الممثل عزيز غرباوي: تركتُ الهندسة لُأطارد حلمًا.. تستهويني الأدوار "الشريرة"
يحب الإصرار، ويصف نفسه بأنه طموح ولا يقف شيء في وجهه إلا الموت، عنيد مع ذاته، ولكن بطريقة إيجابية، درس الهندسة الإلكترونية لكنَّ حلمه بالوقوف أمام الكاميرا كان منذ الطفولة، حاول أكثر من مرة الدخول إلى تجارب الأداء خلال وجوده في لندن، لكنّ الفشل كان حليفه.
ومع ذلك أصر على مواصلة الطريق حتى تلمّس بداية النجاح.
عزيز أحمد غرباوي الشاب السعودي الذي برز اسمه في مسلسل رشاش في حوار 5 دقائق مع "الرجل" يحكي تفاصيل فشله ونجاحه، وكيف أنتج لنفسه أفلامًا قصيرة، كان الهدف منها تقديم نفسه لصناع الدراما.
متى قررتَ دخول مجال السينما؟
منذ الصغر وأعتقد مع أول فيلم كرتون كبرت معه.
سافرتَ إلى كندا لدراسة الهندسة الإلكترونية وعدتَ مهندسًا منتجًا ما سر هذه التوليفة؟
بالفعل درست الهندسة الإلكترونية، كون دراسة السينما ودخول المعاهد المتخصصة لم تكن متاحة في السعودية، فضلاً على أن المجتمع لم يكن يشجع أيضًا مثل هذا التوجه، وللصدفة خلال دراستي طلب مني أحد الأصدقاء عمل مسلسل قصير عن الطلاب المبتعثين وكان ذلك في عام 2011، ومن هنا كانت البداية.
"الفرصة حانت وكان عليّ اغتنامها" كيف ترجمتَ هذه المقولة؟
بالفعل الفرصة حانت وكان عليَّ اغتنامها، فكانت البداية في يوتيوب مسلسل "حنين"، وبعد المسلسل توقَّف الحلم حتى سنة التخرج في عام 2014.
وقبل العودة إلى السعودية سافرت إلى الولايات المتحدة، وتحديدًا لوس أنجليس وانتسبت لأحد المعاهد المتخصصة في مجال التمثيل والسينما مدة ثلاثة أسابيع".
اقرأ أيضًا:5 دقائق مع الإعلامية ميراشا غازي | فيديو
وهل حقًّا كانت لديك فرصة لتسطّر اسمك بين مشاهير السينما الأوروبية؟
لم أكتفِ بالدورة التدريبية في أمريكا لذا قررت الانتقال إلى مدينة الضباب "لندن"، واستأنفت الدراسة هناك مدة ثلاثة أسابيع أخرى، ما أتاح لي التقدم لعدة تجارب أداء، ولكن للأسف جميعها باء بالفشل.
كم عدد تجارب الأداء التي أقدمتَ عليها؟ وهل ندمتَ على خوضها؟
ثلاث تجارب. لا، بالعكس استطعت من خلالها اكتشاف مكامن القوة والضعف.
قررتَ خوض تجربة الإنتاج لماذا؟
حقيقةً من الصعب وأنت لا تزال في بداية الطريق أن يعترف بك مخرجو الأفلام والمسلسلات، لذا قررت خوض تجربة الإنتاج بنفسي ولنفسي بمساعدة مالية من الوالدة، وأنتجت أول فيلمين قصيرين في عام 2016، كانت القصة تدور حول رجل محكوم عليه بالإعدام ولديه رسالة يقدمها.
أما الفيلم الآخر فكانت تدور أحداثه حول رجل "سايكو" يقتل زوجته بسبب انفصام الشخصية الذي يعانيه.
وأنا أجد نفسي وقوتي في مثل هذه النوعية من الأدوار، إضافة إلى الشخصيات الشريرة والمركبة.
كم عدد المتابعين الذين حققهم الفيلمان؟
لم يكن الهدف من الإنتاج وعرضه على اليوتيوب تتبع حصيلة المتابعين بقدر ما كان من أجل وجود تجارب حقيقية يمكن تقديمها للمخرجين.
متى كانت العودة للسعودية كيف استأنفت شغفك السينمائي؟
كانت العودة في عام 2016م إلى السعودية، وبحكم تخصصي بالهندسة الإلكترونية، بدأت البحث عن وظيفة، وأصبحت ضمن فريق إحدى الشركات التي تعمل في مجال الأغذية.
وفي أثناء هذه المرحلة كانت بعض العروض تطرق بابي، وخلال عملي الوظيفي الذي استمر عامين ونصف العام، سعيت للمحافظة على رصيد الإجازات السنوية لاستثماره في التصوير.
في عام 2017 كان أول تصوير، وفي عام 2018 جرى تصوير مسلسل في جنوب إفريقيا تحت عنوان (بشر 2)، في عام 2019 "كانت الفترة الصعبة في حياتي".
لكل حصان كبوة، ولكل صاحب حلم خيبة أمل هل تعرضتَ لها؟
2019 كانت الأصعب بعد سلسلة من الظروف التي مرت بي حيث فقدت وظيفتي، وانفصلت عن زوجتي، ولكن الإصرار، والشغف، والتحدي أعادني من جديد للطريق الصحيح.
