غوردان موراي.. رواية الشغف بالقيادة ومتعتها
كان التركيز على تحقيق الكمال في القيادة من خلال توليفة هندسية مميزة، كتلك التي توفرت على متن ماكلارين أف 1، دائمًا الهدف الأساسي الذي يسعى اليه غوردان موراي، وبالتالي فإنّ الشركة التي تحمل اسمه اليوم تعتمد نفس المبدأ، إلا أنّ القصة لم تبدأ هنا، ولا عند إطلاق طراز أف 1 من ماكلارين خلال العام 1992، بل على حلبات السباق.
فغوردان موراي، الذي نتحدث اليوم عن الشركة التي أسسسها، زاع صيته من خلال ابتكاره لبرابهام بي تي 46 بي التي تُعرف بالاسم الحركي "السيارة المروحة" والتي شاركت في سباق واحد من سباقات الـ فورمولا 1 خلال موسم 1978، وتحديدًا سباق الجائزة الكبرى السويدي.
إذ تميزت السيارة بقدرتها على توفير قدر هائل من قوة الضغط الهوائي نحو الأسفل، ولكن ليس من خلال أجنحة مثبتة على جسمها فحسب، بل عن طريق مروحة تسحب الهواء بسرعة من أسفل السيارة وتمرره نحو الخلف والأعلى، الأمر الذي أعطاها أفضلية كبيرة على غيرها.
وبعد نجاحات كبيرة مع فريق ماكلارين، الذي وبفضل تصاميمه تمكّن الفريق البريطاني من الفوز بعدد لا يحصى من السباقات في الفورمولا 1 خلال القسم الأخير من ثمانينات القرن الماضي، انتقل غوردان موراي للعمل على ماكلارين أف 1، أول سيارة مخصّصة للطرقات من ماكلارين.
اقرأ أيضًا: ماكلارين أرتورا.. خطوط عصرية وأداء ساحر
بالإضافة إلى كونها واحدة من السيارات الرياضية التي تباع اليوم بأسعار مرتفعة للغاية يمكن أن تصل إلى حدود الـ 73 مليون ريال سعودي، اكتسبت أف 1 مكانتها في عالم السيارات من خلال هندستها التقنية العالية، ومن كونها تركز على السائق وتجربة القيادة التي تتوفر له على متنها.
هذا ولا يسعنا أن نغفل ذكر كونها كانت ولفترة طويلة أسرع سيارة في العالم مع سرعة قصوى بلغت 386 كلم/س تم تحقيقها عل أرض الواقع خلال اختبارات نفذتها الشركة.
ميكانيكيًّا، جهزت ماكلارين أف 1 بمحرك من 12 أسطوانة سعة 6.1 ليتر يقترن بعلبة تروس يدوية من ست نسب يولد قوة 618 حصان وهو من إنتاج بي أم دبليو.
وبعدها أسس غوردان شركة إستشارات تصميمية تركز فيه مجهوده على تطوير سيارات كهربائية، إلا أنّ شغف الرجل بالسيارات الخارقة ذات الأداء العالي دفعه لتأسيس شركة غوردان موراي أتوموتيف التي صمم من خلالها طراز تي. 50 ليكون بمثابة السيارة التي تختصر رؤيته لسيارة تركز على تلبية رغبات مالكها في مجال الأداء العالي.
وهكذا أتت السيارة مشابهة من حيث فلسقتها لـ ماكلارين أف 1 مع محرك من إنتاج كوزورث يتألف من 12 أسطوانة بسحب عادي يتميز بأنه قادر على تحقيق سرعات دوران.
اقرأ أيضًا: ماكلارين أرتورا Vs فيراري 296 جي تي بي.. صراع الحلبات ينتقل للطريق
بجانب ذلك، تتميز تي.50 من خلال مروحة مثبّتة في الجهة الخلفية تساعد على تعزيز ضغط الجاذبية للأسفل، تمامًا كما كانت الحال مع بربهام بي تي 46 بي التي ذكرناها في الأعلى.
ومن جهتها، ستحافظ غوردان موراي على تركيزها الأساسي بتوفير أحدث التقنيات وأكثرها تطورًا، بغض النظر عن المحركات التي يجري استخدامها، بالإضافة إلى ميزة الوزن المنخفض الذي سيكون مرادفًا لكل طرازات الشركة.
هذا وترغب الشركة من زبائنها أن يكونوا من عشاق القيادة الرياضية وأن يستمتعوا بقيادة سيارتهم التي تحمل شعار الشركة قدر الإمكان وعدم ركنها في المرآب أو قيادتها نادرًا.