مازيراتي جريكالي رياح التجديد الكريمة
رغم أنّ مازيراتي أم سي 20 هي السيارة الأكثر إثارةً بين جميع السيارات التي تحمل اليوم شعار الرمح الثلاثي الرؤوس، فإنّ جريكالي Maserati Grecale هي التي تتمتع بمكانة مميزة بالنسبة للقيمين على الصانع الإيطالي، وذلك لأنّ مركبة الدفع الرباعي التي تنافس في فئة لم تنافس فيها مازيراتي يومًا ستكون هي المسؤولة عن توفير الأرباح العالية للشركة، والتي بموجبها سيتمكن الصانع الإيطالي من الاستمرار في إنتاج السيارات الأخرى الأرقى والأفخم والأكثر إثارةً التي عودنا عليها على مدى أكثر من قرن.
توفير مركبة دفع رباعي تنافس ضمن فئة متدنية بالنسبة للعلامة التجارية الإيطالية مازيراتي هو أمر دقيق للغاية، وبطبيعة الحال، سيضع هذا الأمر جريكالي في فئة سعرية لم تكن يومًا مرتبطة بسيارات الشركة، لذا سعت مازيراتي للتوفيق بين متطلبات التنافس في هذه الفئة وبين توفير جميع السمات والمواصفات التي بنت على مدى عقود طويلة الشخصية الساحرة لسيارات الرمح الثلاثي.
وجريكالي، التي تحمل كما عادة الشركة تسمية مستمدة من رياح تهب على الأقسام الشمالية الشرقية للبحر الأبيض المتوسط، توفّر مجموعة واسعة من الإصدارات لتكون الطراز الأكثر تكاملاً في تاريخ العلامة.
الخطوط الأنيقة التي تليق بحمل شعار الرمح الثلاثي الشهير، والتي تحمل سمات وفية لعائلة مازيراتي هي التي تسيطر على جسم جريكالي.
كما أنّ شبكة التهوية التي تُعتبر أبرز ما يميز السيارة تتمتع بتصميم يتناغم مع تصميم المصابيح الأمامية المتطورة، والتي تحمل شعار مازيراتي ضمنها بشكلٍ يُعطي تفاصيل السيارة إطلالة مميزة.
وهنا يسجل لمازيراتي أنها تمكّنت من تضمين شعارها في عدة أماكن على جسم السيارة وداخل المقصورة بشكلٍ لا يبدو مبتذل، بل هو دائمًا يخدم الهدف الأساسي الذي سعت اليه مازيراتي، أي الظهور بالمظهر الأنيق.
على الصعيد الميكانيكي، توفر جريكالي لعملائها خيار من محركين، المحرك الأول هو رباعي الأسطوانات سعة 2.0 ليتر مزود بشاحن هواء توربو، يتوفر بصيغتين.
في الفئة جي تي أي الفئة القياسية من جريكالي يولد قوة 296 حصانًا، أما في الفئة مودينا التي قمنا باختبارها فيولد قوة 325 حصانًا.
أما المحرك الثاني الذي يتوفر على الفئة تروفيو، فهو نسخة من محرك طراز أم سي 20 الذي يتألف من 6 أسطوانات سعة 3.0 ليتر بقوة 523 حصانًا.
وفي كلا المحركين، وبغض النظر عن الصيغة المعتمدة فيه، فإنّ نقل الحركة يجري من خلال علبة تروس أوتوماتيكية من ثماني نسب تنتقل قوة المحرك وعزمه إلى نظام دفع رباعي.
اقرأ أيضًا: سيارة مازيراتي جران توريزمو ترفع راية الأناقة عاليًا
وفي أثناء تجربة القيادة التي حملتنا من دبي إلى أبو ظبي، لاحظنا قدرة المحرك وعلبة التروس على توفير أداء رياضي ممتاز، يلاقيهما في ذلك نظام التعليق الذي يسمح للسيارة بأن تستفيد من انقيادية توفق بين مستويات الراحة وبين القدرة العالية على التماسك.
وبالانتقال إلى المقصورة الدّاخلية، يتميّز المظهر الدّاخلي بجاذبية لافتة بفضل جودة المواد المستخدمة في التّصميم، إضافةً إلى الاهتمام بأدق التّفاصيل.
ويحافظ التّصميم الدّاخلي على مستويات رفيعة من الإتقان، حتى في المناطق المخفية عن الأنظار، ويمتد نحو جميع الأسطح، مثل قاعدة حاملات الأكواب وشبكة مكبرات الصّوت المدمجة بالأبواب.
ويمكن الإستفادة من رحابة مساحة تخزين الأمتعة المحسّنة، وسهولة استخدامها وطابعها العملي بفضل الميزة الجديدة التي تمكّن من طيّ مقاعد الصف الثّالث لتُصبح مسطّحة، ما يزيد سعة تخزين الأمتعة.
اقرأ أيضًا: تجربة قيادة «فيراري 296 جي تي بي».. حصان ميكانيكي إيطالي أصيل
ومن السمات المميزة في مقصورة جريكالي الداخلية هي أنّ الساعة التقليدية التي لطالما ميزت سيارات الصانع الإيطالي أصبحت رقمية للمرة الأولى في تاريخها مع إمكانية تحويلها إلى خدمة كونسيرج داخلية باستخدام تقنية التحكم بالصوت.
لوحة القيادة تحتوي على لوحة عدادات رقمية مقاس 12.3 بوصة وشاشتين تعملان باللمس في الكونسول الأوسط.
وفيما يبلغ قياس الشاشة العلوية المسؤولة عن نظام المعلومات والترفيه 12.3 بوصة، يبلغ قياس الشاشة السفلية المخصّصة للتحكم بنظام التكييف وغيره من وظائف السيارة الأخرى 8.8 بوصة.
وفي الختام، وكما يقول العديد من خبراء السيارات ومصمميها، تبقى عملية تصميم سيارة تتمحور حولها المتتطلبات الإقتصادية عملية صعبة للغاية بالمقارنة مع عملية تطوير سيارة يكون سعرها المرتفع في النهاية (أو أقله في مكان ما) عامل جذب لا رفض، ولكن ومع ذلك تمكن مهندسو مازيراتي مع جريكالي من تحقيق التوازن الممتاز بين الكافة المدروسة والمواصفات التي تليق بسيارة ترفع شعار الرمح الثلاثي الرؤوس.