الطاعون ...أيعود بأعراض جديدة؟!
ألمانيا: "الرجل"
حذّر عالم في اللايات المتحدة الاميركية من امكان عودة البكتيريا المسؤولة عن مرض الطاعون بحلة متجددة. إذ يبدو أن بكتريا (يرسينيا بيستيس) المسؤولة عن نشر وباء الطاعون في القرون الفائتة، قد شهدت تغييرات جينية أكسبتها قوة أكبر.
للتذكير فقط ان هذه البكتيريا قضت على اكثر من مليوني شخص ونشرت أوبئة مروعة إبان القرنين السادس عشر والرابع عشر. تسببت بوباءين شرسين في التاريخ: الأول هو طاعون جوستينيان في القرن السادس إبان حكم الامبراطور البيزنطي جوستين الذي أصيب بالمرض لكنه شفي منه والثاني هو طاعون (الموت الاسود). وتتسبب البراغيث والفئران في نقل جرثومة المرض الى البشر.
غير ان هذه الجرثومة لم تكن دوما بهذا القدر من الخطورة، لكن العلماء أعلنوا أمس ان تغييرات جينية طفيفة جرت قبل قرون عدة، فحولتها من كائن دقيق متوسط الخطورة الى كائن فتاك.
وكان الباحثون قد اجروا تجارب على الفئران والجرذان لرصد التغيرات الجينية الفتاكة التي طرأت على هذه البكتريا. واستخلصوا سلالة قديمة من البكتريا لا تزال موجودة إنما تم عزلها من احدى قوارض منطقة آسيا، لكنهم أدخلوها في جين يتسبب في إذابة جلطات الدم. المفاجأة ان هذه العملية أكسبت البكتيريا قوة فتك جبارة تسببت في إصابة رئوية قاتلة.
أدت اضافة هذا الجين على مر العصور الى تحويل بكتريا (يرسينيا بيستيس) من كائن مسبب للامراض منها عدوى بسيطة في المعدة والأمعاء الى نوع قاتل يسبب مرضا تنفسيا وبائيا شرسا يسمى الالتهاب الرئوي الطاعوني.
تعليقا على هذا الموضوع، قال عالم الميكروبيولوجيا في كلية طب شيكاغو في جامعة فاينبرغ وندام لاثيم وهو أشرف على البحث الذي أوردته دورية "نيتشر كومينيكيشنز": "تشير التقديرات الى ان طاعون جوستينيان أباد بين 25 مليون شخص و50 مليونا فيما أهلك طاعون (الموت الاسود) 150 مليونا على الاقل".
وأضاف: "تركت بكتيريا (يرسينيا بيستيس) بصماتها الواضحة على مسيرة الحضارة الانسانية".
وقال: "من الصعب ان نعرف بشكل دقيق متى أضافت هذه البكتريا جين الطاعون الفتاك لكن من المرجح ان يكون ذلك قد حدث منذ أكثر من 1500 عام على الأقل" مما يعني انه ربما يكون قد جرى قبل استفحال طاعون جوستينيان في القرن السادس الميلادي.
وحذر من "انه يجب ان نضع في الحسبان إمكان انتشار مرض جديد. نحن ندرس البكتيريا الأخرى المسببة للأمراض. الأمر لا يتطلب سوى حدوث تغير بسيط ثم قد نفاجأ على حين غرة بجائحة عالمية جديدة من نوع ما".