بالصور:أغلى 8 غرامات في العالم
وسام كيروز – دبي:
تمتلئ الحياة بالملذات التي تسهم في سعادة الانسان، دون ان تزيل ما يشوب العيش من ألم او حزن في بعض الاحيان. وقد تكون الامور المجانية والاكثر وفرة هي الاهم للسعادة، كدفء العائلة والصداقة وراحة الضمير، كما ان الامور التي لا تقتنى قد تكون الاجمل، مثل غروب الشمس او منظر البحر او السماء. لكن عدا ذلك، فهناك منتجات باهظة الثمن لا يقدر على شرائها الا قلة قليلة.
ومن اجل الاستمتاع بالكمأة الايطالية او الكافيار الايراني او الزعفران وقهوة "كوبي لواك" النادرة، يدفع البعض آلاف الدولارات من اجل لحظة من المتعة للحواسّ، لحظة واحدة. يخلق ذلك جدلاً اخلاقياً بالنسبة للبعض الذي يقول إن ثمن غرام واحد من الكافيار يكفي لإطعام عائلة في دولة نامية، ولكن في كل الاحوال، فإن سوق المنتجات الفاخرة، لاسيّما تلك التي تؤكل، يزدهر في كل مكان.
في ما يلي عرض لأغلى "غرامات" من المنتجات التي تؤكل او تشرب:
كافيار "الماس" الإيراني، 34 دولاراً للغرام الواحد
الكافيار الايراني هو الاشهر في العالم والابهظ ثمناً، لأنه ينتج من اسماك الحفش البرية التي تجوب مياه بحر قزوين. وإيران هي الدولة الوحيدة المطلة على هذا البحر والتي ما زالت تقوم بعمليات صيد بكميات محدودة لأسماك الحفش الشهيرة. وبعد اصطياد الاسماك، تستخرج بيوض السمكة الانثى، وتعرف هذه البيوض بالكافيار. وتعدّ البيلوغا والسافروغا من اشهر انواع الكافيار الايراني.
وكافيار "الماس" الذي يُعدّ صنفاً من كافيار بيلوغا هو اغلى طعام في العالم، بحسب عدد من المراجع، ويسمى كذلك "الكافيار الذهبي". يستخرج هذا البيض المعروف بلونه الذهبي من أسماك الحفش المصابة بالهاق والتي يبلغ عمرها بين 60 و100 عام. وتجوب هذه الاسماك النادرة الاجزاء الجنوبية من بحر قزوين، وهي مناطق اقل تأثراً بالتلوث.
ويؤكل كافيار "الماس" باليد، حيث يفترض ان يوضع بين الابهام والسبابة، ليشعر الانسان به بكل حواسه. وعندما يؤكل هذا الصنف النادر من الكافيار، يفترض ان يتم ابقاؤه داخل الفم لبرهة، ثم يمضغ لتفجير نكهاته القوية التي تختزل نكهات البحر.
الكمأة الإيطالية البيضاء: 33 دولاراً للغرام الواحد
الكمأة؛ انها المنتج الافخر والذي يثير ما يشبه الهستيريا في صفوف كبار الطهاة. كل شيف مهمّ في العالم يملك مجموعته الخاصة من الكمأة. يضعها في منديل ابيض ويحملها معه دائماً. انها كنزه ومصدر فخره.
الكمأة هي فطر ينمو تحت الارض، خصوصاً في فرنسا وإيطاليا، لكن النوع الابهظ ثمناً هو الكمأة البيضاء التي تنمو تحت التراب الرطب لمنطقة البا الجبلية في شمال ايطاليا.
وصيادو الكمأة يتوارثون مهنتهم من جيل الى جيل، وهم يستعينون بالكلاب لاكتشاف اماكن نموّ هذا الفطر الفاخر تحت الارض. وعندما يعثرون على حبة، يوثقون موقعها بدقة ويخفون اي معالم لمرورهم في المكان الذي يفترض ان يبقى سرياً، لأن الكمأة ستنمو مجدداً على الارجح في المكان نفسه بعد اشهر.
النكهة القوية والمميّزة للكمأة لا يتمّ تذوقها بأكل قطع او شرائح من هذا الفطر، بل بإضافته الى مأكولات اخرى لتتسرب زيوته الفريدة الى المكوّنات الاخرى.
