«حساسية القمح».. ما هي أعراض المرض؟ وكيف يمكنك التعامل معه؟
ربما يرغب كثيرون في الاستفسار عن مرض «حساسية القمح»، أعراضه، تبعاته وطرق علاجه، ولمن لا يعرف شيئًا عن هذا المرض، فهو مرض مناعي يُلزم الأفراد بتجنب الغلوتين في الأكل.
والغلوتين هو بروتين يوجد في القمح، ويتسبب لمن يعانون حساسية ضد القمح في إتلاف أمعائهم الدقيقة، ولهذا يجب توخي الحذر لأنه يؤدي لتفاعلات تحسسية، تؤدي لبعض المخاطر والمشكلات.
ورغم اعتقاد البعض أن مجرد الابتعاد عن القمح هو بداية العلاج أو أول الطريق لتجنب الإصابة بحساسية القمح، لكن الأمر ليس بتلك السهولة في واقع الأمر، نظرًا لدخوله في كثير من الأطعمة، التي يعلمها ولا يعلمها الأشخاص، وهنا تكمن صعوبة السيطرة على الوضع.
ما هي حساسية القمح؟
الحساسية ضد القمح هي عبارة عن رد فعل تحسسي تجاه نوعية الأكلات أو الأطعمة التي تحتوي على القمح. ويقول الأطباء إنها غالبًا ما تحدث إما عند تناول القمح أو عند استنشاق طحين القمح.
أعراض حساسية القمح عند الكبار
في حالة الإصابة بحساسية غلوتين القمح، يجب التزام الحذر تمامًا، لأنه في حالة الإقدام على تناول بروتين القمح، فالأرجح أن الجسم سيتعرض لردود فعل تحسسية، طبقًا لما نبه عليه باحثون من «مايو كلينك». والحقيقة أن أعراض حساسية القمح عند الكبار تنقسم لفئتين: أعراض غير مُهددة للحياة وأخرى مُهددة للحياة.
وما يجب معرفته أيضًا هو أن تلك الأعراض تبدأ في الظهور على الجسم بعد فترة بسيطة من تناول أطعمة تحتوي على قمح، ونستعرض في القائمتين التاليتين أبرز أعراض تلك المشكلة لننتبه لها.
أعراض غير مُهددة للحياة
أفاد موقع «هيلث لاين» أنه سرعان ما تبدأ أعراض الحساسية في الظهور بعد مرور دقائق على تناول أي أطعمة مُصنعة من القمح، أو استنشاق أي مادة بها طحين القمح، ومن ضمن هذه الأعراض التي لا تُشكل خطورة على الحياة ما يلي:
- صداع.
- انتفاخ.
- مغص.
- الطفح الجلدي.
- حكة.
- انتفاخ الجلد.
- تهيج الفم أو الحلق.
- احتقان بالأنف.
- صعوبة بالتنفس.
- غثيان.
- قيء.
- إسهال.
اقرأ أيضًا: هل تعاني من الحساسية المفاجئة؟ هذه الأطعمة قد تكون السبب
أعراض مُهددة للحياة
وفي نفس الوقت، يجب الانتباه إلى احتمال ظهور أعراض تشكل خطورة على الحياة، حيث تكون الحساسية هنا من القمح حساسية مفرطة، ما يستلزم سرعة التدخل منعًا لتفاقم الأمور.
ولهذا يجب الحذر بصورة تامة حال ظهور أي من الأعراض التالية:
- شحوب لون الجلد.
- ازرقاق لون الجلد.
- صعوبة شديدة بالتنفس.
- دوخة.
- هبوط حاد في ضغط الدم.
- ضعف النبض.
- ألم شديد بالصدر.
- ضيق في الحلق.
تحليل حساسية القمح
يمكن بطبيعة الحال إجراء فحص لحساسية القمح، بحيث يتم تشخيص الحالة، والوقوف على طبيعة الأعراض التي يعانيها الشخص للتعامل معها كما ينبغي، وتشمل تلك الفحوصات ما يلي:
1- اختبار الدم
أول فحص يمكن القيام به لمعرفة ما إن كانت هناك أجسام مضادة تسبب تلك الحساسية هو إجراء اختبار للدم، لا سيما لو كان الشخص يعاني مشكلة جلدية أو لو كان يتناول أدوية تسبب تفاعلات.
2- اختبار الجلد
يتسم هذا الفحص بدقته العالية، وهو شائع للغاية، ويُعرف بفحص حساسية الجلد، وحال ظهور نتوءات حمراء مثيرة للحكة في المنطقة التي أُجري بها الاختبار، فإنها تكون دليل على الإصابة بحساسية ضد القمح.
3- اختبار تحدي الغذاء
يعتمد هذا الاختبار على اختبار درجة تفاعل الشخص مع أطعمة بعينها لاكتشاف ما إن كان مصابًا بحساسية تجاهها أم لا، وبطبيعة الحال يتم هذا الاختبار تحت إشراف الطبيب، لمراقبة الأعراض.
