لبيت هادئ ومستقرّ .. آداب معاملة المرأة لزوجها في الإسلام
في الآونة الأخيرة زادت حالات الطلاق والانفصال بين المتزوجين، ويرجع ذلك لعدة أسباب، من بينها، ما يعود إلى آداب معاملة الزوجة لزوجها، وذلك بسبب جهل العديد من النساء بطريقة التعامل مع أزواجهن في ظل سيطرة شعارات استقلال المرأة القوية في مجتمعاتنا الشرقية، ما جعل المرأة تنسى أوامر الله سبحانه وتعالى بطاعة زوجها وإرشادات نبينا الكريم بطريقة التعامل معه.
آداب معاملة الزوجة لزوجها
لضمان علاقة زوجية ناجحة يجب أن نكون على علم بآداب معاملة الزوجة لزوجها في الإسلام، التي نص عليها القرآن الكريم، وأكدها نبينا العظيم في الأحاديث الشريفة وتتلخص هذه الآداب في عدة نقاط:
1- طاعة الزوج دائمًا وأبدًا إلا في معصية الله سبحانه وتعالى.
2-عدم الخروج من المنزل دون أخذ الإذن من زوجها.
3- ومن أهم الأشياء في معاملة الزوجة لزوجها هو ألاّ تجعل زوجها ينام وهو غير راضٍ عنها، حتى إذا كانت بينهما أي خلافات، فلا بد أن تتحدث معه ويتوصلا إلى حل، وذلك لا يعني بالضرورة أن تتنازل من أجله لكن أن تطيع أوامر الله عز وجل.
4- يجب على الزوجة أن تصون عرض زوجها وذلك عن طريق أن تعف نفسها من المحرمات، وتؤدي حقوق زوجها، وهذا من أهم شروط معاملة الزوجة لزوجها.
5- ومن أهم آداب معاملة الزوجة لزوجها هو الاهتمام بزوجها وأبنائها وبيتها وأن يكن ذلك على أكمل صورة، فلا تترك المرأة منزلها دون أن تهتم بنظافته، ولا أولادها دون أن ترعاهم، ولا زوجها دون أن تهتم بملبسه ومأكله ومشربه.
6- تقديم طاعة الزوجة لزوجها على طاعة والديها، ففرض الإسلام على المرأة بمجرد أن تتزوج أن تكون طاعتها لزوجها هي الأولى والأهم عن طاعة والديها.
اقرأ أيضًا:عندما يكون الصمت قاتلاً في العلاقة الزوجية.. كيف تتغلب عليه؟
معاملة الزوجة لزوجها العصبي
تكمن طريقة معاملة الزوجة لزوجها العصبي في محاولة احتوائه وألا تتبع معه أسلوب العند، وتجعل الغضب يسيطر عليها هي الأخرى، ومن ثم يصل النقاش بينهما إلى الحدة التي قد تسبب العديد من المشكلات، فيجب أن تنتظر المرأة زوجها حتى يهدأ نهائيًّا، ويتخلص من عصبيته، وبعدها يمكن أن تبدأ معه نقاشًا هادئًا وصحيًّا ينتج عنه الوصول إلى حلول لجميع المشكلات التي يمكن أن تواجههما.
حكم معاملة الزوجة السيئة لزوجها
في كثير من الأوقات عاني بعض الراجل سوء معاملة زوجاتهم لهم ولكن ما حكم الإسلام في ذلك؟
وفقًا لتعاليم الإسلام يجب على الزوجة ألا تسيء إلى زوجها حتى إذا أساء إليها، فطاعة الزوج أمر لا بد منه فلا يجوز للمرأة أن تقوم بأي أمر يسيء إلى زوجها أو تهينه، كما أنها لا يمكنها أن تمتنع عن قضاء حاجياته وفي حديث رواه الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِذَا بَاتَتِ الْمَرْأَةُ مُهَاجِرَةً فِرَاشَ زَوْجِهَا لَعَنَتْهَا الْمَلائِكَةُ حَتَّى تَرْجِعَ».