ففي أكتوبر 2019 كنت في كواليس تصوير مسلسل بنات الملاكمة، ثم مسلسل كحل أبيض، ثم مسلسل رشاش وهو العمل الذي دفع بي للمقدمة، وتعرف الجمهور السعودي والعربي على عزيز غرباوي بشكل حقيقي.
كم أجرك الذي حصلت عليه أول مرة؟
في بداية مشواري الفني لم أتقاضَ أي أجر مادي، ولم يتجاوز أول مبلغ تقاضيته الـ 12 ألف ريال وكان ذلك في مسلسل "بنات الملاكمة"، أمّا مسلسل رشاش فكان الأجر مضاعفًا بمراحل (لم يرغب بذكر أجره).
اقرأ أيضًا: 5 دقائق مع الإعلامي هاني الحجازي (فيديو)
من رشَّحكَ لمسلسل رشاش؟
رُشِّحتُ مِن قِبل مَن رشَّحني لمسلسل بنات الملاكمة، وبدأ التصوير قبل جائحة كورونا، وكان دوري مقتصرًا على الحلقة الأولى في كلمتين فقط، ولكن ما حدث كان المفاجأة حين لاحظ المدرب أن لدي الكثير يجب استثماره ما دفعه للتواصل مع المخرج والإشادة بي.
وهل تواصل المخرج حينها معك ووسع مساحة الدور؟
صحيح المخرج اجتمع معي في حديث ودي وسري في الوقت ذاته، حيث طلب مني أداء دور شخصية "علي"، وقمت بذلك في اليوم الثاني، كان الدور لي، وكانت "شخصية علي" في كل من الحلقة الأولى، والخامسة، والسابعة، والثامنة جرى إضافتي فيها.
باختصار من هو "علي" ؟
"علي" العسكري زميل رشاش، وبائع المخدرات يعجب به بطل المسلسل (رشاش) ويصبح صديقه، ومن ثم فُضح أمرهما، وجرى فصلهما من السلك العسكري ما دفع بعلي (عزيز) لاستكمال مشواره في تجارة المخدرات والسفر إلى اليمن ومن ثم تتوالى الأحداث".
استكمل تصوير حلقات مسلسل "رشاش" خلال كورونا أم توجست خيفة؟
في "جائحة كورونا" توجس فريق العمل كاملاً خيفة من التواصل المستمر فيما بينهم، لأنَّ معظم الأعمال المصورة في الإمارات توقفت إلا مسلسل رشاش الذي واصل عمله، وتصويره، ولم يأبه الفريق لخطر الجائحة مع مراعاة كل الاحترازات الصحية، ولكن كان الهاجس كيفية التواصل مع عائلاتنا، وهل سيكون لدينا إمكانية العودة مجددًا إلى السعودية؟
من جهة الأزمة خلقت نوعًا من الترابط بين فريق العمل، وكان هناك كثير من المواقف التي آزر فيها بعضنا بعضًا خلال ستة أشهر من العمل.
ماذا بعد "رشاش"؟
ما يقارب ثلاثة مسلسلات محلية هي رصيدي، ولعل من أولوياتي وأمنياتي دخول عالم السينما مع أقطابها، و"كان من حسن حظي" كما ذكر ترشيحي لمسلسل (Last Light) مع شركة (MGM) وهو العمل الأول الذي أحتك فيه مع ممثلين عالميين مثل ماثيو فوكس، وتوم ولستشيها، وأمبر روز، إضافة إلى أني سأركز على الأعمال المحلية، وأجهز نفسي للعمل العالمي.
كيف ترى الحركة الفنية السعودية والإنتاجية؟
كنا دائمًا نطالب بوجود داعمين للحركة الفنية الشبابية السعودية سابقًا، الآن نحن على أعتاب زمن جديد، وما شهدته الساحة الثقافية السعودية أخيرًا من مهرجان البحر الأحمر، وجوائز "Joy Awards"، ووجود داعمين من وزارة الثقافة والإعلام، تدعم القطاع السينمائي، وتعمل على تطوير البيئة الفنية والمواهب السعودية، وتجعل الأعذار غير مقبولة أبدًا، وعلينا الآن التقدم وتقديم ما لدينا من إمكانات حقيقية ننافس بها على الأفضل.
ماذا لديك في جعبتك الفنية؟
لدي عملان أحدهما جرى تصويره في نيوم تحت اسم (نهضة الساحرات) مقتبس من رواية الكاتب أسامة المسلم (بساتين عربستان) ويحكي قصة ساحرتين تقوم بينهما ملحمة ما يجعل كلاًّ منهما تجند فريقها، شخصيتي تحمل اسم (عقربة البابلي).
المسلسل عشر حلقات وبمشاركة أسماء لامعة من ممثلي السعودية.
أما عن العمل الآخر فهو مستوحى من قصة حقيقية ولكن لا أستطيع الإفصاح عن أي من تفاصيله. المسلسلات ستعرض على شاهد من إنتاج MBC.