ماكلارين أرتورا.. خطوط عصرية وأداء ساحر
صانع سيارات رياضية جديد يدخل عالم التقنيات الهجينة، ولكن ليس من باب السعي خلف التوفير في استهلاك الوقود، بل من أجل خفض مستوى انبعاثات الغاز السام، والتأقلم أكثر مع السياسات التي تنتهجها بعض حكومات العالم المتطور في مجال الحفاظ على البيئة.
فضمن خطوة هي الأولى من نوعها بالنسبة للصانع المنبثق عن واحد من أنجح فرق الفورمولا 1، أتت أرتورا قائمةً على قاعدة عجلات خفيفة الوزن مع محرك من ست أسطوانات، هو أيضًا الأول من نوعه بالنسبة لماكلارين، ومجموعة دفع كهربائية تعمل بالبطارية.
وبما أنّ الضريبة المنتظرة التي يجب على أي سيارة هجينة أن تدفعها هي الوزن المرتفع، وبما أنّ الوزن المرتفع هو العدو الأول لأي سيارة رياضية، عمدت ماكلارين لتعزيز هيكل أرتورا الجديد المصنوع كما العادة من ألياف الكربون بالمزيد من الإجراءات الهادفة لخفض الوزن.
فمن خلال دمج شبكة كابلات الإيثرنت، جرى تقليل الكتلة التي كانت ستشغلها الكابلات التقليدية، الأمر الذي سمح بحسب ماكلارين بأن يكون هيكل أرتورا أخفَّ وزنًا بنسبة 10 في المئة بالمقارنة مع الهياكل الأخرى التي وفّرتها الشركة في السابق.
وهذا ما سمح للسيارة بالتمتُّع بأداء أفضل والتعويض عن الوزن المرتفع للمنظومة الهجينة.
فعند ضبط السيارة على الوضعية الكهربائية حصرًا، يمكن للسيارة أن تنطلق بسرعة تصل إلى 130 كيلومترًا في الساعة، ولمدى يبلغ 17 كيلومترًا.
أما عند الرغبة بالوصول إلى الحدود القصوى للسيارة مع تفعيل عمل وضعية القيادة المخصّصة للسباقات، فيمكن لأرتورا أن تنطلق من حالة التوقف التام وصولًا إلى سرعة 100 كلم/س بزمن لا يزيد على 3 ثواني، ثم متابعة عملية التسارع حتى الوصول إلى سرعة 330 كلم/س.
اقرأ أيضًا: ماكلارين أرتورا Vs فيراري 296 جي تي بي.. صراع الحلبات ينتقل للطريق
وبطبيعة الحال، فإنّ أي مراقِب لعالَم السيارات الرياضية وتاريخها المجيد يُدرك أنّ أهم عنصر يُميِّز أي سيارة من سيارات ماكلارين هو هيكلها الذي يأتي مصنوعًا حصرًا من ألياف الكربون. فصناعة الهيكل من هذه المادة النفيسة يُعدُّ من بديهيات ماكلارين منذ أن وفّرته الشركة لأول مرة على سياراتها المشاركة ببطولة العالم لسباقات الفورمولا 1 بدءًا من ثمانينيات القرن الماضي.
علمًا أنّ هذا الهيكل يُنتج داخليًّا لدى ماكلارين، وتحديدًا من خلال مركز تكنولوجيا المركبات الجديدة في مدينة شيفيلد البريطانية، ويزن 82 كلغ فقط، وهو ما سمح بأن لا يبقى وزن السيارة في حدود الـ 1395 كلغ، الأمر الذي يُعدُّ مثيرًا للإعجاب بالنسبة لسيارة قائمة على تقنية هجينة.
ميكانيكيًّا، تتمتع أرتورا كما ذكرنا بمحرك من ست أسطوانات ومحرك كهربائي يعملان معًا على توليد قوة مجتمعة تبلغ 671 حصانًا وعزم دوران يبلغ 720 نيوتن متر، وكان من الممكن أن يكون العزم أكثر من ذلك، لكنّ الصانع البريطاني قرّر ألاّ يسمح للمحركين التقليدي والكهربائي من أن يولّدا العزم الأقصى في الوقت نفسه.
فبدلاً من ذلك، يعمد المحرك الكهربائي على توفير عزمه الأقصى في البداية قبل أن يتدخل محرك الاحتراق الداخلي، وبذلك يجري توزيع العزم على مختلف نطاقات دوران المحرك وبشكلٍ متوازن ومستمر.
وما يعزّز الشعور الرياضي خلال القيادة على الطريق هو نظام التوجيه الهيدروليكي الذي قرر مهندسو قسم تطوير ماكلارين اعتماده في أرتورا بدلًا من النظام الكهربائي الذي يستخدمه الصانعون الآخرون، والهدف هو السماح للمقود بتوفير المزيد من الشعور بما يحدث تحت الإطارات الأمامية.
الأمر نفسه ينطبق على صعيد الكبح، إذ اعتمد رجال ماكلارين المكابح الهيدروليكية التي تجعلك بدورها تشعر بذلك الإحساس الميكانيكي الواثق خلال القيادة الديناميكية السريعة.
وما يعزّز متعة القيادة أيضًا، وما يجعلك تشعر بالعزم القوي ويدفع السيارة بسرعة نحو الأمام هو أنّ المحرك الكهربائي يعمل -كما ذكرنا- عند دوران محرك الاحتراق الداخلي على نطاق دوران منخفض، أي خلال اجتياز المنعطفات حيث تكون الحاجة الماسة له.
من الداخل، تعبّر أرتورا إلى حدٍ كبير عن فلسفة ماكلارين المنحازة دومًا نحو العملية على حساب أي أمرٍ آخر، بما فيها الأناقة.
ولكن إذا لم تكن الأناقة متعارضة مع العملية فإنّ ماكلارين ترحب بها، وهذا ما يفسر وجود المواد الفاخرة في مختلف أرجاء المقصورة، على غرار الجلد والميكروسويد.
اقرأ أيضًا: ماكلارين تتزين بلمسات هارفي الشرير! (فيديو)
أما المقاعد، فهي قابلة للتعديل كهربائيًّا وهي توفر للجالسين عليها رؤية خارجية ممتازة تساعد السائق على اتخاذ الموقع المناسب للسيارة بدقة خلال القيادة على الطريق.
في العادة، يكون نظام المعلومات والترفيه في سيارة ماكلارين هو الأمر الذي جرى التفكير فيه في النهاية، أي بعد الانتهاء من تصميم السيارة، ولكن رغم ذلك تأتي أرتورا بشاشة عمودية تعمل باللمس قياس 8.0 بوصة مع ميزات تتضمن توصيل بتقنية بلوتوث.
وكما ذكرنا في البداية، فإنّ أرتورا هي أول طراز مع تقنية هجينة من ماكلارين ضمن الإنتاج التجاري العادي غير الحصري، أي إنها ليست كشقيقتها الحصرية بي 1.
ولكن أهميتها لا تتوقف عند هذا الحد، فهي تتمتع بالعديد من المواصفات الكريمة وقادرة على السير كهربائيًّا عند الحاجة للتحرك بصمت شبه كامل، كما يمكنها أن تتحوّل متى أراد مالكها لسيارة ممتعة على الحلبات عند ضبط وضعية قيادتها على النمط المناسب. كل ذلك في إطار سيارة يمكن قيادتها كل يوم بكل عملية.