وفي آداب معاملة الزوجة لزوجها، لا يجوز أن تقوم الزوجة بإفشاء أسرار زوجها وذلك بأمر من الله سبحانه وتعالى والذي قال في كتابه العزيز ﴿فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ الله﴾ [النساء: 34]، فقد الخلق الله المرأة للحفاظ على بيتها وأطفالها وزوجها لأن الزوج هو جنة زوجته ونارها فإذا توفيت الزوجة وزوجها غير راض عنها دخلت النار وإذا توفيت وهو راضٍ عنها دخلت الجنة وهذا وفقًا رواه الترمذي عن أم سلمة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «أَيُّمَا امْرَأَةٍ مَاتَتْ وَزَوْجُهَا عَنْهَا رَاضٍ دَخَلَتِ الجَنَّة».
أحاديث عن حسن معاملة الزوجة لزوجها
جاءت تعاليم ديننا الكريم بشأن معاملة الزوجة لزوجها واضحة ولا تحتاج إلى أي تفسير لكن رسولنا الكريم فسر الأمر حتى لا يكون هناك أي شك قائم في قلوبنا، وهناك العديد من الأحاديث التي تنص على ضرورة أن تحسن الزوجة معاملة زوجها ومن هذه الأحاديث:
1- عن أبي هريرة قال: «إذا صلَّتِ المرأةُ خَمْسَها، و صامَت شهرَها، و حصَّنَتْ فرجَها، وأطاعَت زوجَها، قيلَ لها: ادخُلي الجنَّةَ مِن أيِّ أبوابِ الجنَّةِ شِئتِ».
2- قال رسول الله «لو كنت آمراً أحدا أن يسجد لغير الله لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها»، وفي رواية أخرى رواها الترمذي من حديث أبى هريرة رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها» [صححه السيوطي].
3- من حديث عبد الرحمن بن عوف رضي الله تعالى عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح» [ورواه أيضاً البخاري ومسلم].
4- في الترمذي من حديث أبى هريرة رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها» [صححه السيوطي].
5- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ألا أخبِرُكم بنسائِكم من أَهلِ الجنَّةِ؟ الودودُ، الولودُ، العؤودُ على زوجِها الَّتي إذا آذت أو أوذيت، جاءت حتَّى تأخذَ بيدَ زوجِها ثمَّ تقولُ: واللَّهِ لا أذوقُ غَمضًا حتَّى ترضى».
6- أخبر حصين بن محصن عن عمته: أنها دخلت على الرسول صلى الله عليه وسلم فقال لها: «أذاتُ زوجٍ أنتِ؟ قالت: نَعَمْ، قال: كيفَ أنتِ له؟ قالت: ما آلوه إلَّا ما عجَزْتُ عنه، فقال رسولُ اللهِ: انظُري أينَ أنتِ منه فإنَّه جنَّتُكِ ونارُكِ».
7-قال رسول الله صلى الله عليه وسلم-: «لا يَحِلُّ لِلْمَرْأَةِ أنْ تَصُومَ وزَوْجُها شاهِدٌ إلَّا بإذْنِهِ، ولا تَأْذَنَ في بَيْتِهِ إلَّا بإذْنِهِ، وما أنْفَقَتْ مِن نَفَقَةٍ عن غيرِ أمْرِهِ فإنَّه يُؤَدَّى إلَيْهِ شَطْرُهُ».
8- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم-: «كلُّكُمْ راعٍ وكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، والأمِيرُ راعٍ، والرَّجُلُ راعٍ علَى أهْلِ بَيْتِهِ، والمَرْأَةُ راعِيَةٌ علَى بَيْتِ زَوْجِها ووَلَدِهِ، فَكُلُّكُمْ راعٍ وكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ».
9- وقال عليه الصلاة والسلام: «إِذَا بَاتَتِ الْمَرْأَةُ مُهَاجِرَةً فِرَاشَ زَوْجِهَا لَعَنَتْهَا الْمَلائِكَةُ حَتَّى تَرْجِعَ» رواه الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه.
10- قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «أَيُّمَا امْرَأَةٍ مَاتَتْ وَزَوْجُهَا عَنْهَا رَاضٍ دَخَلَتِ الجَنَّة» رواه الترمذي عن أم سلمة رضي الله عنها.