4- اختبار يوميات الطعام
ينطوي هذا الاختبار على ضرورة أن يقوم الشخص نفسه بتسجيل كل ما يخص يوميات تناوله للطعام، بدءًا من نوعية الوجبات، توقيتاتها، الأعراض التي يشعر بها بعد كل أكلة، توقيتات ظهورها وما إلى ذلك.
5- اختبار حمية الاستبعاد
وهو الاختبار الذي يطلب فيه الطبيب من الشخص الذي يواجه بعض المتاعب أن يستبعد أطعمة بعينها من نظامه المتبع، لا سيما الأطعمة التي يُشتبه في أنها من مُسببات الحساسية ضد القمح، ومن ثم يعيدها إليه مرة أخرى تدريجيًا، ليستكشف تأثير ذلك، وما إن كانت ستظهر أعراض أم لا.
6- اختبار تتبع الأعراض والتاريخ الوراثي
يتتبع الطبيب في ذلك الاختبار أي أعراض ربما عانى منها المريض نتيجة أكلات بعينها، ويحاول أن يستكشف في نفس الوقت ما إن كان المريض لديه تاريخ وراثي بشأن تلك الحساسية في العائلة أم لا.
اقرأ أيضًا: أسباب حساسية الوجه.. وكيف يمكنك علاج ذلك؟
درجات حساسية القمح
إن المقصود بها، على حسب ما أوضحه الأطباء، هو أعراض الحساسية، ومدى شدتها، إذ إنها تختلف من حالة لأخرى، وبالتالي فإن التعرف على تلك الدرجات أمر من شأنه أن يساعد الطبيب على فهم الحالة وتحديد علاجها المضبوط.
ونستعرض فيما يلي درجات الحساسية ضد القمح المتعارف عليها بحسب ما ذكره الأطباء بهذا الخصوص:
1- الدرجة الأولى من حساسية القمح «الدرجة الطفيفة»
هذه الدرجة من الحساسية تتسم بأعراضها الخفيفة، ولهذا من الممكن تلاشيها، بل وعلاجها بطريقة سهلة وبسيطة، ومن أشهر أعراضها ما يلي:
- أكزيما.
- غثيان.
- قيء.
- إسهال.
- تهيج بالحلق أو الفم أو كليهما.
- احتقان بالأنف.
- وجود دموع في العين.
- حكة بالعين.
- انتفاخ بالمعدة.
2- الدرجة الثانية من حساسية القمح «الدرجة الخطرة»
تلك الدرجة من الحساسية هي الدرجة المتطورة أو الدرجة الأكثر خطورة من الحساسية ضد القمح، وتعرف بـ«التأق» أو «الحساسية المفرطة»، ومن أبرز أعراضها ما يلي:
- صعوبة البلع.
- ألم بالصدر.
- ضيق بالحلق.
- ضعف النبض.
- صعوبة التنفس.
- شحوب الجلد «أو ازرقاقه».
- انخفاض ضغط الدم.
- دوخة.
- إغماء.
ونبه الأطباء إلى ضرورة الاتصال بقسم الطوارئ في أي من المستشفيات القريبة حال ظهور أعراض تلك الحساسية على المصاب، لأن وضعيته تكون خطيرة، وتستوجب تلقي العناية الطبية سريعًا.
هل مرض حساسية القمح خطير؟
كما سبق أن أوضحنا، تظهر أعراض الحساسية ضد القمح بعد مدة بسيطة من تناول أطعمة بها قمح أو استنشاق طحين القمح، لكن الأعراض تتفاوت، ما بين طفيفة إلى خطيرة.
ولهذا يجب الحذر كل الحذر حال ظهور الأعراض الخطيرة المرتبطة بالحساسية المفرطة، لأن الأمور تكون غاية في الصعوبة، ولا يجب تجاهلها بأي حال من الأحوال، حفاظًا على حياة الشخص المصاب.
وتابع الأطباء حديثهم بالتنبيه على حقيقة أن الحساسية المفرطة ضد القمح من الحالات الطبية العاجلة التي تستوجب التدخل الطبي السريع من جانب فرق الطوارئ المدربة على ذلك بأي من المستشفيات القريبة.
وعدا ذلك، قال الباحثون إنه لا داع للقلق، إن الحساسية العادية ضد القمح ليست بالحالة الخطرة، بل يمكن التعامل مع الأمر بقدر أكبر من الهدوء، إذ تكون أعراضها خفيفة إلى حد كبير.
وواصل الأطباء بقولهم إن هناك نصائح إضافية يمكن لأي شخص مصاب بحساسية ضد القمح أن يتبعها ليبقى دائما في أمان، وهي:
إخبار زملاء العمل والأصدقاء بطبيعة الإصابة ليكونوا على دراية ويمكنهم تقديم المساعدة حال لزم الأمر.
