ارتداء ساعتين في آن واحد ليس بالضرورة أن يكون من مظاهر البذخ والترف، أو حتى استعراض أناقة، أو إبراز الذات.
لكنه قد يكون ذا فائدة صحية، أو غاية عملية على نحو يفوق توقعاتك بكثير.
حاولت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية أخيرًا استكشاف ظاهرة "المعصم المزدوج" وهي ارتداء ساعتين معًا: اثنتين على المعصم نفسه، أو واحدة في كل يد، إحداهما تقليدية والأخرى ذكية.
وقالت الصحيفة إن عشاق هذه الظاهرة يروق لهم كثيرًا تصميم الساعات التقليدية، لكنهم في الوقت عينه يحتاجون إلى تتبع حالتهم الصحية، أو بعض وظائف الساعات الذكية الأخرى التي لا تتوافر بطبيعة الحال في نظرائها من الساعات التقليدية.
واكتسبت الظاهرة زخمًا وانتشارًا مع ظهور الساعات الذكية، لكنها كانت موجودة بالفعل منذ تسعينيات القرن الماضي، حيث دأب العديد من المشاهير على اتباعها لسبب، أو لآخر.
مشاهير ارتدوا ساعتين
وسردت الصحيفة أمثلة لمشاهير وشخصيات رفيعة المستوى ارتدوا بالفعل ساعتين، وفي مقدمتهم الجنرال الأمريكي نورمان شوارزكوف، الذي ظهر وعلى معصميه ساعتا رولكس- إحداهما تعرض التوقيت المحلي في السعودية، والأخرى تعرض توقيت واشنطن- إبان حرب الخليج في عام 1991، وكان ذلك لأسباب عملية، ولا تتعلق بالموضة.
ومثله فعل الرئيس الكوبي الراحل فيديل كاسترو، الذي ظهر إبان أزمة الصواريخ مجتمعًا مع الوفد السوفييتي، وهو يرتدي ساعتين، واحدة بتوقيت هافانا، والثانية بتوقيت موسكو.
وبعيدًا عن السياسة يتعمد عدد من نجوم الموسيقى ولأسباب غير واضحة ارتداء ساعتين، أو أكثر، مثل جاستين بيبر وكيث ريتشاردز.
وينضم لقائمة عشاق ارتداء ساعتين في آن واحد الصحفي المؤلف الأمريكي جونزو هانتر إس تومسون، والممثل المخرج الأمريكي مارلون براندو، وكريس برات، وبيل موراي.
وتضم القائمة أيضًا أسطورة الكرة العالمية الأرجنتيني الراحل دييجو أرماندو مارادونا، الذي اعتاد منذ عام 2004 الظهور بساعين على كلتا يديه، إحداهما تعرض توقيت بلده الأرجنتين، والثانية تعرض توقيت البلد الذي يتواجد فيه.
وإذا ذهبنا أبعد من ذلك، وعدنا إلى ما قبل عام 2003 سنجد مؤسس مجموعة "سواتش" العملاقة نيكولاس حايك يرتدي أكثر من ساعة سويسرية حول معصميه.
فالرجل الذي يعود له الفضل في إنقاذ صناعة الساعات الميكانيكية السويسرية إبان ما عرف في الثمانينيات بأزمة الكوارتز، أراد من خلال هذه الصورة الترويج بنجاح إلى أن المستهلك يشتري الساعة باعتبارها شيئًا يعبر عن أسلوبه الشخصي الخاص.
اقرأ أيضًا: Maimo Watch R.. ساعة ذكية عصرية بأكثر من 100 وجه
والساعة الميكانيكية السويسرية تعبر عن مفاهيم الرقي، والثراء، والذوق الرفيع، والدقة، والفن، وما إلى هنالك من مزايا وخصائص، تفتقدها ساعات الكوارتز.
البحث في أسباب "المعصم المزدوج"
اتفق صناع الساعات الميكانيكية الراقية على رفص تسمية الساعات الذكية، واستبدال عبارة "التكنولوجيا القابلة للارتداء" Wearable Technology بها.
في المقابل دخل عدد من الصانعين السويسريين مثل "تاغ هوير" و"مون بلان" مجال "التكنولوجيا القابلة للارتداء" بساعات ذكية بوجوه ميكانيكية، تتضمن كل الوظائف والخصائص لكنهما لم يروجا بأي شكل لفكرة "المعصم المزدوج".