فعلى سبيل المثال، تنثر شرائح الكمأة البيضاء الرفيعة فوق طبق الريزوتو، او في البيض المقلي او فوق قطع اللحم.
وبيعت أكبر كمأة بيضاء في العالم وأغلاها، في ديسمبر الماضي خلال مزاد نظمته دار سوذبيز في نيويورك. وبيعت كمأة وزنها 1,89 كيلوغرام بـ61 الفاً و250 دولاراً. اما الشاري فهو عاشق للكمأة من تايوان، وقد تمّ شحن الكنز اليه على متن طائرة خاصة.
الزعفران: أغلى التوابل في العالم، اكثر من مئة دولار للغرام
تحرك رائحة الزعفران الحواسّ وتنقل اي طبق من مستوى عادي الى خارق. ترتبط هذه الشعيرات الرفيعة التي تستخرج من زهرة الزعفران البنفسجية، باللون الاصفر وبعطرها القوي. وتستخدم خلاصة الزعفران في صناعة بعض انواع العطور الاغلى ثمنا في العالم، لاسيما في العطور العربية.
الزعفران الاشهر في العالم ايراني ايضا، فيما يتم انتاج كميات كبيرة من الزعفران الفاخر في الهند وباكستان، لاسيما في منطقة كشمير. لكن خبراء الطهي يفضلون في كثير من الاحيان الزعفران الاسباني بسبب لونه القوى ونكهته التي تتزاوج مع باقي النكهات دون ان تطغى عليها.
وعملية انتاج الزعفران صعبة وتتطلب الكثير من الجهد والصبر، فكل زهرة من ازهار الزعفران فيها ثلاث شعيرات فقط، ويتعيّن قطفها يدويا وتجفيفها بطرق تقليدية.
والمعروف ان الزعفران قد يكون اغلى من الذهب في بعض الاحيان، لكن يمكن استخدام شعيرات قليلة منه في كميات كبيرة من الطعام نسبياً.
ويباع الزعفران في بعض المتاجر الفاخرة، مثل المتجر المعتمد لملكة بريطانيا "فورتنوم اند ميسن" بنحو مئة دولار للغرام الواحد.
قهوة "كوبي لواك" الإندونيسية: أربعة دولارات للغرام الواحد
انه منتج مقرف بالنسبة لكثيرين. ببساطة، هناك حيوان بريّ يعيش في جزيرة بالي الاندونيسية يطلق عليه اسمه "السيفيت الآسيوي"، ويتغذى هذا الحيوان الذي يشبه القط من حبوب شجيرات القهوة. لا يقدر الجهاز الهضمي للسيفيت على هضم حبوب القهوة بشكل كامل، الا ان انزيماته الفريدة تخمّر حبوب القهوة وتضيف اليها نكهة تشبه نكهة الكاراميل.
يقوم منتجو قهوة "كوبي لواك" بجمع مخلفات الحيوان وبتنظيفها لاستخراج حبوب القهوة المخمّرة.
بدأ انتاج هذا النوع الغريب من القهوة في زمن الاستعمار الهولندي لإندونيسيا، حيث كان المستعمرون يحتكرون غلال القهوة. وتنبه المستعمرون الى رائحة قهوة قوية وشهية تفوح من بيوت المزارعين الاندونيسيين، ليكتشفوا بعد ذلك انهم يستخرجون حبوب القهوة من مخلفات الحيوان البري، وبدأوا بدورهم بالبحث عن الحبوب الثمينة.
وأقام الاندونيسيون مع مرّ السنين مزارع لحيوان السيفيت، حيث يتم اطعامه حبوب القهوة في المزارع، للحصول بسهولة اكبر على القهوة النادرة.
لكن خبراء القهوة يجمعون على ان نوعية قهوة "كوبي لواك" التي تنتج في المزارع تقلّ بأشواط عن نوعية قهوة "كوبي لواك" البرية التي يتطلب انتاجها البحث في الغابات الكثيفة عن مخلفات حيوان صغير.
ويباع كوب قهوة "كوبي لواك" الشهيرة في المدن الكبيرة مثل نيويورك ولندن وباريس، بما يقارب المئة دولار، فيما يباع الكيلوغرام من الحبوب بين ثلاثة آلاف وأربعة آلاف دولار.
