زراعة الرئة عند الرجال.. أمل متجدد للمصابين بأمراض الرئة والفشل الرئوي
منذ لحظة ولادتنا، نبدأ بالتنفس بشكل غريزي. فالتنفس جزءٌ حيوي من حياتنا، وتدهور الوظائف التنفسية يؤثر بشكل كبير على جودة الحياة، ولربما يهدد بإزهاقها. ويرزح المصابون بمرض الرئة في مراحلهم الأخيرة تحت وطأة هذا العبء يوميًّا في حياتهم.
ويمكن إدارة المراحل الأولى من هذا المرض بالعلاج الدوائي، في حين تبقى زراعة الرئة الخيار الوحيد الفعال لمرض الرئة المتقدم والفشل الرئوي.
ومن أكثر الأسباب شيوعًا للإصابة بمرض الرئة المزمن والفشل الرئوي ووصوله لمراحل متقدمة في دولة الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي: مرض التليف الرئوي، ومرض الرئة الخلالي، والتليف الكيسي، وارتفاع ضغط الدم الرئوي، والتليف، والفشل الرئوي المرتبط بمرض "كوفيد-19".
وفي الحالات المتقدمة، قد يعجز الخيار الدوائي عن علاج مرض الرئة، ليبقى حينها خيار زراعة الرئة الوحيد، والأكثر كفاءة لتحسين جودة حياة المريض على المدى الطويل.
ويوضح الدكتور عثمان أحمد رئيس قسم جراحة الصدر بمعهد القلب والأوعية الدموية والصدرية في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، أنه على النقيض من زراعة الأعضاء في البطن مثل الكبد والكلية، يُعَدُّ الوصول لعمليات زراعة الرئة محدودًا للغاية.
وقال: "بالإضافة لوجود عدد قليل من مراكز زراعة الرئة حول العالم، ثمة نقص حاد في عدد المتبرعين بهذا العضو، الأمر الذي يجبر آلاف المرضى على انتظار المتبرع، ولسوء الحظ، يفقدون حياتهم في بعض الحالات في أثناء انتظارهم نتيجة تفاقم مرضهم الرئوي".
وأضاف: "يقدم برنامج زراعة الرئة في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي خدماته العلاجية لسكان دولة الإمارات ومختلف المرضى من شتى أرجاء أسواق دول آسيا وأوروبا. وقد تطور مشهد التبرع بالأعضاء بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة في دولة الإمارات العربية المتحدة. وبفضل الدعم الحكومي وجهود تثقيف الجمهور ونشر الوعي وإقرار القوانين المناسبة، أصبحنا اليوم مركزًا دوليًّا لتقييم وعلاج المرضى المصابين بأمراض الرئة في المراحل المتقدمة".
اقرأ أيضًا: التهاب الرئة..هذه العلامات تنبئك بالإصابة
خلال الأشهر الستة الماضية فقط، نجح مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي في تقييم حالة العديد من مرضى زراعة الرئة من مختلف دول العالم. وتم تقييمهم بناءً على شدة مرضهم وتقديم عملية زراعة الرئة حسب الحاجة والتوافر.
ومع إجراء ست عمليات لزراعة رئات مزدوجة في النصف الثاني من عام 2022، وعمليتين مماثلتين في شهر يناير من عام 2023، يسجل البرنامج وتيرة نمو سريعة وبات يشكل وجهة بارزة لمثل هذه العمليات على المستويين الإقليمي والدولي.
وكانت الشراكة مع البرنامــج الوطنــي للتبــرع وزراعــة الأعضــاء والأنسـجة البشريـة -حياة ودائرة الصحة – أبوظبي عنصرًا محوريًّا لتأسيس خدمات زراعة الرئة في دولة الإمارات.
وقدم البرنامج خبرات قيّمة وموارد ثمينة لتحسين الوعي المجتمعي بخصوص التبرع بالأعضاء وزراعتها ولعب دورًا رئيسًا في ضمان إدارة عملية التبرع بكفاءة عالية من مسائل لوجستية وغيرها، والأكثر أهمية ضمان وجود عملية شفافة وموثوقة وملتزمة بالأطر الأخلاقية للتبرع ونقل الأعضاء المتبرع بها.
وقال الدكتور عثمان أحمد: "نتعامل مع مرض الفشل الرئوي، ونحتاج في بعض الأحيان لدعم المرضى بالأكسجة الغشائية خارج الجسم، ونقوم بذلك عبر أجهزة متطورة وبوجود فريق عمل متمرس قادر على تقييم حالة كل مريض على حدة وتقديم العلاج المناسب".