وهناك عدد من أسباب هذه الظاهرة (المعصم المزدوج):
1- وظائف مهمة
يمكن للبعض نقل معلومات قيمة تتعلق بأنشطة معينة.
وهناك ساعات ذكية توفر بيانات في الوقت الفعلي، وتبقيك على اطلاع دائم بأهداف لياقتك، بينما تتيح لك الساعات الأخرى الرد الفوري على الرسائل النصية.
أيضًا، إذا كان مجال عملك يتضمن التوفيق بين مناطق زمنية مختلفة، فقد تساعدك عملية ارتداء ساعتين على تتبع تلك الأوقات في الوقت نفسه.
ومن ثم ستكون أكثر مهارة في جدولة الاجتماعات، وإدارة المواعيد النهائية، ومن ثم تحسين الكفاءة والإنتاجية.
اقرأ أيضًا: مواصفات ساعة هواوي GT3 ومميزاتها
2- موضة
الساعات تخلق تباينًا رائعًا.
وهذا التباين يبرز أسلوبًا عصريًّا رائعًا حقًا، ما يجعلك في النهاية تشعر بالراحة والأناقة، فضلاً على كونه يمزج بين الأصالة، والمعاصرة.
3- سعادة شخصية
هناك بالفعل رجال يمكنهم قضاء الكثير من الوقت في اختيار الساعة التي يرتدونها، لما ستضفيه عليهم من أناقة وعصرية، ومن ثم تحقيق السعادة الشخصية لهم.
4-السلامة الصحية
أن تكون آمنًا، هذا قد يبرر مسألة ارتداء ساعة أخرى كنسخة احتياطية.
يمكن لتلك الساعة القيام بالعديد من الأنشطة، وهو ما قد ينقذ حياتك أنت شخصيًّا.
فإذا كنت ذاهبًا في نزهة على سبيل المثال، فربما تكون سائرًا على طول مسار لا يوجد فيه أي استقبال للهاتف الخلوي.
ومن ثم فإنه إذا توقفت إحدى الساعات فجأة عن العمل أو تعرضت للتلف، فسيكون لديك على الأقل ساعة ثانية تعتمد عليها.
كما أن الرجال الذين يعملون في مجال إنفاذ القانون، أو يخدمون في الجيش، سيجدون مسألة ارتداء ساعة احتياطية مفيدة بشكل خاص، لأنهم يجب أن يظلوا دائمًا في حالة تأهُّب.
ارتداء ساعتين.. ماذا يعني؟
1-أنت دقيق
يمكن أن تبدو مسألة ارتداء ساعتين "أفضل" من واحدة من حيث إظهار مقدار تقديرك للوقت.
حيث يمكنك الظهور كشخص منظم جيدًا لوقته.
وحتى إذا لم تكن الشخص الأكثر دقة في المواعيد أو الالتزام بها، فلا يزال من الممكن أن يساعدك ارتداء ساعتين على استخدام الوقت بفاعلية.
فهناك شعور أقوى بالوعي بأهمية الوقت ستكتسبه ببطء بمساعدة ساعات متعددة.
وسيدفعك ذلك لتعلم كيفية تقدير وقتك، وكذلك وقت الآخرين.
2- أنت عاطفي
العناصر التي لها قيمة عاطفية تجعلك أكثر أناقة.
ربما تكون قد حصلت على ساعة قدمها لك الآخرون.
يمكنك ارتداء تلك الساعة إضافة إلى إحدى ساعاتك الخاصة كطريقة لتمثيل مدى قربك لهؤلاء الآخرين.
أيضاً يمكنك الحصول على النوع نفسه من الساعات التي كان يرتديها أحد أفراد أسرتك الذي وافته المنية مؤخرًا.
وقد يكون ارتداء تلك الساعة طريقة منك لتكريمه.
أو قد يكون لديك ساعة واحدة مخصصة لحدث لا يُنسى يغير حياتك، مثل يوم زفافك، أو يوم ميلاد طفلك.
3- أنت مهتم بالتفاصيل
لا تُصنع الساعات فقط لتبدو جميلة، أو لترتقي بطبعك العصري.
ولكنها تذهب إلى أبعد من ذلك.
فهذه الساعة تُظهر اهتمامك بالتفاصيل، ووعيك بمن أنت، وكيف يمكن للآخرين أن يروك.
لذا فإن الأشخاص الذين يلاحظون أنك ترتدي ساعتين قد يعجبون بك.