نصير شمة لـ «الرجل»: العُلا ألهمتني.. والسعوديون لديهم تجارب فنية رائعة
وصف الموسيقار نصير شمة التجارب الفنية في المملكة العربية السعودية بـ«الرائعة جدًّا»، وأضاف: «هناك مثقفون مهمّون جدًّا على مستوى الفكر والفلسفة والفن التشكيلي والموسيقى والكثير من المجالات والمهارات الفنية المختلفة»، مؤكدًا أن هذا سيجعل من المملكة سوقًا كبيرة من المواهب الفنية التي تحاول أن تُثبت نفسها.
كلام الموسيقار نصير شمة جاء في سياق حوار تصدّر مجلة «الرجل»، أُجري خلال زيارته لمدينة العُلا التي رأى فيها «مكانًا بكرًا ساحرًا جدًّا لم تتدخل فيه يد الإنسان وما زال على طبيعته يحتوي على الأسرار والجمال والسحر».
وأوضح أنه بوحي من العلا ألَّف عددًا من المقطوعات الموسيقية. وأضاف: «كل المواقع الموجودة في العُلا لها مسميات على قطع موسيقية ألَّفتها».
وكشف الموسيقار «شمة» لمجلة «الرجل» عن توقيع اتفاقية مع هيئة الموسيقى في المملكة لافتتاح «بيت العود» في منطقة الدرعية، وأضاف: «الشباب والشابات في السعودية لديهم أحلام، والفرصة سانحة الآن ليحققوها بقوة».
ودعاهم للانضمام إلى مشروعه بالقول «احمل نفسك إلى بيت العود، سجل وجرب، لا يوجد شيء سهل وصعب، تعالَ وتعلَّم وحقق حلمك. ومن يرد أن يحمي أولاده من كل شيء سلبي موجود حولنا فعليه أن يعلمهم شيئًا من الموسيقى والرسم».
وعمّا ينتظره من مشروعه الذي انتشر في عدة مدن عربية يقول: «الموسيقى قادرة على نشر الحب والوئام بين الناس، وقادرة على مواجهة التعصب والأنانية، وقادرة على طرد التخلف والنظرة السوداوية للحياة».
ورفض «شمة» أن يعدَّ نفسه قد وصل إلى القمة وأضاف: «ما زال هناك الكثير الذي يجب عمله، وأعتقد أن السعي والصبر والتمرين المتواصل والقراءة وتنوع مصادر الإبداع تجعل التعلم مستمرًّا، وإذا شعرت أنني في القمة فستكون تلك نهايتي».
يذكر أن الموسيقار «شمة» أضاف الوتر الثامن «وتر الفارابي»، إلى العود، وردًّا على سؤال عما تعنيه له الآلة الأصيلة قال: «العود مثل الشُرفة أطل من خلالها على العالم، وأُقدم أبعاد شخصيتي من خلاله، لذلك، العلاقة مع العود قوية، أتحدث من خلاله وتظهر بنغماته شخصيتي، وهو الفرشاة التي أرسم بها».
ويرى الموسيقار شمة أن الأغنية المعاصرة تغيرت مساراتها وفقدت كثيرًا من قيمتها، وأضاف «الوعي هو المتحكم في اختيارات الفنان، والثقافة في غالب الأحيان إما تحمي وإما تعصف بالفنان وتحكم علاقته مع الجمهور».
عما إذا كان يفكر في الغناء أجاب: «أحب الغناء ولكن لا يشغلني أن أمارسه، حاولت أن أحوّل الأصابع إلى حنجرة من خلال العزف وهو عمل بدأته وأنا طالب في بغداد».
أما الأغنية أو الموسيقي التي لا يمل من سماعها فهي «كل أعمال زكريا أحمد، لا يمكن أن تمل منها، أحب (السنباطي) ولكن زكريا أحمد قدم أعمالاً موسيقية توصف بـ (الذهب الخالص)، أعماله كانت إلهامًا، بجانب موسيقى (القداس) لموزارت».
وعن هواياته بعيدًا عن الموسيقى، يقول إنها كثيرة، منها الرسم والرواية والشعر، والقراءة والاطلاع، ويضيف: «أهتم بتطوير كل شيء من حولي».
يشار إلى أن الفنان شمة حصل على العديد من الجوائز وهو سفير للسلام من قبل اليونيسكو ولديه عدد من المشاريع الإنسانية لدعم الأطفال واللاجئين، ويرى أن تنظيمه لتلك الأعمال أعطى قيمة لحياته ووجوده، ويضيف: «كان سببًا لوجودي وكياني بعد إطلاق سراحي من حكم الإعدام، وكان مثالاً لابنتي حين ترى والدها يشارك في تلك الأعمال الخيرية، ستشعر أن لديها مسؤولية».
والغد بالنسبة للفنان نصير شمة: «أمل جديد، فكرة جديدة، عمل جديد»، ويضيف: «ما دمنا على الأرض فهذا يعني أن نعمل لنجعل العالم بشكل أفضل».