سيارة ماكمورتري سبيرلينغ.. قاهرة الزمن والمسافات
قليلة هي المرات التي أثار فيها صانع سيارات جديد اهتمام المراقبين بهذا الشكل الذي أثار به دخول ماكمورتري مجال السيارات الخارقة مع طراز سبيرلينغ، فما هو سبب هذا الاهتمام؟
هل هو لأن خطوط السيارة التي تشاهدون صورها هنا جذابة بنسبة كبيرة؟ لا إنها ليست كذلك، فالسيارة تبدو غريبة بعض الشيء، هي ليست قبيحة ولكنها فعلاً غريبة بأبعادها التي لا ترتبط في مخيلتنا بالأبعاد التي يتوجب أن تتوفر للسيارات الخارقة، خاصةً على صعيد العرض الذي لا يبدو من حيث المظهر كافيًا لسيارة تضع ضمن أولوياتها الانطلاق بأقصى سرعة على حلبات السباق ذات المنعطفات القاسية ديناميكيًّا.
ولكن ما خفي كان أعظم، وهو السبب الرئيس في الاهتمام الذي تناله السيارة، وذلك لأن ما خفي هي تقنية المراوح التي تشفط الهواء من تحت جسم السيارة لتوفر ما يعادل الضغط الهوائي من أعلى إلى أسفل بوزن 2000 كلغ، الأمر الذي يساعد على تعزيز تماسك السيارة سواء في المقاطع المستقيمة أو عند عبور المنعطفات، ومن ثم فإنّ هذه المراوح وبنتيجة عملها تعوض عن عرض السيارة الضيّق، الذي يجعل العجلات اليمنى واليسرى متقاربة من بعضها البعض.
اقرأ أيضًا: الأحلام أيضًا تسير على عجلات.. سيارة فيراري بنسخة لا تتكرر
أسس السير ديفيد ماكمورتري، وهو رجل أعمال بريطاني، شركة ماكمورتي في العام 2016، ثم اتفق مباشرةً مع توماس ياتس من فريق مرسيدس المشارك في سباقات الفورمولا 1 على جمع فريق يتألف من مهندسي سباقات الفورمولا 1، مجال الفضاء وآخرين متخصصين في مجال سيارات الطرقات العامة لبناء واحدة من أكثر السيارات ابتكارًا وإثارةً.
وكما فعل كل من أدريان نيوي ومارك ريخمان خلال عملهما على تصميم أستون مارتن فالكري، تركزت التقنيات والأنظمة التي صمّمها فريق توماس ياتس لدى ماكمورتري خلال تطوير السيارة حول إعادة إحياء تقنية استُخدمت في السابق في سباقات الفورمولا 1، إلا أنها حُظرت وقتها بسبب الأفضلية الساحقة التي توفرها للفريق الذي يستخدمها بشكلٍ كان من شأنه أن يقتل البطولة عبر إلغاء أي مجال للفرق الأخرى كي تتنافس مع السيارات التي تتمتع بهذه المراوح.
وللمزيد من الشرح، يجب علينا أن نشير إلى أنّ هذا النظام يعمل من خلال مروحة مزدوجة تولد فراغًا جزئيًّا تحت السيارة، ما يعزّز مستويات التماسك التي تسمح بالانعطاف والكبح والتسارع بشكلٍ يتفوق على أي سيارة تقليدية لا تتمتع بهذه التقنية.
القدرة على تسخير الهواء هو طبعًا العامل الأول في تعزيز أداء سبيرلينغ ولكنه ليس العامل الوحيد، فهناك أيضًا المحركات الكهربائية التي تستفيد من كونها قادرة على توفير عزمها الأقصى بشكلٍ مباشر، وأيضًا تصميم السيارة الإنسيابي وعرضها الضيّق الذي يجعلها تأخذ شكل أسطواني ويسمح لها باختراق الهواء بشكلٍ أفضل، دون أن نغفل ذكر أنّ بطارية السيارة تتميز بكثافة طاقة عالية نظرًا لتصميمها الخاص واستخدام خلايا متطورة في تركيبتها، كما أنّ موقعها في السيارة الذي يتخذ شكل الحرف "يو" باللاتينية يسمح بتوزيع مثالي للوزن وتوفير الحد الأدنى من التأثير الديناميكي الهوائي على السيارة.
اقرأ أيضًا: قسم المشاريع الخاصة في «فيراري».. مصنع التحف الفنية الحصرية
تتوفر قوة الدفع في السيارة بفضل بطارية بسعة 60 كيلوواط/ساعة، الأمر الذي يمكّن محركيها الكهربائيين من توليد قوة 1000 حصان وإرسالها للعجلات الخلفية، علمًا أنّ هذه البطارية تؤمّن لها أيضًا السير لمسافة تصل لغاية 480 كلم قبل الحاجة للشحن مجددًا، الأمر الذي من شأنه أن يتم من خلال قابس شحن سريع بقوة تصل لغاية 200 كيلوواط.
وتنتمي ماكمورتري سبيريلنغ لفئة السيارات الكهربائية ذات المقعد الأحادي، كما أنها تتمتع بوزن خفيف للغاية يتناغم مع أداء المحركات الكهربائية وتصميم السيارة الإنسيابي في توفير القدرة على الانطلاق من صفر إلى سرعة 100 كلم/س خلال 1.7 ثانية.
وفي الختام، تجدر الإشارة إلى أنه من المتوقع أن توفر ماكمورتري فئة خاصة من السيارة مخصّصة للقيادة على حلبات السباق، تتمتع بسرعة أعلى سيتمكّن العملاء من شرائها بأسعارٍ تبدأ بأقل من مليون دولار أمريكي.