«لورو بيانا» و«تشكيل» يحتفيان بتراث دبي مع باولا أنزيكه
الفن هو شاهد على الحضارات خارج حدود الزمن، يربط الثقافات ويوثق وجودها على مر الأعوام.
تيمنًا بهذا تعاون مركز "تشكيل" والعلامة التجارية "لورو بيانا" للمرة الثانية على طرح برنامج "إقامة لورو بيانا الفنية لدى تشكيل" بدبي، وقد استضافا الفنانة الإيطالية باولا أنزيكه لتكون الفنان المقيم لهذا الفصل من الشراكة بينهما.
ويكمُن الهدف الأساسي من تعاون لورو بيانا وتشكيل في دعم الفنانين المعاصرين، والتحفيز لإطلاق وتجربة أساليب جديدة ومختلفة للتطبيقات الفنية، التي تختلف عبر بلدان العالم في مفاهيمها.
من هنا انطلقت الفكرة باستضافة فنانين يعززون التبادل الثقافي والخبرة والتطبيق، ويجلبون بعضًا من بلادهم إلى الإمارات العربية المتحدة لمزج الثقافات في إطار فني راقٍ.
باولا والطبيعة
باولا أنزيكه فنانة تعمل مع ومن الطبيعة، وكان تعاونها مع لورو بيانًا ملائمًا للغاية حيث تتخصص العلامة في الألياف الطبيعية الفاخرة، ما جعل دبي ذات الطبيعة الخلابة والمصادر الطبيعية أفضل موقع لإطلاق مجموعتها التي تهدف باولا أن تكتشف من خلالها تاريخ وحضارة دبي، وتعبر عنها في أعمال فنية خلابة، ذات حاضر يزهو بوجود العديد من الثقافات والجنسيات المختلفة.
ظهر التباين بين الحاضر والماضى والمستقبل الشهيرة به دبي واضحًا في أعمال باولا من خلال استخدامها للتوابل والكشمير والصوف وحتى الألمنيوم، مستلهمة من الطبيعة حولها ما يمكنها من صنع قطع فنية فريدة من نوعها.
في حوارنا مع باولا، سنحت لنا الفرصة لنعرف المزيد عنها وعن فنها ومجموعتها الحالية.
-لماذا اخترتِ العمل بهذا الشق من الفن، تحديدًا العمل بالمواد الطبيعية؟
قرأت الكثير من الكتب عن علوم الآثار وعلم الإنسان والعمارة العامية، ومن خلال هذه القراءات اتضح لي أن الاستدامة هي الطريق الذي أريد أن أسير به في رحلتي الفنية.
أعتقد أن دراسة الانسان للماضي تمكنه من تغيير المستقبل للأفضل من خلال تفادي أخطاء سلفه، وهي في رأيي تكمن في التبديد.
الاستدامة هي فلسفة شخصية أحيا بها يومًا بعد يوم، ولذلك أحاول دائمًا أن أجد حلولاً أمنع بها التبديد، سواء كان ذلك في ملابسي أو طعامي أو أي من النشاطات بحياتي اليومية.
وبالطبع انعكس هذا على أسلوبي الفني، حيث أجد نفسي دائمًا منجذبة إلى الموارد الطبيعية كاستعمال الطاقة الشمسية مع التوابل المختلفة لصبغ الألياف والأقمشة، وهو ما حققته مع بعض القطع من هذه المجموعة.
-ماذا كان أكبر مصدر للإلهام لك في أرض دبي من الناحية الجيولوجية؟ ومن مظاهر الحياة بها؟
بالطبع كانت الصحراء مصدرًا كبيرًا للإلهام في مجموعتي، حيث إنها تختلف جذريًّا عن جيولوجيا أوروبا الخضراء إذ أقمت لفترة طويلة.
عند غروب الشمس هنا، يحدث تغيير متفاوت ورائع لألوان السماء بين الأزرق والأحمر والبرتقالي والوردي، مشكلين تباينًا مع لون الصحراء البني وهو الشيء الذي لم أعهده في أوروبا.
أيضًا بهرني المرجان خاصة عند رؤيته لأول مرة.
تركت أيضًا العمارة العامية التي رأيتها في المناطق القديمة والأثرية بدبي تأثيرًا بنفسي (وهي التي تعتمد على البناء وفقًا للموارد المتاحة).
أعتقد أن انجذابي دائمًا هو للأشياء التي لم أرها بالقبل، وهذا واضح حيث إني متواجدة في دبي فقط منذ شهر سبتمبر الماضي، ولهذا فكل شيء بالنسبة لي جديد.
-احكي لنا على الدور الإيجابي التي جلبته "تشكيل" لتلك التجربة.
كانت وما زالت تجربة رائعة أن أكون الفنانة المقيمة بتشكيل! المكان هنا مناسب للغاية للتأمل والتفكير والعمل في هدوء وراحة حيث إنه بعيد عن زحام المدينة والحياة سريعة الخطى.
يشكل أيضًا المكان مجتمعًا صغيرًا للفنانين للعمل معًا، وكان هذا غاية في الأهمية حيث إني وجدت أسرة لي في دبي أعيش وأعمل في وسطها.
أكثر ما لفت نظري هو أهمية المرأة في المجتمع، حيث إن الشيخة لطيفة بنت مكتوم بن راشد آل مكتوم، مؤسِّسة تشكيل ومديرته، صنعت مكانًا يدعم النساء ويمكنهن من عرض فنهن، وسأكون دائما شاكرة لمقابلتها وثقتها بأني الشخص المناسب لهذا البرنامج الفريد.
-هل غيّر برنامج " إقامة لورو بيانا الفنية لدى تشكيل" من أسلوبك الفني؟
لن أقول إن البرنامج غير من أسلوبي الفني، بل يمكنني القول إنه أضاف له الكثير.
شجعني أكثر على تجربة مواد وموارد جديدة في أعمالي تنبع من الطبيعة في الإمارات، مثل استخدام الملح، والتوابل والشمس.
عندما بدأت العمل على القطع الفنية، كنت أستعمل نوعًا واحدًا من التوابل مثل الكركم لصبغ الألياف تحت أشعة الشمس، ولكن مع الوقت بدأت بخلط العديد من التوابل مثل القرفة والبابريكا والزعفران لصنع ألوان وتأثيرات مختلفة، وهذا مثال واحد من كثير.
اقرأ أيضًا: أبرز الفنانين السعوديين في الفن التشكيلي.. كيف وصلوا للعالمية؟
سعدنا كثيرًا باللقاء مع باولا أنزيكه، وعرفتنا على منطلق جديد للأعمال الفنية.
هي فنانة "ترى باليدين" كما تحب أن تطلق على أسلوبها الفني، وخبرتها في مجال المنسوجات والألياف الطبيعية جعلت تعاونها مع لورو بيانًا متوافقًا مع اتجاه العلامة التجارية كداعمة للفنون والطبيعة المحلية.
مدت العلامة باولا بأقمشة كثيرة مثل زهور الزئبق والحرير والكشمير، مزجتها باولا بموارد محلية جعلت أعمالها الفنية رائعة لا بدّ من رؤيتها، ويمكنك زيارة مركز تشكيل بند الشبا حتى العاشر من يناير لعام 2023 لتراها بنفسك.