كيف تقيس التوتر لديك؟ وما مستوياته الطبيعية؟
هل تعلم أن ظهور حب الشباب قد ينذرك بإصابتك بالتوتر؟ بالطبع ستفاجئك الإجابة عندما تعلم أن أعراضا عديدة تظهر على الشخص، منها الحبوب، تؤدي دورًا ساحرًا في تنبيهه بمخاطر صحية وجسدية، قبل أن تخبره بذلك الاختبارات الطبية المعتادة.
ذلك لأن التوتر لا يضرب كل الناس بالمقدار نفسه، وليس حالة نفسية، أو ذهنية فحسب، بل له انعكاساتٌ جسدية أيضًا.
فقد يكون مستوى التوتر مرتفعًا، ما يزيد بعض الهرمونات في الدم، مثل: الأدرينالين، أو الكورتيزول، وكذلك فإنَّ اختلاف مُعدَّل ضربات القلب من نتائج التوتر، لذلك قرَّر الباحثون الاستفادة من مثل هذه المعلومات في قياس التوتر، وتحديد المستويات الطبيعية له، وهي كلُّ توترٍ لم تصحبه أعراض جسدية، أو عجْزٌ عن الاسترخاء.
طرق قياس التوتر للرجل
تُسبِّب بعض العوامل التوتر، وينشأ عنه استجابة، قد تكون عاطفية، أو بيولوجية، أو إدراكية، أو غير ذلك؛ لذا فإنَّ قياس التوتر يعتمد على قياس مُسبِّبات، أو استجابات التوتر.
تشمل طرق قياس التوتر للرجل ما يلي:
1- تباين مُعدَّل ضربات القلب
يُعدُّ تحليل مُعدَّل ضربات القلب من الأمور الفعَّالة في قياس التوتر، إذ يُسجَّل التباين الزمني بين ضربات القلب المُتتالية، فهو ليس قياسًا لسرعة دقات القلب، بل الوقت بين تغيُّر ضربات القلب.
يتحكَّم الجهاز العصبي اللاإرادي في مُعدَّل ضربات القلب، ويتألف هذا الجهاز من:
- الجهاز العصبي الوُدِّي: يفرض نفسه على الجسم في حالة التوتر، أو الخوف.
- الجهاز العصبي اللاوُدِّي: يتحكَّم في الجسم عندما يكون الرجل مسترخيًا ليس بمتوترٍ، أو مضطربٍ نفسيًّا.
يُؤدِّي التوتر المستمر إلى عدم توازن الجهاز العصبي اللاإرادي، ما ينعكس على تباين مُعدَّل ضربات القلب.
يزداد تباين مُعدَّل ضربات القلب في حالة التوتر، بينما يكون مُنخفضًا في وضع الاسترخاء؛ لذا يُمكِنك زيارة طبيبٍ مُختص؛ لإجراء هذا الاختبار، وقياس مستوى التوتر لديك بالتحديد؛ ووضع خطة مستقبلية للتعامل معه.
2- إشارات المخ
أشارت بعض الأبحاث، وفقًا لموقع "هيلث لاين"، إلى أنَّ إشارات المخ هي الوسيلة الأدق؛ لقياس التوتر، فقد أوردت دراسة أنَّ عدم تماثل موجات "ألفا" علامة مُحتمَلة على التوتر، والقلق، ويظهر ذلك جليًّا عند إجراء مُخطَّط كهربية الدماغ لدى طبيبٍ مُختص.
3- اختبارات هرمونية
تتفاعل الهرمونات مع الحالة النفسية للرجل، إذ تزداد مستويات بعضها مع التوتر، والقلق، مثل: الأدرينالين، والكورتيزول.
عندما يُصابُ المرء بتوتر، ينشط الجهاز العصبي الوُدِّي، وتزداد مستويات الأدرينالين في الدم؛ لإمداد الجسم بطاقةٍ كافية؛ للتعامل مع التوتر، أو سببه، فهو جزءٌ من استجابة الجسم الطبيعية للتوتر، كما أنَّ زيادة الأدرينالين سبب شعور الرجل بأنَّه منفعلٌ، أو عصبي.
ليس الأدرينالين الهرمون الوحيد المُتفاعِل مع التوتر، بل يُفرِز الجسم أيضًا الكورتيزول، الذي يُساعِد على استجابة الجسم للتوتر أيضًا.
يخرج هرمون الكورتيزول من الغدة الكظرية، ويُنظِّم بعض المهام:
- مستويات السكر في الدم، إذ يزيدها.
- الالتهابات (يُقلِّلها، ولذلك يُستخدَم الكورتيزون كدواءٍ للالتهابات الشديدة تحت إشراف الطبيب بالطبع).
- الأيض.
يتميَّز الكورتيزول بمدٍ وجزرٍ خلال اليوم بشكلٍ طبيعي، وليس هرمونًا ضارًّا بالمعنى الحرفي، لكن زيادته بشكلٍ مزمن -بسبب التوتر المزمن- يُضعِف الصحة، إذ قد يُؤدِّي إلى ما يلي:
- حب الشباب.
