استطلاع رأي: غالبية الشباب السعودي يدعمون إصلاحات القطاع الخاص
بينما تستعد المملكة العربية السعودية للاحتفال بيومها الوطني الثاني والتسعين في 23 سبتمبر المقبل، تحت شعار: "هي لنا دار"، يبدي جميع الشباب السعودي تقريباً ثقتهم بأن المملكة تسير في الاتجاه الصحيح وأن مستقبلهم سيكون أفضل بالتأكيد.
كانت هذه إحدى نتائج استطلاع أصداء بي سي دبليو السنوي الرابع عشر لرأي الشباب العربي، المسح الأشمل من نوعه للشريحة السكانية الأكبر في العالم العربي، التي تضم أكثر من 200 مليون شاب وشابة.
وتم إجراء 3,400 مقابلة شخصية مع شبان وشابات عرب، تراوحت أعمارهم بين 18- 24 عاماً في 50 مدينة، عبر 17 دولة عربية، خلال الفترة من 13 مايو إلى 16 يونيو.
وتوزعت عينة المشاركين بالتساوي بين الجنسين، بالتعاون مع ’أي دي إس‘ للبحوث والاستشارات.
وأعرب جميع الشباب السعوديين المشاركين في الاستطلاع تقريباً (99٪) عن ثقتهم بأن رؤية 2030 ستضمن بناء اقتصاد قوي للمملكة، وتعتقد نسبة مماثلة منهم (97٪) أن أيامهم المقبلة ستكون أفضل، مقارنة بحياة آبائهم.
ويرى 98٪ من الشبان والشابات السعوديين أن قيادتهم تهتم لآرائهم، وأن حكومتهم تمتلك السياسات المناسبة لمعالجة مشكلاتهم، مثل جودة التعليم وتوفير الوظائف والنمو الاقتصادي.
ميل أكبر للعمل في وظائف القطاع الخاص
تحظى الإصلاحات الحكومية الأخيرة للقطاع الخاص بشعبية كبيرة بين أوساط الشباب السعودي، إذ قال 96٪ منهم إنهم يؤيدون الإجراءات التي تحفز مشاركة القطاع الخاص في الاقتصاد الوطني، وقال 93٪ إنهم يدعمون بقوة / إلى حد ما، الإصلاحات التي تشجع المواطنين على أداء دور أكبر في قطاع الأعمال التجارية.
ويقول المزيد من الشبان والشابات السعوديين اليوم إنهم يفضلون الأعمال التجارية على الوظائف الحكومية (43٪ مقابل 34٪)، بينما يقول ربعهم (23٪) إنهم يحبذون العمل بشكل مستقل، أو لدى عائلاتهم.
دعم كبير لدخول المرأة سوق العمل
في مواجهة التصورات النمطية الغربية عن المملكة العربية السعودية، يقول أكثر من ثلثي الشباب السعوديين (68٪) إن الرجال والنساء يتمتعون بحقوق متساوية، ويقول 61٪ إنهم متساوون أيضاً في فرص العمل.
ويرى 96٪ أن حضور النساء بشكل أكبر في سوق العمل سيعود بالنفع على المملكة.
التزامٌ راسخٌ بالدين والقيم التقليدية
بينما يقول الشبان والشابات السعوديون إنهم يؤيدون أجندة الإصلاح في المملكة، يريد معظمهم أيضاً التمسك بثقافتهم وقيمهم التقليدية، بحسب نتائج الاستطلاع.
ويعتبر أكثر من ثلثي الشباب السعودي (69٪) الدين هو العنصر الأهم في التعبير عن هويتهم، ويرى 82٪ أن الحفاظ على هويتهم الدينية والثقافية أكثر أهمية من بناء مجتمع أكثر عولمة.
يقول ما يزيد على تسعة من كل عشرة شبان وشابات سعوديين، إن قوانين المملكة يجب أن تستند إلى الشريعة الإسلامية، بدلاً من القانون العام أو المدني، بينما يعتبر 79٪ أن اللغة العربية أكثر أهمية بالنسبة لهم.
وفي الوقت نفسه، يقول ثلاثة أرباع الشباب السعودي (79٪) إن الدين يؤدي دورًا أكبر مما ينبغي له في منطقة الشرق الأوسط.
اقرأ أيضًا:نتائج استطلاع شامل في «منتدى مسك العالمي» عن التكنولوجيا والأسواق الناشئة
الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة حلفاء أقوياء للمملكة
وفقاً لاستطلاع "أصداء بي سي دبليو السنوي الرابع عشر" لرأي الشباب العربي، فإن الشباب والشابات العرب يعتبرون الصين وتركيا وروسيا، أبرز ثلاثة حلفاء لبلدانهم؛ بينما اعتبر 9 من أصل 10 شباب سعوديين الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة الحلفاء الأكبر لبلادهم.
