هل تعرف النخالة الوردية؟ أعراضها وطرق علاجها
النخالة الوردية من الأمراض الجلدية التي تُصِيب فئة الشباب تحديدًا أكثر من غيرهم، وتبدأ بظهور طفحٍ جلدي قد لا يزول إلاّ بعد مرور أسابيع، كما أنَّ الحكَّة أحد أعراضها التي قد تزعج مَنْ أُصِيب بها، وقد يتشابه تشخيصها مع أمراض أخرى عديدة، ومِنْ ثَمَّ فهي تحتاج إلى عناية خاصَّة، ووسائل علاجية أخص.
ما هي النخالة الوردية؟
- طفح جلدي ناتج عن عدوى فيروسية، وتكثر الإصابة بها بين البالغين في فصلي الخريف والربيع.
- الطفح الجلدي الخاص بالنخالة الوردية مُؤقَّت، وهو عبارة عن بقع متقشرة حمراء مرتفعة عن سطح الجلد.
هل النخالة الوردية مُعدية؟
لا يُعدُّ مرض النخالة الوردية مُعديًا، إذ لا ينتقل من المُصاب إلى المُحِيطين به عبر الاتصال الجسدي، أو بأي طريقةٍ أخرى.
أسباب النخالة الوردية
تنشأ النخالة الوردية غالبًا؛ بسبب عدوى فيروسية، وتحديدًا أحد أنواع فيروس «الهربس»، كما أنَّ الفئة العمرية التي يتراوح عمرها بين 10 - 35 سنة هم الأكثر عُرضةً للإصابة بها.
أشارت تقارير، وفقًا لموقع «ديرم نتز»، إلى أسباب ظهور النخالة الوردية:
1- العدوى الفيروسية:
- تُوجَد علاقة شبه مُؤكَّدة بين فيروسات الهربس 6 و7، لكن لم تُؤكِّد الدراسات ذلك بعد.
- قد تكون بعض الفيروسات الأخرى لها علاقة بالنخالة الوردية، مثل فيروس الإنفلونزا، أو فيروس كورونا «كوفيد -19».
اقرأ أيضًا: أسباب الحزام الناري.. بقع حمراء وطفح جلدي أشهر أعراضه
2- التفاعل الناجم عن الأدوية
قد ترتبط حساسية النخالة الوردية بتناول بعض الأدوية، مثل:
- مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين: وهي أدوية لخفض ضغط الدم المرتفع، مثل: كابتوبريل.
- مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، مثل: إيبوبروفين.
- أدوية أخرى، مثل: أيزوتريتينوين «لعلاج حب الشباب»، وميترونيدازول، وغيره.
3- اللقاحات
ربَّما يحدث هذا المرض الجلدي؛ نتيجة تلقي بعض اللقاحات، مثل: لقاح السل، أو لقاح فيروس كورونا، أو لقاح فيروس التهاب الكبد B، أو لقاح الإنفلونزا.
أعراض النخالة الوردية
لا تقتصر أعراض هذا المرض فقط على الاضطراب الجلدي، بل يضمُّ ما يلي:
1- الإعياء
- يشعر البعض بأنَّه ليس على ما يُرام في الأيام التي تسبق الطفح الجلدي، إذ يُعانِي 69% من الأشخاص أعراضًا شبيهة بنزلات الإنفلونزا، مثل: السعال، أو احتقان الحلق، أو ارتفاع درجة الحرارة، أو الصداع، أو آلام المفاصل.
2- لطخة نذيرة (Herald patch)
- تظهر بقعة وردية، أو حمراء متقشرة قبل أن يُصبِح الطفح الجلدي واسع الانتشار بيومين على الأقل.
- يتراوح حجم اللطخة النذيرة بين 2 - 10 سم، وقد تظهر في أماكن مختلفة، مثل: البطن، أو الصدر، أو الظهر، أو الرقبة، أو الوجه، وفروة الرأس، والأعضاء التناسلية بدرجةٍ أقل.
