ماذا تعرف عن قاعدة الـ9.6 دقيقة التي يتبعها أغلب القادة؟
لعل التشتت وفقدان القدرة على التركيز من أبرز الأسباب التي تضيّع على كثيرين عديد الفرص التي يمكنهم استغلالها والبناء عليها من أجل البدء والانطلاق نحو مستقبل أكثر إشراقًا على صعيد العمل والإنجاز.
وبالنظر للواقع من حولنا، سنكتشف أن كل شيء يتحرك في محيطنا بسرعة، سواء كان ذلك في حياتنا العادية أو حتى على السوشال ميديا، وهو ما نلاحظه حتى في إيقاعات الفيديوهات التي نطالعها على اليوتيوب أو التيك توك، أو مقاطع "الريلز" فكلها صارت قصيرة، مقتضبة وسريعة، وكذلك الكتب صارت ملخصات، وتحولت الرسائل الورقية إلى تغريدات.
ولعل السؤال الذي يطرح نفسه الآن: ماذا عن فن إتقان العادات الصغيرة؟ وكيف لذلك أن يكون سببًا في تغيير حياتك وتطور أعمالك طبقا لقاعدة الـ9.6 دقيقة يوميًّا، لضمان إدارة الوقت كما ينبغي؟
ماذا تعني قاعدة الـ 9.6؟
في أوقات التشتت، عادة ما تكون هناك فرصة لتكوين شيء أو إعادة تجميعه، ليصير أكثر تماسكًا، وتكون تلك هي البداية لبناء حالة أو شخصية مستقرة.
والحقيقة أن "عملية التفكك أو التشتت" تقترن دومًا بوجود فرصة لإعادة تجميع الأجزاء المختلفة ليصير كل جزء أكثر تماسكًا.
وبدأت تبرز مؤخرًا فكرة أو قاعدة تعرف بقاعدة الـ 9.6 التي يمكن أن يبني عليها الإنسان يومه ويعزز من خلالها قدراته على تنظيم وقته وتطوير ذاته.
والمقصود بتلك القاعدة هو أن يخصص الإنسان 1% من ساعات استيقاظه المقدرة يوميًّا بحوالي 16 ساعة -أي 9.6 دقيقة فقط- لاكتساب عادات جيدة والتخلص من العادات السيئة.
اقرأ أيضًا: خطة تطوير الذات.. 4 طرق مجربة ومبتكرة توصلك لهدفك بسهولة
في كتاب العادات الذرية، يوضح المؤلف "جيمس كلير"، أن ممارسة العادات الإيجابية الصغيرة تحظى بنتيجة سحرية وتغيير مستدام، ويتفق معه البروفيسور "بي جي فوغ" في كتابه Tiny Habits حول أهمية أن يحدد الفرد ما الذي يريد الوصول إليه، ومن ثم تفكيك هويته التي يتطلع لها إلى عادات صغيرة، يكون بمقدوره اكتسابها تدريجيًا.
ولك أن تعلم، أن هذا التغيير يخلق اختلالًا في التوازن، سواء كنت تريد تغيير نفسك أو مؤسستك، لأنك ستواجه مقاومة، إذ إن هذا التغيير عادةً يثير انزعاج الحالة المستقرة، لكنه يؤدي في النهاية إلى نتيجة إيجابية.
ولو أنك تساءلت يومًا عن فشل معظم القرارات والأنظمة التي تضعها في بداية كل عام، ومنها على سبيل المثال استمرار عدم استخدام عضوية الجيم، فالإجابة تكمن بكل بساطة في "الميل إلى تجنب الانزعاج والحفاظ على الاستقرار القائم".
من خلال تنشيط العادات الصغيرة، يمكنك تجاوز مقاومة التغيير بسلاسة، فمثلاً لو تود الحفاظ على لياقتك، فإنه وبدلًا من الجري لمدة نصف ساعة، يمكنك ارتداء حذاء الجري في البداية، ومن ثم أخذ الخطوة التالية، وحينها سيمكنك التقدم للمستوى التالي.
أوضح جيمس كلير في كتابه أيضًا، أن بمقدور الشخص أن يتحول ويصير أفضل بنسبة 1% كل يوم، وهو ما يمكن أن يتحقق بتخصيص تلك النسبة للتخلص من العادات السيئة واكتساب عادات جيدة، ونسبة الـ1% من 16 ساعة استيقاظ يوميًا تقدر بحوالي 9.6 دقيقة.
وهو ما يعني أن بمقدورك تخصيص 9.6 دقيقة لكي تضمن تقدمك في كل يوم من أيام حياتك، إذ لا يوجد ما هو أسهل من التفرغ تلك المدة يوميًّا، من أجل ذاتك وتطويرها.
عادات يمكنك فعلها وفق قاعدة الـ 9.6 دقيقة
نقدم لك فيما يلي مجموعة أفكار تضمن لك تحسين حياتك وفق قاعدة الـ9.6 دقيقة، التي يمكنك تنفيذها بشكل يومي.
- ممارسة تمارين الإطالة لمدة دقيقتين فقط بعد الاستيقاظ.
- ممارسة تمرين التنفس لمدة دقيقتين من أجل الهدوء والاسترخاء.
- تخصيص دقيقة واحدة للتفكير في 3 أمور سارت معك بشكل جيد خلال اليوم، وهو ما يعرف بممارسة الامتنان.
- ممارسة تمارين تسريع ضربات القلب كالقفز أو استخدام الحبل.
- أخذ استراحة صغيرة في فترة ما قبل الظهر لمدة 3 دقائق، لو كان بمقدورك الخروج من المكان الذي أنت فيه، لأن ذلك سيكون أفضل.
- مشاهدة 36 مقطع فيديو على تيك توك، بحيث لا يتخطى الأمر الوقت المسموح به.
اقرأ أيضًا: ما هو الوعي الذاتي وكيف يمكنك تحسينه؟
لك أن تعلم أن لديك الفرصة مرة أخرى لتعيد بناء حياتك من الألف إلى الياء، بالاعتماد على العادات الدقيقة المتأصلة في يومك، فيمكنك زيادة العادات التي تجدها أكثر تأثيرًا على حياتك لتصبح شخصًا هادئًا، ممتنًا، جيدًا وإيجابيًّا.
يمكنك تطبيق تلك الممارسات مع فريقك في العمل، بأخذ الفواصل اليومية القصيرة في وقت واحد، واعتماد الاجتماعات لفترة أطول.
كذلك يمكنك أن تعمل على تحديد هويتك التي تريد أن تكون عليها، مع اعتمادك العادات الدقيقة التي قد تجعلك شخصًا مالكًا لتلك الهوية.
كما يُنصح بتكوين واعتماد شبكة من العادات الإيجابية مع مرور الوقت، مع العمل على تحسينها بغية توفير مساحة من الطاقة والحرية، بدلاً من الفوضى والتشتت.