فوائد شاي البابونج.. تخفيف التوتر وتحسين النوم ومآرب أخرى
شايٌ طبيعي استُخدِم قديمًا لقرون عديدة في علاج اضطرابات الجهاز الهضمي، وتهدئة الأعصاب وتحسين النوم، ناهيك عن دوره في مكافحة السرطان وكبح جماحه، ذلك هو شاي البابونج، وما ذُكِر في ثنايا تلك الكلمات غيض من فيض من فوائد شاي البابونج للصحة الجسدية والنفسية على حدٍ سواء، وهو آمن لتناوله كل يوم، لكنّه قد يضر بعض الناس، فكيف تحصل على فوائد شاي البابونج دون أن يضرك؟
ما هو شاي البابونج؟
البابونج عُشب مُزهِر، يُشبِه الأقحوان المُصغر، وتحتوي أزهار البابونج على العديد من المركبات النباتية القوية، مثل الفلافونويدات، وغيرها من مضادات الأكسدة، ومع تجفيف هذه الزهور، يُمكِن استخداماها في العلاج الطبيعي والاعشاب باحتساء كوبٍ لذيذ من شاي البابونج.
فوائد شاي البابونج للصحة
يُعزِّز شاي البابونج الصحة الجسدية والنفسية على حدٍ سواء، كما يخفض خطر الإصابة بكثيرٍ من الأمراض، إذ تشمل فوائد شاي البابونج:
1. تحسين النوم
يُساعِد شاي البابونج الإنسان على النوم بصورةٍ أفضل، خاصةً مع تناوله بعد العشاء قبل النوم، فهو عطر النكهة، قليل الكافيين، ومُهدِّئ للإنسان، وقد اكُتشِف أكثر من 120 عنصرًا كيميائيًا في البابونج، أحدها مضاد الأكسدة الأبيجينين "apigenin"، الذي يرتبط بمُستقبلات الدماغ، المُعزِّزة للنعاس.
وقد أشارت أبحاثٌ أخرى إلى أنَّ الجمع بين شاي البابونج والخزامى مُفِيد جدًا للآباء الجُدد الذين يُعانُون نقص النوم، كما ثبت أنّ تناول الأمهات لشاي البابونج بعد الولادة يُخفِّف أعراض الاكتئاب، والذي يُعدّ من أبرز أسباب الأرق.
2. تخفيف القلق والاكتئاب
يُعدّ البابونج من أفضل الأعشاب الطبية للتخلص من التوتر والقلق، وذلك حسب بحث في العلاجات البديلة في الصحة والطب "Alternative Therapies in Health and Medicine"؛ إذ يُعدّ البابونج مُهدّئًا للأعصاب، خاصةً مع استنشاق بخاره، إذ تنتقل مباشرةً إلى الجزء الشمي في الدماغ، ما يُساعِد على إيقاف التوتر، لذلك يُستخدَم شاي البابونج في تخفيف القلق والتوتر المزمن.
اقرأ أيضًا:تأخير علامات الشيخوخة وخسارة الوزن الزائد.. فوائد كبيرة لـ«شاي الماتشا»
3. الحفاظ على صحة القلب
يحتوي شاي البابونج على الفلافونويدات، أحد مضادات الأكسدة التي تدعم صحة القلب وتحميه من الإصابة بالأمراض، ويُؤدِّي شُرب شاي البابونج بانتظام إلى الحفاظ على مستويات ضغط الدم الصحية؛ إذ يُخفِّف التوتر ويُعزِّز النوم، ويُساعِد على إرخاء الأوعية الدموية والشرايين ومنع ضيقها.
4. تحسين الهضم
تحسين الهضم وتعزيز صحة الجهاز الهضمي عمومًا من فوائد شاي البابونج، إذ يُعالِج مختلف اضطرابات الجهاز الهضمي، مثل:
- الغازات.
- ارتجاع المريء.
- عسر الهضم.
- الإسهال.
- فقدان الشهية.
- دوار البحر.
- الغثيان والقيء.
ويُساعِد شاي البابونج أيضًا في تقليل فترة المعاناة من الإسهال والمغص عند الأطفال.
5. تخفيف الالتهابات وتسكين الآلام
يُعرَف شاي البابونج أحيانًا ب"الأسبرين العشبي"، فقد كان علاجًا منزليًا شائعًا لتسكين الآلام لعدّة قرون، إذ هو فعّال في تخفيف تورُّمات الوجه، وتهيّج الجلد، وآلام الأسنان، والآلام الناجمة عن الالتهابات عمومًا.