- اكتساب الوزن.
- صعوبة التركيز.
- الإرهاق.
- ارتفاع ضغط الدم.
- الاهتياج.
- تقلبات مزاجية.
تكشف الاختبارات المعملية مستويات هرمونَي الأدرينالين، والكورتيزول، إمَّا من خلال عينات البول، أو عينات الدم.
اقرأ أيضًا: 13 طريقة للتخلص من التوتر والقلق
4- مقياس الإجهاد (التوتر) المُصوَّر
مقياس التوتر المُصوَّر هو استبيان نشأ عام 1983، يُستخدَم في تحديد قدر التوتر المُؤثِّر على الرجل، ولا تعتمد هذه الطريقة على اختبارات طبية كما في الوسائل السابقة، وإنَّما تعتمد على تصورّك الخاص للتوتر لديك.
لا تستهدف الأسئلة الأحداث التي تمرُّ بها حاليًّا، وإنَّما حالتك العاطفية، والذهنية هي الهدف من وراء الاستبيان.
مستويات التوتر الطبيعية
أيُمكِن أن تكون للتوتر مُستويات طبيعية؟ ربَّما صُدِمت -عزيزي القارئ- من هذا العنوان، لكن التوتر له مستويات طبيعية بالفعل.
يُشكِّل التوتر جزءًا لا يُمكِن فصله عن حياتنا، كما أنَّه من الطبيعي أن يتوتَّر الرجل من وقتٍ إلى آخر، لكن الإفراط فيه مُضرٌّ بالجسم بما لا يخطر لك على بال.
إذن ما معيارنا في تحديد المستوى الطبيعي للتوتر؟ الكلمة الفاصلة في ذلك هي الأعراض الجسدية، فما لم تظهر أعراض جسدية نتيجة التوتر، فما زال في مستواه الطبيعي، أمَّا إِنْ بدأت الأعراض الجسدية في الظهور، أو لم يعُد الرجل قادرًا على الاسترخاء، فهذا نذير خطر.
أعراض مستويات التوتر غير الطبيعية
تختلف أعراض مستويات التوتر المرتفعة من رجلٍ إلى آخر، ولكن قد تتضمَّن هذه الأعراض ما يلي:
- القلق.
- حب الشباب.
- الألم المزمن.
- الاكتئاب.
- صعوبة النوم.
- اضطرابات الهضم.
- الصداع.
- ألم البطن.
- زيادة الوزن.
قد تنشأ هذه الأعراض لأسبابٍ أخرى بخلاف التوتر، وعلى كُلٍّ يُفضَّل استشارة الطبيب للتعامل مع هذه الأعراض.
اقرأ أيضًا: كيف يؤثر التوتر والقلق على حديثك مع الآخرين؟
نصائح للتعامل مع التوتر
التوتر، وإِنْ كان قليلًا، فهو غير محمودٍ، خصوصًا إِنْ كان مُزمنًا، ومُستمرًّا لأوقاتٍ طويلةٍ؛ لذا إليك أهم النصائح للتعامل مع التوتر، والحد من أضراره عليك:
- ممارسة التمارين الرياضية: بالبحث عن رياضةٍ، أو هوايةٍ تستمتع بها؛ لتقليل التوتر لديك، والمساعدة على الاسترخاء.
- تمارين التنفُّس العميق: أشار بحث ذكره موقع "هيلث لاين" إلى أنَّ التنفُّس العميق يُساهِم في تفعيل الجهاز العصبي اللاوُدِّي، ما يجعل الجسم في وضع الاسترخاء بعيدًا عن التوتر، والقلق.
- تجنَّب الشاشات: التعرُّض المُفرِط للشاشات مُؤذٍ للصحة النفسية، والذهنية؛ لذا اكسر روتين الجلوس أمام الشاشات بالمشي في المُتنزّهات مثلًا.
- اقضِ وقتًا مع الآخرين: ليس مَنْ يُسبِّبون لك التوتر بالطبع، لكن قد يُساعِد قضاء وقتٍ مع الآخرين على تخفيف التوتر كثيرًا، خصوصًا إِنْ كُنتَ تُعانِي الوحدة.
- قضاء بعض الوقت مع الطبيعة: يستسلم الذهن تلقائيًّا لمنظر الطبيعة، فهي تُسهِم في تحسين الصحة النفسية، والعاطفية بتقليل التوتر، والقلق؛ لذا إِنْ أمكنك المشي في مكانٍ طبيعيٍّ بعيد عن ضوضاء الشوارع، والمدن الصناعية، فهنيئًا لك.
- الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم: يُسهِم النوم في تخفيف التوتر، إذ ثبت أنَّ الأرق وقلة النوم من العوامل المُسبِّبة للتوتر.