هناك في السوق الكثير من الاصناف المقلدة، لذا يجب الحذر.
ومؤخراً، بدأ نوع جديد من القهوة بإنزال "كوبي لواك" عن عرشها: القهوة المصنوعة من حبوب القهوة التايلاندية التي يعثر عليها في مخلفات الفيل.
دواء "سولاريس": 1660 دولاراً للغرام الواحد
انه دواء يعالج مرضاً نادراً ومميتاً يؤدي الى تآكل الكريات الحمر في الدم بسرعة اكبر من العادة.
هذا الدواء الذي يباع على شكل عبوة واحدة بحجم 30 مليليتراً يحتوي على 300 ميليغرام من المادة الحيوية، او الدواء نفسه، بسعر خمسة آلاف دولار.
وبذلك يكون سعر الغرام الواحد من مادة الدواء في "سولاريس" بـ16 الفاً و666 دولاراً.
وتلبغ كلفة العلاج بدواء "سولاريس" 569 الف دولار خلال سنة واحدة.
شرائح لحم كوبي اليابانية: دولار للغرام الواحد
انه افخر لحم بقري في العالم، يعود في الاصل الى مدينة كوبي اليابانية، الا ان انتاجه انتشر حول العالم، لاسيّما من خلال اللحم المعروف باسم "وايغو"، وينتج خصوصاً في اليابان وأستراليا.
العجول التي تمنح العالم لحم كوبي هي نوع "وايغو"و تتغذى على الحبوب ولا تتحرك كثيراً، وبالتالي تتكاثر الدهون في الكتلة اللحمية لديها.
وتنتشر الدهون بين الطبقات العضلية لتشكل ما يعرف بالطابع "الرخامي" لهذا النوع من اللحوم، وكلما زادت "رخامية" اللحم، زاد ثمنه.
وتباع شريحة لحم كوبي بوزن 350 غراماً بـ350 دولاراً.
وإضافة الى تناوله على شكل شرائح مشوية، يمكن تناول لحم كوبي نيّئاً اذ يقدم على الواح من الثلج، او مقطعاً ومتبلاً بالتوابل وزيت الزيتون.
أوراق الذهب القابلة للأكل: 40 دولاراً للغرام الواحد
يعد الذهب بالتأكيد المعدن النفيس الاشهر في العالم، وهو يستخدم لصناعة الحلي، وكذلك في بعض الاستخدامات الصناعية وفي التقنيات البالغة التطور.
لكن الذهب يمكن أن يؤكل ايضاً.
وتقوم بعض الشركات بصناعة رقائق رفيعة جداً من الذهب وتوضع على المأكولات الفاخرة لاسيّما الحلويات. ويعرف فندق قصر الامارات في ابوظبي على سبيل المثال بتقديم عدد كبير من الاطباق مع اوراق الذهب، لعل اشهرها برغر لحم الجمل مع رقائق الذهب.
كبد الإوز المسمّن: دولار واحد للغرام
يُعدّ هذا المنتج الشهير في جنوب غربيّ فرنسا من افخر المأكولات في العالم، ويصل سعر الاصناف الاغلى مستويات خيالية.
للحصول على كبد الاوز او البط المسمّن، يتمّ اطعام الطيور قسراً في الفصول التي تخزن فيها الدهون بشكل طبيعي لتتمكن من مواجهة برد الشتاء. نتيجة للاطعام القسري للطيور، تتضخم اكبادها بشكل كبير وتتشمّع، ويحصل المنتجون بذلك على الكبد المسمّن او "فوا غرا".
ونظراً الى طريقة الانتاج المثيرة للجدل، يقاطع عدد كبير من الشخصيات في العالم هذا المنتج الفرنسي الرائد، وذلك لما يعدّونه قسوة بالغة مع الطيور.
ولكن بالرغم من الجدل، يبقى هذا المنتج يلاقي رواجاً كبيراً، وقد ادخل في اطباق من المطبخ العربي. فالشيف الشهير آلان دوكاس يقدم الكبد المسمّن مع لحم الجمل في مطعمه بمتحف الفن الاسلامي في الدوحة.
وإضافة الى المنتجات التي يمكن اكلها، هناك الكثير من المواد الباهظة الثمن والمحظورة، لاسيّما الكوكايين المخدر الذي يباع بمئة دولار للغرام الواحد.