3- طفح جلدي واسع الانتشار
- ينتشر الطفح الجلدي بعد مرور أسبوعين على الأكثر من اللطخة النذيرة، وربَّما يستمر في الانتشار لمُدَّة 2 - 6 أسابيع، وفقًا لما ذكره مركز NHS البريطاني.
- خصائص هذا الطفح الجلدي أنَّه بقع حمراء صغيرة مقشرة مرتفعة عن سطح الجلد، وقد يصل حجم البقعة إلى 1.5 سم.
- يُصِيب الطفح الجلدي أغلب الناس في منطقة الصدر، والظهر، والرقبة، والبطن.
- ليس الطفح الجلدي مُؤلمًا، لكنَّه قد يُسبِّب الحكَّة.
- تُعدُّ البقع الظاهرة في هذه المرحلة أقل حجمًا مِمَّا في المرحلة السابقة «اللطخة النذيرة».
اقرأ أيضًا: الطفح الجلدي التناسلي..الأسباب والأعراض وطرق الوقاية
هل تختلف الأعراض باختلاف لون الجلد؟
تترك النخالة الوردية خلفها بقع أفتح، أو أغمق من لون الجلد، وقد تكون هذه البقع بارزة لدى أصحاب البشرة الداكنة، إذ يحتاجون إلى شهورٍ؛ كي يستعيدوا لون الجلد الطبيعي.
تشخيص النخالة الوردية
نسبة الخطأ واردة في تشخيص هذا المرض الجلدي، إذ قد يتشابه مع السعفة، أو الصدفية، ومِنْ ثَمَّ فاختيار الطبيب المُناسِب للتشخيص أمرٌ ضروريٌ.
قد يدعم التشخيص بعض الاختبارات، مثل:
- اختبارات الدم؛ للبحث عن الأجسام المضادة لفيروس الهربس 6، إذ يُتوقَّع أن يكون السبب لظهور المرض.
- أخذ عينة من الجلد؛ لفحصها معمليًا.
علاج النخالة الوردية
تتضمَّن الوسائل العلاجية للنخالة الوردية ما يلي:
1- الإجراءات العامة
تُعدُّ هذه النخالة من الأمراض التي تزول تلقائيًّا دون الحاجة إلى علاجٍ مُعيَّنٍ، لكن يستهدف العلاج الحكَّة التي قد تكون شديدة لدى 25% من المُصابين، وفقًا لما ذكره موقع «ديرم نتز»، وذلك من خلال:
- استخدام الكريمات المُرطِّبة للبشرة الجافة.
- الاستحمام بالماء العادي وزيت الاستحمام، إذ النخالة الوردية والاستحمام مترابطان علاجيًا، لكن قد يُؤدِّي الاستحمام بالماء الساخن، أو استخدام صابون قوي إلى زيادة الحكَّة والطفح الجلدي سوءًا.
- تعريض البشرة للشمس بحذر «لعدم التعرُّض لحرق الجلد».
2- الإجراءات الخاصة
تُساهِم الوسائل العلاجية الآتية في تخفيف الأعراض، وتسريع التعافي من هذا المرض:
- كريمات، أو مراهم الستيرويدات الموضعية متوسطة الفعَّالية، إذ تُساعِد على تخفيف الحكَّة الموضعية كونها مضادة للالتهابات، والحساسية.
- مضادات الهيستامين الفموية؛ للتغلُّب كذلك على الحكَّة، إذ إنَّ منشأها وجود كميات من الهيستامين.
- أمَّا الحكَّة الشديدة، فقد يُناسِبها أكسيد الزنك، أو غسول كالامين، وحتى الستيرويدات الفموية «تُتناوَل تحت إشراف الطبيب، ويُمنَع منعًا باتًا تناولها دون وصفةٍ طبية، كما لا يُحبَّذ استخدامها لفتراتٍ طويلةٍ في العلاج».
