لغة الجسد في مقابلة العمل تعبّر عما بداخلك.. حاول ترويضها
تشكل لغة الجسد والإشارات غير اللفظية جزءًا كبيرًا من الرسائل التي ننقلها للآخرين، ومن الضروري أن تكون على دراية بلغة ووضعية جسدك في أثناء مقابلة العمل، حيث قد تنقل عن غير قصدٍ رسائل سلبية.
إضافة إلى ذلك، تتطلب بيئات المقابلات الرقمية اليوم اعتبارات إضافية، حول كيفية تأثير الرسائل غير اللفظية على رؤية المُحاور وتقييمه لك.
لذا، تقدم مجلة «الرجل» هذا التقرير، للباحثين عن عمل جديد، أو فرص للتقدم الوظيفي في مكان عملهم الحالي، لمعرفة كل ما يتعلق بلغة الجسد في مقابلة العمل.
أهمية لغة الجسد في المقابلات الوظيفية؟
عند التحضير لمقابلة عمل، يتجاهل الكثير من الناس أهمية لغة الجسد في مقابلات العمل، ولهذا من الضروري التفكير في إرسال المعلومات وتفسيرها عبر جسدك، لتمنح نفسك ميزة إضافية.
صحيحٌ أن القائمين على المقابلة يهتمون بمظهرك وكلامك، لكنهم أيضًا يفسرون لغة الجسد في مقابلة العمل، سواء كانوا على دراية بها أم لا.
إذا كنت تعرف ما الذي تبحث عنه، يمكنك التقاط إشارات لغة الجسد من المُحاور أيضًا، وتقييم كيفية سير المقابلة، لتتمكن من الرد بشكل مناسب.
تخيل هذا السيناريو: شخص يدخل ببطء إلى غرفة الاجتماعات، متجنبًا ملامسة العينين، يتسلل إلى كرسي شاغر، يجلس عليه، محدقًا في الأرض، ولا ينظر إلا عندما يقول المحاور: «شكرًا لك، على إجراء مقابلة معنا اليوم».
هذا الأمر ليس انطباعًا أوليًّا رائعًا، بالنسبة لمقابلة عمل.
وفي سيناريو مقابل: يدخل شخص بثقة إلى غرفة الاجتماعات، يبتسم ويتواصل بالعين مع كل شخص على الطاولة، يشغل مقعدًا ويجلس بشكل مستقيم، وينخرط في محادثة قصيرة في أثناء انتظار بدء المقابلة.
برأيك، ما هو المرشح الذي تعتقد أنه لديه فرصة أفضل في هذا المنصب، حتى قبل أن يجيب على سؤال واحد؟
لغة الجسد في مقابلة العمل.. رسالة القوة والاطمئنان
أوضح موقع «themuse» التوظيفي، أن لغة الجسد في مقابلة العمل تستهدف توصيل القوة والاطمئنان والثقة، بجانب الأناقة والإجابات الصحيحة، من الساعي للوظيفة إلى صاحب العمل أو المسؤول عن قرار التوظيف.
ولفت إلى أن لغة الجسد في مقابلة العمل تشكل 90% من الطريقة التي يُنظر بها إلينا، حيث يمكننا عبرها إما القول «أنا مناسب تمامًا لهذا المنصب» بقوة وثقة، أو بطريقة غير متأكدة وعديمة الخبرة، ومن ثم ينعكس ذلك على المسؤول الجالس أمامك.
اقرأ أيضًا: وضع اليد على كتف الآخر في لغة الجسد وحركات أخرى
وعلى سبيل المثال، وجدت إحدى الدراسات التي نظرت بشكل خاص في سلوكيات الوجه في أثناء مقابلات العمل، أن التواصل البصري والابتسام كانا مهمين بشكل خاص لأصحاب العمل.
وفي استطلاع منفصل أجرته شركة «OfficeTeam» للتوظيف، قال كبار المديرين إنه بعد التواصل البصري، كانت تعابير الوجه، والموقف، والمصافحة، والتململ من أكثر الإشارات غير اللفظية دلالة في المقابلة.
كيف تجلس في المقابلة الشخصية؟
من الطبيعي أن تكون متوترًا عند دخولك غرفة المقابلات، لكن من المهم الدخول في وضع منتصب ومُريح، ويمكنك التدرب أمام مرآة أو كاميرا في المنزل قبل موعد اللقاء.
ووفقًا لموقع «biospace»، تمثل لغة الجسد في المقابلات الشخصية أهمية كبيرة لذا أبقِ رأسك مرفوعًا وكتفيك للخلف، وكن مسترخيًا.
وعند الجلوس، اختر وضعًا مثاليًّا للتواصل بالعين، خصوصًا أن وضعية الجسد في أثناء مقابلة العمل تحدد مسارها.
اقرأ أيضًا:دليلك الشامل لأفضل كتب لغة الجسد
كيف تكون واثقًا من نفسك في مقابلات العمل؟
نصح موقع «themuse» المهتم بشؤون التوظيف، الباحثين عن العمل، بالاستعداد لإعطاء إشارات غير لفظية إيجابية لمحاوريهم، كما هو الحال في إجاباتهم على الأسئلة المباشرة.
