من الصلاحيات لليجا لحسم هذا الملف.
اقرأ أيضًا: فينسيوس يفتح جراح تاريخ من "العنصرية" في الملاعب الإسبانية
ماذا حدث بعد إهانة فينيسيوس؟
بعد أن تعرض فينيسيوس للإهانة بألفاظ عنصرية كان من أبرزها "قرد".. أوقف حكم المباراة ريكاردو دي بيرجوس بينجوتيسيا المباراة، نظرًا لأن اللوائح تقضي بأنه في حالة السباب العنصري، يجب على الحكم إيقاف المباراة فورًا.
هنا يتضح الدليل الأول على أن الإهانة كانت عنصرية، ولعل هذا ما استند إليه كارلو أنشيلوتي حين بادر الصحفي الذي قال له إن اللفظ الذي توجه به قطاع من جمهور فالنسيا لفينيسيوس كان "أحمق" ولم يكن "قرد" فقال الإيطالي له: "اسأل الحكم إذن لمَ أوقف المباراة"؟!
منذ إيقاف الحكم للمباراة، يبدأ دور المراقب الخاص بالمباراة من قبل رابطة الدوري الإسباني، ومسؤول الأمن الداخلي في الملعب المعيّن من قبل السلطة الإقليمية. وفي هذه الحالة سلطة إقليم "جاليتشيا" المكون من 17 مدينة تتمتع بالحكم الذاتي، ولكنها ملتصقة بالقانون الإسباني بشكل عام.
إذن فقد أوقف الحكم المباراة لأنه سمع هتافًا عنصريًا، ثم بدأت موجة من الأحداث تتصاعد في الملعب وانتهت بطرد فينيسيوس نفسه.
ماذا تقول اللوائح؟
اللوائح تقضي بأن يكون هناك تقرير واضح من المراقب بشأن الألفاظ الصادرة في الملعب، ويكون مسؤول الرابطة بالاتفاق مع الاتحاد الإسباني لكرة القدم معنيين بـ"عقوبة رياضية" حيال الأمر.
يتحول الأمر إلى المحاكم الجنائية حال ثبوت أن التهمة متعلقة بـ"جريمة كراهية" محتملة، وهو ما تحقق في قضية فينيسيوس.
اقرأ أيضًا: فينيسيوس جونيور يثير ضجة بسبب شعار ريال مدريد (فيديو)
العقوبة الرياضية الأولية التي صدرت على فالنسيا هي الغرامة المالية التي قدرت بـ 45 ألف يورو، وإغلاق مدرج "ماريو كيمبيس" في ملعب ميستايا لـ 5 مباريات، وإسقاط عقوبة الطرد عن فينيسيوس.
لكن هذه العقوبة قابلة للطعن أيضًا، استئناف فالنسيا خفضها بالفعل من 5 مباريات إلى 3 فيما يتعلق بإغلاق المدرج، وقلص الغرامة لتصل إلى 27 ألف يورو.
فالنسيا ماضٍ أيضًا في الاستئناف على العقوبة الثانية، ولديه ما يجعل ذلك ممكنًا، بل يستطيع التصعيد إلى المحكمة الرياضية الدولية.
لماذا تتعطل العقوبات؟
ليس هذا فحسب سياق تعطيل صدور عقوبة رادعة من قبل السلطات المختصة، لأن هناك تقريرًا من المسؤول الأمني للملعب له دور كبير في اعتماد كون السلوك "جريمة كراهية" ومن ثم يتم ترقية درجة العقوبة.
أيضًا لا بُدَّ من إثبات أن من قامت الشرطة باعتقالهم قد صدرت منهم هذه الألفاظ "صوتًا وصورة" وهو ما يعتمد على تفريغات الفيديو، التي تعد مسؤولية تقرير المراقب ومسؤول الأمن، ولا بُدَّ أن يعتمدها نادي فالنسيا نفسه بصفته صاحب الملعب وحقوق التصوير تعود إليه مع رابطة الليجا، مع عدم الاكتراث لأن هذه هي المرة "العاشرة" التي يتعرض بها فينيسيوس جونيور لهتافات من هذا النوع على ملاعب إسبانيا هذا الموسم فقط، بل يحتاج الأمر في كل مرة إلى كل تلك الإثباتات!
اقرأ أيضًا: رئيس وكلاء كرة القدم الإسبان يصف «فينيسيوس جونيور» بالقرد الراقص
هذا السياق الطويل لعقوبة صادرة بحق جريمة عنصرية في الدوري الإسباني، بالتأكيد لا يكفي لردع مرتكب الجريمة، وفي حالة فينيسيوس على سبيل المثال التي انقلبت فيها الدنيا رأسًا على عقب من أجل دعم البرازيلي، لم تصدر عقوبة رادعة إلى الآن، بل وصل الأمر إلى عدم اكتراث رابطة الليجا عبر رئيسها في بداية الأمر وإلقاء اللوم على فينيسيوس نفسه، والأهم قدرة فالنسيا الطرف المرتكب للعنصرية أمام القانون بفعل جماهيره على تخفيض العقوبة الرياضية بعد أيام قليلة.
لهذا يمكننا أن نفهم لماذا طلبت رابطة الدوري الإسباني صلاحيات أكبر في مواجهة العنصرية، ولهذا يمكننا أن نفهم لماذا لا يبدو بيب جوارديولا متفائلًا حيال انقشاع غمة العنصرية عن بلاده!