ارتداء سوار ينبه المحيطين إلى الإصابة بالمرض وضرورة استدعاء الطبيب لعدم قدرة المصاب وقت ظهور الأعراض على إنقاذ نفسه بنفسه.
الاهتمام بقراءة الملصقات التوضيحية التي تُضاف للأطعمة للتعرف على المكونات ومن ثم تلافي جزءًا كبيرًا من الخطر.
الانتباه حال طلب الطعام في المطعم، إذ يُفضل إبلاغ العاملين هناك مسبقًا بطبيعة الحالة المرضية للتأكد من خلو الأكل من القمح.
اقرأ أيضًا: فوائد الشوفان.. إليك 10 منها
علاج حساسية القمح
أوضح باحثون أن العلاج الأساسي والرئيس للتخفيف من حدة الحساسية ضد القمح هو الإقدام على تغيير النظام الغذائي المتبع، إذ يتوجب التوقف تمامًا عن تناول القمح وآية حبوب أخرى مرتبطة به.
وأضاف الباحثون أن هناك بعض الطرق الدوائية التي يمكن أن تفيد في علاج الحساسية ضد القمح مثل:
1- الأدوية المضادة للهيستامين
ثبت أن تلك الأدوية تساعد بشكل كبير في علاج الحساسية ضد القمح الطفيفة أو التخفيف من أعراضها، لكن لابد من العودة للطبيب المختص، لأنه من يقرر استخدام تلك الأدوية أم لا.
2- حقن الإبينفرين
تلك الحقن تفيد أكثر مرضى الحساسية المفرطة ضد القمح، ومن المهم أن يصطحبونها معهم تحسبًا لتعرضهم لأي عرض خطير في أي وقت حتى تسعفهم قبل وصول الطوارئ.
أكلات حساسية القمح
بالنسبة لمن يستفسرون عن أكلات الحساسية تجاه القمح، فقد أوضح الأطباء أن هناك بعض الأساسيات التي يجب اتباعها عند وضع أو اتباع نظام غذائي مخصص للمرضى المصابين بحساسية ضد القمح.
وتلك الأساسيات التي ينصح بالالتزام بها هي:
1- التوقف عن تناول الخبز
وهنا أول مكمن من مكامن الصعوبة التي يواجهها مرضى حساسية القمح، إذ يلزمهم إرادة قوية للابتعاد عن الخبز، بكافة أنواعه، لكن لحُسن الحظ أن هناك محال تبيع مخبوزات خالية من الغلوتين، إذ تعتمد في تصنيعه على مكونات بديلة كدقيق الأرز أو البطاطا.
2- التوقف عن تناول المعكرونة
يُنصح كذلك بضرورة أن يتوقف جميع من يعانون من حساسية ضد القمح عن تناول المعكرونة، بكافة أنواعها، لكونها من الأطعمة التي يُحظر عليهم تناولها، حتى لا تتفاقم الأعراض لديهم.
ويمكنهم لو يرغبون أن يستبدلوا المعكرونة بأطعمة أخرى من ضمنها الأرز، والبطاطس، حتى يقللوا من التأثيرات الضارة التي قد تطالهم في الأخير.
اقرأ أيضًا: فيتامين ب 6.. دليلك الكامل حول فوائده ومصادره الغذائية
3- تناول حبوب الإفطار الخالية من الغلوتين
الشيء الأهم، كما أوضحنا بالأعلى، هو الابتعاد عن الغلوتين، لذا ينصح أيضًا بتناول نوعية حبوب الإفطار التي تكون خالية من الدهون، ويُنصح بفحص الملصقات التي توضع على عبوات الحبوب للتأكد من خلوها من الغلوتين.
4- الابتعاد عن الأطعمة المقلية
من الضروري أيضًا الحذر من تلك الأطعمة المقلية، التي تكون مغموسة بما يُعرف بـ«فتات الخبز»، لكونها تعتمد في الأساس على طحين القمح، ولهذا يُنصح بالابتعاد تمامًا عن تلك الأطعمة.
5- تناول اللحوم بهذا الشرط
لا مشكلة حال الرغبة في تناول أسماك، دواجن أو لحم بقري، لكن الباحثين يحذرون في تلك الجزئية من المخاطر التي ينطوي عليها تناول اللحوم المُصنعة بأشكالها المختلفة، إلا لو تم التحقق جيدًا من مكوناتها، والتأكد بشكل قاطع من خلوها من الغلوتين.
6- تجنب أغلب أنواع الحلويات
من ضمن الأطعمة الممنوعة على المرضى المصابين بحساسية ضد غلوتين القمح كافة أنواع الكعك وكذلك الكوكيز التي تشتهر بكونها غنية بطحين القمح.
لكن هذا لا يمنع إمكانية تناولهم بعض أنواع الحلوى السكرية أو المارشميلو، وكذلك لا يوجد ما يمنع تناولهم الفطائر أو الحلوى التي يتم تصنيعها دون إضافة الغلوتين إلى قائمة مكوناتها.