كذلك يُساعِد شاي البابونج في تسكين آلام المفاصل وآلام الظهر، بل ويُساعِد في تسكين آلام الحمل عند السيدات، وكذلك الآلام بعد الولادة، بل في بعض بلدان العالم كالمكسيك، تتناول النساء شاي البابونج بعد المخاض لإرخاء عضلات البطن، ومساعدتهن على الراحة.
6. تنظيم مستويات السكر في الدم
يُعدّ تقليل مستويات السكر في الدم أحد فوائد شاي البابونج، لكنّه ليس بديلًا عن الأدوية أو علاجات مرض السكري التقليدية؛ إذ وجدت الأبحاث أثره في خفض مستويات السكر في الدم، وهو جزءٌ من نظامٍ غذائي متوازن لمرضى السُّكري.
وقد وجدت دراسةٌ، حسب موقع "health"، أنَّ احتساء شاي البابونج 3 مراتٍ يوميًا بعد الأكل، له أثر إيجابي على مرضى السكري؛ إذ تراجعت نسبة السكر التراكمي، ومستويات الأنسولين، وكذلك مستويات الكوليسترول.
اقرأ أيضًا:فوائد الشاي الأخضر.. وكيف يؤثر على صحة القلب والتهاب المفاصل
7. مُكافحة السرطان
نُشِرت مراجعة منهجية عام 2023 في "Intergrative Cancer Therapies"، مُبيِّنةً أنَّ البابونج قد يكون علاجًا مساعدًا لبعض المضاعفات الصحية المُرتبطة بالسرطان، فقد وجدت الدراسة أنَّه يُساعِد على تخفيف بعض المشكلات عند مرضى السرطان:
- التهاب الغشاء المخاطي في الفم.
- مضاعفات الجلد.
- الاكتئاب والقيء.
كما ساعد في تحسين شهيتهم، لكن الدراسات استخدمت أشكالًا مختلفة من البابونج، بما في ذلك غسول الفم، والمواد الموضعية، والشاي والشراب، والروائح، لذلك لا يمكن الجزم أنّ هذه التأثيرات في علاج السرطان أو ما يُصاحِبه مُؤكّدة مع شاي البابونج تحديدًا.
كذلك بيّنت دراسات نشاط البابونج المُضاد للسرطان، إذ يُساعِد في تثبيط نمو الخلايا السرطانية، باحتوائه على مضاد الأكسدة الأبيجينين، الذي يُساعِد في مكافحة سرطان الجلد والبروستاتا والثدي والمبايض عند السيدات، خاصةً سرطان البروستاتا، ومِنْ ثَمّ تُعدّ مكافحة السرطان من أهم فوائد شاي البابونج.
8. تعزيز صحة البشرة
غالبًا ما يُستخدَم البابونج موضعيًا لتهدئة تهيُّج البشرة، إذ وجد الباحثون بعض الأدلة على أنّ خصائص البابونج المضادة للالتهابات تُساعِد في بعض اضطرابات البشرة، مثل الإكزيما، كما قد يُساعِد في علاج بعض الضطرابات الجلدية الأخرى، مثل:
- طفح الحفاضات.
- الجروح البسيطة.
- الكدمات والحروق.
لكن هذه الفوائد لاستخدام البابونج موضعيًا، أمّا شُرب شاي البابونج فرُبَّما يُساعِد في الحفاظ على البشرة بمضادات الأكسدة "الفلافونويدات"، كما أنّه مفيد في التخلص من علامات الشيخوخة، مثل البقع الداكنة والخطوط الدقيقة، لكن يجب استشارة طبيب مختص قبل استخدام البابونج لهذه الأغراض.
استخدامات شاي البابونج في الطب البديل
يُستخدَم شاي البابونج في الطب البديل في علاج:
- الجروح.
- الأكزيما.
- تهيُّج الجلد.
- آلام الأعصاب.
- عرق النسا.
- الآلام الروماتيزمية.
- البواسير.
ويُستخدَم شاي البابونج على نطاقٍ واسع لعلاج التهاب الجلد والأغشية المخاطية، والالتهابات البكتيرية المختلفة للجلد، كما يُستخدَم كمُستخلص مائي لتهدئة الأعصاب وتخفيف القلق، والتغلب على الأرق ومشكلات النوم الأخرى.