فيما يلي 8 نصائح يمكنك استخدامها لإرسال الرسالة الصحيحة وهي كالتالي:
1- انطباع أول قوي
مقابلتك تبدأ بمجرد دخولك المبنى، تمامًا كما تريد أن تعامل كل شخص تقابله في أثناء عملية المقابلة (وليس مدير التوظيف فقط) باحترام، سترغب في إظهار الثقة والتوازن طوال الوقت (ليس فقط في أثناء جلوسك حرفيًّا لمقابلتك).
عندما تدخل المكتب وتتواصل مع موظف الاستقبال، أو المساعد التنفيذي أو أي شخص تقابله، تأكد من الحفاظ على اتصال قوي بالعين وتقديم نفسك بثقة.
إذا نُقلت في البداية إلى منطقة انتظار، تجنب الوضع الافتراضي الشائع المتمثل في الانحناء فوق هاتفك، حيث يمكن ترجمة هذا النوع من لغة الجسد بسهولة إلى الملل.
بدلًا من ذلك، اجلس منتصبًا في وضع مريح في أثناء الانتظار.
اقرأ أيضًا:كيف تفهم رسائل الآخرين لك من خلال لغة الجسد؟
عندما تقابل المُحاور، قف وقدم نفسك بابتسامة دافئة وصادقة ومصافحة قوية، وانتبه تمامًا للغة الجسد في مقابلة العمل.
2- التواصل بالعين خلال مقابلة العمل
يعتبر التواصل بالعين أمرًا ضروريًّا ومن أهم إشارات لغة الجسد في مقابلة العمل، لأنه «يُظهر ثقتك بنفسك وفي إجاباتك»، على حد وصف الأبحاث.
ومن الناحية العملية، يجب أن «تتجنب النظر في كل أرجاء الغرفة، أو ساعتك، أو عدم التواصل بالعين على الإطلاق، لأنه يجعلك تبدو قلقًا ومشتتًا».
التواصل بالعين هو أيضًا الأساس لإجراء الاتصالات وبناء العلاقات؛ حيث يقول أحد الباحثين: «لن يشعر المستمع الخاص بك بالتفاعل معك حقًّا، إلا إذا نظرت إليه، وفي النهاية، فإن هدفك الأول هو إشراك المستمع وجعله يستجيب -حتى داخليًّا- لما تقوله».
ويضيف: «دون الاتصال المستمر بالعين طوال المحادثة، وخاصة في بداية إجاباتك، فإنك تقطع هذا الاتصال وتؤثر على مدى ارتباط المحاور عاطفيًّا بما تشاركه، في نهاية اليوم، تكون المقابلة مجرد محادثة مع إنسان آخر».
اقرأ أيضًا:الانطباع الأول.. ما عليك معرفته عن لغة الجسد
من ناحية أخرى، تذكر أن الحفاظ على اتصال بصري ثابت دون أي تغيير في تعبيرات وجهك هو مجرد تحديق، ويمكن أن يجعل المحاور غير مرتاح أو حتى يشير إلى العداء، وهو ما يقودنا إلى هذه النصيحة التالية.
3- كن مستجيبًا واستمع
من الطبيعي أن ترغب في إخبار القائم بإجراء المقابلة بكل شيء عن نفسك، والإنجازات والتجارب التي تجعلك المرشح المثالي لشغلها، لكن لا تنس الاستماع بعاطفة والتفاعل مع ما يقوله المحاور أيضًا.
سيتطلعون إلى تقييم مهاراتك في التعامل مع الآخرين، إلى جانب خبرتك ومؤهلاتك الأخرى، وكيف تتصرف عندما لا تتحدث هو جزء مهم من الانطباع الذي ستتركه.
الهدف هو البقاء في حالة تأهب واستجابة، فعند إجراء المقابلة، انحن قليلاً إلى الأمام نحو المحاور، هذا يرسل رسالة مفادها أنك منفتح ومهتم ومشارك في المحادثة.
يمكن أن تظهر إيماءة حقيقية أنك تستمع، وأن إمالة رأسك قليلاً إلى جانب واحد يمكن أن يساعدك في الظهور كشخص ودود.
اقرأ أيضًا: قواعد العمل عن بعد.. انتبه للغة الجسد خلال الاجتماعات الافتراضية
4- عدم التراخي في الجلوس
التراخي على وجه الخصوص يمكن أن يُترجم إلى نقص في الطاقة والثقة، لذا تأكد من أنك جالس بشكل مستقيم وفكر في الحفاظ على كتفيك للخلف بدلاً من رفعهما، خلال مقابلة العمل.
5- كن حذرًا في أثناء مقابلة العمل
يحاول المحاورون التعرف على هويتك، لذا دع شخصيتك تتألق، يتضمن ذلك التحدث بيديك إذا كان ذلك طبيعيًّا بالنسبة لك.
يشعر بعض المرشحين بالوعي الذاتي لفعل ذلك، لكن خنق سمة كهذه يمكن أن يؤدي في الواقع إلى تململ غير ضروري.
لذلك، لا تتردد في استخدام يديك للتواصل بشكل فاعل وصادق، ودع لغة الجسد في مقابلة العمل تعبر عنك، وتعلم كيفية قراءة لغة الجسد جيدًا.