هل يبيح الحر الشديد الإفطار في رمضان؟
الرجل: دبي
أصدر رجل دين باكستاني، فتوى نادرة في بلاده، تسمح لبعض المسلمين الإفطار خلال شهر رمضان، بسبب موجة الحر التي ضربت البلاد وتسببت فى مقتل 750 شخصًا.
ونتيجة لموجة الحر الشديد التي ضربت أجزاء من باكستان، وصلت درجة الحرارة إلى 45 درجة مئوية، أصدر الشيخ محمد نعيم فتواه أن المسلمين أحرار لتخطي صيامهم في شهر رمضان، وفقًا لشبكة NBC نيوز الأمريكية. فهل يتقيد المسلمون في دول أخرى بهذه الفتوى؟
يذكر أن هناك فتوى صدرت عام 2010 في دولة الإمارات العربية المتحدة من الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف وهذا نصها من موقع الهيئة: “يباح الفطر لأصحاب المهن التي تأخذ من أصحابها جهدا ومشقة فوق طاقتهم أثناء نهار رمضان، لأن القاعدة الشرعية تقضي أن المشقة تجلب التيسير، ولا فرق في ذلك بين رمضان وغيره، إلا أن العامل في نهار رمضان يجب أن يبيَّت نية الصوم فعلا، وإذا وجد مشقة شديدة في أثناء يوم صومه حينها يباح له الفطر، قال العلامة النفراوي في معرض الحديث عما يبيح الفطر: (… ونظيرها الحصاد الذي يخرج للحصاد بأجرته المحتاج إليها فإنه يجوز له الخروج إليه ولو أدى إلى فطره حيث يضطر إلى الأجرة، لكن بشرط تبييت الصوم، ولا يجوز له الفطر بالفعل إلا عند حصول المشقة)، وبناء على هذا فلينظر الإنسان في يوم صومه إن كان ما يلحقه من مشقة العمل فوق طاقته، ولا يستطيع أن يواصل معه فله أن يفطر، ثم يقضي بعد ذلك ما لم يصمه، مع العلم أن دولة الإمارات قد خففت عن العمال ساعات العمل في شهر رمضان المبارك وأصدرت قرارات تمنع أرباب العمل من تشغيل العمال في ذروة الحر، فعليك أن تنوي الصيام كل ليلة وتتجنب العمل في الحر الشديد فإذا شعرت بالمشقة فلك أن تفطر، والله أعلم. ”
وفي مصر أوردت بوابة الوفد فتوى تجيز الإفطار في حالات خاصة وهي صادرة عن دار الإفتاء المصرية، وحسمت هذا الخلاف بإجازة الإفطار في نهار رمضان لأصحاب المهن الشاقة كالزارع والحمالين والبنائين، والذين يبذلون مجهودًا شاقًا، خاصة إذا جاء رمضان في فصل الصيف، وأن يكون هذا العمل هو مصدر رزقه الوحيد بحسب ما ذكرت صحيفة أرابيان بيزنس.
وأضافت دار الإفتاء، أنه من المقرر شرعًا أن من شرائط وجوب الصيام القدرة عليه، والقدرة التي هي شرط في وجوب الصيام كما تكون حسية تكون شرعية، فالقدرة الشرعية تعني الخلو من الموانع الشرعية للصيام، وهي الحيض والنفاس، وأما القدرة الحسية فهي طاقة المكلف للصيام بدنيًا، بألا يكون مريضًا مرضًا يشق معه الصيام مشقة شديدة، أو لا يكون كبير السن بدرجة تجعله منزلة المريض العاجز عن الصوم، أو لا يكون مسافرًا، فإن السفر مظنة المشقة، كما قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم “السفر قطعة من العذاب يمنع أحدكم طعامه وشرابه ونومه” رواه الشيخان.
وتابعت الإفتاء : “فالسفر مانع من وجوب الصيام وإن لم تكن هناك مشقة بالفعل، وهذا من رحمة الله تعالى بالمكلفين، ومن يسر هذه الشريعة الغراء”.
وأضافت: “ومن القدرة الحسية أيضًا ألا يكون المكلف يعمل عملًا شاقًا لا يستطيع التخلي عنه في نهار رمضان، لحاجته أو لحاجة من يعول؛ فإن كان المكلف لا يتسنى له تأجيل عمله الشاق لما بعد رمضان، أو جعله في لياليه فإن الصيام لا يجب عليه في أيام رمضان التي يحتاج فيها إلى أن يعمل هذا العمل الشاق في نهاره؛ من حيث كونه محتاجًا إليه في القيام بنفقة نفسه أو نفقة من عليه نفقتهم، كعمل البنائين والحمالين وأمثالهم، وخاصة من يعملون في الحر الشديد، أو لساعات طويلة”.
وأكدت دار الإفتاء: “ولكن هؤلاء يجب عليهم تبييت النية من الليل، ولا يفطرون إلا في اليوم الذي يغلب على ظنهم فيه أنهم سيزاولون هذا العمل الشاق الذي يعلمون بالتجربة السابقة أنهم لا يستطيعون معه الصيام؛ تنزيلًا للمظنة منزلة المئنة؛ يقول الشيخ البيجوري في حاشيته على فتح القريب لابن قاسم شرح متن أبي شجاع 1/314: وللمريض إن كان مرضه مطبقًا ترك النية من الليل، وإن لم يكن مطبًقا كما لو كان يحم وقتًا دون وقت النية، ومثله الحصادون والزراع والدارسون ونحوهم، فتجب عليهم النية ليلًا ثم أن احتاجوا للفطر أفطروا وإلا فلا، ولا يجوز لهم ترك النية من أصلها كما يفعله بعض الجهلة (فإن عادت الحمى واحتاج للفطر أفطر)”.
وقالت: “يجوز للمزارعين في بلدكم الذين يزرعون في الحر الشديد أو في اليوم الطويل بحيث لا يستطيعون الصيام إلا بمشقة شديدة، ولا يمكنهم تأجيل عملهم لليل أو لما بعد رمضان أن يفطروا، مع وجوب إيقاعهم نية الصيام من الليل ثم إن شاءوا أفطروا في اليوم الذي يغلب على ظنهم فيه أنهم سيزاولون العمل الذي يعسر معه الصيام، وعليهم القضاء بعد رمضان وقبل حلول رمضان التالي أن أمكنهم ذلك”.