يُساعِد شاي البابونج في إرخاء الجهاز الهضمي، ويُستخدَم لعلاج اضطراباته المختلفة، بما في ذلك الانتفاخ وعسر الهضم، والإسهال، وانسداد الشهية، والغثيان والقيء، كما يُستخدَم لعلاج المغص عند الأطفال، وذلك حسب "Molecular Medicine Reports"، لكن يجب استشارة الطبيب قبل استخدام شاي البابونج لغرضٍ طبيٍ مُعيّن، تجنّبًا للآثار الجانبية، ولمعرفة أمثل طريقة للاستفادة منه.
هل لشاي البابونج أضرار؟
تتعدّد فوائد شاي البابونج لمختلف جوانب الصحة، ويُعدّ آمنًا لتناوله ونادرًا ما يُسبِّب آثارًا جانبية، ورغم ندرتها فقد تشمل:
- الغثيان.
- الدوار.
- الإسهال.
- تفاعلات تحسسية، في حالة المعاناة من الحساسية تجاه شاي البابونج.
اقرأ أيضًا:الشاي باللبن مزيج لذيذ.. لكن هل مفيد لصحتك؟
تفاعلات شاي البابونج مع الأدوية
لا تُوجَد معلومات كثيرة مُتوفِّرة حول تفاعلات شاي البابونج مع الأدوية، لكن عانى بعض الناس أعراضًا جانبية مع احتساء شاي البابونج إلى جانب:
- أدوية السيولة، مثل الوارفارين.
- مثُبِّطات المناعة المُتناوَلة في حالة زراعة الأعضاء، مثل سيكلوسبورين.
لذلك يجب استشارة الطبيب قبل تناول شاي البابونج إلى جانب أي أدوية أو مكملات غذائية.
متى يجب أن تتجنّب تناول شاي البابونج؟
نعم، كثيرةٌ هي فوائد شاي البابونج للجسم والصحة النفسية على حدٍ سواء، لكنه قد يضر بعض الناس، ومِنْ ثَمّ لا يُنصحون بتناوله:
1. الحساسية
تُحذّر المؤسسات الصحية من تناول شاي البابونج في حالة الحساسية تجاه البابونج أو النباتات ذات الصلة، مثل الأقحوان، وذلك تجنّبًا لحدوث أي رد فعلٍ تحسسي، والذي قد يكون طفيفًا، مثل تدميع العين وسيلان الأنف، أو شديدة تُسبِّب صعوبة التنفس أو التورم والإغماء.
2. الأدوية
قد يتفاعل شاي البابونج مع بعض الأدوية، بما في ذلك الوارفارين (أدوية السيولة) والسيكلوسبورين (مُثبّطات المناعة)، لذلك إذا كُنتَ تتناول هذه الأدوية، فمن الأفضل استشارة الطبيب لضمان الحصول على فوائد شاي البابونج دون أضرار.
3. الحمل والرضاعة للسيدات
الأبحاث محدودة حول مدى أمان شُرب شاي البابونج خلال فترة الحمل أو الرضاعة الطبيعية عند السيدات، ومن الأفضل استشارة الطبيب قبل شُرب شاي البابونج خلال فترة الحمل أو الرضاعة.
اقرأ أيضًا:فوائد الشاي الصحية وهل قد يسبب أضراراً
متى تتناول شاي البابونج قبل النوم؟
يُفضِّل كثيرٌ من الناس بشُرب شاي البابونج قبل النوم ب30 - 45 دقيقة، وذلك لإعطاء الجسم فرصة للحصول على العناصر الغذائيية وجني فوائد شاي البابونج للنوم، ومع ذلك لا تُوجَد أبحاث كافية حول الوقت المناسب أو عدد مرات شُرب شاي البابونج قبل النوم.
كم ينبغي أن تتناول من شاي البابونج يوميًا؟
لم تُحدِّد إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) الجرعات الآمنة من البابونج، لكنّه آمن عمومًا، وقد استخدمت بعض الأبحاث مستخلص البابونج الألماني بجرعات تتراوح بين 220 - 1,100 مغم يوميًا على مدار 8 أسابيع، حسب موقع "health".
لكن في حالة الرغبة في تناول البابونج في صورٍ أخرى غير الشاي، خاصةً بكميات كبيرة، فمن الأفضل استشارة الطبيب أولًا.