ملوثات البشر في كل مكان.. اكتشاف مُركّب ضار بأعمق بقاع الأرض
توصل باحثون إلى وجود ملوثات من صنع الإنسان داخل "خندق أتاكما"، أحد أعمق الأماكن بالكرة الأرضية، بنحو 8 آلاف متر تحت سطح المحيط الهادي.
إذ اكتشف العلماء وجود مركبات "ثنائي الفينيل متعدد الكلور" داخل الكهف، ما يؤكد أنه لا يوجد مكان على الأرض يخلو من التلوث، وفقًا لموقع "ساينس إليرت" العلمي.
الفينيل متعدد الكلور بين الانتشار والمنع
أُنتجت مركبات الفينيل متعدد الكلور بكميات كبيرة في الفترة بين ثلاثينيات إلى سبعينيات القرن الماضي، وبشكل أكبر في نصف الكرة الأرضية الشمالي، في المعدات الكهربائية والدهانات والمبردات والعديد من المنتجات الأخرى.
لكن في منتصف السبعينيات، واجهت تلك المركبات حظرًا عالميًّا، نظرًا لضررها بالحياة البحرية على كوكب الأرض، وحاجتها إلى عقودٍ للتحلل.
ويمكن لتلك المركبات السفر لمسافات طويلة، وتستمر في الدوران عبر تيارات المحيطات والرياح والأنهار.
اقرأ أيضا: "فقدت 7 % من مساحتها".. مخاطر تغيُّر المناخ تُهدد أقدم بحيرة في أوروبا
جمع الباحثون الرواسب من 5 مواقع على أعماق مختلفة داخل خندق "أتاكاما"، الذي يتبع ساحل أمريكا الجنوبية، وظهرت فيها مركبات ثنائي الفينيل متعدد الكلور.
الكربون العضوي بخندق أتاكما
كما عثر الباحثون كذلك على الكربون العضوي في أعمق المواقع داخل الخندق، لكن دراسة أجراها العلماء أكدت أن الكربون العضوي، يتحلل في الوحل بسهولة أكبر من مركبات ثنائي الفينيل متعدد الكلور، التي يمكنها البقاء والتراكم في الخندق لسنوات طويلة.
وتكونت تلك المركبات في قاع الخندق، نتيجة لموت العوالق التي تحملها في خلاياها، وتغرق في القاع حاملة معها المركب الذي لا يذوب جيدًا في الماء، ويتراكم في قاع المحيط.