وفي الوقت ذاته، يعتقد الشباب السعودي أن بلادهم صاحبة التأثير الأكبر في العالم العربي، تليها الولايات المتحدة، ودولة الإمارات، وروسيا، والمملكة المتحدة.
وعلى عكس نظرائهم في الدول العربية الأخرى، ممن يؤيدون في الغالب فك ارتباط الولايات المتحدة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؛ يعارض حوالي ثلاثة أرباع الشباب السعودي (71٪) هذا الانسحاب.
وامتد اختلاف الرأي إلى الصراع القائم بين روسيا وأوكرانيا أيضاً.
فبينما يحمّل معظم الشباب العربي الولايات المتحدة وحلف الناتو مسؤولية الحرب بشكل أساس، يحمّل العدد الأكبر من الشباب السعودي (37٪) أوكرانيا مسؤولية ما يحصل، حيث اتجه 16٪ فقط لإلقاء اللوم على الولايات المتحدة/ الناتو.
جيل وسائل التواصل الاجتماعي
يُعد الشباب السعودي من أبرز مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي.
ووفقاً للاستطلاع، فإن المنصات الأكثر شعبية لديهم هي "واتس أب" (98%)، و"سناب شات" (84%)، و"يوتيوب" (83%)، و"تويتر" (73%)، و"تيك توك" (60%)، و"فيسبوك" (55%).
وقد تضاعف استخدام منصة "تيك توك" ثلاث مرات تقريباً خلال السنوات الثلاث الماضية، من 24٪ من الشباب السعودي، الذين قالوا إنهم يستخدمونها يوميًّا بنسبة 60٪ باليوم.
كما ارتفعت شعبية كل من "سناب شات" و"إنستجرام" و"تويتر"، فيما انخفض معدل الاستخدام اليومي لمنصة "فيسبوك" من 82٪ في عام 2020 إلى 55٪ حالياً بحسب الاستطلاع.
ولا عجب أن تكون وسائل التواصل الاجتماعي هي أبرز المصادر الإخبارية لـ 43٪ من الشباب السعودي، الذين شملهم الاستطلاع، يليها التلفاز (27٪)، ثم المصادر الإلكترونية (23٪).
ومع ذلك، فهم يثقون في المصادر الثلاثة بدرجة متساوية، على حد تعبيرهم.
نمو سريع بمعدل التسوق عبر الإنترنت
تضاعف عدد السعوديين الذين يتسوقون عبر الإنترنت خلال السنوات الخمس الماضية، وفقاً للاستطلاع؛ وذلك من 58٪ قالوا إنهم يشترون المنتجات والخدمات عبر المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، مرة واحدة على الأقل شهرياً منذ عام 2018، إلى جميع المشاركين تقريباً ممن قالوا إنهم يلجؤون حالياً للتسوق عبر الإنترنت.
وشملت أكثر المنتجات والخدمات التي تم شراؤها عبر الإنترنت كلاً من الملابس (69٪)، ومستحضرات التجميل، ومنتجات العناية الشخصية (33٪)، والطعام (31٪)، والأجهزة الإلكترونية (22٪)، ومنتجات البقالة (17٪).
جيل يحاول بدء حقبة جديدة
انضوت نتائج استطلاع أصداء بي سي دبليو السنوي الرابع عشر لرأي الشباب العربي تحت ستة مواضيع رئيسة هي: هويتي، سبل معيشتي، توجهاتي، مواطنتي العالمية، نمط حياتي، وطموحاتي المستقبلية. وكشفت نتائجها عن جيلٍ يحاول بدء حقبة جديدة يقف فيها على مفترق طرق، مشتتاً بين الحفاظ على قيمه وثقافته، وبين تبني قيم عصرية جديدة.
تعليقاً منه على نتائج الاستطلاع؛ قال سونيل جون، رئيس شركة "بي سي دبليو" في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ومؤسس "أصداء بي سي دبليو": "قدم الاستطلاع المزيد من الرؤى المهمة حول أفكار الشبان والشابات العرب في جميع أنحاء المنطقة، والمشاكل التي يتعين على صناع القرار معالجتها، لضمان الاستفادة القصوى من إمكاناتهم".
وأضاف جون: "نحن في ’أصداء بي سي دبليو‘ نعتقد أنه لفهم العالم العربي بشكل أفضل، علينا أولاً أن نفهم مشاعر وأفكار الشباب العربي، الذين يشكّلون أكبر شرائحه السكانية.
ويظهر استطلاع هذا العام جيلاً من الشباب والشابات العرب، الراغبين ببدء حقبة جديدة بعيداً عن انقسامات الماضي.
وأردف جون: "تبدو نتائج الاستطلاع في المملكة العربية السعودية مبشرةً للغاية؛ إذ تشير إلى أن الشباب السعودي، رجالاً ونساءً، متفقون تماماً مع أجندة الإصلاح التي تنتهجها البلاد، ومتفائلون إزاء مستقبلهم".