- تناول أدوية مضادة لفيروس الهربس، مثل: أسيكلوفير، لمُدَّة 7 أيام، إذ يُساهِم في تسريع الشفاء، وتخفيف الحكَّة في الحالات الشديدة.
- العلاج بالضوء.
الفرق بين النخالة الوردية والنخالة متعددة الألوان
النخالة متعددة الألوان أحد الأمراض الجلدية أيضًا، لكن تنشأ النخالة متعددة الألوان؛ نتيجة عدوى فطرية، ويكون علاجها عبر تناول الأدوية المضادة للفطريات، سواءٌ كانت فموية، أو كريمات موضعية.
اقرأ أيضًا: علامات تمدد الجلد الحمراء والبيضاء..ماهيتها والفرق بينها
متى تختفي النخالة الوردية؟
يستمر الطفح الجلدي الخاص بالنخالة الوردية 2 - 12 أسبوعًا على الأقل، وقد يصل في بعض الأحيان إلى 5 أشهر.
هل كبار السن مُعرَّضون للإصابة؟
أشار «كليفلاند كلينيك» إلى أنَّ الأشخاص الذين تخطَّت أعمارهم الستين عامًا لا يُصابون عادةً بالنخالة الوردية، وإِنْ أُصِيبوا بها، فإنَّها لا تستمر لوقتٍ طويل.
هل يُوجد رابط بين الطعام والنخالة الوردية؟
لا يُوجَد بحثٌ يُؤكِّد أي علاقة مباشرة بين النخالة الوردية والطعام، أو إمكانية تخفيف الأعراض عبر حمية غذائية مُعيَّنة.
يعتقد البعض أنَّ تناول الأطعمة الغنية بمضادات الالتهابات، ومضادات الأكسدة مُخفِّفٌ للحكَّة، ويعود ذلك نظريًّا إلى كون هذه النخالة مصحوبة بزيادة الإجهاد التأكسدي، لكن لا يُوجَد بحثٌ أكَّد ذلك وفقًا لموقع «هيلث لاين».
وذكر موقع «كليفلاند كلينيك» أنَّ الشوفان من الأطعمة التي تُعالِج الحكَّة المُصاحبة للنخالة الوردية، وتُعدُّ أفضل طريقة لاستخدامه لهذا الغرض من خلال طحنه باستخدام خلَّاطٍ، أو ما شابه، ثُمَّ خلط مسحوق الشوفان مع الماء الدافئ إلى أن يُصبِح سميكًا، ثُمَّ يُمكِن إضافة هذا الخليط إلى المنطقة المُصابة بالحكَّة، وتغطيتها به بالكامل، ثُمَّ غسل الجلد بعد 10 دقائق.
نصائح غذائية للنخالة الوردية
لا تحتاج إلى تجنُّب أطعمة مُعيَّنة في حالة الإصابة بالنخالة الوردية، لكن نُوفِّر لك قائمة بالأطعمة التي قد تزيد الالتهاب، والتي يُفضَّل تجنُّبها، مثل:
- المقليات.
- الوجبات السريعة.
- الزيوت المُعالَجة.
- السكريات.
تتميَّز الأطعمة التالية بخصائص مضادة للالتهابات:
- زيت الزيتون.
- الأسماك الدهنية، مثل: السالمون.
- الطماطم.
- الخضراوات، مثل: السبانخ.
اقرأ أيضًا: كل ماتريد معرفته عن سرطان الجلد وأنواعه المختلفة
متى يجب زيارة الطبيب؟
ينبغي زيارة الطبيب على الفور في حالة:
- ظهور أعراضٍ جديدةٍ.
- عدم اختفاء الأعراض رغم الالتزام بالخطة العلاجية.
- استمرار الطفح الجلدي لأكثر من 10 أسابيع.
- الإصابة بعدوى في الطفح الجلدي، ولذلك علامات، مثل: الاحمرار، أو التهيُّج، أو التورُّم.